في مئوية ميلاد المخرج صلاح أبوسيف معرض يسرد مشواره الفني والحياتي
بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد المخرج الكبير الراحل صلاح أبوسيف (1915-2015)، أقام صندوق التنمية الثقافية في مصر، في إطار فعاليات المهرجان القومي للسينما، معرضاً بعنوان «صلاح أبوسيف، فتوة وشباب».
يكشف المعرض جوانب مختلفة من تكوينه، منذ ولد في القاهرة في 10 أيار/مايو 1915، ونال عام 1932 دبلوم التجارة، وعمل بعد ذلك محرراً في الراديو ومجلة «البعكوكة». وإذ كان منذ صغره مهتماً بالسينما، أقبل على دراسة اللغة الإنكليزية ليقرأ مجلات السينما الأجنبية. وفي عام 1936 دخل استديو مصر مساعداً لنيازي مصطفى. وفي الفترة من 1937 إلى 1945 قام بمونتاج عدد من الأفلام، منها: «قضية اليوم»، «غرام وانتقام»، «الحياة كفاح»، و «سيف الجلاد».
يضم المعرض الجوائز التي نالها صلاح أبوسيف، ومنها حصوله على المركز الثاني في الاستفتاء الذي أُقيم عام 1996، لاختيار أفضل مئة فيلم في السينما المصرية، حيث جاء 11 فيلماً من أفلامه مرتبة كالآتي: «شباب امرأة» (6)، «بداية ونهاية» (7)، «الفتوة» (10)، «الزوجة الثانية» (16)، «القاهرة 30» (18)، «ريا وسكينة» (27)، «السقا مات» (31)، «لك يوم يا ظالم» (47)، «بين السماء والأرض» (58)، «الوحش» (70)، و «أنا حرة» (97).
واللافت أن صلاح أبوسيف حصل على تكريم من ثلاثة رؤساء سابقين لمصر. ففي عهد جمال عبدالناصر حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1963، وحاز الجائزة التقديرية من الرئيس السادات 1988، ونال الجائزة التقديرية ووسام العلوم والفنون من حسني مبارك 1991. كما حصل على العديد من الجوائز الأخرى، منها جائزة الجمهورية العربية المتحدة عن فيلم «شباب امرأة» 1959، جائزة شرف المركز الكاثوليكي 1960، جائزة جامعة الدول العربية 1967، وجائزة أفلام ثقافة دول البحر المتوسط عن فيلم «المواطن مصري» 1993.
يحوي المعرض أيضاً «بوستراً» للكتاب الذي ألّفه عن صلاح أبوسيف، الكاتب الكبير الراحل سعد الدين وهبة بعنوان «فنان الشعب... صلاح أبوسيف»، بالإضافة الى «أفيشات» الأفلام التي أخرجها، مثل: «هذا هو الحب»، «لوعة الحب»، «لا وقت للحرب»، «بين السماء والأرض»، «القاهرة 30»، «الفتوة»، «الأسطى حسن»، وغيرها الكثير من روائعه.
وعن هذا المعرض تقول صفاء الليثي، التي أشرفت على إعداده: «يأتي معرض مئوية ميلاد المخرج الفنان صلاح أبوسيف هذا العام، وقد تراجع الإنتاج السينمائي في مصر كماً وكيفاً. وأثناء التحضير للمعرض، عدت الى مشاهدة أفلام صلاح أبوسيف، وتأكدت قيمته عندي، حتى في الأفلام التي لم يرض هو عنها، وجدت نفسي حائرة بين مختلف الأفلام الواقعية، الكلاسيكية والرومانسية، وحتى ما يفترض أنها خفيفة، كانت تحمل من العمق والتميز ما جعلني أستمتع بها وأعيد اكتشاف جمالها، كما أقف عند علاقته بكل من نجيب محفوظ، وإحسان عبدالقدوس، وكيف أنهما يمثلان معاً جناحيْ أعماله، بين واقعية لها جذور سياسية تنتمي غالباً الى الطبقة الكادحة، وواقعية رومانسية تتناول أفكار ومشاكل الطبقة الوسطى المصرية والمعبرة عن مثيلاتها في المجتمعات العربية».
المعرض ضم أيضاً شهادات معاصريه من مخرجين وأدباء ومثقفين، أمثال: يوسف شاهين، نجيب محفوظ، ويوسف إدريس.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024