فنون المائدة...قيم جمالية جديدة لموائد فاخرة معاصرة!
رسوم زخرفية مدهشة بطابع رومانسي حالم، ونقوش وأشكال غريبة مستحضرة من عالم الخيال، تطرّز مجموعات فنون المائدة وتُلبسها حلّة فريدة وفاخرة، بصياغات وتفاصيل جذابة تتجاوز المألوف، تغازل برونقها الحواس وتحرك المشاعر.
سيناريوات مميّزة وتصوُّرات تعكس في مظاهرها حسّاً إبداعياً مثيراً، يُضفي على المائدة هالة من الأناقة والجاذبية.
هذه الإبداعات الجديدة، تشكل في حد ذاتها وبكل طرزها وصياغاتها الساحرة المملوءة بالرموز والخيال، تحفاً زخرفية مدهشة.
فمن خلالها يعبّر المصمّمون عن رؤية خاصّة للطبيعة المتقلبة الفصول، مستحضرين بعضاً من مظاهر نباتاتها وأزهارها الملوّنة، وفراشاتها وطيورها وحشراتها الغريبة الأشكال، من خلال خطوط ونقوش تتدفّق ألواناً زاهية، وتثير في النفس مشاعر الدفء والبهجة، بكل ما تتمتع به مكوناتها من تناسق وانسجام، أو تمايز وتناقض... فكل قطعة منها تشكِّل قيمة جوهرية، في مجموعات تشبه بمسارها رحلة استكشاف لجماليّات، يستحضرها خيال المبدعين بنهج فني باهر.
فاللمسات الشاعريّة التي يقارب فيها مصمّم الأزياء والديزاين كريستيان لاكروا تصميم مجموعة «كاريب» التي تنتجها ماركة «فيستا أليغر» البرتغالية، تُعتبر نموذجاً لهذا الجوّ الزخرفيّ الجديد الذي يغذّي تيارات الموضة، ويثري أجواءها بعناصر ومبتكرات راقية، تساهم في تثمين مناخ ديكورات المائدة بنفحة دُعابيّة مرحة، مُشبعة بروحيّة أسلوب لا كروا الزخرفية... فالصُّحون والأواني المختلفة الأشكال، المصنوعة من البورسلين الفاخر، تكتنز بالرسوم والإيحاءات الجميلة المستمدَّة من مناخ الطبيعة في جزر البحر الكاريبي والتي تعبّر عنها نقوشٌ وزخارف من الأزهار والريش والفراشات الملوَّنة، إضافةً إلى رسم بعض الشخصيات والكائنات الخيالية الغريبة الأشكال، استحضرها لا كروا من خارج الواقع والزمن، وخصَّها بأزياء غريبة، تفيض ألوانها نضارة وزهواً، تزيِّنها خطوط من اللون الذهبي والبلاتيني فوق أطباق وأوانٍ تستمدّ أشكالها من مظاهر التنانير البرازيلية المطرزة لـ«سلفادور دي باهيه» والتي تكسو الموائد هذا العام بحلَّة باروكية فريدة ومدهشة...
وتتقاطع مع هذه التصاميم التي لا تخطئها العين، مجموعاتٌ تميل إلى الأجواء الخريفية الدافئة الألوان، بتشكيلات مبهرة تتصدّرها مجموعات «بنتو باريس» بخط من قطع البورسلين يحمل اسم «شامبينيون»، ويتميز هذا الخطّ برسومات مختلفة الأشكال من نباتات الفطر البرية المتنوعة والتي تستحضر مناخات الغابات في فصل الخريف، بصياغات وألوان دافئة وأجواء فريدة.
لا تقتصر مجموعات «بنتو باريس» في تصاميمها على مواضيع الطبيعة فقط، بل إنها تسافر في الزمن نحو عوالم مختلفة فنية وعرقية، تترجمها زخارف بصياغات كلاسيكية حديثة او باروكية تجسِّد بمظاهرها مفاهيم جديدة لأناقة الموائد والترف والرفاهية.
بينما تأخذ مجموعات أخرى أنماطاً مختلفة بتموجات من اللون الرمادي الذي يذكّر بحراشف الأسماك، أو الذي يذهب بنقوشه بعيداً نحو خطوط صارخة الألوان وصور باروكية تتسم بالغرابة.
فتكشف مجموعة Renouveau Russe عن أسلوب جسور في الزخرفة والتشكيل، بنقوش معاصرة وألوان حيَّة تحمل طابع «البوب» وتلامس في مظاهرها بعضاً من أجواء أعمال الفنان الشهير «كاندنسكي».
أما المجموعة التي تحمل اسم Chinoiserie، فتتميز بزخرفة مستمدَّة من بيئات القرى الصينيّة، وهي تشكّل لوحات حيّة، تجسّد حياة الناس فيها بأزيائهم الملوّنة المزخرفة بالأزهار، والمعزّزة بخطوط ذهبيّة.
بينما تشكّل مجموعة Vieux Kyoto نمطاً آخر من مواضيع الزخرفة الشرقية البارزة في تصاميم «بنتو»، بصياغاتها السّاحرة المنفّذة باللونين الأسود والأبيض والمعززة بخطوط بلاتينية.
وتوفّر هذه المجموعات الجديدة من فنون المائدة على اختلاف مواضيعها، إمكانيّات كبيرة للمزج بين العناصر المختلفة، لابتكار أجواء جديدة مدهشة في حيويتها وتجدّدها.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024