الألواح الذكية... ما معايير اختيارها؟
لم يعد يختلف اثنان على أن التكنولوجيا اجتاحت عالم الأطفال والمراهقين، بل إنهم أصبحوا مستهلكين من الدرجة الأولى لمنتجاتها. ومشاهد الأطفال الذين يحملون الـ Tablets أو ما يعرف بالألواح الذكيّة تكاد تصبح أليفة. فكم مرة نشاهد طفلاً يجلس باهتمام إلى اللوح الذكي، يقوم بتنزيل تطبيقات الألعاب ويشارك أقرانه فيها!
وفي المقابل يشكو الأهل من استيلاء أطفالهم على ألواحهم الذكية، فهم على الرغم من اقتناعهم بعدم جواز حيازة أطفالهم الصغار منتجات التكنولوجيا الخاصة بهم، إلا أنهم يستسلمون للأمر الواقع، ويشترون تابليت لطفلهم.
ولكن يبقى السؤال، هل يجدر بالأهل شراء لوح ذكي يستعمله كل أفراد العائلة، أم يجب شراء لوح ذكي خاص بالأطفال؟
لوح ذكي... للأهل أم للأطفال؟
هذا يعتمد على الهدف من استعماله. فإذا كان اللوح الذكي يستعمله الطفل فقط، من الأجدى اختيار لوح ذكي مقاوم للصدمات، ويحتوي على تطبيقات 100 في المئة خاصة بالأطفال.
أما إذا لم يكن الحال كذلك فيمكن شراء لوح ذكي لكل العائلة. وإذا أراد الأهل أن يحتل اللوح الذكي مكان الكمبيوتر التقليدي، يمكن شراء الكمبيوتر المحمول الذي يحوي لوحة مفاتيح تتحوّل إلى لوح رقمي.
فهذا النوع من الكمبيوتر المحمول لديه ميزة استعمال الماوس ولوحة اللمس، على عكس الألواح الذكية التي يمكن أن نضيف إليها لوحة مفاتيح فقط.
ما هي ميزات اللوح الذكي الخاص بالراشدين؟
يفضل اختصاصيو علم نفس الطفل المختصين بالعالم الرقمي، الألواح الذكية الخاصة بالراشدين على تلك الخاصة بالأطفال.
فبالنسبة اليهم، يعرف الطفل الاعتناء بها إذا ما شرح الأهل قيمة استعمالها. وتنصح هذه الفئة من الاختصاصيين باللوح الذكي الذي يستعمله كل أفراد العائلة، لذا من الضروري اختيار حجم شاشة مريح (8 بوصة و20,3 سنتيمتر) بجودة عالية وأداء جيد، إضافة إلى اختيار واسع من المحتويات وإمكانية تحميل الكثير من التطبيقات.
ما هي سلبيات اللوح الذكي الخاص بالراشدين؟
في البداية ثمنه، فهو أغلى مرتين أو ثلاثًا من ثمن التابليت الخاص بالطفل. أما السبب الثاني فهو تبعًا لدراسة فرنسية، أن 53 في المئة من الأمهات يرفضن أن يستعمل أطفالهن ألواحهن الذكية، والسبب عند 91 في المئة منهن إمكانية أن يتلف الطفل المعلومات التي يحتويها والتي ربما تكون خاصة بعمل الأهل، أو الولوج إلى معلومات ليست لسن الطفل.
ما هي ميزات اللوح الذكي الخاص بالطفل؟
- الصلابة: فشاشة اللوح الذكي الخاص بالطفل تكون أقل عرضة للكسر، وأزراره تلائم أصابع الطفل الصغيرة، ومحتوياته يسهل على الطفل فهمها.
- إمكانية التحكم في محتوياته: فمن المعلوم أن اللوح الذكي الخاص بالطفل محدود الإمكانية في ما يتعلق بالولوج إلى الإنترنت، فضلاً عن إمكانية تحديد مدة استعماله من جانب الأهل، ومراقبة المواقع المسموح بها.
في أي سن يمكن السماح للطفل باستعمال اللوح الذكي؟
يؤكد اختصاصيو علم نفس الطفل أن قبل الثالثة لا يكون الطفل في حاجة إلى لوح ذكي، فهو في مرحلة يجدر بالأهل خلالها تعزيز تجاربه الحسية والاجتماعية، وليس تشجيعه على الجلوس إلى شاشة اللوح الذكي.
