زوجات يبحثن عن الرومانسية
رومانسية المرأة وحنانها ومشاعرها الرقيقة تجعلها تهتم بكل الأمور الخاصة بأفراد أسرتها، وخاصة الصغيرة التي لا يلتفت إليها الرجل. فلا تنسى المرأة تفاصيل حياتها وتتأثر بأدق الأمور، ومهما كثرت مشاغلها ومسؤولياتها تتذكر المناسبات الخاصة، وتقوم بالتحضير والترتيب لها بطريقتها، لأنها تعتبر الاحتفالات فرصة لتجديد مشاعر الحب بين الزوجين، وخاصة ذكرى ليلة الزواج، أو ميلاد أحد أفراد عائلتها. وتبقى في انتظار مفاجأة من شريك حياتها وتَذَكّره هذه المناسبات، ولكن قلةً من الرجال تتذكر هذه التفاصيل بحجة المشاغل والهموم... «لها» التقت مجموعة من الزوجات والأزواج لتتعرف على مدى أهمية هذه المناسبات، وهل تفقد المناسبة أهميتها إذا بادرت الزوجة بتذكير زوجها بها؟
مرام حامد: أصرّ على تذكير زوجي بالمناسبات الخاصة التي تجمع بيننا
تستسلم بعض النساء لعدم اهتمام أزواجهن بالمناسبات الخاصة بهن، وأخريات يسعين لتذكيره وتعويده بشتى الطرق. اتبعت مرام حامد (موظفة في القطاع الخاص) مع زوجها أسلوب التذكير المستمر والإلحاح، وتقول: «تعودت من زوجي نسيان المناسبات الخاصة كيوم زواجنا وعيد ميلادي، وبما أنني إنسانة رومانسية كنت طوال سنوات زواجنا التي تزيد عن 15 عاماً أذكر كل المناسبات وأقوم بالترتيب لها. وقد اتبعت أسلوباً مختلفاً مع زوجي، وأصبحت أذكره بالمناسبات قبل وقت كافٍ، وبشكل غير مباشر، فأسجل التواريخ على جواله مع تكرار التنبيه، ليذكره قبل أسبوعين وقبل أسبوع وأيضاً في اليوم نفسه».
وتوضح مرام أن كل ما تريده هو التجديد في حياتها الزوجية من خلال سماع كلمات رقيقة يمكن أن يرددها الزوج في هذه المناسبة أو تلك.
مها شلبي: لا أعتبرها «تقليعات» كما يظنها البعض
«المواضيع الرومانسية لا أحبها ولكن هذا الموضوع أحب أن أشارك فيهه». هذا ما بدأت به المذيعة مها شلبي حديثها قبل أن تضيف: «الاحتفالات الخاصة بين الزوجين لا أعتبرها تقليعات أو ترفيهاً كما يظن البعض، بل هي أمر أساسي يجدد الحياة الزوجية ويخفف من الأعباء التي تقع على الزوجين طوال العام». وتابعت: «يتعرض الزوجان طوال السنة لضغوط وشد أعصاب، لذلك يحتاجان إلى اغتنام الفرص المناسبة لكسر روتين الحياة، بالتجمع والاحتفال بالعديد من المناسبات، لأن الاحتفالات فرصة لتجديد مشاعر الحب والسعادة بين الزوجين».
وتتحدث عن تجربتها قائلة: «أجمل الهدايا التي قدمها لي زوجي والتي لا يمكنني أن أنساها في يوم ميلادي، سفرنا إلى فرنسا، فكان وقع هذه المفاجأة كبيراً، وأعتبرها ذكرى لا تُنسى».
وختمت: «من المفاجآت التي يذكرها زوجي ولا ينساها، احتفالي بأحد أيام ميلاده، حين استأجرت غرفة على البحر، وجعلت طابع الاحتفال أكثر الأشياء التي يحبها، كفريق برشلونة، فكان كل ما استُخدم يحمل علم برشلونة والألوان التي يتميز بها. ودعوت الأصدقاء والأقارب، فكانت مفاجأة لا يمكن أن ينساها أبدا».
خالد الكريمي: مقصّر في حق زوجتي بسبب انشغالي
ويقول موظف القطاع الخاص خالد الكريمي إن فكرة تذكره للمناسبات الخاصة قد تلاشت، فلم تعد زوجته تهتم، مضيفاً: «استسلمت زوجتي بعد مرور 28 عاماً من زواجنا ولم تعد تذكّرني بأي مناسبة خاصة. فلم أقدم خلال هذه السنوات هدية بمناسبة خاصة بها، بسبب انشغالي وبحثي عن تأمين العيش الرغيد لأسرتي، فلم ألتفت إلى هذه التفاصيل، مع علمي بأن مثل هذه المناسبات تسعدها، لأنها توقظ داخلنا أياماً جميلة تعيدنا إلى ماضٍ لا ينسى».
وأضاف: «دائماً أم راكان تردد على مسامعي أنها تتمنى تذكري ليوم زواجنا أو يوم مولدها، (أريدها أن تأتي منك وحدك دون تذكير)، ولا تنتظر مني هدية لأن العبارات وقعها على النفس أقوى وأجمل».
