لغة الأزياء

لا شيء يمكن أن يحرّر الذهن المكبّل بضياعه مثل المشي في شوارع لندن. في هذا الوقت من العام تشهد المدينة ثورة ثقافية، معارض فنية وحفلات موسيقية تضاف إلى أعراس المسارح المستمرة طوال العام. المشي يحرّر الخيال. فلنتخيّل أننا في مقهى واجهاته الزجاجية مزينة بأجمل الأزهار، من مقعد أمام نافذة عريضة تبدو خطوات المارة منسجمة في إيقاع واحد، إيقاع العيش الحرّ الذي يسمح بالتخطيط للانطلاق نحو نقطة وصول. لنتخيّل أننا تخلّينا عن الهواتف الجوالة التي تسحبنا إلى عالم من الوحدة المقنّعة بالتواصل الاجتماعي. قبل أن نصل إلى مراقبة الوجوه لا يمكن ألا ننظر إلى أزياء الداخلين إلى المقهى والخارجين منه، نتبع بالنظرات اللامبالين بالمظهر وشديدي التأنق، نلحظ اختلاف الأذواق والرسائل التي تنقلها الأزياء عن هذا الشخص أو ذاك.

الصورة الخارجية لا تعكس الجوهر، لكنها جزء مهم من الهوية في عالم الجنون الرقمي. وليس الولع بالموضة حديثاً، طالما كانت الأزياء رموزاً تحمل معاني مرتبطة بما نشعر به أو نفكر فيه. الفيلسوف الفرنسي رولان بارت وضع كتاباً عن «نظام الموضة». يقول بارت إن الموضة مثل اللغة نظام من الرموز والإشارات.

لا يكون الاهتمام بالأناقة على حساب النضج الفكري، هو ترجمة للصورة التي نحبّ أن نرى أنفسنا فيها وأن يراها الآخرون. بعيداً عن الهوس والمبالغة في تغيير الصورة، نعترف بمتعة الاحتفال بالأناقة وبالموضة واتجاهاتها. لنكمل لعبتنا، فلنراقب ما تحكيه الأزياء عن الأذواق وأصحابها. نحتفل في هذا العدد بالموضة من شوارع عواصمها الشهيرة إلى منصّات العروض الراقية، وإلى استديوهات الإبداع حيث تتحوّل قطع الأزياء إلى لوحات مدهشة. هذا العدد الخاص يضمّ أكثر من ستين صفحة مكرّسة لأجمل طلات الموسم الشتوي، ابحثي بينها عن الجديد الذي يعكس أسلوبك ويشبهك أنتِ.

مقالات ذات صلة

خارج الصورة

عدو المرأة

هالة كوثراني لغة الأزياء