تصاميم وألوان مدهشة لعالم خاص يسكنه الفرح
أجواء مثيرة، مدهشة ومشبعة بالألوان، تحملها لنا مجموعات أقمشة المفروشات لهذا العام، بتشكيلات وسيناريوات غير مألوفة، تثير بمظاهرها الفضول وتنشر في الأماكن والنفوس، مشاعر الفرح والبهجة...
تشكّل هذه الأقمشة على اختلاف طُرُزها الزّخرفية وأنماطها، قاسماً مشتركاً للديكور وكل ما يتم استخدامه فيه، من قطع أثاث وعناصر زينة، حيث تساهم خاماتها في تظهير ملامحها وتثمين أجوائها بكل ما تحمله إليها، من صيغ وخطوط ونقوش ملوّنة، تضفي على المشهد مظهراً أنيقاً ومميزاً.
وتُعتبر أقمشة الأثاث من العناصر الأساسية في تشكيل الديكور وصياغته، لما تتمتع به من مواصفات فريدة وقدرة على التناسق والانسجام مع المواد الزخرفية كافة، من خلال ما تختزنه طبيعتها، من طاقات جمالية حسية أصيلة ووظيفية يصعب إيجادها في أيّ مكوِّن آخر.
إلى ذلك، يتطلب اختيار خامات القماش في أيّ طراز من طُرُز الديكور، الكثير من العناية والدّقة، مع التحديد المسبق للمواصفات المطلوبة والتي تستجيب بأسلوبها لطابع الطّراز المطلوب، خصوصاً أنّ القماش يدخل في صُلب العملية الزخرفيّة ويلعب الدور الأبرز في رسم ملامح المكان ومناخه.
وهو يعزّز من خلال أنماطه ونقوشه وألوانه دفء المكان، أو يخفِّف من حرارته، مولّداً مشاهد جماليّة مدهشة وباهرة.
لا يقتصر استخدام القماش على تنجيد المقاعد والأرائك وصنع الستائر والمساهمة في ابتكار عناصر مكمّلة للديكور من وسائد وأغطية و«أباجورات» للإضاءة وأدوات للزّينة فحسب، بل بات اليوم يلعب دوراً مُهماً في صياغة المساحة وتغطية الجدران والسقوف المستعارة، فضلاً عن اللعب على التأثيرات البصريّة لتمويه بعض عيوب المساحة، إلى جانب منح الإحساس بالمزيد من الاتّساع أو الضيق فيها، حاملاً إليها كل ماتحتاجه من أجواء تتراوح بين الرّصانة والهدوء والزهو والحلم والغرابة.
وفّرت غالبية خطوط مجموعات القماش المبتكرة لهذا الموسم، أجواء بهيّة، تصدَّرتها مجموعة «كريستيان لاكروا» التي تحمل عنوان «العالم الجديد»، ونشرتها دار «ديزاينر غيلد» وهي تضمّ نماذج من أقمشة الحرير والقطن والمخمل، المزدانة برسوم ونقوش جذّابة، من النباتات الكثيفة والأزهار الغريبة والطيور والفراشات والثمار الملوَّنة، بمشاهد تعيد رسم ملامح مناخات الحياة البريّة في جُزر البحر الكاريبي.
ويتخلّل هذه المجموعة الساحرة النغمات، خطٌّ من الأقمشة المزخرفة بنقوش تحاكي جلد النمر بألوان من الأبيض والرماديّ والأسود، تُلبس المنزل حلّةً من الغرابة والدهشة...
أمّا علامة «لوليافر» الناشرة لأقمشة الأثاث الفاخر فتتجلى مجموعاتها بنموذج من الخطوط التي ابتكرها مصمم الموضة الشهير «جان بول غوتييه» مقدماً من خلالها رؤية زخرفية خاصّة، يختلط فيها فنّ الكتابة والرسم فوق جدران الشوارع «الغرافيتي» مع صياغات طريفة منفَّذة على شكل «كولاّج» من قصاصات قماش الجينز الأزرق والبني، مع تشكيلات أخرى من القماش باللّونين الأسود والأبيض تمت استعادتها من مجموعة سابقة لتزيّن الستائر والوسائد والمقاعد والكراسي.
بينما تكشف مجموعة «سونيا ريكييل» عن مناخ عصري حديث بصياغة أنيقة وخطوط هندسية متداخلة ونقوش حسية مطبوعة فوق خامات متنوعة من الحرائر والقطن الطبيعي، بألوان متدرجة الظلال ونغمات تفيض نعومة وجاذبية.
فيما تستعيد مجموعة علامة «ساهكو» التي يوقِّعها «برينو تريبلي» أجواء قديمة من سنوات الخمسينات من القرن الماضي، لتعيد تصميمها بصياغة مميزة، تجمع بين الطابع الكلاسيكي والمعاصر، بألوان مكثّفة مستلهمة من لون التّوت البري والأرجواني الدَّاكن والأخضر والبنيّ والرماديّ والأسود، إضافةً إلى بعض الألوان المعدنيّة البرّاقة من الذهبيّ والبرونزيّ والفضيّ التي ترفد أجواء الديكور بمناخات مدهشة راقية ومتفرّدة.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024