أم أحمد: أكره يوم ولادتي بسبب الخلافات التي تنشب بيني وبين زوجي كل عام
تستغرب أم أحمد، ربة منزل متزوجة منذ 16 عاماً ولديها ثلاثة أبناء، التناقض الذي يعيشه زوجها، وتقول: «هو يرفض الاحتفال بذكرى أي مناسبة خاصة كيوم زواجنا أو أعياد ميلادنا، ويخبرني دائماً بأن هذا الأمر محرّم لأنه لا يوجد سوى عيدين نحتفل بهما مع المسلمين، ولكنه يهتم ويحتفل بأيام ولادة أبنائه كل عام».
وعن يوم ميلادها الأخير قالت أم أحمد: «أصبحت أكره يوم ولادتي بسبب الخلافات التي تنشب بيني وبين زوجي كل عام، فلا أعرف هل هو يتعمّد افتعال مشكلة أم أنها تأتي بالصدفة سنوياً، ولكن تبدلت الأمور في هذه السنة ولم ينشب بيننا خلاف بل ردد على مسامعي أجمل العبارات وعايدني وخرجنا معاً للمشي بسبب تذكره المناسبة متأخراً، لكني سعيدة بهذا التغير وأدعو أن يكون دوماً في حياتنا لأنني بطبعي إنسانة رومانسية».
وأضافت أم أحمد: «لاحظت بعض التغيرات في زوجي خلال الأربع سنوات الأخيرة، وأعتقد أن هذا التبدل يعود إلى مَن حولنا من أصدقاء وأقارب، فهو يستمع إلى حكاياتهم باحتفالاتهم وتقديم الهدايا بينهم، فكسر القاعدة التي يسير عليها قبل أربع سنوات وأحضر لي وردة حمراء في يوم الحب، وفي الأعوام التالية أغدق علي الهدايا».
هاني قويدر: لا تقتصر احتفالاتنا على مناسبة بل تتجدد المناسبات دوماً
يقول هاني قويدر (موظف في القطاع الخاص): «تزوجت بعد قصة حب استمرت أكثر من خمس سنوات، وفي كل عام لا أنسى يوماً خاصاً بنا، وأحتفل سنوياً مع زوجتي بأول يوم اعترفنا فيه بحبنا، وليس هذا فقط بل تتوالى المناسبات كيوم مولدها، ويوم الحب، ويوم زواجنا، ونحتفل دائماً بأي مناسبة جمعت بيننا». وأضاف: «بما أنني مشارف على ذكرى يوم زواجنا الأول بعد أن جمعنا بيت الزوجية، بدأت التخطيط منذ وقت طويل للاحتفال بهذه المناسبة التي لا يمكنني نسيانها مهما حييت».
وتابع: «لا تقتصر احتفالاتنا على مناسبة معينة، بل تتجدد المناسبات دوماً، فأي مناسبة نعتبرها احتفالاً كتخرج أو ترقية أو غيرهما من الأمور، وما زلنا مستمرين وسنبقى على هذا المنوال حتى آخر يوم في حياتنا».
سمر عبد الكريم: الشباب يبتكرون المناسبات الخاصة للاحتفال
العادات الأسرية تختلف من جيل إلى آخر، كما تقول سمر عبد الكريم (مهندسة ديكور): «نشأنا أنا وزوجي في أسرتين تهتمان بكل المناسبات الخاصة، وتتفننان في إقامة المفاجآت لجميع أفراد الأسرة، وانتقلت هذه العادات إلي وإلى زوجي».
واضافت: «تزوجت قبل عامين، وفي كل سنة نحتفل بالعديد من المناسبات الخاصة أنا وزوجي، وبين أفراد أسرتينا، ونتبادل التبريكات والهدايا المميزة، لأنني أعتبر أن الاحتفال بالمناسبات هو تجديد للحياة الأسرية، وتقوية لأواصر المحبة. وأصبح جيل الشباب في وقتنا الحاضر يبتكر المناسبات السعيدة المتنوعة الخاصة به ليتم الاحتفال مع تغير إيقاع الحياة. وقد احتفلت العام الماضي بالعديد من المناسبات مع زوجي، وأضيف احتفال لنا هذا العام بولادة طفلتي الأولى، وأعتبرها زوجي هديتي له لذكرى زواجنا الذي يصادف الأسبوع المقبل».
ينبغي تعميق أهمية تبادل الهدايا بين الزوجين لأنه يزيد المحبة
أكدت المستشارة التربوية الاجتماعية عبير غزاوي «ضرورة تعميق دور تبادل الهدايا بين الزوجين، لأن تذكر الزوجين لمناسبة جمعت بينهما والاحتفال بها يؤلف بين القلوب، ويزيد أواصر المحبة، ويبرهن على الحب بينهما، لقول النبي صلى الله عليه وسلم (تهادوا تحابوا)». وتوضح الاختصاصية النفسية الدكتورة سارة الخضري أن الاحتفالات الخاصة بين الزوجين لها تأثير كبير في تجديد العلاقة الزوجية، وإشعار الطرفين بالاهتمام والحب على مر السنين. ولفتت إلى أن هناك خلافات زوجية يسببها نسيان الزوج للمناسبات كذكرى يوم الزواج، أو يوم ولادة الزوجة. وفي أغلب الحالات تكون المرأة هي المنزعجة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024
شؤون الأسرة
اقتراحات تمييزية للتشويش على حق الأمهات اللبنانيات بإعطاء الجنسية لأطفالهن
شؤون الأسرة
عائلة حسام ورولا تنقل تفاصيل دقيقة عن الحياة في هولندا بكل صعوباتها وإيجابياتها
شؤون الأسرة