سامر برقاوي: نادين نجيم استطاعت أن تتفوّق على جمالها
استطاع خلال السنوات القليلة الماضية أن يقدم مجموعة من الأعمال التي حققت نسب مشاهدة عالية وجماهيرية ضخمة. ورغم كل الآراء المتضاربة حول نوعية أعماله ومصادر قصصها الأجنبية، تمكّن من تقديم رؤية فنية مميزة جعلته في مصاف المخرجين المهمين على الساحتين السورية والعربية...
سامر برقاوي يعبّر عن رأيه بموهبة نادين نجيم والتجربة التي تغريه كمخرج في هذا الحوار.
- كيف تقيّم تجربتك في مسلسل «تشيللو» الذي عُرض في الموسم الماضي، وهل أنت راضٍ عنها؟
في العموم، تجربتي لا تبدأ بعمل أو تنتهي به، بل هي حصيلة تجارب متراكمة. وبالنسبة إلى مسلسل «تشيللو» فهو محطة في هذه التجارب حاولت أن أقدم من خلالها اقتراحات، وكنت أعتقد أنني أتلافى أشياء أستطيع أن أقدّم أفضل منها.
في تجربتي المقبلة، سأنظر بالتأكيد إلى «تشيللو» وأفكر في كيفية تطوير هذه التجربة... إذ أجد في هذه التجارب شكلاً آخر من أشكال الإبداع، ألا وهو الاقتباس الذي يجعلك ترى أفلاماً ومسرحيات وروايات من وجهة نظرك وتقدمها بطريقتك الخاصة، وتترك للجمهور العربي أن يقيّم هذا التناول ويراه من زاوية أخرى.
- أعمالك المأخوذة عن قصص أجنبية كمسلسلي «تشيللو» و «لو» لاقت العديد من الانتقادات وفي مقدمها الإطالة، بمَ ترد على هذه الانتقادات؟
عادة ما تُسجل آراء استباقية في هذا النوع من الأعمال والتي تُبنى على مشاهدات مجتزأة. ومع عدم وجود وقت كافٍ لدى البعض لمشاهدة هذا النوع من الأعمال، فإن من الطبيعي أن يرى فيها إطالة، كونها مأخوذة من فيلم مدته ساعة ونصف ساعة وتتحوّل إلى مسلسل من ثلاثين حلقة تلفزيونية... وعلى هذا الأساس تُطلق الأحكام والآراء غير البناءة، وتلازم الأعمال المأخوذة عن قصص أو أفلام، خصوصاً أعمالي التي قدمتها في العامين أو الثلاثة الماضية. وهذه الآراء قد تصيب أحياناً وقد تخطئ أحياناً أخرى.
- كيف تقيّم تجربتك مع نادين نسيب نجيم بعد أكثر من تعاون بينكما؟
علاقتي بنادين نجيم انتقلت من مفهوم المشاركة والتعاون إلى ما يشبه التبني لهذه الحالة الفنية، إذ استطاعت أن تتفوق على جمالها من خلال بذلها مجهوداً كبيراً، ونادين اليوم ممثلة فاعلة ومؤثرة وتحظى بجماهيرية كبيرة بسبب نشاطها وموهبتها في التمثيل، لأن الجمال يصبح في بعض الحالات مأخذاً على الفنانات، خصوصاً نادين التي حازت لقب ملكة جمال لبنان سابقاً.
- سمعنا أنك تستعد لتعاون جديد مع تيم حسن ونادين نجيم، هل تخبرنا ببعض التفاصيل؟
هناك مسلسل سيُعرض في شهر رمضان المقبل ويجمع النجمين تيم حسن ونادين نسيب نجيم. وما يميز هذا العمل أننا سنقدم تيم ونادين بطريقة مختلفة وقصة مشوقة تجمع ما بين الحب والجريمة.
- لماذا تغيب عن الدراما السورية الخالصة، وهل من سبب محدد؟
الغياب ليس متعمداً أو مقصوداً وإنما جاء بسبب الظروف. فعندما تتوافر الشروط المناسبة لتقديم المستوى المطلوب سأكون حاضراً بالتأكيد، وأنا على تواصل دائم مع معظم شركات الإنتاج السورية التي عملت معها سابقاً أو التي يمكن أن أعمل معها. والدليل على ذلك أننا نبحث مع شركة «سامة» لإنجاز إحدى خماسيات الجزء الثالث من مسلسل «أهل الغرام».
- هل أصبحت جهودك حكراً على الدراما المشتركة فلا تفكر في خوض تجارب أخرى؟
طالما أنني حالياً أستمتع وأحقق النجاح، فسأستمر في ذلك حتى يغريني نوع آخر مع تحفظي على مصطلح الدراما المشتركة الذي أعتقد أنه مصطلح مطاط وغير واضح.
- ما هو تقييمك لتجربة الدراما المشتركة وقد أصبحت أحد أهم صنّاعها؟
الدراما المشتركة قد تكون وليدة نوع يحمل عوامل النجاح والفشل أيضاً مثله مثل أي عمل فني. وفي اعتقادي أن أي تجربة فنية يتم التعامل معها بجدية وإخلاص ضمن شروط وظروف مناسبة، هي تجربة يجب أن يُصار الى تبنيها، لأن معيار نجاح أي عمل فني في النهاية هو وصوله الى الجمهور وقدرته على تبليغ الرسائل التي يحملها.
