يوسف الشريف: لا أقلّد أحمد السقا
لا ينكر أنه في مسلسله الأخير «اسم مؤقت» تعمّد تقليد لوك النجم الأميركي بن أفليك الذي ظهر به في فيلمه «أرغو»، لكنه لا يرى في ذلك عيباً ويقدم أسبابه.
النجم الشاب يوسف الشريف يتحدث عن تشابه مسلسله مع مسلسل منى زكي «آسيا»، وحقيقة تقليده لأحمد السقا، والمقارنة بينه وبين أحمد عز، وما تردّد عن فرضه ملابس معينة على بطلة مسلسله شيري عادل، كما يتكلم عن رأيه في أحمد حلمي وأحمد مكي، والنجمة التي يتمنى تكرار العمل معها، وموقفه من اتجاه زوجته الى التمثيل، والتغيير الذي طرأ على حياته منذ وصول طفليه التوأمين.
- يتشابه مسلسلك «اسم مؤقت» مع مسلسل «آسيا» لمنى زكي في فكرة العمل التي تعتمد على فقدان الذاكرة، فهل أصابك ذلك ببعض القلق؟
قبل عرض المسلسلات خلال شهر رمضان، وأثناء تصويري لمسلسل «اسم مؤقت»، لم أكن على معرفة بأفكار بقية الأعمال الدرامية، ولم أتوقع أن يظهر مسلسل في رمضان يحمل الفكرة الرئيسية لمسلسلي، لكنني لم أقلق على الإطلاق عندما علمت أن مسلسل منى زكي يعتمد على الفكرة نفسها، لأن قصة العملين مختلفة تماماً، بالإضافة إلى أنه لا تنافس بيني وبين منى زكي، لأنها تجسّد شخصية امرأة تفقد الذاكرة، بينما أنا أجسّد شخصية رجل أعمال يفقد الذاكرة ويحاول البحث عن نفسه من جديد.
- وهل شاهدت مسلسل منى زكي؟
هناك عدد كبير من المسلسلات التي كنت أتمنى مشاهدتها، ومنها مسلسل «آسيا»، لكن انشغالي باستكمال تصوير مسلسلي حتى منتصف شهر رمضان حال دون ذلك، لكنني متأكد أن مسلسل «آسيا» من الأعمال الدرامية الجيدة، لأن منى زكي لديها رصيد فني كبير من الأعمال المتميزة، وتختار أدوارها بعناية شديدة، وهذا ما يجعلني أثق في بكفاءة أي عمل فني تقدمه، وأنتظر العرض الثاني للمسلسل بعد شهر رمضان حتى أستطيع متابعة كل حلقاته.
- يقارن البعض أيضاً بينك وبين أحمد عز في فيلم «الشبح»، خصوصاً أن العملين يعتمدان على فقدان الذاكرة للبطل فما تعليقك؟
لا أرى وجهاً للتشابه بين العملين حتى يصنع البعض مقارنة بين أدائي وأداء أحمد عز، خصوصاً أن المسلسل يتناول قضايا أخرى، مثل الصراع بين المرشحين في الانتخابات الرئاسية، وهذه القضية لم تعرض في فيلم «الشبح»، كما أنني لم أفكّر في المقارنة بيني وبين من سبقوني في تجسيد شخصية فاقد الذاكرة، لأن لكل فنان طريقته الخاصة في تقمّص الدور، وتعمدت أن أجسد الشخصية بطريقة مختلفة تماماً عما قدّمت من قبل.
وأشعر من خلال ردود الفعل التي وصلتني من الجمهور بعد عرض المسلسل، بأن كل من شاهد العمل شعر كأنني فاقد للذاكرة، وهذا جاء نتيجة اقتناعي الشديد بالشخصية وارتباطي بها.
- هل تعمدت أن يتشابه اسم الشخصية مع اسمك الحقيقي؟
لم أقصد ذلك على الإطلاق، بل إن اسم «يوسف» جاء مكتوباً في السيناريو قبل أن يعرض عليَّ، والمؤلف محمد سليمان هو الذي اختاره، وفوجئت مثل الجميع بتشابه اسم الشخصية مع اسمي الحقيقي.
