هاني شاكر: يعود إلى التمثيل ويقدم ألبوماً خليجياً للمرة الأولى
استطاع هاني شاكر أن يحافظ على نجوميته رغم تجدد الزمن واختلاف الأذواق، ونجح في أن يواكب التطورات والتحوّلات دون أن يغير في أسلوبه شيئاً.
وهو يستعدّ حالياً لتقديم ألبوم خليجي للمرة الأولى كنوع من التجديد، كما يعود إلى التمثيل بعد غياب أكثر من ثلاثين عاماً، لكن من خلال التلفزيون، بعد أن شارك في ثلاثة أفلام سينمائية.
عن تفاصيل هذه التجارب يتحدث إلينا، كما يكشف سبب تأجيل ألبومه الرومانسي، وحرصه على أن تكون له صفحة على الفيسبوك، ورأيه بما يحدث في مصر وحقيقة اعتزاله.
- لماذا قررت العودة إلى التمثيل؟
لم يكن التفكير في العودة بعيداً عني، لكن كانت الأغاني تشغلني، لأنني أحتاج إلى وقت طويل، حتى أعثر على الكلمات والألحان التي سأقدمها، لذلك لم يكن لديَّ وقت كافٍ لخوض تجارب تمثيلية، إضافة إلى أنني لم أعثر على النص المناسب الذي يشجعني على هذه العودة حتى عرض على مسلسل «مدرسة الحب»، تأليف السوري رازي وردة وإخراج صفوان مصطفى، ووجدت نفسي أمام عمل مميز ورائع أجبرني على العودة.
وهو عمل عربي متكامل، يضم ممثلين من مصر وسورية ولبنان والعراق. ويتعلق العمل بالحب والرومانسية وتدور أحداثه في 60 حلقة، وستكون معظم الأدوار شرفية، وهذا سيخلق نوعاً من التجديد للمشاهد، حتى لا يشعر بالملل الذي أصابنا في بعض الأعمال.
- هل ترى أن العودة ستكون سهلة بعد هذا الغياب؟
لا أنكر أنني أشعر بالتوتر والقلق، وكأنني أقف للمرة الأولى أمام كاميرات التمثيل، ولذلك قررت التدريب بشكل مكثف على الدور حتى يخرج بالشكل الذي يرضيني والمستوى الذي اعتاد عليه جمهوري مني. فهذه التجربة سلاح ذو حدين، من الممكن أن تضيف إلى الفنان أو تأخذ منه.
لكنني أشعر ببعض الطمأنينة، خاصةً أنني أعمل مع مخرج محترف وفنانين كبار على مستوى العالم العربي.
- لماذا توقفت عن التمثيل بعد فيلم «هذا أحبه وهذا أريده» عام 1977؟
أحمد الله على أن التجارب الثلاث التي قدمتها في السينما كانت ناجحة وأفتخر بها، لكن بعد هذا الفيلم حدثت المقاطعة العربية بعد عملية السلام بين مصر وإسرائيل، واستمر ذلك ما يقرب من عشر سنوات، تعرضت فيها السينما لتغيرات كبيرة وانتشرت أفلام المقاولات، وهذه النوعية لم أتحمس لها، ورفضت المشاركة فيها رغم العديد من العروض التي تلقيتها آنذاك.
وقررت أن أركز على الغناء، ومن وقتها ظلت فكرة التمثيل في ذهني، لكنني انتظرت العمل الذي يشجعني على العودة.
- ولماذا فضّلت العودة عبر التلفزيون وليس السينما؟
أرى أن التلفزيون تأثيره أكبر كثيراً من السينما، بعد أن ارتفعت نسبة مشاهدته بشكل كبير، وأصبح الجمهور مرتبطاً بالمسلسلات، وبالتالي تأثير الرسالة في التلفزيون أكبر كثيراً منها في السينما، بالإضافة إلى أن الأعمال التلفزيونية أصبحت متعددة الموضوعات وغير محصورة، عكس السينما التي أصبحت تركز بنسبة كبيرة على أفلام العشوائيات والأكشن واختفت منها الأفلام الرومانسية والغنائية، وهذا جعل تأثيرها محدوداً للغاية عكس التلفزيون.
كما أن هذا النوع من الأفلام لا يتناسب مع كل الأذواق، وأصبح يوجه إلى جمهور بعينه.
- لماذا قررت تأجيل ألبومك الرومانسي والتركيز على الأغاني الدينية؟
الألبوم جاهز منذ فترة طويلة وكان من المقرر صدوره في رمضان، لكن الشركة المنتجة وجدت أن هناك مغامرة كبيرة في طرحه في ظل الظروف المضطربة في الشارع، لأن الجمهور مشغول بمتابعة الأحداث، ومن هذا المنطلق لا يجوز أن أقدم ألبوماً عاطفياً، لأن الوقت ليس مناسباً لذلك، وهذا لا يعني أنني لن أقدم هذا النوع الآن، لكنني أنتظر استقرار الأوضاع وعودة الهدوء إلى الشارع.
