ليلى عبدالله: يشرّفني أن أكون بديلة من شجون الهاجري...
ليلى عبدالله نجمة صغيرة في فضاء الفن الواسع، رصينة وجادة، تسير بتأنٍ وتختار بدقة، تحاسب نفسها وتنتقدها بقسوة... فتلك هي مقومات الفنان الحقيقي.
اقترن اسم هذه الفنانة الشابة بنجاح العديد من الأعمال الدرامية والمسرحية. ورغم صغر سنّها وتجربتها الفنية المحدودة، دخلت قلوب الجمهور وحققت لنفسها مكانة مميزة لتصبح مع الوقت ورقة رابحة يسعى المنتجون إليها لتدعيم فرق عملهم.
انتهت ليلى أخيراً من عروض مسرحية «صرخة الأشباح»، وتستعد حالياً لخوض تجربة درامية جديدة، تكشف لنا تفاصيلها في هذا الحوار.
- لنبدأ بمسرحية «صرخة الأشباح»، كيف تقيّمين هذه التجربة؟
هي تجربتي الأولى في مسرح الكبار أو بالأحرى مسرح الرعب، بعدما كنت حريصة خلال السنوات الماضية على المشاركة في مسرح الصغار الذين أكنّ لهم كل التقدير والمحبة. ورغم أنني أدين بالولاء أولاً إلى مسرح الطفل الذي ربطني بعالم الصغار، فقد أُتيحت لي فرصة أن تطأ قدماي أرضاً جديدة لم يسبق لي أن دستها من قبل.
كما أنني سعيدة بردود الفعل الإيجابية والأجواء المميزة والتعاون المثمر مع زملاء ربما ألتقيهم للمرة الأولى على خشبة المسرح، مثل المطرب أحمد حسين والنجمة انتصار الشراح والفنان عادل المسلم. ولا أخفي سراً أنني كنت متخوفة في البداية، ولكن عندما قرأت سيناريو العمل وبدأت التدريبات، لمست روح المحبة التي تجمعنا والتي سادت أجواء المسرح.
- أيهما الأصعب بالنسبة إليك: مسرح الكبار أم الصغار؟
مسرح الكبار هو الأصعب، لأنني اعتدت على مسرح الطفل والعائلة، وتركت بصمة أتمنى أن تتكرر في التجارب الجديدة في المسرح الجماهيري الموجّه إلى الكبار. ويجب ألا ننسى أن مقاييس التقييم تختلف لدى الطفل عنها لدى الإنسان البالغ.
فالطفل عالمه دقيق ويتابع الأمور بحماسة ويعاين أي هفوة وينتقد بجرأة، ومسرح الكبار يُخضعنا أيضاً لاختبار صعب، مما يُلزمنا بتقديم أداء مقنع. لذا أحرص على تقييم أي عمل فني قبل البدء في تصويره، وأبني بالتالي قراري على مجموعة من المعطيات، مثل جودة النص وفريق العمل المشارك وتوقيت العرض للجمهور.
- ما هي المقاييس التي تقرّرين بموجبها المشاركة في عمل أو رفضه؟
أضع نصب عيني مجموعة من المقاييس التي على أساسها أتخذ قراري، فأنظر أولاً إلى جودة النص ثم طبيعة الشخصية وأخيراً فريق العمل المشارك. من المهم أن تتكامل جميع تلك العناصر. وعلى سبيل المثال، عندما عرض عليّ الفنان عادل المسلم فكرة الانضمام إلى مسرحية «صرخة الأشباح»، وجدت كل تلك العناصر متوافرة فيها، هذا فضلاً عن تضافر جهود جميع المشاركين في العمل وروح الأخوّة والتعاون والرغبة في ترك بصمة من خلال هذا العمل.
- ما الجديد الذي قدّمته من خلال دورك في «صرخة الأشباح»؟
جسدت شخصية «دانة» وهي من رفاق الجامعة الذين يدخلون البيت ويتعرضون للكثير من المواقف والمفارقات الشيقة. وتقوم المسرحية على الرعب إذ تتناول جريمة قتل لتبدأ رحلة البحث عن الجاني. كما يتضمن العمل إسقاطات على واقعنا المعاش ويطرح العديد من القضايا المهمة... فنحن نقدم صورة مصغرة عن المجتمع بإيجابياته وسلبياته.
- هل كنت بديلة للفنانة شجون الهاجري التي اعتذرت عن العمل؟
هذا الكلام غير صحيح، لأن دوري مختلف عن الدور الذي كان مكتوباً لشجون، ويشرّفني أن أكون بديلة منها، ولا أجد ما يعيب في ذلك، فشجون زميلة عزيزة ونجمة لها جمهورها الذي يعشقها وأنا أحبّها كثيراً.
- ما حقيقة احتكار المنتج باسم عبد الأمير لك، وهل تؤيدين فكرة الاحتكار أم تعارضينها؟
لست محتكَرة من أحد، وأتعاون مع الجميع من دون استثناء. ولست ضد فكرة الاحتكار الذي يخدم الفنان أحياناً، خصوصاً إذا كانت جهة الإنتاج تقدّر الفنان معنوياً ومادياً وتقدمه للجمهور بالصورة التي تليق به.
أما أن يكون الاحتكار بهدف السيطرة والتحكم، وأن يُحرم الممثل من ممارسة عشقه للفن، فهو أمر مرفوض تماماً مهما كانت المغريات. فلا شيء يعوض الممثل عن ممارسة هوايته في إسعاد الآخرين وإدخال البهجة والسرور إلى قلوبهم.
