تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

رانيا ملاح: أنا متمرّدة ولا أحب النقاش كثيراً

فوجئت بالهجوم عليها مرتين بسبب ملابسها، المرة الأولى عندما انتقد البعض جرأة الملابس التي ظهرت بها في فيلم «الخلبوص»، والمرة الثانية بعد جلسة تصوير أساء البعض فيها فهم شكل الفستان الذي ظهرت به.
الفنانة السورية رانيا ملاح ترد على ما تعرّضت له من هجوم، وتتكلم على تجربتها في «الخلبوص»، وحقيقة خلافها مع إيمان العاصي وميريهان حسين، وسبب رفضها فيلماً مع منّة شلبي، ورأيها في تجارب نجمات بلدها في مصر.


- هل تعتبرين دورك في فيلمك «الخلبوص» نقلة في مشوارك الفني؟
بالتأكيد، فشخصية «جيسي» التي أدّيتها في هذا الفيلم، قدمتني إلى الجمهور بطريقة مختلفة تماماً عن الأدوار التي أسندت إليّ قبل ذلك، بالإضافة إلى أن مساحة الدور كانت كبيرة مقارنة بأعمالي السابقة، ما منحني فرصة إظهار موهبتي بشكل أكبر.

- وكيف جاء ترشيحك للفيلم؟
خلال عملي مع المخرج إسماعيل فاروق في فيلم «النبطشي» مع شركة «نيوسنشري»، وهي الشركة المنتجة لفيلم «الخلبوص» نفسها، أعرب لي عن رغبته في انضمامي إلى فريق الفيلم، وقرأت السيناريو.

- كيف استعددت للشخصية؟
قبل البدء في تصوير أي عمل، أقرأ السيناريو بشكل جيد، ومع «جيسي» تدربت كثيراً مع المخرج إسماعيل فاروق، وكانت هناك «بروفات» مع بطل العمل محمد رجب، وتطلبت الشخصية ملابس معينة، فعقدت جلسات عدة مع الستايلست الخاصة بالفيلم لاختيار الملابس المناسبة.

- إلى أي مدى تتشابهين مع شخصية «جيسي»؟
أتشابه معها في تلقائيتها والعفوية التي تتميز بها وخفة ظلّها طوال أحداث الفيلم، لكنني أختلف معها في طريقة التفكير والتعامل مع الآخرين.

- هل تحاكي شخصيات الفيلم، الواقع؟
بالتأكيد، لكل شخصية في الفيلم ما يقابلها في الواقع، فهناك البنت الغيورة، والتي يساورها الشك طوال الوقت، والثورجية، والمجنونة، والتي تعيش حياتها مثل الرجل، فمؤلف الفيلم محمد سمير مبروك استمد تفاصيل كل شخصية ممن نقابلهم من الواقع.

- ما هي أصعب المشاهد التي واجهتك في الفيلم؟
صعوبة المشاهد جاءت لكونها كوميدية، فمن شدة ضحكنا أثناء التصوير كنا نعيدها أكثر من مرة، وهناك مشهد آخر كان تجسيده صعباً جداً بالنسبة إلي، وهو مشهد اصطدامي بمحمد رجب، والذي أعدنا تصويره مراراً.

- صرّحت أكثر مرة بأن هذا العمل من بطولتك مع محمد رجب، ألم تنزعج باقي البطلات من ذلك؟
لم أنسب البطولة إلى نفسي على الإطلاق، فهناك إيمان العاصي وميريهان حسين، جميعنا بطلات في العمل، ولم تؤثر أي بطلة في الأخرى، وقد نجحت كل واحدة منا في تقديم دورها. وفي النهاية، أي عمل فني هو بطولة جماعية، فإذا سقط دور سقط العمل، وإذا كنا جميعاً على قدر عالٍ من المستوى ينجح، وهو ما حدث بالفعل، إذ حقق الفيلم نجاحاً كبيراً وفرض نفسه وسط باقي الأفلام التي تعرض بالتزامن معه.

- لكنك تعرضت لنقد لاذع بسبب ملابسك الجريئة في الفيلم، فهل أزعجك ذلك؟
لا أغضب من النقد على الإطلاق، ودائماً ما أحترم آراء الجمهور، ومن الطبيعي أن أتعرض للنقد، فليس منطقياً أن يتم مدحي طوال الوقت. لكن، هناك سقف أو حد لهذا النقد، فإذا خلا تماماً من الإهانة والتجريح وكان في أساس الشخصية التي أقدمها أو العمل، فليس لديَّ أي مشكلة، لكن أن يصل إلى حد التجريح فلن أقبله.
أما ملابسي فكانت عادية جداً ومناسبة لهذا الدور، فهي شخصية مرحة وتتميز بخفة الدم، وتتطلب بالتأكيد ملابس معينة تناسبها، لكنها لم تكن جريئة على الإطلاق.

