تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

مؤمن نور: كثيرون يملكون مواهب تفوق مواهب فنانين معروفين لكنهم لم يحصلوا على فرصة

بدأ مسيرته الفنية في الإعلانات، ورغم العوائق التي عرقلت دخوله مجال الفن، استطاع الممثل المصري ومقدم الحلقات الخاصة من برنامج the Voice وthe Voice kids، أن يحقق نجاحاً في انطلاقته الأولى في التقديم، بعدما نجح في مجال التمثيل ولا سيما في مسلسلي «04» و «ألف ليلة وليلة». يعتبر مؤمن أن الفنان ينهي حياته المهنية إذا صنّف نفسه في إطار معين.
عن انضمامه إلى برنامج the Voice ورأيه باللجنة، وأعماله المستقبلية وبداياته... يتحدث مؤمن نور في هذا الحوار.

- كيف تم اختيارك لبرنامج the Voice؟

هذا ليس عملي الأول مع mbc، فقد عملت معهم في مسلسلي «04» و «فرصة ثانية»، ولكن كان التعاون مع mbc دبي. وعندما رغبوا بالتعاون معي في the Voice كنت صريحاً جداً، إذ هي المرة الأولى التي أخوض فيها تجربة التقديم، وأخبرتهم بأنني أحب تقديم شيء جديد ومختلف عن فكرة المذيع النمطية. أردت أن أكون طبيعياً ولسان حال المشاهد.
مثلاً، خلال مشاهدتي لأحد البرامج، يخطر في بالي العديد من الأسئلة، ولكن المذيع يتجه إلى مكان آخر في حواره، وأحاول بدوري أن أقدم بطريقة عفوية وارتجالية أحياناً.
أقدم حلقات الـMid weeks ويسعى المشاهدون من خلال متابعتهم لهذه الحلقات أن يروا المشتركين على طبيعتهم. كما يعتمد التقديم بالنسبة إلي على مدى تقبل الجمهور، فإذا أحب أسلوبي، أستمر بهذه المهنة، وإن رفضه، أكتفي بهذا الموسم من the Voice.

- هل تقصد أنك ستستمر في مجال التقديم في حال نجحت في the Voice، أي تقدم برنامجك الخاص مثلاً؟
لا بل سأكمل في the Voice. لا أحب أن أقدم برامج أخرى، كان حلمي أن أقدم برنامجاً للأطفال فشاركت في the Voice kids.

- هل تختلف شخصيتك بين the Voice و the Voice kids؟
في برنامج the Voice أتعامل مع المشتركين وكأنهم أصدقائي بما أن سنّهم قريبة من سنّي، حتى بعض المشتركين اعتقدوا أنني مشترك مثلهم.
أشعر بهم كثيراً، فقبل أن أصبح ممثلاً خضعت لاختبارات عدة وعشت حالة مشابهة لحالتهم النفسية، ولكنني كنت في إطار التمثيل وهم في الغناء. ودائماً ما أشجعهم، سواء أكملوا في the Voice أم لم يكملوا، وأؤكد لهم أن وجودهم في البرنامج فرصة لهم، وعليهم أن يستمروا في مجال الفن ويستغلوا هذه الفرصة. على الإنسان أن يحوّل الخسارة إلى مكسب.

- ماذا عن الأطفال؟
ثمة أطفال يشعرون بالتوتر قبل دخولهم المسرح، فأخبرهم بأنني متوتر أيضاً وأطلب منهم أن ينسوا كل شيء ويغنوا ويرقصوا لكي يخففوا توترهم.
وهناك أطفال رقصوا كثيراً على المسرح. وقد تفاجأت بشخصية بعض الأطفال وشعرت بأنهم أكبر من سنّهم، وثمة أصوات صدمتني. اعتقدت أن أصوات الأطفال في the Voice kids ستكون كأصوات الأطفال الذين يغنّون في المدرسة، لكنني اكتشفت أن المشاركين يمتلكون مواهب حقيقية، وبالتالي علينا أن نشجع هذه الأصوات، إذ ثمة مواهب عندما تبدأ مشوارها الفني منذ الصغر تصبح من أهم النجوم عندما تكبر، كسلطان الطرب جورج وسوف فهو بدأ في سن صغيرة. وهذه الفرصة للأطفال تفوق أهميتها لدى الكبار، فثمة من يتابعهم ويدربهم، وهذه خطوة إيجابية جداً في مسيرتهم الفنية وتشكل نقطة إضافية تُحسب لـmbc.

