تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

نقص الفيتامين 'د' في الشرق الأوسط لدى النساء

مايا أبو جودة

مايا أبو جودة

تنتشر ظاهرة نقص الفيتامين «د» في جسم المرأة في الشرق الاوسط فيما ينتاقض هذا الواقع مع الطقس المشمس في معظم أيام السنة الذي تتمتع به المنطقة. تعتبر هذه الظاهرة غريبة ويجهل كثر اسبابها.
اختصاصية التغذية اللبنانية مايا أبو جودة أوضحت أسباب هذا النقص الذي تعانيه نسبة كبرى من النساء فيما من المفترض أن تكون مستويات الفيتامين «د» في الأجسام مرتفعة كونه يؤمّن من خلال التعرض لأشعة الشمس.
كما أوضحت طرق تأمين حاجات الجسم من الفيتامين «د» والأعراض التي قد تظهر في حال النقص فيه.

يلاحظ نقص لافت في نسبة الفيتامين «د»في جسم المرأة في منطقة الشرق الأوسط على الرغم من المناخ المشمس في معظم أيام سنة، الذي نتمتع به، ما سبب هذه الظاهرة؟

  • لا شك ان المرأة في مجتمعاتنا تعاني نقصاً واضحاً في نسبة الفيتامين «د» في الجسم، وهي ظاهرة منتشرة بكثرة رغم الطقس المشمس عامةً لدينا. وقد أجريت دراسة في هذا الموضوع وتبينت الأسباب الآتية:
  • في الشرق الأوسط عامةً وفي لبنان تحديداً يعود انخفاض معدل الفيتامين «د» في الجسم إلى ارتداء الحجاب وملابس تغطي معظم الجسم مما يخفف من إمكان التعرض المباشر لأشعة الشمس.
  • بقدر ما تكون البشرة داكنة نأخذ الفيتامين «د» من الشمس بنسبة أقل. ونتمتع عامةً في المنطقة ببشرة داكنة نسبياً.
  • تساهم السمنة في الحد من قدرة الجسم على امتصاص الفيتامين «د». علماً أن ظاهرة السمنة تنتشر اكثر فأكثر في المنطقة.
  • قلة استهلاك الأطعمة الغنية بالفيتامين «د» كالسمك الغني بالدهون (السلمون) وزيت السمك. فمن الواضح اننا لا نستهلكه بنسبة كافية.
  • عدم توافر أطعمة كثيرة مقواة بالفيتامين «د» كما في الدول الغربية حيث تحرص الدولة على جعل اطعمة مستهلكة بكثرة من الناس مقواة بالفيتامين «د» كالخبز وغيره من الأطعمة الاساسية فيما لا تتوافر أطعمة من هذا النوع لدينا إلا بشكل استثنائي وفي أطعمة لا يستهلكها الكل كالكورن فليكس مثلاً. أما الخبز لدينا فليس مقوّى بالفيتامين «د».

 

 ل تختلف الاطعمة المقواة بالفيتامين «د» عن تلك الغنية به طبيعياً؟
ثمة اختلاف مؤكد ومن الطبيعي أن الأطعمة الغنية طبيعياً بالفيتامين «د» هي الفضلى للجسم الذي يمتصّ منها بشكل افضل كالسمك الغني بالدهون وزيت كبد سمك القدّ.
لكن في المقابل لا يمكن أن ننكر أهمية توافر الأطعمة المقواة التي تسمح بتأمين حاجة الجسم وهذا يبقى أفضل من عدم الحصول تماماً على الفيتامين «د»، خصوصاً أنه قد يكون من الصعب تأمين الاطعمة الغنية بالفيتامين «د» بشكل دائم وتناولها. وبالتالي يمكن الحصول على الفيتامين «د» من الاطعمة المقواة كالحليب المقوى بالفيتامين «د» والصويا والكورن فليكس والتركيز عليها حرصاً على توفير نسبة كافية للجسم.

هل هذا يعني أن الحليب ليس غنياً طبيعياً بالفيتامين «د» كما يعتقد كثر؟
الحليب ليس غنياً طبيعياً بالفيتامين «د» بل هو مقوّى وبالتالي يبقى مفيداً للجسم.
هذا مع الإشارة إلى أننا صرنا نلاحظ ان قلّة من الناس يحرصون على شرب الحليب، بل يفضلون تناول مشتقاته. وهذا أيضاً ما قد يكون من أسباب نقص الفيتامين «د» في أجسام النساء لدينا.
إضافةً إلى تزايد معدلات الحساسية وعدم تقبل اللاكتوز مما يمنع تناول الحليب أصلاً كونه يسبب انتفاخاً في البطن وحساسية. هذه العوامل أيضاً أدت إلى تراجع معدلات تناول الحليب ومعدلات الفيتامين «د» في الجسم في الوقت نفسه.

هل يظهر نقص الفيتامين «د» في الجسم من خلال أعراض معينة؟
يتميز الفيتامين «د» بدوره الهام في تركيبة العظام وصحتها وصلابتها. كذلك بالنسبة للمفاصل فقد يسبب النقص فيه آلاماً في المفاصل والعظام وتعباً شديداً وأوجاعاً في اعضاء مختلفة في الجسم. هذه الأعراض قد تلفت النظر إلى احتمال النقص في الفيتامين «د» في الجسم.

كيف يتم اكتشاف نقص الفيتامين «د» في الجسم؟
يتم اكتشاف هذا النقص من خلال فحص ترقق العظام أو فحص كثافة العظام، وطبعاً من خلال فحص مستوى الفيتامين «د» بفحص الدم.

هل تظهر أعراض نقص الفيتامين «د» في الجسم بسرعة ام أن ظهورها يحتاج وقتاً؟
تحتاج أعراض نقص الفيتامين «د» في الجسم فترة معينة لتظهر لكنها ليست فترة طويلة جداً. علماً انه ثمة مخزون من الفيتامين «د» في الجسم كونه من الفيتامينات غير الذائبة بعكس بعض الفيتامينات الذائبة كالفيتامين C مثلاً الذي يمكن أن يذوب في الماء ويتم خسارته في البول.

كم من الوقت نحتاج إلى التعرض للشمس لنحصل على نسبة كافية من الفيتامين «د» دون أن نفرط في التعرض للشمس؟
ينصح بالتعرض لأشعة الشمس لمدة 15 أو 20 دقيقة يومياً للحصول على حاجة الجسم من الفيتامين «د»، شرط ارتداء ملابس خفيفة لا تغطي الجسم كلّه.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079