وظننت في البداية أن المؤلف يقصد ذلك، لكنني عندما استفسرت منه اكتشفت أن المسألة جاءت عن طريق الصدفة، فشخصية يوسف رمزي التي أجسدها لا يوجد أي تشابه بينها وبين شخصيتي الحقيقية، سواء في الشكل أو طريقة الأداء أو الملابس، وهذا ما جعلني أغيّر شكلي تماماً حتى يتلاءم مع الشخصية.
- هل صحيح أنك فرضت على شيري عادل بطلة مسلسلك ارتداء ملابس معينة غير مثيرة أو جذابة لأن المسلسل يعرض في رمضان؟
هذه مجرد شائعات ليس لها أساس، فأنا لا أفرض شروطي على أي ممثلة، وحتى شيري عادل ترفض من تلقائها ارتداء ملابس مثيرة أو فيها نوع من الإغراء.
وبطبيعتي لا أحبّ العمل في فيلم أو مسلسل تلفزيوني يحمل مشاهد إغراء، ولذلك قررت منذ العام الماضي أن أضع ذلك في بند من بنود التعاقد المبرم بيني وبين شركة الإنتاج، بعدم تقديم مشاهد إغراء أو الظهور مع فنانة بالمايوه أو ملابس مثيرة، وفعلت ذلك حتى لا يغضب مني أحد من فريق العمل ولأحقق ما أقتنع به.
- معنى ذلك أن هناك فنانات ترفض التعاون معهن؟
لا أرفض التعاون مع أي فنانة، بل أقبل العمل مع الجميع إذا توافرت تلك الشروط، لأن هذا هو المبدأ الذي أسير عليه، ولا أفكر في تغييره تحت أي ظرف من الظروف، خصوصاً أنه لا يضر بأحد ولا يأخذ من حق أي فرد من فريق العمل، ولا بد لمن يرغب في التعاون معي احترام مبادئي وشروطي.
- أليس في هذا تشدد لا يتناسب مع طبيعة العمل الفني؟
ولماذا لا تقول إنه اختيار خاص بي طالما لا يضر أحداً؟
- من هنّ الفنانات اللواتي تتمنى العمل معهن؟
كل النجمات الشابات ولا أستثني منهن واحدة، فهناك فنانات قدمت معهن أعمالاً وأتمنى تكرار التجربة معهن، مثل منى زكي التي تعاونت معها في مسلسل «السندريللا»، ومنة شلبي في فيلم «هي فوضى». كما أتمنى العمل مع حنان ترك لكنها اعتزلت قبل أن أحقق هذا، ولم أكن أرغب في ذلك لكونها ارتدت الحجاب، لكن لأنها فنانة موهوبة وتملك أدوات فنية عالية في التمثيل، وكنت واثقاً بأنها ستضيف إلي من خلال العمل معها.
- ما سبب إصرارك على تقديم أعمال من نوعية الإثارة والأكشن؟
كنت أبحث عن سيناريو جيد ومختلف عن الأعمال التي قدمتها من قبل، ووجدت ذلك في مسلسل «اسم مؤقت». فقد أعجبتني كثيراً فكرة العمل التي تدور حول فقدان البطل ذاكرته وتعرضه للعديد من المطاردات طوال الحلقات، ومحاولة عدد من المجهولين التخلص منه.
فتلك الأحداث المثيرة تجعل الجمهور يرتبط بالمسلسل وينتظر مشاهدة حلقاته بشكل يومي، خصوصاً أن المخرج أحمد جلال استطاع أن يقدم مشاهد المطاردات بصورة أكثر من رائعة.
- بدا عليك إنقاص وزنك بشكل ملحوظ فهل طلب منك المخرج أحمد جلال ذلك من أجل الدور؟
كان لا بد أن أنقص وزني حتى أستطيع القيام بمشاهد المطاردات المختلفة، ووضعت نفسي في تحدٍ كبير قبل تصوير العمل، واتبعت حمية قاسية لمدة شهر واستطعت أن أخفض وزني 18 كيلوغراماً، وهذا ساعدني كثيراً في أداء تلك المشاهد بسهولة، رغم أنني أصبت بتمزق في القدم أثناء تصوير إحدى المطاردات، لكنني أصررت على استئناف التصوير وعدم الاستعانة بدوبلير في أي وقت.
- ما رأيك في ما يقال بأنك تحاول تقليد أحمد السقا برفضك الاستعانة بدوبلير في مشاهد الأكشن؟
لا أقلد أحمد السقا على الإطلاق، وإذا كنت أرغب في ذلك كنت أصررت على عدم الاستعانة بدوبلير في أعمالي الفنية السابقة.
