في كتاب ناهد صلاح «بطل أيامنا الحلوة»
جمعهما العديد من اللقاءات المباشرة، التي استطاعت خلالها أن تتعرف منه على مسيرته الشخصية والفنية، وهي مسيرة غنية بكل المقاييس، هذه المسيرة التي صنعت نجومية الفنان الكبير الراحل عمر الشريف، الذي تحدث مع الصحافية والناقدة السينمائية ناهد صلاح بكل صراحة عن تجربته الفنية، وعن قصة زواجه وطلاقه من فاتن حمامة، كما حكى لها عن تجاربه السينمائية المتنوعة والثرية، وقد جمعت ناهد كل ذلك في كتاب صدر عن دار مصر العربية للنشر، بعنوان «بطل أيامنا الحلوة».
- ما قصة هذا الكتاب؟
التقيت بالفنان الكبير الراحل عمر الشريف في أكثر من مناسبة، وأجريت معه العديد من الحوارات بحكم عملي الصحافي ومتابعاتي الفنية، وكنت منتبهة لأن يكمل كل حوار جانباً لم أطرحه عليه في الحوار السابق، حتى تكون لديَّ كل محاور حياته والقضايا الشائكة التي ارتبطت به.
- هل وجدت حرجاً من طرح أي سؤال عليه؟
في الحقيقة لا، ففي هذا الكتاب سنبحر في العوالم الأسطورية لعمر الشريف، ونتعرف على تفاصيل غامضة في تكوينه الشخصي وفي أسرار عائلته وقصة حبه وزواجه وطلاقه من فاتن حمامة، وهجرته وغربته، وعلاقته بالنساء والسينما، التي ترك على خريطتها عناوين كثيرة وكبيرة تؤرّخ لنجوميته، وكذلك رصدت في هذا الكتاب حيرته بين حريته في الخارج وحنينه إلى وطن تركه برغبته وكامل إرادته، وأخيراً رحيله.
- أعتقد أن سؤالاً رئيسياً يكون دائماً في ذهن من يحاور عمر الشريف، وهو علاقته بفاتن حمامة، ما كان جوابه عندما سألته عن هذا الأمر؟
بالتأكيد، ولا أخفي عليك أن إجابته كانت مفاجأة بالنسبة لي، فقد سألته هل أحببت فاتن حمامة؟ فجاءت إجابته نعم، لكن بطريقة شرقية، واستطرد قائلاً: «زواجي لم يكن زواج حب، بمعنى أنه لم يكن حباً عاطفياً، لقد كان زواجاً أساسه الانسجام، والمحبة والصداقة، وأي زواج يقوم على مثل هذه المشاعر يمكن أن ينجح، ولقد نجح بالفعل لأننا بقينا زوجين لمدة عشر سنوات، وخلال هذه السنوات العشر لم أخدعها أبداً».
- لقاؤك الأخير معه كان في نهاية كانون الأول/ديسمبر 2014، هل لاحظت أي تغيرات في سلوكه أو ما شابه ذلك؟
لقائي الأخير معه كان تحديداً في رأس السنة لعام 2015، عندما حضر الى سهرة تلفزيونية كنت أعدها للفنان سمير صبري، كان عمر خلالها حائراً، حذراً، محيراً كعادته، الزهايمر استحوذ على ذاكرته، لكن على من حوله سعى إليه، الكل تلهف إلى صورة أو سلام باليد.
ولما سأله سمير صبري عن فاتن حمامة، راح يحكي عن والدته وذكرياته في مدرسته فيكتوريا كوليدج، وأبصرته طفلاً صغيراً يحطم سياج نجوميته في دقائق، ذلك الطفل الذي سلّم نفسه إلى فضاء السفر وأعاده الحنين إلى أرضه ليقدم برهانه على الانتماء.
- هل حكى لك عن الصعوبات التي واجهته في مشواره السينمائي خارج مصر؟
له وجهة نظر واضحة في هذا الأمر عبّر لي عنها قائلاً: «الأفلام الأجنبية بشكل عام تكتب أدوارها لممثلين أجانب، يعني من جنسية الفيلم نفسها، لذلك فأول صعوبة تواجه أي ممثل عربي في خطواته نحو السينما العالمية أن يجد دوراً مكتوباً له وبمواصفاته كممثل أجنبي بالنسبة الى هذه الأفلام.
وبالنسبة إلي كممثل مصري، واجهتني صعوبة أساسية، فرغم أنني أتحدث الإنكليزية جيداً، إلا أن لهجتي ليست أميركية أو إنكليزية، وأيضاً اللغتان الفرنسية والإيطالية، فلا أتحدث كأهلهما، لذلك فالأدوار التي قدمتها ليست مثل الأدوار التي يقدمها الممثلون أصحاب اللهجات الأصلية، وهذه وجدت فيها صعوبة».
- من خلال لقاءاتك معه، هل شعر عمر الشريف بانحسار الأضواء عنه، لا سيما في الفترة الأخيرة؟
نعم، وعبر لي عن ذلك بقوله: «لم أبحث عن الشهرة، أحببت التمثيل ونجحت فيه فتحققت شهرتي. كنت أتمنى أن يحدث ذلك من دون ضوضاء، كل ما أردته التمثيل فقط، ولو عاد بي الزمن إلى الوراء، كان من الممكن جداً ألا أسافر لتمثيل فيلم «لورانس العرب» وأبقى في مصر مع أصدقائي من دون الحاجة لأن يعرفني الآخر».
- ما كان شعار عمر الشريف في الحياة؟
كما قال لي: «لا أفكر في الغد، ولا أنظر الى اليوم الذي مضى، ولا أعمل حساباً للغد، ولا أنظر الى الخلف، أعيش يومي فقط من دون خطة ومن دون تفكير في شيء آخر».
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024