أنغام: أعرف كيف أحافظ على حياتي الخاصة وسأعتزل الغناء في حالة واحدة
بعد غياب خمس سنوات عن دنيا الألبومات، عادت من جديد بألبوم «أحلام بريئة» الذي تكشف لنا الكثير من كواليسه وأسراره. النجمة أنغام تتكلم عن تعاونها مع محمد حماقي، وسبب غنائها باللهجة اللبنانية، ومشروعها الغنائي المقبل، ولماذا لم تكرر تجربة التمثيل بعد؟ كما تكشف رأيها في أصالة، ونجوم لجنة تحكيم the Voice، وتعترف بالحالة الوحيدة التي يمكن عندها أن تفكر في الاعتزال والتوقف عن الغناء، وعندما سألناها عن علاقتها بابنيها عمر وعبدالرحمن بعدما تجاوزا مرحلة الطفولة، فاجأتنا بهذه الإجابة: «أحياناً أكون أمّاً مزعجة».
- تعودين من جديد بألبوم «أحلام بريئة» بعد غياب دام أكثر من خمسة أعوام منذ آخر ألبوماتك «محدش يحاسبني»، فما سبب هذا الغياب؟
لظروف مختلفة وبعضها خارج عن إرادتي، ابتعدت عن تقديم أي ألبومات غنائية طوال الفترة الماضية. فبحكم الأوضاع السياسية التي مرت بها مصر عام 2011 لم أستطع التحضير لألبوم جديد، وبعدها انشغلت لمدة عام تقريباً بمسلسل «في غمضة عين»، وبدأت منذ عام 2013 التحضير لهذا الألبوم واختيار أغنياته، وربما يرى البعض أنها فترة طويلة لتجهيز ألبوم واحد، لكنني بطبيعتي أتأنّى في اختياراتي لتقديم أفضل شيء ممكن، وحاولت ألا أبتعد عن جمهوري خلال تلك الفترة، ولذلك حرصت على تقديم عدد من الأغنيات المنفردة، التي كان آخرها أغنيتا «ساندة عليك» و «أجمل مكان».
- معنى ذلك أن من الصعب أن تقدمي ألبوماً غنائياً كل عام؟
يمكن أن أقدم أغاني منفردة، لكن الألبوم يحتاج إلى فترة تجهيز واختيارات بين الأغاني يمكن أن تتجاوز العامين ليخرج بالشكل الذي يرضيني، لأن جودة المنتج هي التي تشغلني في المقام الأول، وأعتقد أن الأغاني المنفردة أصبحت مناسبة لتقليص فترة الغياب والمشاركة بصفة مستمرة في مناسبات مختلفة، مثل المناسبات الرومانسية أو رأس السنة.
- تعاونت للمرة الأولى مع عدد من الملحنين، منهم محمد حماقي ومحمد رحيم وعزيز الشافعي وشريف بدر ومحمدي، فكيف تقيّمين شكل التعاون بينكم؟
بالتأكيد كان تعاوناً مثمراً، ولكل تعاون ظروفه، فمثلاً تعاوني مع حماقي جاء من طريق الصدفة، ففي وقت تحضيري للألبوم، استمعت إلى لحن الأغنية وأعجبني كثيراً، وهو لم يصنعه لي خصيصاً، بل لحّنه منذ فترة وأجّله. وعندما عرضت عليه فكرة غنائي له، تحمس للموضوع. أما بالنسبة إلى رحيم، فكنا ننوي منذ سنوات عدة أن نجتمع معاً، وكان هناك عدد من المشروعات السابقة، لكنها لم تكتمل لأسباب مختلفة، حتى تعاونّا معاً في هذا الألبوم. سعيدة أيضاً بالتعاون مع عزيز الشافعي، لأنه من الملحنين الذين يعجبني ذوقهم. كذلك أتوقع مستقبلاً باهراً للملحنين الشابين شريف بدر ومحمدي، وأتمنى أن نحقق النجاح معاً وتنال الأغنيات إعجاب الجمهور.
- ولماذا حرصت على ضم أغنية «بقيت وحدك» للشاعر الراحل عصام عبدالله؟
هذه الأغنية في حوزتي منذ ما يقارب الثمانية عشر عاماً، وأخذتها منه قبل أن يتوفى بسنوات طويلة، لكنني لم أستطع غناءها طوال الفترة الماضية، لأنني كنت صغيرة في السن، وأبلغته وقتها أنني متحمسة لغنائها، لكنني لا أعرف الوقت المناسب لها، لأن كلماتها تحتاج إلى نضج فني معين، وشعرت بأنها مناسبة جداً للمرحلة العمرية التي أعيشها حالياً، فقررت أن أضمها إلى ألبومي الجديد.