- وما حقيقة تقديمك ألبوماً خليجياً؟
هذا حقيقي، وقد انتهيت من تسجيل بعض أغنياته ويحمل اسم «أغلى بشر»، كلمات أسير الرياض وألحان خالد جنيدي، وبدأت تسجيله منذ أكثر من عامين، لكن بسبب ظروف مرض ابنتي الراحلة توقفت بعد أن سجلت أول أغنية، لكن عدت واستأنفت التسجيل، وستكون الألحان مزيجاً بين النكهة المصرية والخليجية، ومن المقرر طرحه قريباً إن شاء الله.
- ولماذا خليجي؟
أحب التجديد، وأرى أن اللهجة الخليجية عظيمة ولها تاريخ كبير، وهناك جمهور كبير يتابع هذا النوع من الأغنيات، لذلك كان من المفترض أن أقوم بهذه الخطوة منذ فترة طويلة.
- لماذا أصبحت معظم ألبوماتك مجرد مشاريع ولم نر أي جديد من خلال الألبومات طوال العامين الماضيين؟
يرجع ذلك في المقام الأول إلى الظروف التي تمرّ بها البلاد، لأنني كنت أرى أن الجمهور غير مهيأ لاستقبال أي ألبومات جديدة، كما أن الشركة المنتجة رأت ذلك.
ورغم أنني لم أقدم جديداً من خلال الألبومات الغنائية، كنت أسعى إلى الحضور من خلال المهرجانات والحفلات، مثل مهرجان الموسيقى العربية وحفلة عيد الحب وأيضاً مهرجان موازين، وبعض المهرجانات في الدول العربية الأخرى.
كما أنني كنت موجوداً أمام الجمهور لفترة طويلة من خلال برنامج «صوت الحياة»، لذلك أرى أنني كنت حاضراً بشكل جيد.
- هل ترى أن «صوت الحياة « أضاف إلى هاني شاكر؟
بالتأكيد أضاف إلي حب شريحة أكبر من الناس، لأن الجمهور اكتشف الجانب الآخر من شخصيتي. كما أنني سعدت للغاية باكتشاف جيل جديد من المواهب الغنائية، وأرى أن هناك أصواتاً مصرية متميزة تحتاج فقط إلى دعم ورعاية إعلامية، كما يحدث مع المطربين الشباب في دول عربية أخرى.
- لهذا قررت الاستعانة ببعض الشباب في حفلاتك؟
هذه الأصوات تحتاج إلى رعاية ودعم وإلا ستختفي، وقد فعلتها مع كارمن سليمان بعد أن فازت بلقب «أراب آيدول» في الموسم الأول، كما أنني استعنت بشريف إسماعيل ونورهان حسن في الحفلة التي قدمتها في دار الأوبرا، وأرى أنهما من أجمل الأصوات التي اكتشفناها في برنامج «صوت الحياة»، وقررت أن أقدمهما للجمهور كنوع من التشجيع لهما في بداية حياتهما المهنية.
والحقيقة أنهما استطاعا أن يبهرا الجمهور ويبهراني شخصياً.
- هل من الممكن أن تعود إلى تقديم البرامج؟
ولمَ لا؟ فهذا البرنامج حقق لي فرصة جيدة للاحتكاك المباشر مع الجمهور، وهذا أسعى إلى زيادة هذا الاحتكاك.
- لذلك قررت فتح صفحة شخصية على الفيسبوك؟
يضحك: هذا حقيقي، فرغم أنني لست من هواة الإنترنت ولست محترفاً في التعامل مع التكنولوجيا، طلب مني بعض المقربين القيام بذلك بسبب أهميتها في الوقت الحالي، فقد أصبح هناك ملايين يتابعون هذه الصفحات، لأنها أوجدت عالماً افتراضياً لم نكن نعرفه من قبل، وسأنشر عبر هذه الصفحة أخباري الصحيحة، خاصةً بعدما نشر بعض المواقع أخباراً كاذبة عني، لذلك أرى أن فتح صفحة رسمية لي سيكون رداً على المواقع الأخرى التي تنشر الشائعات، كما أنني سأعقد لقاء شهرياً لمدة ساعتين مع الجمهور من خلال هذه الصفحة.
- هل ندمت على عدم المشاركة في أوبريت «تسلم الأيادي» الذي حقق انتشاراً كبيراً الفترة الماضية؟
إطلاقاً، فأنا لا أندم على شيء، وأرى أن كل ما قدم من أوبريتات خلال الفترة الماضية لم يوازِ الحدث العظيم الذي تحقق في 30 حزيران/يونيو، ولا أزال مصراً على أن ما قام به الجيش يحتاج إلى عمل كبير ومتقن يتناسب مع قوة الحدث وأهميته، وليس مجرد أغانٍ والسلام.
