تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

مدحت العدل: عمرو دياب لم يعتذر عن مسلسلي ومنة شلبي تفوّقت على بقية النجمات

مشاهد من مسلسل «حارة اليهود»

مشاهد من مسلسل «حارة اليهود»

رغم الشكوك التي أطلقها الكثيرون أخيراً، بأن عمرو دياب لا يفكر في اقتحام الدراما التلفزيونية حالياً، وأن هذا سبب تأجيل مسلسل «الشهرة» لأكثر من عامين، إلا أن مؤلف العمل مدحت العدل يؤكد أن المشروع قائم، لكن هناك عقبات كثيرة تواجهه، ويتحدث عن مشروعاته الفنية الجديدة، ورأيه في منة شلبي وريهام عبدالغفور وإياد نصار ونيللي كريم، ويكشف أكثر ما أحزنه هذا العام.


- ما سبب تأجيل مسلسل «الشهرة»، بطولة عمرو دياب لأكثر من عامين؟
انتهيت من كتابة حلقات المسلسل كافة، وعرضته على عمرو وأبدى إعجابه به، لكن تم التأجيل العام قبل الماضي بسبب طول مدة التحضيرات، وكان من المفترض أن يتم البدء في تصويره مطلع هذا العام، لكن تم تأجيله مرة أخرى بسبب ابتعاد المخرج أحمد نادر جلال، وحتى الآن لم يتم الاستقرار على اسم المخرج الجديد، وعن نفسي انتهت مسؤوليتي عن هذا العمل، وهناك جهة إنتاج هي المسؤولة عن إخراجه إلى النور.

- معنى ذلك أن المشروع لا يزال قائماً؟
المشروع قائم، لكن لم يتم تحديد موعد لتصويره بسبب انشغال عمرو الدائم، إلى جانب أن العمل يحتاج الى تحضيرات طويلة حتى يخرج بالشكل الذي يليق به، ومن المفترض أن يعرض في رمضان المقبل وفق ما أبلغتني شركة الإنتاج.

- لكن البعض يشكك في خوض عمرو التجربة ويؤكد تردده!
عمرو لم يعتذر عن العمل ولم يبد أي ملاحظات عليه، ولو كان في نيته عدم تقديم أعمال درامية، لكان أعلن ذلك لي أو للشركة المنتجة، لكنه وافق على العمل وأعلن أكثر من مرة أنه سيقدمه، وإنما لا يرغب في التسرع حتى يقدم شيئاً مميزاً كعادته، خصوصاً أنه أول مسلسل تلفزيوني له، ولا بد من أن يكون على مستوى عالٍ بقدر تاريخه الفني.

- وهل هناك مشاريع فنية أخرى تحضّر لها حالياً؟
هناك مشروع درامي أنكب على كتابته، لكنني لن أعلن عن تفاصيله حتى أنتهي منه تماماً، وأتوقع أنه سيكون مفاجأة للجمهور، لأنه مختلف عن نوعية الأعمال الدرامية التي اعتدنا عليها أخيراً. كما أن هناك فيلماً سينمائياً مرشحاً لبطولته محمد رمضان، من إخراج محمد العدل، وحتى الآن لم أستقر على اسمه النهائي، بالإضافة إلى فيلم «الراهب»، بطولة هاني سلامة وإخراج هالة خليل، وتم تصوير جزء منه لكنه توقف بسبب احتياج فريق العمل الى استصدار بعض التصاريح للتصوير في بعض الأماكن، ومنها منطقة سيناء، ومن المفترض استئناف تصويره في الفترة المقبلة.

- كيف استقبلت ردود الأفعال على مسلسلك الأخير «حارة اليهود»؟
 للمرة الأولى تأتيني ردود أفعال عالمية على عمل درامي، فهذا المسلسل كان محل اهتمام من الغرب، لأنهم وجدوا أنه حقق نجاحاً وتفاعلاً كبيراً مع الجمهور العربي، الأمر الذي لم يتوقعه الكثيرون، خصوصاً أنه عرض في شهر رمضان وسط عدد كبير من الأعمال الدرامية، لكنني كنت أتوقع له هذا النجاح، لأنني مزجت الدراما الاجتماعية والعلاقات الإنسانية مع الأحداث التاريخية، الى جانب الاعتماد على الخط الرومانسي من خلال قصة الحب بين بطلي العمل، منة شلبي وإياد نصار، كما أن هناك العديد من الدول الأوروبية التي طلبت ترجمة المسلسل وعرضه على قنواتها، نظراً الى اهتمام الصحف العالمية به أثناء عرضه، ولا تزال المفاوضات تدور بينهم وبين الجهة المنتجة للعمل.