- الألبوم يضم ست أغانٍ للشاعر أمير طعيمة، هل هذا ناتج من الصداقة القوية بينكما؟
لديَّ ثقة كبيرة بأمير كصديق، وعلاقتنا قوية جداً على المستوى الشخصي، لكن هذا ليس سبب تعاوني معه في نصف أغنيات الألبوم، لأنني لا أجامل أحداً في عملي، وإنما جاء ذلك نتيجة إعجابي الشديد بالأغاني، بالإضافة إلى أنه يُعتبر واحداً من أهم الشعراء الموجودين حالياً في الوطن العربي، كما قدم لي ست أغانٍ مميزة، تختلف كل منها عن الأخرى، وكأنها لشعراء مختلفين، فقررت أن أضمها كلها، لأنني رأيت أنها تشكل إضافة للألبوم، فلم أنظر إلى المسألة بمنظور التعاون مع شخص واحد أو أشخاص كثر، لأن الأهم بالنسبة إليّ هو مضمون الأغنية وجودتها.
- تقدمين أغنية «عم بكره الموسيقى» باللهجة اللبنانية، هل هي محاولة لتسويق الألبوم عربياً؟
فكرة الغناء باللهجة اللبنانية كانت تراودني منذ فترة، خصوصاً أنني من عشاق فيروز وأستمع إلى أغنياتها منذ طفولتي، وطوال عمري معجبة بالشكل اللبناني، وأعتبر اللهجة اللبنانية من أقرب اللهجات إلى المصرية، وهي سهلة الفهم بالنسبة إلى المصريين مقارنة باللهجة الخليجية مثلاً، لكن في كل مرة كنت أتردد في اتخاذ الخطوة، ربما لأنني لم أجد الأغنية التي تشجعني عليها، وانتظرت حتى وجدت العمل المناسب لي، فالأغنية فكرتها بسيطة وفيها شيء قريب مني، مما جعلني أتحمس لغنائها بعيداً من فكرة التسويق للألبوم، لأنني تجاوزت تلك المرحلة نظراً إلى تاريخي الذي صنع لي معجبين على مستوى الوطن العربي كله، ودائماً أفتخر بجمهوري، سواء داخل مصر أو خارجها، لأنه السبب الرئيسي في نجاحي وكل ما حققته في مجال الغناء.
- وهل وجدت صعوبة في الغناء باللهجة اللبنانية؟
لم تكن سهلة، وفي الوقت نفسه لا أعتبرها صعبة، ذلك أن الأغنية التي ألفتها الشاعرة كاترين معوض ولحّنها هشام بولس تتمتع بالبساطة بدرجة كبيرة، فهي لا تحتوي على كلمات لبنانية معقدة أو خاصة بالشعب اللبناني، ولا أنكر أن ذلك ساعدني كثيراً في غنائها من دون بذل مجهود مضاعف أو زائد عن الحد.
- هل هناك أغنيات قرّرت استبعادها في اللحظات الأخيرة؟
هذا الأمر متوقع وقد يحدث في الألبومات الغنائية، لكنه لم يحدث معي إلا في أغنية واحدة فقط، أجّلتها لأنها لم تكتمل موسيقياً، رغم إعجابي الشديد بفكرتها ولحنها، لكنني وجدت أن تأجيلها وعدم التسرع في طرحها سيتيحان الفرصة لإخراجها بشكل مميز، ويمكن أن أطرحها كأغنية منفردة أو أضمها الى ألبومي المقبل. أما باقي الأغنيات فطُرحت جميعها من دون أي تغيير.
- ما أقرب أغنية إلى قلبك؟
لكل أغنية في الألبوم مذاق خاص بالنسبة إلي، فلا أختار أغنية إلا بعد أن تلامس مشاعري، ودائماً المفاضلة بينها تكون صعبة، لكنني أجد أغنية «بقيت وحدك» هي الأقرب إلى قلبي، بل لها مكانة خاصة، لأنني محتفظة بها منذ فترة طويلة، وكنت واثقة أنه سيأتي اليوم الذي أغنيها فيه، لذا هي مختلفة بالنسبة إلي عن أغاني الألبوم الأخرى.
- ما سبب تسمية الألبوم باسم «أحلام بريئة»؟
هذا العنوان يشمل كل المعاني الموجودة في باقي الأغنيات، فرغم تنوع أغنيات الألبوم في الألحان والكلمات، لكن من يستمع إليه يشعر وكأنه يعيش تجارب وأحلاماً عاشها شخص آخر على أرض الواقع ويرويها من خلال الأغنيات، وجميعها تجارب بريئة، ولذلك وجدتها الأقرب لتحمل اسم الألبوم.