وإنما المسألة في مسلسل «اسم مؤقت» كانت مختلفة، لأنني كنت أرغب في تقديم مشاهد المطاردات بنفسي حتى يصل الجمهور إلى حالة الاقتناع الكامل بما يشاهده، ولا يشعر بأن هناك شخصاً آخر يقدم مشاهد الأكشن.
- تردد أنك اقتبست الشكل الذي ظهرت به خلال أحداث المسلسل من تطويل الشعر واللحية والشاربين من الممثل الأميركي بن أفليك في فيلمه الأخير «أرغو»، فما ردك؟
بالفعل أعجبني كثيراً اللوك الخاص بالنجم بن أفليك في فيلمه الأخير، وتحمست لأن أقلده بمسلسلي «اسم مؤقت»، خصوصاً أنني وجدت أنه ملاءم للشخصية التي أجسدها، ولا أشعر بأي خجل من الإعلان عن ذلك.
وتغيير شكلي في حد ذاته كان بمثابة مجازفة كبيرة، وفكرت فيه كثيراً مع زوجتي إنجي علاء، وهي المسؤولة عن اللوك الخاص بي.
وكنت أرغب في تغيير شكلي تماماً في هذا المسلسل على وجه الخصوص، حتى لا يقارن الجمهور بينه وبين مسلسل «رقم مجهول» الذي عرض العام الماضي، خصوصاً أن العملين يتشابهان في الاعتماد على الإثارة والتشويق.
- هل يمكن أن تحتفظ بهذا الشكل لتظهر به في عملك الفني المقبل؟
لن أفعل ذلك أبداً، لأن لكل عمل فني شكله.
- من هم الفنانون الذين ترى أنهم يجيدون تغيير شكلهم في كل عمل فني يقدمونه؟
هناك عدد من النجوم الشباب استطاعوا أن يتميزوا بالاختلاف في الشكل، ومن أبرزهم أحمد حلمي الذي أعجب به وأحترمه في اختياراته الفنية، وأدهشني عندما قدم فيلم «إكس لارج»، واستطاع أن يقنع الجميع بأدائه لشخصية الرجل الذي يعاني السمنة المفرطة.
وأيضاً أحمد مكي الذي يتعمّد مفاجأة جمهوره بشكل مختلف كل مرة، واشتهر بشخصية «حزلقوم» التي جسدها في فيلم «لا تراجع ولا استسلام»، واستعان بها هذا العام في مسلسله «الكبير 3».
وأعتبر حلمي ومكي رواد هذا الجيل في تغيير جلدهما مع كل شخصية يجسدانها على الشاشة، وقادران على إبهار جمهورهما بذلك.
- كيف ترى شكل التنافس بينك وبين النجوم الشباب أمثال مصطفى شعبان وهاني سلامة وأمير كرارة ومنذر رياحنة خلال شهر رمضان؟
التنافس مطلوب حتى يقدّم كل منا كل ما لديه من أداء. ورمضان هذا العام شهد عدداً كبيراً من المسلسلات الجيدة، سواء من الشباب أو النجوم الكبار، لكنني لا أستطيع تقويم أحد ولا أقدر على أن أعلن من يستطيع منافستي ومن لا يستطيع، لأن صاحب الحق في الحكم على هذا هو الجمهور فقط، وذلك يظهر من خلال الإحصاءات النهائية والموثقة لنسب المشاهدة للأعمال الدرامية ومدى نجاح كل مسلسل... أتمنى النجاح للجميع، لأنني أعلم جيداً مدى الإرهاق الذي يشعر به جميع الممثلين من أجل خروج المسلسلات إلى النور.
- ما رأيك في اقتحام الفنانات كدراما رمضان هذا العام بقوة مثل غادة عبد الرازق وسيرين عبد النور ومنة شلبي ومنى زكي ومي عز الدين وروبي ويسرا اللوزي؟
لا أعتبر ذلك اقتحاماً، بل أراه إثراء للأعمال الدرامية، فجميعهن أضفن إلى رمضان هذا العام، والأهم أن يحاول الجميع تقديم أعمال فنية جيدة تتناسب مع عرضها في شهر رمضان الكريم، كما أنني ضد تصنيف الأعمال الفنية بين النساء والرجال، لأنه في النهاية يجري تقويم الأعمال حسب جودتها.
