تغريدة طائشة تهدد أوباما بالقتل تدخل شاب مغربي ردهات المحاكم
استعمال التقنيات الحديثة بعد ثورة تكنولوجيّة غزت كل الأسواق العالمية، مازالت تعرف فراغات كثيرة حول طريقة استعمالها ومخاطرها التي يمكن أن تضر بالمرء إلى حد كبير، فالجرائم لم يعد الواقع هو مسرحها فقط، بل تعدّى ذلك ليشمل كل مواقع التواصل الاجتماعي أو بالأحرى كل الوسائل التكنولوجية.
غياب الوعي يؤثر بشكل كبير في استغلاله من كثيرين من أجل التحريض على الجريمة أو التشهير بها، والغباء في أحيان أخرى يكون وراء توريط أناس كثر نحو الزج في السجون ومتابعات قضائية قد تأخذ وقتا طويلا، ومن بين القضايا المثارة في المغرب محاكمة شاب هدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالقتل.
قبيل عيد الأضحى بأيام من المنتظر أن تقضي المحكمة الابتدائية بعين السبع بالدار البيضاء، بمحاكمة الشاب المغربي، إسماعيل سفيان (18 سنة) المنحدر من أفورار نواحي مدينة بني ملال وسط المغرب، والمتهم بتهديد الرئيس الأمريكي عبر رسالة الكترونية بالقتل، وذلك يوم الجمعة المقبل من أجل الإطلاع على الملف.
ووجهت لإسماعيل حاصل على شهادة الباكلوريا شعبة الحياة والأرض تهمة "الجريمة الإلكترونية"، باستعماله لنظام المعالجة الآلية للمعطيات عن طريق الاحتيال وتغيير طريقة معالجتها وإرسالها عن طريق الاحتيال والتحريض على العنف باستعمال وسائل النشر الالكتروني بسبب تغريدة كتبها على موقع "توتير" يوم 23 أبريل/ نيسان 2012مفادها: "سأقتل رئيسكم وكل الموجودين في بيته، هذا ما سأفعله حين أصل إلى الولايات المتحدة الشهر المقبل، إنني أريد، وأعرف ما أنا مقدم عليه"،الأمر الذي جعل خبراء التحري في واشنطن الذين قرأوا التغريدة اعتبار كلام اسماعيل تهديدا يطال الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وتعود وقائع الاعتقال حسب رواية والد اسماعيل ، عندما جاء شخصين بزي مدني، بالإضافة إلى عناصر تابعة لسرية الدرك الملكي إلى منزل الأسرة بأفورار، ليعثروا على والدة الشاب ويسألونها عن ابنها اسماعيل، حيث أخبروها بأنه متهم بتهديد رئيس أمريكا بالقتل في رسالة نصية بعثها إلى الحساب الشخصي "التويتر"، للرئيس.
وكانت جلسة الجمعة 4 أكتوبر الجاري، عرفت طلب دفاع المتهم بالسراح المؤقت لإسماعيل المتواجد حاليا في إصلاحية عكاشة.
من جهتها نفت عائلة التلميذ سفيان أن يكون ابنها له توجه متطرف أو ينتمي لجهة ما، وأكدت أن ما صدر عنه هو مجرد طيش شباب في استعمال المواقع الاجتماعية، كما أنه لم يكن يفكر في الهجرة إلى أمريكا، وأنه لم يع عواقب تغريدته الطائشة التي تهدد فيها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بالقتل".
الجملة التي كتبها اسماعيل في أبريل من سنة 2012 مازحا، كانت كافية لتحويل حياته إلى جحيم، يحكي والده أحمد سفيان ، "أن من يتهم ابني بتلك التهم الثقيلة، عليه أن يسأل عنه محيطه، فما علاقة ابني بالتطرف؟ لو كان متطرفا لكنت أول من يودعه عند السلطات".
يقول أحمد سفيان، وهو الذي يشتغل كبناء بدوار تكانت بأفورار إقليم أزيلال، "إن لابنه حلما بمواصلة دراسته والتفوق فيها، ونال شهادة الباكالوريا مؤخرا بمعدل جيد، بل ووضع ملفه ضمن شعبة الرياضيات والإعلاميات في كلية بني ملال"، ليؤكد أن صدمته كانت كبيرة، فابنه لم يسبق له حتى السفر إلى الدار البيضاء فما بالك بتهديد رئيس أقوى دولة في العالم، ويستطرد بالقول "كانت الأمور ستكون أكثر سوءا عندما تم وضع ملف ابني أولا في الغرفة المختصة في قضايا الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدراالبيضاء، إلى أن تم تكييف القضية وإرجاعها للمحكمة الابتدائية"، وهو ما يعني حسب الوالد أنه لا علاقة له بكل تلك التهم التي وجهت له.
في حين عبرت خديجة لشكر الكاتبة العامة لجمعية أصدقاء مراكز الإصلاح وحماية الطفولة، بقولها: "إن الشاب اسماعيل لم يكن يعي ما يقوم به، وتلخص ذهول اسماعيل نفسه بحسبها، فهو لم يحاول قط نفي الرسالة التي أرسلها، وزادت مؤكدة، أنه كان يمزح، مستعملا اللغة الإنجليزية التي يعشقها، ومن سخرية الأقدار حسب لشكر، هو تسجيله في شعبة اللغة الإنجليزية في الكلية قبيل رفع الدعوى القضائية.
الشاب المتهم يتابع وفق مواد القانون الجنائي وقانون الصحافة، وقد تم ايداع الشاب بمصلحة الإصلاح والتهذيب بسجن عكاشة بالدار البيضاء، وكان يوم الجمعة 12 شتنبر 2013 أولى جلسات المحاكمة التي تعرف تأجيل النطق بالحكم وتم تكليف محام آخر للدفاع عنه، مع ملتمس من أجل السراح المؤقت، في انتظار ما ستسفر عنه هذه القضية التي بدأت بالمزاح وانتهت في ردهات المحاكم.
في المقابل قضت محكمة مغربية مؤخرا بحبس طالب لمدة شهرين، بعدما هدد وزيرا أردنياً سابقا للثقافة، بنشر صور خليعة له على شبكة الانترنت، كما قام بابتزازه وتعريض حياته للخطر.
وكانت فرقة أمنية خاصة استقدمت التلميذ من وادي زم إلى الرباط، بعدما تقدم الوزير الأردني بشكوى إلى المديرية العامة للأمن الوطني يتهم فيها شابا مغربيا بابتزازه والتهديد بنشر صور خليعة له، ما دفع بمصالح الأمن بالتحري في القضية حيث توصلت إلى تحديد هوية الشاب وتمت إحالته على المحكمة التي قررت إدانته بشهرين حبسا نافذة.
وقد شاركت عناصر فرقة أمنية خاصة مؤخرا، في دورات تكوينية خارج المغرب، كانت بهدف الاستفادة من آخر تقنيات استعمال مواقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" و"تويتر" وغيرهما، ومن بين أهم التقنيات الحديثة للاستخبار، إمكانية التعرف على صوت وصورة المستعمل لمواقع الكترونية جهادية، إذا كان الحاسوب يتوفر على كاميرا، إذ يمكن اقتحام خصوصيات الجهاز عن بعد، وقد تمكنت الوحدة الالكترونية التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني السنة الماضية من تفكيك أزيد من 52 شبكة ناشطة في مجال الجريمة الإلكترونية بالمغرب.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024