- ماذا عن اللجنة؟
في الموسم الثالث من the Voice يبدو أن أعضاء اللجنة اعتادوا على بعضهم بعضاً، وباتوا أصدقاء يرحبون بأي جديد وكأنهم يستقبلونه في منزلهم، ولم أشعر بأنني أتعامل مع لجنة تحكيم، بل على العكس شعرت وكأنهم عائلتي. في ما يتعلق بالـ «كيدز»، كاظم الساهر لديه تجربة the Voice، ونانسي عجرم تملك تجربة Arab Idol، أما تامر حسني فتجمعني به صداقة قبل البرنامج، كما أنه معروف بخفة دمه، وقد تفاعل مع الجمهور بشكل إيجابي جداً، ومن البداية حاول اكتشاف أجواء البرنامج.
كل المدربين في the Voice وthe Voice kids هم من الفنانين المفضلين لدي، ولم أتوقع أن ألتقي بهم إلا في حفلة أو في عمل درامي. وبعد معرفتي بهم، اكتشفت أن لدى كل واحد منهم ميزة، وتشعرين بأنهم أصدقاؤك وأقرباؤك.

- لكن لا بد من أن طريقة تعاملك مع الفنانين مختلفة عن المشتركين؟
أمازح اللجنة على الدوام، وحتى أسئلتي لا يتوقعها الجمهور، أسألهم عن أشياء مشابهة لما يحصل مع المشتركين، إن كانوا صادفوا موقفاً مشابهاً، وعن المرة الأولى التي غنوا فيها، ومن دعمهم في الغناء؟ ومن كان يرفض انخراطهم في مجال الفن؟ وإن كان أحدهم هوجم في بداياته، لأنني أكثر شخص هوجم في بداياته. هذه الأسئلة تنطلق من حبي لمعرفة بداياتهم أو ما مرّوا به.
وأثناء تأديتي دور المقدم، أتناسى أنني ممثل وأعتبر نفسي من جمهور هؤلاء النجوم لكي أبقى على تواصل دائم مع الناس. ولكن إذا شعرت للحظة بأنني ممثل فسأنسى ما الذي يود الجمهور معرفته.

- حدثنا عن بداياتك...
هوجمت كثيراً في بداياتي. أنا من الاسكندرية وكل مراكز الإعلام والفن والتمثيل مقرها في القاهرة. ولكي أخطو خطواتي الأولى في هذا المجال، كان عليّ أن أنزل إلى القاهرة.
في المرة الأولى التي توجهت فيها إلى أحد المكاتب في القاهرة لأخضع لـCasting، وجدت العنوان غير صحيح. ثمة مكاتب تمثيل كنت أدخلها ويقولون لي: «أنت لا تنفع للتمثيل».

- لماذا رد فعل الآخرين هذا تجاهك؟
لأننا في ميدان، وثمة من سيقف إلى جانبك، وهناك من سيحاربك ويحاول إحباطك. لكن هذا الميدان صغير، فالحياة تدور ثم تلتقين هؤلاء الناس مجدداً بينما تكونين في مكان آخر. هناك من وقف إلى جانبي ودعمني بطريقة رهيبة، علماً أنهم لا يعرفون قدراتي، ولكن ربما رأووا فيّ موهبة معينة لم أكن أعرفها حينها.
الذين دعموني في بداياتي لم يكونوا فنانين، بل أصحاب مكاتب لأنني بدأت العمل في الإعلانات. أحب برامج المواهب لأنك تمدين من خلالها يديك إلى أشخاص، وتضعينهم في بداية السلّم، ولكن ثمة من لم يتمكنوا من الوصول إلى هذا السلم.
كثر هم من يملكون مواهب تفوق فنانين معروفين ولكنهم لم يحصلوا على فرصة. أعتقد أن هذه البرامج تصلح للغناء وليس للتمثيل، لأن التمثيل مهنة شاقة وصعبة وعلى الممثل أن يكون صبوراً جداً، لأنه يمثل بين ملايين الناس الذين يهوون التمثيل ويسعون إليه. لكن في الغناء، هم قلة نسبةً إلى التمثيل، لأن الغناء يعتمد على الصوت الجميل.
وفي the Voice لا توجد أصوات ضعيفة، فكل الأصوات جميلة، حتى أننا نحار في اختيار المواهب.

- في أحد أجزاء «04» كنت صحافياً، هل اكتشفت موهبة التقديم من خلال العمل؟
لا أبداً، كل دور أديته منفصل تماماً عن العمل الثاني، حتى أنني طوال مسيرتي المهنية لم أختر دوراً، إذ لم أصل بعد إلى مرحلة اختيار الدور، ولا أود أن أصل إليها. أريد أن تستمر الحياة كما هي لأن التوفيق من الله، وكل الأدوار التي أوافق على تأديتها وتليق بي، أدرسها جيداً.

- لماذا لا تود الوصول إلى مرحلة تختار دورك فيها؟
لا أريد الاختيار. أود أن يختار الناس لي.

