تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

زين عبد الهادي: مكتبتي تُلوّن حياتي

زين عبد الهادي: مكتبتي تُلوّن حياتي

عندما يقع الإنسان في عشق الورق تُصبح العلاقة بينهما ملتبسة، ولا يُمكن لأحد أن يفكّ لغزها إلاّ الإنسان العاشق نفسه، الذي يرى في كتبه ثروته الحقيقية، ولأنّ المكتبة هي الركن الذي يُخبّئ فيه القارئ النهم ثرواته الورقية الثمينة، قمنا بزيارة استكشافية لمكتبة أحد «عشاّق الكتب» الخاصّة، رئيس دار الكتب المصرية السابق، الروائي والأكاديمي زين عبد الهادي، وجئنا بالاعترافات الآتية.

                                                                           
علاقتي بمكتبتي هي
مكتبتي هي أنا، وأنا أستاذ للمكتبات، غرامي بالكتاب يعود إلى الستينات حين كنت أتابع أبي وهو يقرأ على شاطئ البحر وفي مساءات البرد في مدينتنا الساحلية، تلك الروايات العظيمة التي ورثتها عنه كلها، فأخذت ألتهمها التهاماً، كان من نتيجة ذلك دخولي قسم المكتبات في جامعة القاهرة في السبعينات.

أزور مكتبتي مرّة كلّ:
أزورها كل يوم، واليوم الذي لا أزور فيه مكتبتي أعتقد أنه سقط من حياتي، إنها وحديقتي الصغيرة جزء لا يتجزأ من جسدي ووجداني، أمضي فيها ساعات طويلة يومياً، وأصطحب جزءاً منها في أسفاري.
مكتبتي كائنٌ وفيٌّ لا يتركني على الإطلاق، وأنا لا أتركه. هي أسماكي الملوّنة التي أربيها لتتحول إلى سحابات أطلقها في سماوات العالم.

أنواع الكتب المفضلّة لديّ
أقرأ في كل الموضوعات، من المؤكد أن اللحظة الراهنة تفرض نفسها فأقرأ في السياسة، لكن الرواية والنقد الأدبي يحتلان المقدمة ثم الشعر، إذ إن الشعر يعيد تشكيل لغتي بمغازله اللغوية الجديدة وقواميسه ومفرداته، التي تأتي من تلك العوالم التي يتفنن الشعراء في الإتيان بها من أكمامهم السحرية.

كتاب أُعيد قراءته
«قصة الحضارة» لول ديورانت، و»قصة العالم» لهيرودوت، ولا يكاد يمر عام من دون أن أقرأ أجزاء من الأول وأعيد قراءة الثاني، إنهما يجعلانني اكتشف الإنسان وكيف تحول من أقصى الوحشية إلى أقصى الإنسانية.
الإنسانية لا تعني الجنس بقدر ما تعني التخلّص من بقايا الكائن المتوحش القابع في داخل كل منا.

كتاب لا أعيره
الكتاب الذي أحبه لا أعيره. هذا كتاب يحمل عقلاً صارماً ليس له مثيل، مثل أعمال جيمس جويس وبورخيس لا يمكن أن أعيرها.

كاتب قرأت له أكثر من غيره
نجيب محفوظ، أورهان باموق، ول ديورانت وعبد الرحمن بدوي. كاتبي الذي أحمله في قلبي هو تشايكوفسكي. كاتبي الذي يعيد إليَّ لغة الكتابة هو بريخت، أما كاتبي الذي يصاحبني في زوايا العقل البشري فهو كافكا.

آخر كتاب ضممته إلى مكتبتي
روايتان في كتاب واحد هما «المحاكمة» و»المسخ» لكافكا، وهذه المرة ترجمة عن الألمانية مباشرة للصديق العزيز والمترجم المبدع محمد أبو رحمة.

كتاب أنصح بقراءته
«كيف نقرأ ولماذا؟»، تأليف هارولد بلوم، ترجمة نسيم مجلي، صدر عن المشروع القومي للترجمة في القاهرة.

كتاب لا أنساه أبداً
«فكرة الثقافة» تأليف تيري إيغلتون، ترجمة شوقي جلال وصدر عن «مكتبة الأسرة» في القاهرة العام الماضي.

بين المكتبة والإنترنت أختار
اختيار في غاية الصعوبة، لأن حصولي على مئات الكتب والمقالات ومعرفة آخر تطورات العلم والفن لا يمكن أن يتم الآن إلا عبر الإنترنت، لكن لأنني من جيل قديم أدمن ملمس ورائحة الورق وأحبار الطباعة، لا يمكنني تخيل انتهاء عصر الكتاب الورقي. لكن حان الوقت لأن نقول كما قالت فيرجينيا وولف قبل مئة عام بالضبط: «العالم تغير بالفعل»!

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077