- لكن المسلسل تعرض للعديد من الانتقادات لتضمنه بعض الأخطاء التاريخية، فما تعليقك؟
العمل لا يوجد فيه أي أخطاء تاريخية، وكل من حاول الترويج لذلك ليس على دراية بالتاريخ، ولم يحاول البحث قبل اتهام المسلسل بمثل تلك الأقاويل، واستعنت بباحث تاريخي لتجنيب العمل أي أخطاء تاريخية... أيضاً استعنت بأحد أفراد الطائفة اليهودية لأتعرف منه على العادات الخاصة باليهود، سواء في الطقوس الدينية أو بالمأكل والمشرب والحياة اليومية، ورغم ذلك لم أغضب على الإطلاق من الانتقادات الموجهة الى العمل، لأنني لم أقدم مسلسلاً تاريخياً، بل عملاً درامياً اجتماعياً يتخلله بعض الأحداث المذكورة في التاريخ.
والدليل على ذلك أن كل الشخصيات الموجودة في العمل ليست حقيقية، بل من وحي خيالي، وما يهمني في المقام الأول هو إعجاب الجمهور على مستوى العالم العربي كله بالمسلسل، وترتيبه ضمن أكثر المسلسلات التي حازت أعلى نسب للمشاهدة في شهر رمضان، وهذا أقوى دليل على نجاحه.

- هل ترى أن هناك مؤامرة لتشويه العمل ومحاولة التقليل منه؟
ليست مؤامرة بالمعنى المتعارف عليه، لكن هناك من يحاول أن يقيّم وينتقد من دون علم أو دراسة. وفي البداية اندهشت من تلك الأقاويل، خصوصاً أنها ليست المرة الأولى التي أقدم فيها عملاً فنياً مرتبطاً ببعض الأحداث التاريخية، إذ قدمت من قبل مسلسلي «الشوارع الخلفية» و «العندليب»، ولم يشكك أحد بوجود أخطاء تاريخية فيهما، ولا أعلم السبب وراء ذلك، في هذا العمل بالتحديد، لكنني اكتشفت أن الكثيرين لا يعلمون الفارق بين صناعة عمل درامي مشوق وتقديم فيلم تسجيلي، وأعتقد أن هذا هو سبب انتقاد المسلسل.

- وما الذي جعلك تقرر تقديم مسلسل يناقش حياة اليهود في مصر في تلك الفترة بالتحديد؟
مسلسل «حارة اليهود» لم يكن وليد اللحظة، بل هو مشروع مؤجل منذ أكثر من ست سنوات، وقررت ألا أبدأ كتابة السيناريو إلا بعد أن أقرأ عن حياة اليهود في مصر في تلك المرحلة الزمنية، وقرأت الكثير من الكتب والمراجع التاريخية، ومنها «الموسوعة اليهودية» و «شتات يهود وادي النيل»، كما زرت حارة اليهود أكثر من مرة، واكتشفت أنها تغيرت كثيراً عما ذُكر في التاريخ، لذلك حرصت على إظهارها في العمل بالصورة التي كانت عليها في الماضي، وبعد كتابة السيناريو وجدت صعوبة في إظهار العمل الى النور، نظراً الى اضطراب الظروف الإنتاجية في الأعوام الأخيرة، وبالتحديد بعد اندلاع ثورة يناير في مصر، خصوصاً أن العمل كان يحتاج إلى موازنة ضخمة، فتم تأجيله مرة أخرى وانشغلت بعدها بمسلسل «الداعية»، حتى وجدت أن الفرصة حانت لتقديم «حارة اليهود» في رمضان الماضي.

- وكيف تقيِّم تلك التجربة؟
مغامرة شيقة وممتعة، رغم الإرهاق الشديد الذي شعرت به طوال فترة كتابة هذا العمل، إلا أنني كنت في غاية السعادة أثناء عرضه، خصوصاً بعدما لمست أن الرسالة الرئيسية للمسلسل وصلت الى الجمهور بالشكل الذي كنت أتمناه، فالهدف من هذا العمل هو التشديد على أن اليهودية لا علاقة لها بالصهيونية، ولا يشترط على الإطلاق أن يكون كل يهودي إسرائيلياً صهيونياً، والدليل على ذلك أن اليهود كانوا يعيشون معنا داخل وطن واحد، ولم نختلف معهم في يوم من الأيام، لذا يجب ألا نحسب الصهيونية على الديانة اليهودية، مثلما لا نحسب «داعش» والجماعات الإرهابية على المسلمين، وكان لا بد من تذكير الجمهور بماضينا، لأن تراكم الأحداث السياسية الأخيرة جعل البعض ينسى تاريخنا.

