أي خطورة في هبوط معدل السكر لدى مريض السكري؟
غالباً ما يتم التركيز على أخطار ارتفاع معدل السكر في الدم بالنسبة الى مريض السكري، لكن ماذا عن هبوط المعدل ومضاعفاته التي قد لا تقل خطورة بالنسبة الى المريض؟ هذا ما تناولته الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصم والسكري والدهنيات بالتعاون مع شركة "نوفونورديسك" في مؤتمر عقدته قبيل الاحتفال باليوم العالمي للسكري الذي يصادف في 14 تشرين الثاني/نوفمبر، في وقت تطلق فيه الشركة حملة توعية بعنوان Talk Hypos وتهدف الى تشجيع مرضى السكري على مناقشة المسائل المتعلّقة بهبوط مستوى السكر مع الأطباء والممرضات على مدار الساعة. وقد شدد رئيس الجمعية د. منذر صالح على أهمية حرص المرضى على زيارة أطبائهم بانتظام لتنظيم جرعات الأدوية وضبطها بما يتلاءم مع حاجتهم ونمط حياتهم، إضافةً إلى أهمية اتباع نظام غذائي مدروس لا تحذف فيه أي وجبة وفحص معدل السكر في الدم قبل القيام بأي نشاط رياضي أو غيره مما قد يسبب الإجهاد.
واللافت في دراسة HAT العالمية التي تحدث عنها البروفيسور سليم جنبرت الباحث الرئيسي في الدراسة، والتي تناولت حالات هبوط معدل السكر في الدم التي يتم التبليغ عنها في 24 دولة، أن المعدل المحلي في لبنان، يشير إلى حالات هبوط في السكر في نسبة 79 في المئة من حالات السكري من النوع الأول، ونسبة 47 في المئة لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
كما أن نسبة 50 في المئة من حوالى 1000 شخص شاركوا في الدراسة في لبنان عبّروا عن خوفهم من هبوط معدل السكر في الدم، مما يعني احتمال اعتمادهم سلوكيات ضارة كالأكل المفرط الذي قد يؤدي إلى زيادة الوزن والحد من ممارسة الرياضة وعدم تناول الأدوية. كما تشير دراسة محلية إلى أن نسبة 43 في المئة من المرضى لا يحدثّون أطباءهم عن حالات هبوط السكر في الدم التي يتعرضون لها.
كما ان نسبة 6 في المئة فقط من مرضى السكري يعيشون حياة خالية من المضاعفات نتيجة مرضهم. ويصف الأطباء الأنسولين لمرضى السكري لضبط معدل السكر في الدم بهدف تفادي المضاعفات على المدى الطويل وتخفيف مخاطر هبوط السكر في الدم في الوقت نفسه.
من هنا أهمية وعي المرضى لحالتهم ولكل المشاكل التي يمكن أن تنجم عن التهاون، وضرورة تحديد الأعراض وتفادي حالات هبوط السكر في الدم، خصوصاً تلك الحادة منها والتي قد تؤدي في المدى البعيد إلى مشكلات في الكلى. علماً أنه يقصد بحالة انخفاض معدل السكر، الهبوط إلى ما دون معدل 72 مللغ/دسل. أما أعراضه فتتراوح بين المعتدلة وتلك الحادة، ومنها الارتجاف وخفقان القلب والتعرّق والقلق والجوع والتنميل والضعف الإدراكي والتبدل في السلوك والشعور بالضعف والتعب وآلام الرأس... والانخفاض قد يحدث بشكل مفاجئ لأي مريض سكري، سواء نهاراً وقد يمر ببساطة مع تناول بعض السكاكر أو حبة من الفاكهة وغيرهما، أو ليلاً وهو ما قد يكون أكثر خطورة إذ يظهر بشكل صراخ وكوابيس وتعرّق شديد وشعور بالتعب وتعكر المزاج وارتباك وتشوش بعد الاستيقاظ.
وفي هذه الحالات يزيد خطر الموت المفاجئ بالنسبة الى المريض. من هنا أهمية مراقبة المحيطين للمريض. كما تعمل الأدوية الجديدة على مكافحة هذه الحالة. لذا من المهم فحص معدل السكر طوال اليوم لضبطه بالشكل الأفضل.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024