- كيف تقيمين تجربتك في مسلسل «في عينيها أغنية» مع المخرجة الفنانة هيا عبدالسلام؟
المسلسل كان ناجحاً بشهادة الجمهور الذي يملك حق الحكم والتقييم، فقد وصل إلى درجة متقدمة من الوعي، وأصبحت لديه مقاييس مختلفة تماماً، كما لا يختلف اثنان على أن نسبة المتابعة هي الفيصل في تحديد الأعمال التي نجحت في الاستئثار باهتمام المشاهدين، خصوصاً خلال شهر رمضان. الفكرة كانت جديدة، وساد جو من التناغم والانسجام انعكس بوضوح على الشاشة وعلى أداء الممثلين.
- هل أثار وجود امرأة مخرجة الحساسية بينكن كممثلات؟
على العكس تماماً، فكون المخرجة امرأة يبسّط مهمتي كممثلة، حيث إن هيا قريبة منا ومتعاونة معنا وتفهم خفايا شخصياتنا. كنت أمثّل مع زوجها الفنان فؤاد علي دور زوجته ضمن السياق الدرامي للأحداث. وفي الحقيقة أنا سعيدة بخطوتها هذه وأتمنى أن أشاركها أعمالاً أخرى على المستوى نفسه من النجاح.
- ما حقيقة توجّهك إلى الإخراج مستقبلاً؟
الإخراج أحد أهم أهدافي في الحياة، وأنوي التدرج في العمل كمساعدة مخرج أولاً لأكتسب الخبرة المطلوبة، وأصبح من ثم مخرجة. ورغم سعيي الدائم لاكتساب خبرات عدة لأحقق هدفي، لكنني أعتزم التوجه إلى السينما، لأنني أهتم بها إخراجياً بصورة أكبر من الدراما.
يستهويني كثيراً الفن السابع، خصوصاً الأعمال المصرية، ولو وجدت فرصة هناك فلن أتردد في قبولها. الانتماء إلى الفن المصري له طابع خاص.
- لنتطرق إلى جديدك الدرامي خلال الفترة المقبلة؟
أدرس حالياً مجموعة من النصوص الدرامية، ولا أمانع في الظهور في أكثر من عمل درامي، شرط التنوع في الأدوار وصياغة الأحداث بصورة مختلفة، فهناك أنماط درامية متنوعة، كما أعشق الكاركترات الصعبة التي تستفز الممثل ليخرج كل طاقاته، مما يحفزه على الإبداع.
- ما تعليقك على الانتقادات التي طاولت الدراما الخليجية أخيراً واتهمتها بالسطحية؟
بالطبع أحزن لحجم الانتقادات التي تُطلق من دون مراعاة كواليس العمل وإمكاناته. أما أن تتعرض شخصية قدّمتها للنقد البنّاء فأتقبّل هذا الأمر باهتمام بالغ لأطور من نفسي. يجب أن نراعي مسألة أن الدراما الخليجية مقيّدة، فهناك عيون تراقبها من كل الجهات، وأتمنى أن تخفف الرقابة قبضتها قليلاً، ففي داخل كل منا رقيب وحسيب، خصوصاً أننا نراعي عادات المجتمع وتقاليده.
- هل تحاسبين نفسك على أداء كل شخصية بعد عرض العمل؟
نعم أنتقد نفسي بشدة، وأتابع المسلسل وأحاسب ذاتي وأؤنبها، لأن الإنسان يحتاج دائماً إلى التعلم وتطوير نفسه واكتساب الخبرات، ولا أقارن نفسي بأحد وإنما بما قدّمت من أعمال لأعرف أين وصلت وإلى ماذا أخطط وما الجديد الذي حققته.
- هل قدّمت دوراً وندمت عليه؟
رغم كل ما شاركت فيه من أعمال مسرحية أو درامية، لست نادمة على أي تجربة، والفضل في ذلك يرجع إلى أنني أتأنى كثيراً في اختياراتي وأقف على تفاصيل العمل قبل اتخاذ أي قرار في شأنه، كما أحب دائماً أن ينجح العمل بكل عناصره وليس بليلى وحدها، فمعادلة النجاح يحققها أطراف العمل جميعاً.
- وعلاقتك بمواقع التواصل الاجتماعي؟
أحرص على متابعتها، لا سيما موقع «انستغرام»، فأتواصل مع جمهوري وأهتم بما يكتب من آراء حول المسلسلات أو المسرحيات التي أشارك فيها، وللجمهور حق علينا وهو بوصلة أي فنان، كما أترفّع عن الرد على أي إساءة.
- كثر الحديث عن مشروع زواج يربطك بالفنان محمد صفر؟
مجرد شائعات لا ألتفت إليها. لقد زوّجوني وطلّقوني مراراً من دون أن يحدث ذلك في الواقع، فتلك ضريبة الشهرة لأننا دائماً تحت الأضواء.
- الموضة والأزياء واللوك... المظهر أصبح هاجس معظم الفنانات اليوم؟
أتابع كل ما هو جديد وأحرص على انتقاء ما يناسبني بعيداً من التكلف والمبالغة. ومن الجيد أن يبقى الفنان على طبيعته ليشعر الجمهور بأنه قريب منه وليس غريباً عنه.
- لنتطرق إلى هوايتك بعيداً من التمثيل؟
أحب متابعة الأعمال الفنية العالمية والعربية، خصوصاً السينما المصرية.
- هل تدعمين أختك لتسير على درب الفن نفسه؟
اذا كانت ترغب في ذلك فلا مانع لدي.
- أمنية لا تزال برسم الحلم؟
أن أحقق ما أصبو إليه من نجاح في الوسط الفني، فالتمثيل عشقي الأول وأتحدى نفسي كل يوم لأطور من أدواتي وأجد السبيل نحو تحقيق ذاتي، فالإنسان من دون هدف واضح يضيع في مجاهل الحياة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024