- وما رأيك في أداء منة شلبي؟
منة تفوقت على جميع الفنانات، سواء المصريات أو العربيات بأدائها لهذا الدور. فقد غيرت طريقة تمثيلها التي كان ينتقدها عليها البعض، بسبب رفع صوتها في الكثير من الأدوار التي قدمتها في مشوارها الفني، لكن هذا العمل أعطاها المساحة لتمثل بهدوء، وتقدم في الوقت نفسه كل إمكاناتها. وثقتي الكبيرة فيها هي التي جعلتني أفكر في إسناد البطولة اليها أثناء كتابتي السيناريو.
 وما من فنانة أخرى تستطيع أن تجسد تلك الشخصية بهذا الأداء، وهذا ما قلته لها قبل بدء التصوير، لأنها كانت خائفة من الدور، وكانت تفكر في الاعتذار عنه، لكنني أصررت عليها وأكدت لها أنه لا توجد فنانة تصلح لهذا الدور غيرها، فهي فنانة رائعة ولا يزال لديها الكثير من الإمكانات الفنية التي لم تخرجها حتى الآن.

- وماذا عن ريهام عبدالغفور وإياد نصار؟
ريهام كانت مفاجأة بالنسبة إلي، فلم أتوقع على الإطلاق أن تكون قادرة على التلون في الأداء بهذا الشكل، واعترضت في البداية على تجسيدها دور الراقصة عندما اختارها المخرج محمد العدل، لأنني كنت خائفاً من عدم قدرتها على تقديم مشاهد الرقص بشكل مقنع، لكنه أصر عليها، واعترفت بأنني كنت مخطئاً في حقها عندما شاهدت حلقات العمل، ووجدت أنها أضافت إلى الدور وخلقت حالة من التفاعل الإيجابي مع المشاهد، وأصبحت أطلق عليها الآن لقب «غول التمثيل»... أما بالنسبة الى إياد نصار فهو فنان عبقري تعجبني اختياراته لأدواره الفنية، لكنني أرى أن دوره في «حارة اليهود» يعتبر إعادة اكتشاف له بعد مسلسل «الجماعة»، وأعجبني أنه درس شخصية «علي» بشكل مفصل، وحاول أن يخرج كل أحاسيسها من دون أن يخلَّ بذلك في أي مشهد، وهو كان أحد الأسباب الرئيسية في النجاح الذي حققه المسلسل.

- ما هي المسلسلات التي حرصت على متابعتها في الفترة الماضية؟
لم أشاهد سوى ثلاثة مسلسلات فقط، هي: «حارة اليهود» بحكم أنني مؤلفه، و «تحت السيطرة» بطولة نيللي كريم، التي أنجذب الى متابعة أعمالها لأنها فنانة متميزة ووصلت إلى مستوى عالٍ من الأداء التمثيلي في الأعوام الأخيرة، وتستحق النجاح الضخم الذي حققته في رمضان الماضي، لأنها قدمت الشخصية بشكل رائع رغم صعوبتها.
أيضاً استمتعت بمسلسل «بين السرايات»، وأعتبره من الأعمال الدرامية الهامة، لأنه اقترب من الواقع واستعرض مشاكل وقضايا مؤثرة في المناطق الشعبية في مجتمعنا، لم يتم إلقاء الضوء عليها من قبل في أي عمل فني، سواء في السينما أو التلفزيون.

- وما رأيك في مستوى الدراما المصرية؟
الدراما المصرية ستظل في القمة دائماً، حتى لو تأثرت قليلاً في بعض الأوقات، لكنها تعود سريعاً لتأخذ مكانها. ففي الفترة الأخيرة ظن البعض أن الدراما التركية يمكن أن تغزو الأسواق العربية وتحل محل الدراما المصرية، لكننا أثبتنا أننا قادرون على الحفاظ على مكانتنا بشكل أو نوعية الدراما التي نقدمها، والمعتمدة على الأفكار والقضايا الجادة، وليس على المط والتطويل كما يحدث في الدراما التركية، كما تطورنا كثيراً في شكل الصورة وطريقة الإخراج، مما أضاف إلى الدراما وساهم في تميزها.

- كيف تقيِّم تجربتك في تقديم البرامج التلفزيونية؟
أعتبر جلوسي على كرسي المذيع في برنامج «أنت حر» قد أضاف لي الكثير، لأنه قربني من الجمهور وجعلني على تواصل دائم معهم، وبدأت في التعرف على أفكارهم وطبيعتهم، كما أصبحت معتاداً على الوقوف أمام الكاميرا، وسنحت لي الفرصة لإبداء رأيي أمام الجمهور العريض، فهي تجربة مميزة ومختلفة، كما أحضّر للموسم الثاني من البرنامج خلال تلك الفترة، ليعود من جديد بعد النجاح الذي حققه في الموسم الأول له.