- تسببت إحدى جلسات التصوير في هجوم آخر عليك، ماذا حدث؟
 «لا تعليق» على ما حدث، فلم أكن أتوقع أو أتخيل كل هذا الهجوم، فقد كانت جلسة تصوير عادية، وكنت أرتدي فستاناً وفي أسفله بطانة بنفس لون الجسم، ولم يكن الفستان خارجاً عن المألوف. لكن فور نشر هذه الصورة، تبين للجمهور مع الإضاءة الخاصة بالصور وكأنها مبالغ فيها، مما أدى إلى سوء فهم ليس أكثر، وأنا عموماً لا أحب أن يفهمني أحد بشكل خاطئ، خاصةً أنني لم أكن أتعمد ذلك، وهذا في الحقيقة ليس أسلوبي، لكنني تعهدت لنفسي بأن أتحرى الدقة في مثل هذه الأمور، حتى لا ينزعج جمهوري.

- هل صحيح أنك رفضت فيلم «نوارة» مع منّة شلبي؟
بالفعل عرض عليَّ دور في الفيلم، لكنني رفضت القيام به، رغم رغبتي في العمل مع منّة شلبي.

- وما السبب؟                                              
السبب أن الدور يتطلب مني ارتداء «مايوه بكيني» طوال أحداث الفيلم، وهو ما لم أستطع القيام به، وشعرت بأنه لن يكون مناسباً لي أن أظهر بهذا الشكل المبتذل.

- لماذا لم تشاركي في أي عمل درامي في رمضان الماضي؟
انتظرت طويلاً عرض فيلم «الخلبوص»، لأنني كنت متأكدة من أنه سيضيف إليّ الكثير، وكان من المفترض عرضه قبل رمضان الماضي، لكن تم تأجيله، لذلك فضّلت انتظار عرضه حتى يضيف إلي في الأعمال المقبلة ويدفعني خطوة إلى الأمام، بالإضافة إلى أن ما عرض عليَّ من أعمال في رمضان لم يكن يتضمن أي جديد.

- ما الأعمال التي أعجبتك في رمضان؟
مسلسل «تحت السيطرة»، فأداء نيللي كريم عالي المستوى، وكأنها هي الشخصية الواقعية ولديها قدرة كبيرة على الإقناع، وكذلك مي عز الدين في مسلسل «حالة عشق»، وأعجبني أيضاً «بين السرايات» لباسم سمرة، و «أستاذ ورئيس قسم» لعادل إمام، و «ذهاب وعودة» لأحمد السقا.

- هل هناك فنان ترغبين العمل معه؟
بالتأكيد، لدي طموح للعمل مع أحمد حلمي، فهو يقدم أعمالاً مختلفة ويمتلك رؤية خاصة، وأرغب كذلك بالعمل مع كريم عبدالعزيز.

 - أنت فنانة سورية، فمن تأخذينه قدوة من الفنانين السوريين والعرب الذين نالوا شهرة واسعة من خلال العمل في مصر؟
أرغب أن أكون نفسي ولدي شخصيتي الخاصة بي التي تميزني عن غيري من الفنانين، وأن تكون لديَّ مكانة وشكل وطريقة مختلفة عن الآخرين، وإلا فلن أضع بصمتي الخاصة ولن أحقق شيئاً مما أطمح إليه.

- لكن ما رأيك بتجارب الفنانات السوريات مثل كندة علوش وجومانا مراد؟
كل واحدة مختلفة عن الأخرى ولديها شخصيتها، فكندة علوش من أكثر الفنانات اجتهاداً، وتغير في الشخصيات التي تؤديها، ونجحت في ترك بصمة مهمة في مصر، وكذلك جومانا مراد أحب اختياراتها، فقد قدمت أروع وأجمل أدوارها في فيلم «كباريه».

- هل أنت مستقرة في مصر بشكل نهائي؟
أنا مستقرة في مصر منذ عشر سنوات وأعيش فيها مع عائلتي بشكل دائم.

- وما الفرق بين الفنين المصري والسوري في رأيك؟
الفن السوري قبل أربع سنوات كان عالي المستوى وتقدم بشكل كبير، لكن للأسف المشاكل الحالية أدت إلى تراجعه بشكل كبير وأثرت فيه سلباً. أما مصر فقد تربينا على ما يقدم فيها من أعمال سينمائية ودرامية، وحتى اللهجة تعلمناها من خلال الفن، وما زال الفن المصري في تقدم مستمر في السينما والدراما.

- هل لديك خطوط حمر؟
هناك أشياء لن أستطيع القيام بها، وهي المشاهد الساخنة وما شابه ذلك، فأنا بطبيعتي خجولة إلى أقصى درجة، عكس ما يظهر على الشاشة بأنني جريئة، وكثيراً ما عرضت عليَّ مثل هذه الأدوار ورفضتها تماماً.

- هل أنت متمرّدة؟
أنا متمردة دائماً ولا يعجبني الروتين. أفضّل دائماً التغيير والتجديد في حياتي، ولا أحب أن يفرض عليَّ أي شخص رأيه، لأنني أزداد حينها عناداً وأفعل ما أراه مناسباً وفق قناعتي، ولا أحب النقاش كثيراً، بل أتبع وجهة نظري وأتحمّل مسؤولية قراري.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080