تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

سامية الطرابلسي: جمهوري في الخليج صُدم لكنه لم يهاجمني

رغم أنها تونسية، لكنها لم تشارك في أي عمل فني في بلدها، ولديها أسباب تكشفها لنا.
الفنانة التونسية سامية الطرابلسي تتكلم على تجربتها مع «إم بي سي»، والتي لفتت الأنظار إليها، وفيلمها الأول في مصر، وموقف أهلها وأصدقائها منه، وكيف استفادت من التنقل بين أكثر من دولة، وتتحدث عن النجمة التي تعتبرها مثلها الأعلى، والعمل الخاص الذي تملكه، وحياتها العاطفية.


- تحملين الجنسية التونسية وعشت في لبنان فترة وتقيمين حالياً في السعودية وجئت إلى مصر للعمل، ألا ترين أن عدم استقرارك أخّرك فنياً؟
بالعكس، أرى الأمر في مصلحتي، لأن تنقلي بين أكثر من دولة جعلني أتحدث جميع اللهجات تقريباً، التونسية واللبنانية والسعودية والمصرية، وأجيد اللغات الإنكليزية والفرنسية والإيطالية أيضاً، فأنا مطلعة جداً وأعشق اللهجات واللغات كثيراً، وشاركتُ في برنامج «واي فاي» لمدة موسمين في رمضان منذ سنتين مع «إم بي سي»، وكنت أقلد فنانين من دول مختلفة.

- قبل أن تشاركي في فيلم «الخلبوص» في مصر، هل كانت لك تجارب فنية في السعودية؟
نعم ولكنها ليست كثيرة، لأن الإنتاج السعودي الدرامي قليل جداً، بالإضافة إلى أنه لم يكن في حسباني أنني سآتي إلى مصر، لأن الأمر بالنسبة إليّ مجرد هواية، وكنت سعيدة بمشاركتي في مسلسل أو اثنين على الأكثر في العام في السعودية، وهذا يكفي في السوق الخليجي، كما كان لديَّ عمل آخر بعيد من الفن، لذلك لم أفكر كثيراً بالتفرغ للتمثيل.

- هل وجدت اختلافاً كبيراً بين الحياة في تونس والسعودية؟
السعودية مجتمع محافظ، وأنا أعيش في مدينة «جدة» التي تختلف كثيراً عن باقي أنحاء السعودية، وهي عشقي وتؤمّن لي الراحة النفسية والاستقرار والأمان. وحتى إن كانت محافِظة بدرجة معينة مقارنة بتونس أو أي بلد آخر، لكنه ليس تشدداً مزعجاً أو قد يجعلني متضايقة. فالحياة في السعودية مختلفة بشكل ملحوظ عن مصر وتونس ولبنان. مثلاً ارتداء العباءة فيها أحبه كثيراً وكنت أتفنن في تصميمها، لدرجة أنني افتتحت محلاً للعباءات في السعودية من شدة حبي لها.

- هل معنى ذلك أن أصدقاءك في السعودية لم يهاجموك بعد دورك الجريء في «الخلبوص»؟
لم أتعرض أبداً لأي هجوم من أهلي أو أصدقائي. لكن جمهوري السعودي الذي عرفني منذ أعمالي الخليجية طوال السنوات الماضية، صُدم لتحولي في «الخلبوص» كما انتقدني البعض. لكن بالنسبة إلي، لم أقدم دوراً غريباً.

- ما هي حدودك في الأدوار التي ستقدمينها بعد «الخلبوص»؟
سأقدم أي دور أقبله على أختي، وأمي تقبله عليَّ، وشقيقي أيضاً يستطيع أن يراني فيه، فهناك أمور مقبولة لنا كأسرة تونسية، وأخرى مرفوضة تماماً، حتى لو كانت هناك فنانات يقمن بها فهي مرفوضة بالنسبة إلي تماماً.

- تقصدين ارتداء المايوه مثلاً؟
أرتدي وأفراد عائلتي المايوه في حياتنا الشخصية، لكن ممنوع أن أظهر به على الشاشة أمام الناس، ولا أرى من المنطقي أن أظهر بالمايوه أمام الجمهور الذي أسعى أن يحبني كفنانة.

- هناك فنانات يقبلن المشاهد الجريئة طالما تأتي في سياق الدراما. ما تعليقك؟
أحترم رأيهن جداً. وفي الحقيقة، هذا هو المتعارف عليه عالمياً في الفن. هناك فنانات في هوليوود محافظات في حياتهن، لكن يقدمن أدواراً تتضمن قبلات بشكل طبيعي وعادي جداً، لكننا كمجتمع شرقي من المستحيل أن نتقبل ذلك مثل الغرب. ولو كانت لديَّ ابنة، فلن أرضى أبداً أن تراني في مثل هذا المشهد، وكذلك أمي أو أختي.

- هناك أفلام تونسية ملؤها الأحضان والمشاهد الجريئة، بما أنك ابنة تونس فما تعليقك؟
أعلم ذلك بالطبع، وأقولها بصدق، يوجد في السينما التونسية أمور لا نراها في السينما الأوروبية، وجميع أفلامها تقدم للمهرجانات وليست أفلاماً جماهيرية أبداً، لذلك لم تعرف السينما التونسية انتشاراً في الوطن العربي.

