نيرمين الفقي: هذه حقيقة زواجي من فاروق الفيشاوي
فجأة قرّرت الابتعاد عن التمثيل والغياب عن الأضواء، رغم أنها كانت في مكانة فنية متميزة، وفجأة قرّرت العودة أيضاً. نيرمين الفقي تكشف لنا سبب الغياب، وتعترف بأن الفن غدار، وتتكلم على الصداقة الصعبة في الوسط الفني، وموقفها من البيزنس، وهل صحيح أنها تقاطع الزواج!
- رغم نجاحك ووصولك إلى مكانة متميزة، إلا أنك ابتعدت عن التمثيل بشكل مفاجئ، فما السبب؟
أعترف بأنني تركت التمثيل في الوقت الذي حققت فيه مكانة مميزة للغاية، وأعترف بأنني خلال سنوات عدة كنت واحدة من أفضل الفنانات في الدراما المصرية، وتمكنت خلال هذه الفترة من المشاركة في مسلسلات تركت بصمتها في الدراما المصرية ولا تزال عالقة في أذهان الناس، رغم مرور سنوات على عرضها، لكنني قرّرت الابتعاد، والسبب وراء هذا القرار المفاجئ هو مرض والدتي، فالكثيرون لا يعلمون السبب الحقيقي وراء ابتعادي عن الفن، فأنا لم أتحدث عن هذا الأمر من قبل، لكن والدتي أصيبت بوعكة صحية خطيرة وكان لا بد لي من أن أختار بين التفرغ لها ورعايتها أو البقاء في الفن، وبالطبع اخترت رعاية والدتي رحمها الله، لأنني أعلم جيداً أن الفن غدار وليس له عزيز أو غالٍ كما يُقال، ولن يبقى لي مدى الحياة، فالاهتمام بأمي ورعايتها كانا أهم شيء في الحياة، وبعد سنوات الغياب قررت العودة منذ عامين من خلال مسلسل «جبل الحلال»، الذي حققت فيه نجاحاً كبيراً.
- لكن ما الموقف الذي تعرّضت له، وجعلك تؤمنين بأن الفن ليس له عزيز؟
لا يوجد موقف مُعين، لكنني مؤمنة بأن الفن لن يدوم لي، وأن من الصعب الخروج بصداقات قوية من هذا المجال، خاصة بين الفنانات، والسنون أثبتت ذلك، فهناك عشرات الفنانين المتميزين الذين وصلوا إلى مكانة جيدة، لكن بمجرد ابتعادهم عن التمثيل لم يتذكرهم الفن أو الوسط الفني، فالفن ليس له عزيز أو غالٍ، وسوف أظل طوال حياتي مؤمنة بهذا الكلام.
- لكن ألم تشعري يوماً بالندم بسبب ابتعادك عن الفن طوال هذه السنوات؟
على الإطلاق، فهذا الشعور لم يتملكني ولو للحظة واحدة، بل لو عاد بي الزمن إلى الوراء فسأظل متمسكة بقراري، ولا أنكر أنني أشعر بالحزن عندما يقول لي البعض جملة «خسارة أنك ابتعدت عن التمثيل»، لكن في الوقت نفسه أشعر بالرضا والاطمئنان، وأتلقى عروضاً كثيرة سنوياً تؤكد أن النجاح الذي حققته خلال السنوات الماضية لا يزال له مردود في أذهان المنتجين والفنانين والجمهور.
- بعد مشاركتك في بطولة مسلسل «جبل الحلال»، هل ستبتعدين مرة أخرى عن التمثيل؟
بالطبع لا، فأنا قررت إعادة حساباتي مرة أخرى، وسأعود إلى التمثيل بل وأتمنى التواجد كل عام من خلال المشاركة في بطولة عمل درامي جديد.
- ما المعايير التي ستختارين على أساسها الأدوار التي تعرض عليك؟
أهم شيء بالنسبة إلي السيناريو الجيد الذي أقدم من خلاله دوراً مؤثراً في الأحداث، إذا تم حذفه لا يُمكن المسلسل أن يظهر إلى النور، كما أميل إلى المشاركة في عمل يخاطب كل الأعمار ويُناسب جميع فئات المجتمع.
- هل تشترطين أن تكوني البطلة في كل أعمالك؟
بالتأكيد لن أقبل بدور ثانٍ أو ثالث، فأنا سوف أوافق فقط على أدوار البطولة الأولى، وكلامي لا يعني البطولة المطلقة، بل الدور الأول الذي لا يُمكن الاستغناء عنه، وأن تكون الشخصية التي ألعبها عموداً أساسياً في المسلسل، فمن حقي أن أخطط لنفسي بهذه الطريقة، ولن أقبل بأدوار ثانوية، لكنني أُرحب جداً بالبطولات الجماعية والمشتركة، وأعتقد أن الكثير من الفنانات اللاتي وصلن إلى مرحلة تحمّل مسؤولية مسلسل أو فيلم، وخضن تجربة البطولة المطلقة، يفكرن بالطريقة نفسها ولا يقبلن بأدوار ثانوية.
