ابن رندة مرعشلي الصغير يصرخ في العزاء "أين ماما"؟ وسلاف فواخرجي تحمله... إقرأوا كيف أجابته
لم تشأ سلاف فواخرجي ترك طفل رندة مرعشلي، جود الصغير ذو العام والنصف الذي تحمله بيديها ولم تستطع تمالك نفسها أمامه، أمام سؤاله "وين ماما؟" "وين ماما؟".
قال له أباه: "ماما ذهبت إلى السماء". وقالت سلاف له: "ماما سافرت للعمل بعيداً في فيلم طويل لا نهاية له... وهي تحبّك وتريد منك أن تصبح رجلاً مهماً لتفتخر بك، أتعدني؟ فأومئ لها برأسه موافقاً، واعداً، وربما ليس فاهماً، ولكنه كان دامعاً... خائفاً متسائلاً "من كل هؤلاء؟ أنا لا أريدهم، أنا أريد أمي... أمي فقط".
صباحاً وهي توّدع رندة والوجع يسكن قلبها وقلوب الجميع... كان نورس، زوج الفقيدة، واقفاً بصلابة ورجولة وابتسامة الانسان المرتاح الضمير الذي قدّم ولم يبخل وأعطى حبيبته كل الحب والأمل والتفاني في قوتها ونجاحها وفي مرضها وانكسارها وحتى في لحظتها الأخيرة.
وتضيف سلاف فواخرجي في رسالتها المؤثرة لأسرة رندة: "كانت هيا الجميلة وقد كبرت فجأة أمام ناظري وتحمّلت مسؤولية الأخت الكبرى وهي ما زالت تشعر بأنها طفلة تشتاق في هذه اللحظة إلى أمها أكثر من أي وقت آخر ولكنها تخجل أن تصرح وتقول. وكانت سيلينا الصغيرة التي تشبه رندة كثيراً بضحكتها حيناً وببكائها حيناً آخر وهي تفهم وتعي تماماً ما يحصل بعد محاولات عديدة من أبيها لتتمالك نفسها وبأنها الآن أصبحت مكان أمها في استعمالها لأشيائها واهتمامها بجمالها واهتمامها بأبيها. وأيضاً اهتمامها بأخيها الصغير جود فأصبحت تلك الطفلة الصغيرة جداً - أماً- بعد أن اختار لها القدر ذلك وبعد أن سرق منها الحضن والملاذ والملجأ والرفيقة".
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024