ريّا أبي راشد: هدفي الوصول إلى الجماهير وليس المشاهير
هي أكثر الإعلاميّات عفوّية، لا تغريها النجومية، ووصلت بجهدها إلى العالمية. تكشف لنا كواليس 3 Arabs Got Talent ، وتروي لنا قصّتها مع المشاهير، والجماهير، كما تحدّثنا عن طفلها وحلمها وحُكمها... الإعلامية اللبنانية ريّا أبي راشد في هذا الحوار.
- كيف تصفين لنا أجواء تصوير المرحلة الأولى من برنامج Arabs Got Talent 3؟
كانت أجواء مذهلة، أمضينا أروع الأوقات مع اللجنة والمشاركين، وكل شخص عمل في البرنامج استمتع إلى درجة كبيرة لأن موقع التصوير كان مليئاً بالحيوية والفن والمرح.
- ما الذي أضافه أحمد حلمي إلى البرنامج؟
أضفى أحمد حلمي جواً من التفاعل الكوميدي إلى البرنامج، وكان التعاون معه غاية في السهولة منذ البداية. فقد تأقلم في الأجواء لحظة وصوله إلى موقع التصوير، وتفاعل مع المتسابقين في كل الأوقات وشارك في لوحات وعروض البعض منهم، وكان Sooo Cool. كما أعلمنا بأنه كان من محبي البرنامج ومن متابعيه قبل أن يصبح حكماً فيه.
- ما هي أطرف المواقف التي صادفتكم خلال التصوير؟
لدى تأدية أحد المشاركين عن فئة الرقص الشرقي لوحته، قرّرت تقليد خطواته في الكواليس، بشكل سيئ للغاية، وكنت أسخر من نفسي علماً أني استمتعت في تلك اللحظة بالفعل. ولحظة استدرت، رأيت العميد علي جابر يحدّق بي ويضحك بشدة على ما أفعله، وقال في وقت لاحق للمتسابق إنه لم يستطع التركيز على أدائه بسبب رقصي، وبالتالي لن يحكم عليه، فكان الأمر مضحكاً للغاية...
- ما هي توجهّات غالبية المواهب هذه السنة؟
نقدّم في هذا الموسم مواهب جديدة خارقة لم يسبق للمشاهد أن صادفها من قبل، وهذا هو ما يميّز Arabs Got Talent عن سواه من البرامج. فالجمهور ليس لديه فكرة عمّا سيشاهده كل أسبوع لذا يرافقه عنصر الدهشة طوال الوقت.
- قدّمت أول برنامج عربي يمتدّ بثه من الشاشة إلى الويب، باستخدام موقع يوتيوب منصة للبث المباشر في لقاء يستمر 15 دقيقة مع الفائزين في كل حلقة من Arabs Got Talent. من كان صاحب الفكرة؟ ولماذا قدّمته أنتِ وليس قصي؟ وماذا يعني لك أن تكوني السباقة في تطبيق هذه الفكرة في عالمنا العربي؟
فكرة Live Arabs Got Talent كانت لقسم وسائل الإعلام الاجتماعية في MBC، الداعم الأكبر لبرنامجنا. وقمت بتقديمه بنفسي لأنني خبيرة في إجراء اللقاءات الإعلامية، لذا كان من المنطقي مقابلة المشاركين. وكان قصيّ مشغول بواجبات أخرى في البرنامج، لذا وقع الاختيار عليّ لتنفيذ هذا المشروع. أحببت هذا العمل وسوف أستمتع بعيش هذه التجربة مرة جديدة هذا العام.
في الموسم الأول، كانت مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر وفايسبوك ويوتيوب» جزء صغير من البرنامج، بينما أصبحت في الموسمين الأخيرين، المنصّة الأبرز للمواهب وعروضها، فهي «رهيبة» بالفعل وتمنح المشارك جماهيرية لا حدود لها.
- كيف هي علاقتك بالـ Social Media؟
أؤيدها بشكل كبير، وأنا شخصياً ناشطة على هذه المواقع وأفخر بأن هناك ما يقارب مليون شخص يتبعني على حساباتي على Twitter و Facebook.
- أخبرينا عن لقائك الأول مع قصي في كواليس البرنامج، وعن التطوّر الذي طرأ على علاقتكما المهنية بعد 3 مواسم!