- من الفنانات اللاتي جذبن انتباهك أخيراً؟
بصراحة لا يُمكن أن أصف مدى سعادتي بظهور عدد كبير من الفنانات المُتألقات، اللاتي يمتلكن الموهبة الحقيقية والحضور القوي، ولا أريد أن أذكر أسماء حتى لا أنسى أحداً، لكن الدراما شهدت خلال الفترة الأخيرة نجمات تمكنَّ من إثبات أنفسهن بقوة، وأصبح الجمهور مُنتظراً مشاهدة أعمالهن بفارغ الصبر كل عام.
- بعد غياب لسنوات طويلة قرّرت العودة من خلال مسلسل «جبل الحلال» الذي تعاونت فيه مع الفنان محمود عبدالعزيز، كيف تصفين هذه التجربة؟
من أجمل وأحلى التجارب الفنية التي مررت بها، خلال هذه الفترة كان معروضاً عليَّ عملان، الأول أخوض من خلاله البطولة المطلقة، والثاني مسلسل «جبل الحلال»، ورغم أن العرض الأول كان مُغرياً، لكنني اخترت العودة من خلال «جبل الحلال»، وأن أستثمر نجاح النجم الكبير محمود عبدالعزيز وأستفيد من خبراته، وكان اختياراً موفقاً وسليماً للغاية، فرغم مرور أكثر من عام على عرض المسلسل، إلا أنني ما زلت أتلقى ردود أفعال جيدة حوله.
- كيف وجدت العمل مع محمود عبدالعزيز؟
محمود عبدالعزيز نجم بكل معنى الكلمة، أنا لا أعشق الوقوف معه أمام الكاميرا فقط، بل أحب الجلوس إلى جانبه والاستماع إلى أحاديثه وذكرياته. أتمنى من كل فنان أو فنانة التعلم من تاريخ محمود عبدالعزيز، فرغم أنه نجم كبير إلا أنه لم يُصب بالتعالي أو الغرور.
- هل قابلت فناناً مُصاباً بمرض الغرور؟
بعض الفنانين ليسوا مُصابين بمرض الغرور والتعالي فقط، بل بمرض الحقد أيضاً، فخلال الفترة الأخيرة قابلت فنانتين لا أريد الكشف عن اسميهما، لكن رغم نجاحهما إلا أنني وجدت أنهما تتعاملان معي بـ «نفسنة» وحقد وغرور، فتجاهلت طريقة تعاملهما معي لكنني شعرت بالدهشة، فكل واحدة منهما لها رصيد فني، فما سبب هذا الحقد أو الغرور، بصراحة «أنا بشوف العجب».
- هل هناك فنان ما زلت تحلمين بالعمل معه؟
أتمنى العمل مع كل مخرج أو فنان أو فنانة من الممكن أن أستفيد من عملي معه، وأُقدم أدواراً مؤثرة ومهمة كما حدث من خلال مشاركتي في مسلسل «جبل الحلال»، لكنني لا أنكر أنني أرغب في تكرار العمل مرة أخرى مع النجم محمود عبدالعزيز، كما أحلم بالعمل من جديد مع الفنان الكبير وأستاذي يحيى الفخراني، الذي حققت نجاحاً باهراً من خلال مشاركته بطولة مسلسل «الليل وآخره».
- ما رأيك في البطولات النسائية؟
بدأت في إثبات نفسها بشكل جيد أخيراً، فالجمهور أصبح ينتظر أعمال نيللي كريم وغادة عبدالرازق على سبيل المثال كل عام، وهذا أكبر دليل على نجاح البطولات النسائية.
- ما العمل الذي تعتبرينه نقلة قوية في مشوارك الفني؟
حياتي مليئة بالنقلات الفنية التي تركت بصمة في الدراما المصرية، ومن أبرز المسلسلات التي أضافت إلى رصيدي الفني: «حياة الجوهري» و «الليل وآخره» و «السيرة الهلالية» و «رد قلبي» و «الأصدقاء والعنكبوت».
- لكن هل هناك عمل فني لم تشعري بالرضا الكامل عنه؟
لا أنكر أن هناك مسلسلات شاركت في بطولتها في بداية مشواري الفني، وندمت عليها بعد ذلك. لكن مع مرور الوقت، اكتشفت أنه رغم شعوري بعدم الرضا عن هذه التجارب، التي لم أعد أتذكر أسماءها، إلا أنني تعلمت منها الكثير واكتسبت خبرات عديدة، منها ضرورة التركيز في اختياراتي المقبلة.
- هل هناك دور معين ما زلت تحلمين بتقديمه؟
أميل إلى تقديم الشخصيات التي لها أبعاد نفسية، فهذه الشخصيات تؤثر في أي عمل درامي وتترك بصمة لدى الجمهور، كما أحلم بالمشاركة في عمل يعتمد على عناصر التشويق والإثارة والرعب، فهذه النوعية من الأعمال تجذبني ولا أرى اهتماماً كبيراً بها في الدراما المصرية.