- لذلك قبلت المشاركة في أوبريت مع الموسيقار سامي الحفناوي؟
هذا صحيح، لكن هناك أغنية منفردة سأقدمها قريباً بعنوان «الله معاكِ يا مصر»، من كلمات الشاعر الغنائي أحمد شتا، وألحان وليد منير، وتوزيع موسيقي مدحت طه.
وتعد الأغنية الثانية التي تجمعني بهذا الثلاثي بعد أغنية «ادعوا لمصر» التي قدمتها العام الماضي ولاقت نجاحاً كبيراً. أما بخصوص الأوبريت مع سامي الحفناوي فقد بدأنا من فترة بروفات هذا العمل الذي كتبه الثنائي مجدي النجار وسيد شوقي، وسيشارك فيه عدد من المطربين المصريين، وأعتقد أنه سيكون أوبريتاً مختلفاً ومميزاً، وسيرصد خروج ملايين المصريين في ثورة 30 يونيو.
- هل توقعت خروج الملايين في 30 يونيو؟
كنت متأكداً من أن ملايين سيخرجون إلى الشوارع بعدما أعلنوا تمرّدهم على النظام وعلى الإخوان المسلمين، حتى أنني كنت مؤيداً لهذا الخروج، وأعلنت ذلك بشكل مسبق. لكن سأكون كاذباً إذا قلت إنني توقعت كل هؤلاء الملايين، فقد كانوا أكثر ممن شاركوا في تظاهرات 25 يناير، حتى أن العالم كله لم يكن يتوقع أن الشعب كله خرج لعزل الإخوان، وأنه قادر على القيام بثورتين خلال سنتين، فهذا إعجاز من وجهة نظري لم يتحقق في دول العالم أجمع.
- لكنَّ كثيراً من الدول وصفت ما حدث بالانقلاب؟
هذه الدول هي التي لا تريد الخير لمصر، لأنه كان هناك مخطط كبير لهذه الدول في منطقة الشرق الأوسط، وقد كان ذلك بالاتفاق مع جماعة الإخوان المسلمين التي أيضاً تريد تحقيق أهدافها دون الاهتمام بالوطن ولا شعبه، ولهذا خرج الملايين لإطاحتها. فنظام حكم محمد مرسي حارب الإعلام والقضاء والجيش، وتجنى على الشعب المصري، وتساهل في تهريب البنزين والسولار والكهرباء إلى غزة، ولذلك حدثت الثورة التي قام بها ملايين من أبناء مصر.
- كيف ترى مصر الآن بعد حكم الإخوان؟
مصر عادت إلى شعبها الحقيقي، بعدما كانت مخطوفة، لأنني بصراحة كنت أشعر بغربة، وكأن البلاد كانت تعيش احتلالاً وليس في نظام مدني واضح.
وقد أثبت التاريخ أن هذه الجماعة ستظل عنيفة، وقد شاهدنا ذلك، وأرى أننا لن نتخلّص منهم بسهولة، لكن العمليات المكثفة التي قام بها الجيش والشرطة خلال الشهر الماضي تؤكد أن هذا البلد أصبح في أيدٍ أمينة، وأنها لن تعود إلى الوراء.
- كيف ترى الدعم الذي قدمته الدول العربية لمصر؟
أرى أنه آن الأوان لإقامة وحدة عربية جديدة أمام الغزو الأجنبي والأهداف الاجنبية القذرة التي تريد بعض الدول تحقيقها في المنطقة، خاصةً بعد أن نجحت في تقسيم دول عربية، مثل السودان والعراق وليبيا، ونحن نرى أيضاً السيناريو السيِّئ الذي يحدث في سورية.
لكن ما لم يعلمه الأعداء أن مصر لن تكون لقمة سهلة وستكون محروسة إلى الأبد برعاية ربانية، كما أنني أرى أن مصر صمّام أمان المنطقة بأكملها، وسقوطها يعني سقوط كل الدول، لذلك فمن مصلحة كل دول المنطقة أن تظل مصر قوية وصمام أمان.
- هل ترى أن الغناء من الممكن أن يشهد ثورة جديدة؟
أتمنى ذلك، لأن الساحة الغنائية الآن تحمل كثيراً من العشوائية والبذاءة اللتين يجب أن نتخلص منهما، لذلك لا بد للنقابة من أن تحمي المستمعين من الأغنيات الهابطة والمبتذلة التي انتشرت في الفترة الأخيرة.