- هل يمكن أن تفكر في تقديم برنامج فني؟
بالتأكيد، لكن المسألة متوقفة على الفكرة التي يدور حولها البرنامج، وأعتبر أن برنامجي «أنت حر» قد تضمن جزءاً فنياً كبيراً، واستضفت فيه العديد من النجوم والنجمات الذين ناقشنا أعمالهم الفنية، والفرق بينه وبين البرامج الفنية، أنه كان يهتم بكل أنواع الفنون ويلقي الضوء على المبدعين في مختلف المجالات، سواء التمثيل أو الكتابة أو الغناء أو الفنون التشكيلية أو الرسم، والتنوع مطلوب لأن الجمهور يبحث عن الجديد والمختلف دائماً.

- ألا ترى أن انشغالك بأكثر من مجال مثل تأليف الأغاني وكتابة السيناريوات وتقديم برنامج تلفزيوني يمكن أن يصيبك بالتشتت؟
لم أشعر بذلك، لأنني أستطيع أن أُنظم وقتي وأركز في كل عمل أقدمه، ولا أرى أنني أشغل نفسي في أشياء منفصلة عن بعضها، فمثلاً تأليف الأغاني ليس بعيداً عن كتابة السيناريوات، والاثنان يعتمدان على موهبة الكتابة. أما بالنسبة الى تقديم البرامج فهو تجربة فضلت أن أخوضها لأختبر نفسي بها، لكنها لا تشغلني عن عملي الأساسي، بدليل أنني شاركت هذا العام بعمل درامي، ولا أعتقد أن يشغلني شيء عن التأليف، لأنه عشقي قبل أن يكون وظيفتي.

- ما أكثر ما أحزنك في الفترة الأخيرة؟
وفاة شقيقي الفنان سامي العدل بعد صراع مع المرض، فقد أحزنني فراقه الذي لن يعوضني عنه أحد غيره، فالجميع يعلم كيف كان سامي العدل على المستوى الإنساني، لكن ما لا يعرفه الكثيرون عنه أن فنه كان أهم ما يحرص عليه، فرغم مرضه، كان مصراً على استكمال مسيرته الفنية، وحريصاً على الذهاب الى مواقع التصوير من دون أن يشعر أحد ممن حوله أنه يتألم، ولم يدخل المستشفى إلا بعدما انتهى من تصوير مشاهده كافة. ورغم رحيله، لكنه سيظل في قلوب عشاقه بأعماله وإبداعاته، التي كان آخرها مسلسلا «حارة اليهود» و«بين السرايات».

- وأكثر ما أسعدك؟
النجاح أكثر ما يسعدني، فنجاح مسلسل «حارة اليهود» جعلني أشعر بالسعادة والفخر. أيضاً فوز فريق كرة القدم الذي أشجعه، نادي الزمالك المصري، بالدوري العام من الأمور التي أسعدتني، فأنا أعشق متابعة مباريات كرة القدم، سواء المحلية أو العالمية.

- ما هي هواياتك؟
أكثر هواية أحرص عليها هي قراءة الكتب، كما أن عملي يعتبر هواية بالنسبة إلي، ففي أوقات فراغي أحرص على التأليف، سواء كتابة أغنية أو شعر أو سيناريو، لأن عملي يشعرني بمتعة خاصة، كما أهتم بمشاهدة الأعمال الفنية من دول العالم كافة، وأعشق سماع الموسيقى والسفر إلى المناطق الهادئة.

- هل تحرص على التفاعل مع مواقع التواصل الاجتماعي؟
رغم أنني أمتلك حساباً على «فيسبوك»، لكنني لا أهتم بالمشاركة بشكل فعال به، وربما يكون ذلك خطأ مني، لكنني اعتدت على التواصل مع الجمهور بشكل مباشر، وليس من طريق التكنولوجيا الحديثة.

- ما الشيء الذي تحرص عليه؟
أن أظل محافظاً على حب الجمهور واحترامه لي، فطوال مشواري الفني لم أقدم أعمالاً تحتوي على مشاهد أو ألفاظ مبتذلة، لأنني أضع نفسي مكان الجمهور، وأريد أن أحافظ على ثقتهم بي، فهم ثروتي الحقيقية، ويصنعون تاريخاً مشرّفاً لأي مبدع، وأحاول دائماً تقديم أعمال ذات قيمة تخدم المشاهد وتزيد من وعيه وثقافته.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078