ابني صار في المرحلة الابتدائية
انتهى وقت التساهل والمرح في الحضانة وتغيرت الأمور على طفلك الذي سوف يجد نفسه أمام تحديات جديدة غالباً ما يغالي الأهل في أهميتها. ويظن بعضهم أنه إذا أخفق طفلهم في أمر بسيط، فإن أداءه المدرسي مهدد بالفشل. ومن المؤكد أن الطفل يشعر بقلقهم هذا. فالانتقال إلى المرحلة الابتدائية ليس مسألة سهلة إذ من المعروف أنها بداية تغيرات سوف يواجهها الطفل، فهي المرحلة التي عليه فيها تعلّم القراءة والكتابة.
تختلف مرحلة الحضانة عن المرحلة الابتدائية، إذ أن المطلوب من الطفل الجلوس على مقعده برصانة والتركيز لساعات طويلة، ولم يعد لديه الحق في أن يدور في الصف لينشّط رجليه كما كان مسموح له في العام المنصرم. فهو عندما يريد الذهاب إلى الحمام مثلاً عليه الانتظار ساعة الفسحة، ولن يرافقه أحد إلى الحمام ليساعده في فك أزرار سرواله.
تعلم القراءة والكتابة والحساب
يتعلم الطفل في المرحلة الابتدائية الاتكال على نفسه، في حين أن كل شيء يبدو له ضخماً في المدرسة فالمقاعد أكبر من حجمه ولا يطال المشجب الذي تعلق عليه المعاطف.. . وعلى الرغم أن هذا الأمر يقلقه فانه يثيره في الوقت نفسه، لذا فلا داعي لأن تقلق الأم. فهو يشعر بالفرح والفخر لأنه قريباً سوف يستطيع أن يقرأ القصص وحده دون مساعدة أحد لأن التغيرات الأكثر أهمية هي أن الطفل سوف يتعلم القراءة. ففي البداية يتعلم الطفل الكلمات في شكل عام.
لهذا يجب تمرين ذاكرته البصرية أولاً ومن ثم تعليمه تهجئة الكلمات وقد يجد صعوبة على تجاوز هذه الخطوة التي يرافقها تعلم الكتابة، وعد الأرقام حتى 99 ويبدأ اكتشاف متعة تعلم الجمع.
صحيح أنه ليس سهلاً على الطفل أن يتعلم جمع رقمين 2+ 3 مثلاً لذا يستعمل أصابعه في البداية، ولكنه سرعان ما يتخلى عن ذلك لاحقاً. كما يتعلم الرسم والمبادئ الأساسية لعلم الهندسة حيث يبدأ برسم المثلث والمربع والمستطيل والدائرة. ومن ثم يتعلم قراءة الروز نامة وحفظ أيام الأسبوع وأشهر السنة.
وغالباً ما يحتار الأهل في طريقة تعليم طفلهم ويحاولون شتى الوسائل من أجل أن يبدأ هذه المرحلة بنجاح. وكي يساعدوه على تجاوز صعوبات هذه المرحلة يمكنهم اتباع الإرشادات الآتية:
- طمأنة الطفل وتشجيعه والتأكيد له أن سوف ينجح. فالطفل يتعجل في تعلم القراءة والكتابة والعد، لذا من المهم جداً أن يمنح الأهل الطفل الثقة بنفسه وعدم إظهار توترهم.
- حضور اجتماعات الأهل التي تعقدها إدارة المدرسة مع بداية العام الدراسي. فهذا الأمر يظهر للطفل مدى جدية اهتمام الأهل بدخوله المدرسة.
- مساعدته من أجل الاستقلال الذاتي والاتكال على نفسه. كأن يغتسل دون مساعدة أحد ويرتب غرفته. فهكذا يتعلم أن يأخذ على عاتقه تحمل أعباء المدرسة.
- الاهتمام بما ينجزه والاطلاع على دفاتره وتهنئته عندما يتلقى تقديراً من المعلمة، وتوقيع الأوراق المدرسية التي يطلب منه توقيعها. ففي هذه السن يعمل الطفل بجهد كي يسعد والديه، و يخجل من الشعور بأنه « خارج عن المألوف».
- عدم تمديد فترة القراءة عند حلول المساء، فيوم الطفل كان طويلاً ومتعباً. ويجب تفادي اعتماد أسلوب جديد في القراءة، كإرغامه مثلاً على التهجئة إذا لم يكن مستعداً لذلك بعد. فهذا الأمر يربكه.
- الانتباه إلى صحته عن طريق وضع برنامج حياة يومية منظم. كأن ينام باكراً، ويخضع لنظام غذائي متوازن وصحي، فهذا ضروري من أجل جعله يستوعب دروسه في شكل جيد.
- منحه وقتاً للاستجمام كالسماح له بممارسة الرياضة كي يطلق مكبوتاته، شرط عدم الإكثار من النشاطات خارج إطار المدرسة. فالطفل في حاجة إلى الراحة وإلى وقت الفراغ الذي يشعره بالحرية.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024