فزجاجة الشاشة لا تسمح للطفل بتطوير حاسة اللمس لديه، إذ تبقى جامدة بالنسبة إليه مهما كان نوع اللعبة الموجودة على اللوح الذكي.
وبعد سن الثالثة، يمكن اللوح الذكي أن يمثّل إضافة جيدة إلى حياة الطفل، إذ يمكنه استعماله أثناء رحلة طويلة في السيارة، فيسود الهدوء لفترة، أو يحتوي على قاموس لغة على شكل لعبة، أو تحميل تطبيقات قصص أو ألعاب تتطلب مجهوداً ذهنياً مثل الرياضيات.
وفي المقابل، يخشى الكثيرون من أن يدمن أطفالهم ألعاب الفيديو والألواح الذكية والكمبيوتر. وهذه بعض القواعد المنزلية التي على الأهل فرضها كي يستفيد كل فرد في العائلة من مميزات اللوح الذكي، من دون التخلي عن المطالعة والرياضة والألعاب الاجتماعية:
- ممنوع استعمال اللوح الذكي أو الهاتف الذكي خلال الجلوس إلى المائدة، وهذا ينطبق أيضًا على الأهل. فالأبناء يقلدّون الآباء، وبالتالي لا يمكن منع الطفل عن استعمال اللوح الذكي أثناء تناول الغداء مثلاً ويرى والده غارقًا في هاتفه الذكي بحجة أنه يعمل.
- وضع الأولويات: في العطلة أو عندما يكون الطقس مشمسًا وجميلاً، الأولوية للخروج في نزهة في الهواء الطلق، وممارسة نشاطات جسدية مثل ركوب الدراجة الهوائية أو لعب كرة القدم أو حتى الركض. أما إذا كان الطقس ماطرًا فيمكن تعديل الأولوية.
- تحديد وقت استعمال اللوح الذكي المناسب لكل طفل في البيت إذا كان هناك عدة أبناء. مثلاً يمكن أحد الأبناء استعمال التابليت خلال الفترة التي يكون فيها شقيقه نائمًا أو مشغولاً بنشاط آخر.
- الاستفادة من العطلة الأسبوعية أو الأعياد لقيام الأهل مع طفلهم بنشاطات على اللوح الذكي. يمكنهم خلال ذلك مراقبة كيفية استعمال طفلهم للوح الذكي وبالتالي يعرفون ما يبهجه. فاللعب مع الطفل على اللوح الذكي، هو أيضًا مشاركته في نشاط يحبه، كما يمكن الأهل أن يجعلوه يكتشف ألعابًا أكثر ثراء.
- تغيير قواعد استعمال اللوح الذكي بعد العطلة: فبعد انتهاء يوم العطلة أو العيد، على الأهل إعادة تقييم قواعد استعمال اللوح وتعديلها بما يتناسب مع فترة المدرسة. وبالتالي إجراء التعديلات المناسبة. مثلاً ممنوع الجلوس صباحًا أو مساء إلى اللوح الذكي خلال أيام الأسبوع المدرسي، ويقتصر الجلوس إليه فقط على يومي العطلة الأسبوعية.
- وضع القواعد تبعًا لسن الأبناء: ليس هناك وصفة سحرية تجعل جميع الأبناء يخضعون للقواعد المنزلية. وما هو مهم أن تكون القواعد المنزلية التي يضعها الأهل مناسبة للعائلة ومنطقية، يستطيع الأبناء التكيف معها وقبولها، ويكون الالتزام بها جيدًا إذا كانت واضحة وعادلة، ولا مجال للمساومة عليها.
- تعزيز اهتمامات الطفل الأخرى: فمن المهم أن يمارس الطفل نشاطات ترفيهية أخرى غير الجلوس إلى اللوح الذكي أو الكمبيوتر أو ألعاب الفيديو. لذا على الأم التنبه الى ما إذا كان طفلها مهتمًا بالرسم أو لديه أصدقاء يلعب معهم. فجلوس الطفل فقط إلى الألعاب الإلكترونية مؤشر لمواجهته صعوبة ما، سواء في المدرسة أو البيت أو في النادي. وهنا دور الأم للتحقق من ذلك. إذ لا يجوز أن يقتصر نشاط الطفل الترفيهي على اللوح الذكي أو الألعاب الإلكترونية الأخرى.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024