- كيف ترى واقع الدراما السورية بعد الأزمة، وكيف وجدت المستوى في العام الماضي تحديداً؟
كنت أرى دائماً خلال الأزمة التي تعيشها البلاد، أن الدراما السورية تبذل جهداً كبيراً لتحقيق المستوى والكم المطلوب. وفي الموسم الماضي، لمست محاولات جادة للارتقاء بالمضمون والحفاظ على خصوصية الدراما السورية والدفاع عنها كقيمة ثقافية تعبّر عن آمال المواطن السوري وأوجاعه. وأعتقد أنها كانت موفقة في بعض الأعمال التي عرضت في الموسم الماضي وأوصلت الرسالة بأمانة.
- من هو النجم السوري الذي أعجبك في الموسم الماضي بغض النظر عن عملك في «تشيللو»؟
كان هناك حضور مميز للنجم باسل خياط، إذ عوّدنا على تقديم كل جديد ومختلف.
- من لفتك من المواهب الشابة في الموسم الماضي؟
لفتتني الممثلة الشابة ريم نصر الدين في مسلسل «العراب – نادي الشرق» وأعتقد أنها بذلت جهداً كبيراً وهي تملك موهبة هامة، أتمنى أن تكون قادرة على تقديمها بالشكل الصحيح في المستقبل.
- قدمت العديد من التجارب الكوميدية، ولكنك غبت تماماً في السنوات الأخيرة عن الكوميديا، فهل من سبب، وهل تفكر بتقديم عمل كوميدي؟
الكوميديا حاضرة في داخلي وأنا في حالة شوق إليها، وبداياتي كانت مع الكوميديا من خلال مسلسل «الوزير وسعادة حرمه» مع الفنان أيمن زيدان، كما كانت لي محطة في مسلسلي «مرايا» و «بقعة ضوء».
ومشكلة الكوميديا الحالية تكمن في ندرة الكتّاب وظروف الإنتاج المناسبة لهذا النوع من الأعمال، لكنني جاهز دائماً، وتوقّع أن تجدني أحضّر لعمل كوميدي في أقرب وقت.
- هل ترى أن الفنانات اللبنانيات حققن الشهرة بسبب الجمال أو أنهن سحبن البساط من تحت أقدام العديد من الممثلات السوريات والعربيات؟
هذا السجال يطفو على السطح كل فترة كمادة للصحافة الصفراء التي لا تعنيني أبداً. فالفنان بموهبته وحضوره وأدائه وأخلاقه المهنية يتجاوز جنسيته، وأنا أحترم الفنان الذي تتوافر فيه هذه الصفات ومستعد للتعاون معه بغض النظر عن جنسيته.
- بعد النجاح في الدراما السورية والتفوق في الدراما المشتركة، ألا تفكر في خوض تجربة الدراما المصرية؟
تغريني التجربة المصرية بفضائها الرحب من خلال الاحتكاك بجمهور متعدد وطبقات فنية مختلفة، سواء خلف الكاميرا أو أمامها، ودائماً هناك محاولات لخوض التجربة المصرية، وأخيراً حدث اتصال مع المنتج الكبير محمود شميس، والتنسيق جارٍ بيننا لتعاون درامي قريب في مصر.
- قطعت شوطاً هاماً في الدراما التلفزيونية... ألا تفكر بخوض التجربة السينمائية؟
كانت السينما حاضرة دائماً في تفكيري، وعلاقتي بهذه المهنة انطلقت من خلال محاولات فردية في السينما، ولكن لمحدودية الإمكانيات وضيق فضاء السينما في سورية، انتقلت إلى التلفزيون، ولكنني لا أرى السينما خطوة متقدمة على التلفزيون، بل خطوة مستقلة ومختلفة. وعندما تنضج الأفكار اللازمة سأعبّر عنها وأصدرها في فيلم سينمائي.
- ما هي البرامج التلفزيونية التي تستهويك لمتابعتها في أوقات الفراغ؟
تستهويني البرامج الوثائقية عموماً وأي شيء له علاقة بالطبيعة أو البرامج الرياضية.
- حدثنا عن تجربتك في برنامج «نجم العرب»، وماذا تعني لك هذه التجربة؟
تزامنت تجربتي في اختبارات الأداء في لجنة تحكيم برنامج «نجم العرب» مع نبيلة عبيد وتقلا شمعون، مع اختياري ممثلين لمشروع جديد أحضّر له.
وما حصل في البرنامج، صورة للجهد الذي أبذله في البحث عن المواهب الشابة لتقديمها في كل موسم. وبالطبع هذا واجب علينا، وجزء من العمل الذي يرافق مهنتنا وتجربتنا الفنية، وهو البحث عن الوجوه الجديدة وتقديمها، وفي الوقت نفسه تبقى نقطة تسجل لنا كمخرجين أننا قدمنا هذه الوجوه.
- كيف تنظر إلى مفهوم الجرأة وما هي معانيها وكيف تتعامل مع الرقابة؟
أؤمن بالرقيب الموجود داخل كل صانع مادة فنية، يتعاطى من خلالها مع الجمهور. لذلك يجب أن تكون الجرأة مضبوطة في داخلنا بعيداً من عين الرقيب الذي أرى أن وظيفته قد ولّى زمنها.
- كيف تقضي وقتك بعد انتهاء الموسم الدرامي؟
خلال فترات الاستراحة، ألتفت إلى نفسي وأهتم بالعلاقات العائلية، وأمارس بعض الهوايات كالرياضة، كما أطّلع على كل ما فاتني أثناء انشغالي في تصوير أعمالي الفنية.
- ماذا تعني زوجتك لك؟
أنا متزوج منذ 17 عاماً وأعيش أحلى أيام حياتي مع زوجتي وروحي...
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024