- ما حقيقة اعتزالك الغناء في الأوبرا؟
أعلنت هذا بعد إطاحة إيناس عبد الدائم من رئاسة الأوبرا في عهد الإخوان، لأنني كنت أعتبر إقالتها بدايةً لحرب شرسة على الفن في مصر، خاصةً أننا نعاني مشاكل وعقبات كثيرة منذ وقت طويل، منها الإذاعات التي تملكها الدولة والتي تكرر طوال اليوم أغنيات لأربعة مطربين فقط.
وبالتأكيد هناك مصالح معينة لتكرار أغنيات عدد من المطربين وتهميش الآخرين، فضلاً عن الحرب التي نواجهها من بعض شركات الإنتاج التي تحتكر الحفلات والمهرجانات الغنائية، وبمجرد ترشيحنا للمشاركة فيها يتم استبعادنا تنفيذاً لرغبة الشركة في دعم مطربيها، بالإضافة إلى إلغاء الحفلات المصرية، سواء «ليالي التلفزيون» أو «أضواء المدينة»، واكتملت المأساة بما حدث في دار الأوبرا.
لكن الآن عادت الأمور إلى نصابها، فتراجعت عن اعتزالي وسأعود إلى الأوبرا قريباً بحفلة كبيرة، لأن الأوبرا بيتنا الكبير.
- ما الذي لا يعجبك في أداء المطربين هذه الأيام؟
غياب الإحساس، فعندنا الكثير من الأصوات الجميلة، لكن الأصوات التي تغني بإحساس للأسف قليلة جداً بل نادرة، ومنها أنغام وآمال ماهر وشيرين.
- ما هو سبب استمرار نجومية هاني شاكر حتى الآن؟
الوعي فأنا أدركت مبكراً أن التطوير ليس معناه أن أسير على الموضة، وإلا كنت فشلت أنا الآخر، لكنني استطعت أن آخذ هؤلاء الجدد إلى منطقتي بدلاً من الذهاب إليهم في منطقتهم، وجعلتهم يقدمون لي ما يليق بي وبتاريخي.
- هل قدمت أي تنازلات حتى تظل مواكباً لهذا التطور؟
أبداً، أحمد الله على أنني لم أضطر لذلك، فأصعب شيء حالياً هو أن يقدم الفنان فناً محترماً وينجح مع الناس، فيما تمتلئ الساحة الغنائية بالصخب والعري.
- حين تشاهد ما يحدث الآن في الساحة الغنائية هل تصاب بالضيق؟
أكثر ما يضايقني ربط الغناء بغرائز الجسد، وأرى أنه ربط رخيص وغريب، فلا أستطيع أن أفهم حتى الآن ما هي علاقة الغناء بالمشاهد المبتذلة؟ الغناء الذي يسمو بالروح والوجدان يُربط بكلمات وصور وإيحاءات كل هدفها إثارة الغرائز.
وأعتقد أن كل من ساهم في ذلك سيحاسب أمام الله وأمام التاريخ عما تسبب به، من إفساد ذوق الشباب واثارة غرائزهم ودفعهم إلى التحرش الجنسي.
- ما هي الأغنيات التي تمثل مراحل انتقالية في مشوار هاني شاكر؟
كثيرة، لأنني قدمت نحو 550 أغنية، ومن الصعب جداً أن أفاضل بينها لأنها كلها «بناتي» وأعتز بها جميعاً. لكن من الأشياء التي أعتز بها أنني قدمت في بداياتي خمس أغنيات كانت من أقوى البدايات لمطرب جديد، وهي «حلوة يا دنيا»، «سيبوني أحب»، «قسمة ونصيب»، «كده برضه يا قمر»، «يا ريتك معايا».
وبعد هذه المرحلة جاءت فترة المقاطعة بيننا وبين الدول العربية، فجلست في منزلي عشر سنوات، وأثناء تلك الفترة أسست شركة إنتاج كانت باكورة أعمالها ألبوم «الحب مالوش كبير»، بعد ذلك قدمت ألبوم «حكاية كل عاشق»، والمرحلة التالية التي قدمت فيها «علِّي الضحكاية» و»نسيانك صعب أكيد»، و«معقول نتقابل تاني»، ثم توالت الأعمال مثل «غلطة»، «تخسري»، «ما تهدديش بالانسحاب»، «اتمدت الإيدين»، وأخيراً مرحلة «لسة بتسألي»، «لو بتحب حقيقي»، «جرحي أنا». وفي كل هذه الأعمال تعاونت مع ملحنين رائعين مثل محمد ضياء الدين، وليد سعد، سامي الحفناوي.
- هل تعرضت بعض أغنياتك لظلم؟
كل الأغنيات التي لم تصوَّر تعرضت لظلم.
- ما الذي يفرح هاني شاكر؟
أن أرى أولادي في أحسن حالاتهم الصحية، وأكثر من يسعدني حفيداي مجدي ومليكة، فهما بهجة أيامي وأحلى هدية أرسلها الله لي، كما أنني سعيد بعودة بلدنا مصر.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024