- هل حددت الأغنيات التي ستصورينها؟
أغنية «أهي جت» من أولى الأغنيات التي استقررت عليها حتى قبل طرح الألبوم، وجدتها مناسبة لتكون أولى الأغنيات المصورة للألبوم، أيضاً من المفترض تصوير أغنية أخرى، لكن حتى الآن لم أستقر عليها.
- لماذا حرصت على الظهور بإطلالة مختلفة في الدعاية الخاصة بالألبوم؟
الاختلاف شيء لا بد منه، وهو نوع من أنواع التغيير مع كل عمل فني جديد. ورغم حرصي على التنوع، أفضّل البساطة، فلا يوجد شيء غريب أو مفاجئ للجمهور، والاختلاف لم يكن في شكلي أو اللوك الخاص بي بقدر ما هو اختلاف في الصورة، فاتفقت مع المصور الفوتوغرافي كريم نور على التصوير الخارجي، مع تقارب صورة غلاف الألبوم في المضمون مع الرومانسية الحالمة لتناسب اسمه.
- صرحت منذ سنوات بأنكِ تحضّرين لألبوم خليجي، فما سبب تأجيله؟
بدأت في تجهيزه بالفعل، وسجلت منه بعض الأغنيات، لكنني انشغلت في الفترة الماضية بألبومي الأخير، وهو يحتاج إلى تفرغي التام حتى يخرج بالشكل الذي أتمناه، خصوصاً أنني لا أستطيع التركيز في عملين في الوقت نفسه، ولذلك فضلت أن أنتهي من ألبوم «أحلام بريئة» أولاً على أن يكون الألبوم الخليجي مشروعي المقبل.
- ما أكثر الألبومات التي نالت إعجابك أخيراً؟
استمعت إلى ألبوم أصالة الأخير «60 دقيقة حياة» وأُعجبت بمعظم أغنياته، بل وأعتبره من الألبومات المميزة التي طرحت أخيراً، وكذلك ألبوم محمد حماقي «عمره ما يغيب»، والألبومان يستحقان الإشادة والتقدير لصنّاعهما، لأنهم بذلوا مجهوداً واضحاً لإخراج عمل فني على قدر عالٍ من الجودة يصحبه ذوق راقٍ يليق بمكانتهما لدى جمهورهما. وبالنسبة إلى أصالة فهي تتمتع بالنضج الفني منذ فترة، ولا أقول ذلك لأنها من صديقاتي المقربات، وإنما لإعجابي الشديد بصوتها وإحساسها بالغناء ونجاحها في اختياراتها الفنية. أما حماقي فقدم ألبوماً غنائياً مختلفاً في شكل الموسيقى والكلمات واستطاع أن يصنع عملاً فنياً متكاملاً.
- ومن تحبين سماع أصواتهم؟
أحب سماع أغاني أم كلثوم وفيروز وعبدالحليم حافظ. ومن الجيل الحالي، أستمع إلى أصالة وشيرين عبدالوهاب وسميرة سعيد وآمال ماهر. ومن الأصوات الشابة، مي فاروق وريهام عبدالحكيم وكارمن سليمان. أيضاً أعشق صوت الملك محمد منير وحسين الجسمي.
- بعد النجاح الذي حققه مسلسل «في غمضة عين»، ظن كثيرون أنك ستقدمين أعمالاً درامية أو سينمائية جديدة، لكن ما حدث هو العكس، فبمَ تفسرين ابتعادك عن التمثيل؟
لم أتعمد الابتعاد عن التمثيل وفي الوقت نفسه لم أسعَ وراء فكرة التمثيل، سواء قبل المسلسل أو بعده، لكنني أتمنى أن أقدم عملاً فنياً جديداً، في السينما أو الدراما، وإذا عرض عليَّ سيناريو جيد ومناسب لي فسأوافق على تقديمه، وهذا ما لم يحدث حتى الآن، فنجاح أولى تجاربي الدرامية كان ولا يزال دافعاً لي لتقديم عمل آخر، لكن هذا يتطلب مني البحث عن المشروع المناسب والجيد، وربما توقع البعض سرعة خطواتي المقبلة في مجال التمثيل نظراً إلى ارتباط الجمهور بالمسلسل وشخصياته وأحداثه، لكن الفرصة المناسبة لم تأتِ بعد.
- هناك فيلم جديد من تأليف السيناريست تامر حبيب، فما صحة ذلك؟
حتى الآن لا يوجد شيء على أرض الواقع لأعلن عنه، ولم تُعرض عليَّ
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024