- ربما لأن الكاتب يجد فيك شخصية مناسبة للدور؟
لا أعتقد ذلك، مثلاً عندما أديت دور «كشاف النور» في مسلسل «بدون ذكر أسماء»، لم يكن السيناريست وحيد حامد يجد أنني أصلح لهذه الشخصية، فهو لم يكن يعرفني أصلاً، ولكنني أجريت اختباراً على الدور وأديته بطريقة صحيحة، كما أنني لا أحب الأدوار التفصيلية التي تُكتب على مقاس الممثل. لم أؤدِ دوراً مشابهاً لدور ثانٍ، وكل أدواري، رغم قلّتها، منفصلة عن بعضها بعضاً ومختلفة، لأنني أقنع المشاهد بكل دور أجسده، في الكوميديا والدراما والشقاوة.

- ربما لأنك بعيد عن المبالغة في الأداء؟
«ربنا يبعدنا عن المبالغة»، على الممثل أن يبقى على طبيعته، فما بين التمثيل والواقع شعرة، ولو ذهبت هذه الشعرة تصبح هناك مشكلة... والجمهور العربي بات اليوم يغيّر أنظمة، ألن يستطيع الحكم على ممثل؟

- بما أنك أديت الكوميديا والدراما، أيهما أصعب بالنسبة إليك؟
بالنسبة إلى الكوميديا، أحب أن ألعبها بشخصية «مؤمن» مع أصدقائه.

- هل أنت شخصية كوميدية؟
لست شخصاً كوميدياً بالمطلق، ولكن أصدقائي يقولون إنني «مهضوم»، رغم أنني أحياناً أجد نفسي عادياً. وأعتقد أن الموضوع يتعلق بالنص، ثمة نصوص تستطيعين أن تؤدي فيها دوراً كوميدياً يدفعك إلى الضحك، إذ لا يمكنني أن أؤدي دوراً تراجيدياً بأسلوب كوميدي، فيعتبرني الجمهور تافهاً. أنا ممثل وتصنيفي ينطلق من ذوق الجمهور، ولو صنّف الممثل نفسه بالكوميدي أو التراجيدي فسينهي حياته المهنية. بالنسبة إليّ، أعيش الدور المكتوب على الورق ومن دون أي مبالغة في الأداء.

- عملت في «فرصة ثانية» اللبناني كتابةً وإخراجاً وتمثيلاً، و «04» المتعدد الجنسية؟
التجربتان مميزتان، وأعتبر أن هذه الأعمال تمثل تبادلاً للثقافات، كما أرتاح للأعمال المشتركة، وأعتقد أنني أصبحت مخضرماً فيها. مثلاً «04» من ثمانين حلقة وفرصة ثانية 120 حلقة، أي 200 حلقة... وبت الآن أتكلم كل اللغات (يضحك)، حتى الصيني. لكل فنان تعاونت معه طريقته وخفة دمه التي تميزه عن الآخرين.

- ما الذي اكتسبته من هذه التجربة؟
على المستوى الفني، نحن نؤسس لتبادل الثقافات الفنية، نقول أشياء تعلمناها في بلدنا ونأخذ منهم ما تعلموه في بلادهم، وثمة قواسم مشتركة تجمعنا، مثلاً: السوريون أقوياء جداً في الدراما، والأردنيون أقوياء في المسلسلات التاريخية، كما أجاد الأردنيون والتونسيون في تجسيد أدوار الصعايدة في مصر، لأنهم يُفخّمون بالحروف.

- تعاملت مع كلوديا مارشليان ككاتبة لبنانية، هل يختلف أسلوب الكاتب اللبناني عن المصري؟
بالتأكيد، أولاً من ناحية اللهجة، كما أن لكل واحد منهم مدرسته. مع احترامي لكلوديا، ولكن عندما دخلت لأؤدي دوراً في «فرصة ثانية» كنت قد أنهيت لتوي دوري في «بدون ذكر أسماء» مع السيناريست وحيد حامد، وحامد مدرسة مختلفة لا يمكننا أن نقارنه بأحد. وفي النهاية لكل كاتب أسلوبه ونكهته في كتابة نصه.

- ذكرت أن دور «حسن» في «04» يشبهك، ما وجه الشبه بينكما؟
اعترضت حياة «حسن» الكثير من العوائق، وهذا ما عانيته في بداياتي، وهي تجربة ربما أمدّني بها الله لكي أتعلم منها وأحافظ على ما وصلت إليه اليوم وأقدّره. وعندما كان «حسن» يظن أن كل شيء بات أفضل، كانت تعترضه عراقيل تثنيه إلى الوراء، وهذا بالضبط ما كان يحصل معي. كانت بدايتي مع الإعلانات، وهي المجال الوحيد الذي أختار منه ما يضيف إلى مسيرتي. والإعلانات فتحت لي أبواب التمثيل في الدراما والسينما وأخيراً the voice.