- ألهذا السبب ابتعدت عن الفن في تونس؟
لو كنت أعيش في تونس فسأشارك في أعمال تلفزيونية فقط، لكن من خلال رؤيتي لما يقدم في السينما التونسية، لا يمكن أن أشارك فيها، وأنا لست مطلعة على ما يقدم فيها حالياً، لكن عندما كنت أشاهد الأفلام التونسية في الماضي، كنت أصدم بما يقدم فيها من مشاهد تعدت الحدود تماماً، لكن لديهم ثقافة وفلسفة معينة في تقديم هذه المشاهد من دون خجل، باعتبارها أفلاماً للمهرجانات العالمية، ومعظم الأفلام التونسية إنتاج فرنسي- تونسي مشترك، أي وزارة الثقافة الفرنسية مع الوزارة التونسية، ولا يوجد منتجون تونسيون مثل مصر.

- ألا ترين أنك ما زلت في بدايتك الفنية وليس من حقك أن ترفضي ما يعرض عليك؟
منذ أن حضرت الى مصر بداية هذا العام، عرضت عليَّ أعمال فنية كثيرة لم أوافق عليها، لأن الأدوار لم تعجبني، أي أنني كنت أملك الجرأة لأقول لا، لأنني لا أريد أن أعمل من أجل الانتشار، فهذه فكرة مرفوضة بالنسبة إلي، لأنني لا أبحث عن الشهرة أو كسب الأموال، بل أريد أن أقدم أعمالاً فنية مميزة، ولن أكون «تكملة عدد» في عمل فني أبداً، لأن مصر مليئة بالفنانين والمواهب، ويظهر كلامي جلياً في ما قدمته في «الخلبوص»، فشخصيتي لم تتضمن سوى مشهدين رومانسيين من دون أي إغراء أبداً، كما أن دوري في مسلسل «ساحرة الجنوب» عبارة عن «فتاة ليل»، لكن الأداء يعتمد على الإيحاءات، ولا توجد مشاهد مبالغ فيها تخدش الحياء أبداً، وأنا سعيدة به وسيضيف إلى مسيرتي الفنية، وأؤكد: «لا للتنازلات في الأدوار وسأختار الدور الذي يناسبني فقط بالمبادئ التي تربيت عليها وأريدها» شيريهان حقّقت نجاحاً كبيراً وهي تقدّم مشاهد راقصة، أما الرقص فهو ليس عيباً أبداً.

- من مثلك الأعلى في التمثيل؟
شيريهان، ولذلك لو عرض عليَّ دور فيه رقص فلن أرفضه أبداً، فشيريهان حققت نجاحاً كبيراً في السينما والمسرح، وهي تقدم مشاهد راقصة، فهي ليست عيباً، لكن الأهم الطريقة والأداء اللذان يُقدم بهما الرقص، فيمكن أن أقدمه بشكل راقٍ أو قد أظهر للجمهور بشكل رخيص.

- هل كنت تعرفين الفنان محمد رجب قبل تعاونكما معاً في «الخلبوص» بحكم أن زوجته سعودية الجنسية ويسافر كثيراً إليها؟
لم أقابله قبل «الخلبوص» أبداً، ولم أعرف أن زوجته سعودية إلا أخيراً، وعندما رشحني المخرج إسماعيل فاروق للفيلم ووقّعت العقد، اجتمعنا نحن الثلاثة وتعرفت إليه قبل التصوير بيومين تقريباً، وكان في شخصيته الحقيقية متواضعاً ومرحاً جداً، وكنت مرتاحة نفسياً معه، لكن عندما بدأنا أول أيام التصوير شاهدت شخصية مختلفة تماماً، فقد كان يهتم بأدق التفاصيل في عمله وملتزماً للغاية، لدرجة أنه كان يوجّهني في طريقة أدائي للجمل، ويبدي رأيه في تسريحة شعري وملابسي، وهي تفاصيل صغيرة تعلمتها منه، وأصبحت أركز كثيراً في كل مشهد وحركة في عملي.

- هل هنأك الفنان فايز المالكي على «الخلبوص» بحكم أنه سبب في بدايتك الفنية في الخليج؟
 بالفعل هنأني عليه برسالة، وكذلك ناصر القصبي.

- هل صحيح أن لك عملاً خاصاً في السعودية؟
بالفعل، هذا الأمر لا يعلمه أحد، إذ أشارك طبيباً سعودياً في مركز طبي خاص، ولن أكشف تفاصيل أخرى.

- وماذا عن حياتك العاطفية؟
حياتي العاطفية خط أحمر تماماً، ولا أحب التطرق اليها أبداً.

                             
«ساحرة الجنوب»

- وما الذي غيَّر تفكيرك لتأتي الى مصر وتشاركي في عمل فني مصري؟
 تقديمي دور فتاة مصرية في مسلسل «فرصة تانية» العام الماضي مع «إم بي سي»، دفع بعض الفنانين المصريين لتشجيعي على الحضور الى مصر.
وحالياً أشارك في مسلسل مصري بعنوان «ساحرة الجنوب»، إنتاج «إم بي سي» أيضاً، وهو سبب مجيئي الى مصر في الأساس، بعدما عرضته عليَّ «إم بي سي» حيث أعمل معهم منذ ثلاث سنوات تقريباً، أي أنني لم آت إلى مصر لأُجرّب حظي.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079