- هل ترى أن الفنانين الشباب استطاعوا منافسة الأعمال الدرامية للنجوم الكبار أمثال الزعيم عادل إمام ونور الشريف ويسرا وإلهام شاهين؟
لا يمكن أن نصنع تنافساً بين الجيلين، فعلى سبيل المثال لا أستطيع أن أضع نفسي في مقارنة مع هؤلاء النجوم الكبار، لأنني أعتبرهم أساتذة لي أتعلم منهم طريقة التمثيل وتقمص الشخصيات، فقد تتلمذت على أفلام عادل إمام ونور الشريف، وهما سبب حبي وعشقي للتمثيل، وما زلت حتى الآن أستفيد من خبراتهما من خلال مشاهدتي لأعمالهما الفنية. نحن لا نستطيع الاستغناء عن هذا الجيل، ولا يمكن أن يستمر الفن من دونه، بل وجودهم يعطي الدفع والطموح للشباب لأن يصلوا إلى ما وصل إليه هؤلاء العمالقة من شهرة ونجاحات وتحقيق تاريخ فني عظيم يفتخرون به.
- هل زدت أجرك في مسلسل «اسم مؤقت»؟
لم أطلب زيادة أجري، لكن بنود التعاقد بيني وبين شركة الإنتاج كانت تنصّ على زيادة الأجر هذا العام بنسبة معينة عن العام الماضي، ولم يعترض أي من الطرفين عليه، خصوصاً أن الأزمة الاقتصادية التي كانت تمر بها البلاد بشكل عام والفن بشكل خاص خلال الفترة الماضية بدأت تتلاشى هذا العام.
- هل هناك مشاريع سينمائية تحضّر لها؟
أحضر لفيلم لم نستقر على اسمه النهائي حتى الآن، لأنه ما زال في مرحلة الكتابة والتجهيز، لكنني متحمس لتلك الخطوة، لأنها ستعيدني إلى السينما بعد فترة غياب خارجة عن إرادتي.
- ما هو دور زوجتك في نجاحك؟
زوجتي إنجي هي السبب الرئيسي لكل ما وصلت إليه على المستويين الشخصي والمهني، ودائماً أحسد نفسي عليها، وأحمد الله على الصدفة التي جمعتنا ببعضنا، فهي مفتاح السعادة والنجاح لأنها منحتني الاستقرار والشعور بالراحة النفسية والهدوء داخل المنزل، ومنحتني الفرصة الكاملة للتركيز على العمل فقط.
وهي تتحمل أعباء طفلينا التوأمين عبدالله وعبدالرحمن إلى حد كبير، كما أنها تساعدني في عملي من خلال قيامها باختيار ملابس الشخصيات وتحديد الشكل الذي سأظهر به في العمل، من تسريحة شعر وخلافه، وتلازمني في أوقات التصوير كلها، لأنني لا أستطيع الاستغناء عنها.
- ظهرت زوجتك إنجي كضيفة شرف في مسلسلك الأخير «اسم مؤقت» فهل ستستمر في الفن؟
أرفض نهائياً أن تدخل زوجتي مجال التمثيل ولن أسمح لها بذلك، لكنني وافقت على ظهورها في المسلسل لأن الدور كان صغيراً للغاية ولا يحتاج إلى أداء تمثيلي، لأنها تقدم دور إعلامية وهي تعمل صحافية بالأساس، ولذلك لم يتطلب الدور أي أداء تمثيلي.
كما أن إنجي ترفض دخول مجال التمثيل لأنها ليست مقتنعة بأنها قادرة على ذلك، وتعترف بأنها لا تملك الموهبة ولا تصلح للتمثيل.
- هل اختلفت حياتك بعد أن أصبحت أباً لطفلين؟
كل شيء في حياتي تغيّر، وشعرت بأن حياتي أصبح لديها هدف أرغب في تحقيقه من أجلهما، فهما مستقبلي الذي أتمنى أن أعيشه، وأتمنى أن أراهما في أفضل حال دائماً، وأنتظر أن أطمئن عليهما وأن يصلا إلى مرحلة الشباب ويكوّنا أسرة مثلي، كما أصبحت أهتم أكثر باختياراتي الفنية، لأنني أرغب في أن أكون قدوة لهما ومثالاً يفتخران به أمام الجميع، ودائماً أقول أنهما الهدية التي أعطاني إياها الله في الدنيا حتى أسعد بها.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024