أول مرة التقيت قصي كانت في الكواليس في الحلقة الأولى من الموسم الأول. لم نكن نعرف ما يمكن توقّعه من بعضنا البعض، ولكن الأمر استغرق محادثة قصيرة جداً، أدركنا خلالها أننا سنصبح صديقين. ومع مرور 3 مواسم، لم يعد قصيّ زميلي في التقديم فحسب، أصبح أخاً لي، وإن كنت في حاجة إلى شخص للدفاع عني ولمساندتي، قصي هو أول من سأتصل به. نحن على تواصل دائم، نلتقي ونتهاتف ولا تقتصر معرفتنا على العمل في البرنامج، كما أنّي لا يمكن أن أقدّم البرنامج بدونه...
- وصفك العميد علي جابر بأنك «امرأة جبّارة» لأنك من الأشخاص الذين يفعلون عدة أمور في حياتهم في آنٍ واحد، وكل أمر يكون على درجة عالية من الإتقان. بماذا تصفينه أنتِ، ماذا تعني لك شهادته، وما مدى اكتسابك من خبرته ومهنيّته؟
(تضحك)، أمر جميل جداً... أحب علي وأقدّره كثيراً. نتشابه في الكثير من الأمور: عاطفتنا تجاه وظيفتينا، القيام بـ«مليون» شيء في وقت واحد، والنشاط المفرط الذي نتمتّع به. كما أني معجبة بشغفه في جعل شبابنا يدركون أهمية التعليم الأكاديمي. لا أعتقد أنّي كنت سأنال وظيفة جيّدة كما هو الحال اليوم لو لم أكن قد ذهبت إلى الجامعة ونلت الماجستير في الصحافة. علي أيضاً من أبرز محبّي الأفلام «التي أتابعها بالكامل»، كما أن تجربته التلفزيونية لا تقدّر بثمن، وهو ذكي ورائع في ما يفعل، وأنا أستمتع بترقّب تعليقاته وتقويمه للمواهب، حتى لو حطّم تعذيبه للمشاركين القلائل الحظ والموهبة قلبي...
- تهتمين بالتعليقات السلبية حول أدائك، فهي مهمة بالنسبة إليكِ لأنها تجعلك تتقدمين في عملك. ما هو أقسى تعليق سمعته؟
أهتم كثيراً بما يفكر فيه المشاهدون لأني في النهاية أعمل من أجلهم. هدفي هو الوصول إلى الجمهور الآن وأنا لا أمارس هذه المهنة من أجل المشاهير.
أعتقد أن أقسى التعليقات كانت تلك التي تلقّيتها في الموسم الأول، علماً أنها لم تكن قاسية حقاً، فوسائل الإعلام الاجتماعية هي منصة، لجأ ويلجأ إليها الناس لممارسة حرية التعبير... حتى إذا علّقوا على إطلالتي أو أدائي، فهذا من حقهم!
وكان أطرف تعليق سمعته هو أنّي كنت حاملاً في واحدة من الحلقات، فالحكاية هي أني قد أكلت قطعة من الكاتو وبطني ربما بدت أكبر (تضحك). أنا سعيدة لأنني لم أحصل على تعليقات سيئة في الموسم الثاني، أو بالأحرى لم يزعجني أي تعليق، وذلك لأني كنت مستمتعة حقاً بما أقدّمه. أتمنى لنفسي ولزملائي التوفيق في الموسم الثالث.
- شخصيتك إيجابية، طموحة وتعشقين مهنتك إلى أبعد الحدود. ما أكثر ما تعشقينه في دورك كمقدمة Arabs Got Talent؟
أكثر ما يمتعني في هذا الدور هو لقائي بالمشاركين، مشاهدة عروضهم، متابعة ما يحرزونه من تقدّم، ومساندتهم في حزنهم وفي فرحهم. إنها ليست سوى متعة لقاء المشاركين، إلى جانب الكثير من المتعة والمرح في العمل مع قصيّ.
- تتعاملين برقة وحساسية مع المشاركين، هل تمنّيتِ لو كنت عضواً في اللجنة لإنقاذ أحد المشاركين؟
هذا الأمر من شأنه أن يجعلني حَكماً رهيباً! الفكرة سيئة للغاية، فأنا أود أن أقول نعم للجميع!