- عملت مع محمد إمام في فيلم «كابتن مصر»، هل التقيت عادل إمام وماذا عن لقائك الأول به؟
التقيت بعادل إمام قبل أن ألتقي محمد. كنت برفقة أحد أصدقائي، وأبلغني أننا ذاهبان إلى عادل إمام، لم أصدق حينها واعتقدت أنه يمازحني، عندها كنت قد نفذت إعلاناً مشهوراً جداً في مصر.
وعندما وصلنا، وجدت أننا ندخل بالفعل منزل عادل إمام. وما إن وقع نظره عليّ حتى قال لي: «أنا عارفاك أنت الواد بتاع الإعلان»... معرفته بي من خلال إعلان تعني لي نجاحاً كبيراً. أثناء جلوسي معه، كنت أنظر إليه وسلسلة أفلامه تمر أمامي، وكم شعرت بالسعادة لمجرد رؤيته. تلقيت فرصة العمل معه في مسلسل «صاحب السعادة»، ولسوء حظي كنت قد بدأت التصوير في مسلسل «فرصة ثانية» في دبي، لكني أتمنى العمل معه.

- أديت أعمالاً من ثلاثين حلقة وأعمالاً طويلة من 80 و120 حلقة، هل تعتقد أن العمل الطويل يصيب المشاهد بالملل أم يُغني العمل؟
هو لا يُصيب المشاهد بالملل، حتى أن متابعي العمل يدققون بكل تفاصيل الحلقات، ولا يمكنني أن أحكم بعين المشاهد. مثلاً: من الممكن أن أقرأ سيناريو جميلاً جداً وتنفيذه يكون مختلفاً، فالأمر يتعلق بالمشاهد. وبالنسبة إليّ كممثل، طول العمل يتعلق بالمدة التي نصوّر خلالها العمل وليس بعرضه.

- ماذا عن مسلسل «استيفا»؟
عُرض «استيفا» منذ سنتين في شهر رمضان المبارك، وكان ذلك حصرياً على قناة «القاهرة والناس»، وهو ملف يتناول قضايا وجرائم قتل اسمها «الاستيفا» وكنت أؤدي فيه دور مدمن يقتل صديقه، والعمل كان من إخراج محمد خليفة.
كما أن حلقات المسلسل كانت منفصلة ومتصلة في الوقت نفسه، وفي كل حلقة تتم استضافة ضيف، وكنت أحد ضيوف العمل وشعرت بالسعادة لانضمامي إلى هذا العمل.

- هل يعتبر دور المدمن من أصعب الأدوار التي يؤديها الممثل؟
في السابق، كنا نشاهد المدمنين بطريقة مختلفة. أما اليوم فالمدمن يعيش بيننا من دون أن نعرف أنه يتعاطى المخدرات، علامات المدمن ليست ظاهرة كما اعتدنا أن نراها في الأفلام، كأن يرتعش ويحرك أنفه وغير ذلك... طرق الإدمان تعدّدت، وأسماء المواد مختلفة مثل «الأسيد»، قرأت عنه لأنني لم أسمع به من قبل، لأن المدمن الذي أديت دوره كان يتعاطى «الأسيد». وكان ابن عائلة محترمة جداً ولا تبدو عليه علامات الإدمان، ولكن يمكن المال أن يُفسد هذا الشاب. كما رسمت لهذه الشخصية «تاتو»، وتحدثت بأسلوب خاص وقصصت شعري لأداء الدور.

- هل تحضّر أعمالاً أخرى؟
هناك مسلسلان للموسم الرمضاني، سأختار الأقوى بينهما أو ربما العملين إذا كانا مناسبين. كما سأركز أيضاً على الأعمال السينمائية.

- لكن أعمال رمضان تُظلم أحياناً؟
أعتبره موسماً أشعر بالفرح بعرضه بالتزامن مع الصلاة والعبادة خلال الشهر الفضيل. ثمة مسلسلات في رمضان، تترك بصمتها ولو في زحمة الأعمال. مثلاً: «بدون ذكر أسماء» كان من بين الخمسة الأوائل في رمضان، وكذلك «ألف ليلة وليلة».

- هل شاهدت شيرين في «طريقي»؟
شاهدت بعض الحلقات. شيرين «جدعة» في تأدية دورها بطبيعية وعفوية. تفاجأت بأدائها. وما أكد لي أنها أدت دورها بعفوية، هو لقائي بها في the Voice. كما أن الأغنيات التي أدتها خلال العمل «كسّرت الدنيا» في مصر.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077