Blue jasmine لـ وودي آلن: نهاية الرفاهية
Blue jasmine فيلم درامي أميركي من تأليف وودي آلن وإخراجه، بطولة النجمة الأوسترالية الحاصلة على الأوسكار كيت بلانشيت، ألك بالدوين، سالي هاوكين وبيتر سارسغارد. يتابع الفيلم قصة الإنخفاض المأسوي للطبقة الإجتماعية الفائقة الثراء، ويتناول قصة امرأة تترك حياة الرفاهية في نيويورك وتنتقل إلى العيش مع أختها في سان فرانسيسكو بعدما اكتشفت أن الثروة التي جمعها زوجها كانت نتيجة الاحتيال وقيامه بأعمال غير مشروعة.
وتكشف القصة صعوبة تأقلمها مع حياتها الجديدة، وهي التي تعاني عدم إستقرار نفسي يوصلها في بعض الأحيان إلى حد الجنون. كما يتسلسل الفيلم إلى بعض المشاهد التي توضح تفاصيل حياتها مع زوجها في نيويورك. ولم يكن واضحاً مصير زوجها في البداية، وهو الذي سُجن وانتحر في السجن، وتبقى مشاعر ياسمين غير واضحة حياله.
وتتغير حياة ياسمين عندما تتعرف إلى دوايت واستلايك الرجل الثري والطامح إلى أن يكون عضواً في الكونغرس في كاليفورنيا، وفي وقت كانت شقيقتها جينجر قد انفصلت عن زوجها أوجي، وارتبطت بشيلي الذي أصبح يثير شكوكاً لديها، وأقامت علاقة غرامية مع رجل تعرفت عليه في سهرة.
بعد أن تعرفت ياسمين على دوايت شعرت أنها في طريقها إلى السعادة، وهو الذي يشاركها حبها للجمال والحياة الراقية والسطحية. وخلال وجودها معه في السيارة في طريقهما إلى شراء خاتم الخطبة تلتقي ياسمين زوج شقيقتها السابق الذي يكشف ماضيها أمام دوايت. وخلافاً لقصتها، كان زوجها السابق المحتال الذي انتحر في السجن، وليس الجراح الذي توفي بسبب نوبة قلبية. كما يشير إلى إبن زوجها داني الذي ربته والذي لم يكن في الواقع مهندس ديكور، وأنه يسكن ويعمل في مدينة أوكلاند القريبة.
في هذه الأثناء تذهب ياسمين بلمحة إلى الماضي وبعلاقتها بهال ومواجهتها له، وتبدأ التحدث إلى نفسها بطريقة غير منطقية وتطلب من دوايت إعادتها، عندها يترك دوايت ياسمين على قارعة الطريق ويرحل، ويشعر بأنه كان أعمى وأن ياسمين جعلته غبياً، وبالتالي لن يكون هناك وجود للشفقة.
ياسمين لا خيارات أمامها سوى البحث عن داني، وفي اللقاء الذي يجمعها بداني نستطيع أن نفهم ما حقيقة جنون ياسمين، فيخبرها داني بأنه يعرف ماذا فعلت وبالتالي لا يريد أي علاقة تربطه بها.
ويظهر الفلاش باك النهائي ياسمين نفسها تزرع بذور سقوطها عن طريق استدعاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) للتحقيق في تعاملات هال التجارية، وذلك بعد اعترافه لها بأنه أقام علاقات عديدة مع نساء أخريات وأنه كان على وشك أن يتركها من أجل امرأة أصغر منها بكثير.
هذه المجازفة كشفت النقاب عن حياتهما، وثروتها والتي أدت بهال إلى الإنتحار، وإقلاع داني عن متابعة دراسته في هارفارد، وهنا يظهر بوضوح لماذا قالت إنها كانت مهجورة من قبل عالمها السابق كله. وهذا ما يفسر لماذا يبدأ الفيلم مع ترك ياسمين نيويورك من دون وجود خيار آخر سوى الذهاب إلى سان فرانسيسكو والعيش مع شقيقتها.
وفي نهاية الفيلم، تخبر ياسمين جينجر بأنها ستتزوج دوايت، فيما تعود جينجر إلى صديقها شيلي. وينتهي الفيلم حيث تكون ياسمين جالسة على مقعد وتتحدث إلى نفسها يائسة من دون أي خيارات متاحة.
ولاحظ العديد من النقاد أن الفيلم مستوحى من فيلم A Streetcar Named Desire، كما قالت كيت بلانشيت إنه يروي "نهاية فترة الرفاهية لإمرأة تجد نفسها تعيش على وقع الحدود الفاصلة بين الواقع والخيال، فتهرب إلى عالم الخيال الذي يقترب بها من مرحلة الجنون". وأضافت أنها "ليست قصة مليئة بالدروس الأخلاقية ولكني أراها قصة مسلية ومؤثرة في الوقت ذاته، وهذا ما حاولت أن أنقله في الفيلم".
عُرض Blue Jasmine في الصالات الأميركية في 26 تموز/يوليو الماضي وعُرض في الصالات الأوروبية في 27 أيلول/سبتمبر، ويُذكر أن كوكبةً من نجوم الفيلم كانت حاضرة خلال العرض الأول في نيويورك.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024