- كيف تصفين لنا الفنانة نجوى كرم، الممثل الكوميدي ناصر القصبي، العميد علي جابر والعضو الجديد الممثل أحمد حلمي؟
نجوى: هي أجمل امرأة بالنسبة إليّ بصدق. إنها إنسانة رائعة، تهتم بالجميع وتلتفت إلى كل التفاصيل، وتقول لي أشياء لطيفة دائماً.
ناصر: يذكرني بأساطير الكوميديا في هوليوود مثل بيتر سيلرز، وأنا معجبة جداً بظرافته وفكاهته، خصوصاً أن لدعابته هذه غرضاً اجتماعياً، وهو أمر أقدّره بشدّة.
علي جابر: رجل ذكي، صعب، وجذاب للغاية.
أحمد حلمي: هو عرض كوميدي بدوام كامل. فمن الصعب جداً عدم الضحك في وجوده.
لا أحب إخفاء ملامح وجهي تحت الماكياج وأحبّه حتى مع التجاعيد
- لا تحبين استخدام الماكياج أبداً، يقتصر ماكياجك على أحمر الشفاه والماسكارا والبلاشر، وتبتعدين عن الألوان الداكنة والقوية والصاخبة، وهو ما يميّزك عن زميلاتك في المجال. هل أثّر وجودك في الخارج وتقرّبك من النجمات العالميات بذلك؟
نعم تماماً، فإن معظم الممثلات في هوليوود ومعظم مقدّمات البرامج في أوروبا يفضّلن الماكياج الناعم والطبيعي. بالنسبة إليّ، أحبّ الظهور على هذا الشكل لأسباب عديدة: أولا، أعتقد أن المبالغة في وضع الماكياج تجعل الشبه بيني وبين المهرّج كبير! بكل بساطة إنها لا تناسبني. ثانياً، إنها لا تتوافق مع شخصيتي لدى ممارستي مهنة التقديم، حيث أني أتنقّل من مكان إلى آخر وأتحرّك كثيراً، ويبدو غريباً لو وضعت الكثير من المساحيق على وجهي. الحصول على ماكياج طبيعي يسمح لي بأن أكون نفسي، وأنا لا أحب إخفاء ملامح وجهي تحت الماكياج، فأنا أحب وجهي على ما هو عليه حتى مع التجاعيد.
لا أريد شهرة كيم كارداشيان
- ألا تغريكِ النجومية، ما الذي يغريكِ؟
أهتم غالباً بالأمور الخارجة عن المألوف: لقاء أشخاص استثنائيين، تقديم عروض آسرة، السفر وزيارة كل بلدان العالم، رسم الابتسامة على وجوه الناس، وأن أكون انساناً طيباً وقدوة حسنة. لدي حياة مثيرة للاهتمام وأنا ممتنّة جداً لذلك. حياة الشهرة جميلة جداً، وإنه لأمر مدهش أن تشعر بأن الناس تحب ما تفعله. ولكني لا أود أن أكون مشهورة دون قيامي بأي عمل، أو مجرد أن أكون مشهورة مثل كيم كارداشيان Kim Kardashian.
أطمح إلى تقديم برنامج حواري كبير على قناة CNN
- ألا تفكرين في التوقف عن تقديم Scoop، كونه برنامجاً يمكن أن يعيش لسنوات عديدة، لأنه متجدد ويعشقه المشاهدون. هل تقديم برنامج Scoop هو سقف طموحاتك، أم أنك ترسمين صورة لبرنامج أحلامك؟
أحب «سكوب» بالفعل، إنه طفلي، والأم تحب طفلها طيلة حياته وفي كل مراحل نموّه. ولكن بعيداً عنه، أود تقديم أمور أخرى في المستقبل، فأنا منتجة بقدر ما أنا مقدمة. قد أقدّم برنامجاً حوارياً كبيراً على قناة CNN مثل «لاري كينغ» Larry King أو «بيرس مورغان» Piers Morgan. ولكن ربما في غضون 10 سنوات. من يدري؟ في الوقت الحالي أنا سعيدة جداً ببرامجي، وMBC ستبقى عائلتي وأنا لا أرى نفسي في أي مكان بعيداً عنها.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024