- هل فكرت في تأسيس مشروع استثماري خاص بك خلال فترة ابتعادك عن الفن؟
لا، هذه الفكرة لم تراودني على الإطلاق، لأنني لا أرى نفسي سوى ممثلة، ولا أعتقد أنني من الممكن أن أنجح في أي مجال آخر. كما أنتمي إلى أسرة ميسورة الحال ولا أشعر بالحاجة إلى الـ «بيزنس» لجلب المال، بل أريد أن أكشف عن شيء هام، وهو أنني لا أبالغ في أجري، وخلال المشاركة في بطولة «جبل الحلال» وقّعت على العقد من دون الاتفاق على المقابل المادي، وبصراحة لن أكرر هذا الأمر مرة أخرى، وسوف أتفق على الأجر قبل التعاقد، لأن من الممكن أن يتفهمه البعض بأنني أُقلل من قيمتي الفنية.
- بعد نجاحك في جذب الأنظار إليك خلال تقديم حفلة افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي، هل من الممكن أن تخوضي مجال التقديم التلفزيوني؟
هذه الفكرة تراودني منذ فترة طويلة، لكنني لا أريد خوضها من خلال برنامج كوميدي أو مسابقات، بل أريد تقديم برنامج متخصص في الجمال والأناقة وتعليم «الإتيكيت»، لا أعرف الطريقة التي من الممكن أن يُقدم بها، فمن الممكن أن يُقدم في شكل مسابقة، ومن الممكن أن أستضيف متخصصين في هذا المجال.
- هل تتفقين مع الآراء التي تؤكد أن جمال الفنانة وأناقتها يلعبان دوراً في نجاحها؟
بالطبع، فجمال الفنانة واهتمامها بملابسها وأناقتها عناصر هامة، لكن الموهبة أهم بكثير وتلعب دوراً أكبر في تحقيق النجاح، وأعتقد أن الفنانة التي تعتمد فقط على جمالها تدخل مقبرة الفشل بنفسها.
- هل صحيح أنك ترفضين فكرة الزواج؟
بالطبع لا، فأنا مثل أي فتاة، أتمنى الزواج وتكوين أسرة، لكنني لم أُقابل الرجل المُناسب حتى الآن، الرجل الذي أشعر أنه سند لي في الحياة ومن الممكن أن ألجأ إليه في أي مشكلة أقع فيها، وحتى الآن لم أُقابل الرجل الذي أشعر معه بالحب والأمان، وأتذكر خلال فترة مرض والدتي أنه تقدم لي صديق للزواج مني، لكنني فوجئت بأنه يطلب مني ترك والدتي والسفر معه إلى مكان عمله لشهور عدة، ووقتها رفضت هذه الزيجة وقررت البقاء مع أمي، لأنني شعرت بأنه لن يكون سندي في الحياة.
- وهل هناك مواصفات معينة تحلمين بها في الرجل الذي ترتبطين به؟
أحلم بأن أجد الرجل الذي أشعر معه بمعنى الرجولة، والتي تعني أن يكون زوجي سندي الوحيد في الحياة، والذي أشعر بالأمان معه، فهذه هي المواصفات التي أبحث عنها، فأنا لا أبحث عن رجل ثري أو وسيم، والرجولة أهم شيء بالنسبة إلي.
- هل تزعجك الشائعات؟
بالعكس، الشائعات تُصيبني بحالة من الضحك الهستيري، خاصةً الشائعات التي تتعلق بزواجي، لأنها تكون كوميدية للغاية، وعلى أي حال أنا لا أحب الرد عليها حتى لا أعطيها أكبر من حجمها.
- تلاحقك باستمرار شائعة زواجك سراً من الفنان فاروق الفيشاوي، فكيف تعاملت معها؟
لم أفكر يوماً في الرد عليها، رغم أنها انتشرت أكثر من مرة على فترات زمنية مختلفة، لكنني لا أحب أن أعطي الشائعات أكبر من حجمها، ولذلك لا أتحدث عنها، وإذا تزوجت فسوف أعلن هذا الخبر من دون أي تردد، وفاروق الفيشاوي يُعد من أقرب الفنانين إلي داخل الوسط الفني، ولا أنسى وقوفه إلى جانبي خلال فترة مرض والدتي، فهو صديق لي وإنسان محترم، ولا يتردد في مساعدة أي شخص، وعلاقتنا تعتمد على المودة والاحترام ولا أقبل أن يتم إقحام اسمه بهذه الشائعة التي لا أساس لها من الصحة، ولا أعرف سبب انتشارها باستمرار.
- هل يزعجك النقد؟
أحترم جداً النقد البنَّاء الذي يفيد الممثل ويُضيف اليه، لكنني أكره النقد المُسيء والهدّام، والذي لا هدف له سوى الإساءة إلى الفن.
- من المرأة المثالية في رأيك؟
التي تمتلك الذكاء الاجتماعي والقادرة على تكوين صداقات ناجحة، والتي تجبر الشخص الذي أمامها على احترامها.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024