تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

يوسف الشريف: زوجتي لم تفرض نفسها عليَّ والحديث عن مجاملتي لها عبث

رغم أنه يحلم بالوصول إلى العالمية، لكن ذلك لم يجعله يتخلى عن مبادئه، فاعتذر من قبل عن فيلم عالمي بعدما وضع شروطاً أدبية وأخلاقية لم تعجب صنّاعه... يوسف الشريف تحدث عن ترشيحه للمرة الثانية لفيلم عالمي في هوليوود، وأبدى رأيه في اتهام البعض له بأنه يجامل زوجته إنجي على حساب فنه، بعدما كتبت له قصة مسلسله الأخير «لعبة إبليس»، وكشف ما يتردد حول اقتباسه أعماله الفنية من أعمال أجنبية، وأوضح رأيه في الزعيم عادل إمام ودنيا سمير غانم وأحمد مكي وداليا البحيري.


- تم ترشيحك أخيراً للمشاركة في أحد أفلام هوليوود، فما هي تفاصيل هذا العرض؟
حتى الآن لم تصلني إلا تفاصيل أولية عن الفيلم متعلقة بالخطوط العريضة لقصة العمل ومواعيد التصوير والدور المرشح له، وكل ما يمكن أن أعلن عنه أنه دور بطولة، ومن المفترض أن أسافر في الفترة المقبلة إلى الولايات المتحدة الأميركية للتعرف على كل التفاصيل الأخرى، وهذه ليست المرة الأولى التي يعرض عليَّ فيها فيلم عالمي، إذ عرض عليَّ منذ فترة فيلم من الجهة الإنتاجية نفسها، لكن كان لديَّ بعض الشروط الأدبية والأخلاقية التي يجب مراعاتها في الفيلم، ولم تكتمل مشاركتي في العمل بسبب اختلافنا على تلك الأمور، وفي كل المرة سأعرض الشروط نفسها التي سأظل متمسكاً بها، سواء كان العمل داخل مصر أو خارجها.

- الجميع يعلم أن هناك خطوطاً حمراً تضعها لنفسك في أعمالك الفنية، لكن ألا ترى أن ذلك يؤثر في حلمك الوصول إلى العالمية؟
لكل شخص مبادئه التي نشأ عليها وتربى، وعن نفسي لا يمكن أن أتخلى عنها من أجل الوصول إلى العالمية، رغم أنه حلم بالنسبة إلي، لكن قناعاتي الشخصية لا يضاهيها أي شيء، ولا أستطيع أن أقول إن هذه شروطي للعمل في هوليوود، لكنني لا يمكنني العمل في فيلم يحمل بعض الإيحاءات الجنسية أو مشهداً لعلاقة حميمية أو أي شيء من هذا القبيل.

- هناك أيضاً مشروع سينمائي في مصر من تأليف زوجتك إنجي علاء، ماذا عنه؟
هناك أكثر من مشروع سينمائي معروض عليَّ، وحتى الآن لم أحسم قراري في الاختيار، وأريد أن تكون خطوتي المقبلة في السينما، لأنني ابتعدت عنها خلال الأعوام الأربعة الماضية بحكم الأزمة التي كانت تتعرض لها وضعف الإنتاج السينمائي، لكن الأمر تغير الآن تماماً، وأصبح هناك العديد من الأفلام الجيدة، كما أقبل الجمهور مرة أخرى على السينما، وبالتحديد على الأعمال الجادة التي تحمل مضموناً ورسالة... كل ذلك يشجعني على العودة من جديد.

- هل معنى ذلك أنك ستغيب عن دراما رمضان العام المقبل؟
مشاركتي في السينما لا تعني على الإطلاق غيابي عن الدراما، ولا يمكن أن أنسى فضل التلفزيون عليَّ، فهو الذي ثبّت أقدامي وصنع لي جماهيرية أفخر بها.
وفي الفترة المقبلة سأحاول الموازنة بين السينما والدراما، لكي يكون لديَّ عمل سينمائي كل عام وفي الوقت نفسه مسلسل تلفزيوني، وحتى الآن لا أعرف مسلسلي المقبل، فهناك العديد من السيناريوات المعروضة عليَّ، وأرى دائماً أن كل نجاح يصعّب خطواتي المقبلة، ويجعلني أدقق أكثر في اختياراتي.

- ألم تقلق من أن يتهمك البعض بأنك تجامل زوجتك على حساب فنك؟
عندما قرّرت تقديم مسلسل «لعبة إبليس» فكرت في هذا الأمر، لكنه لم يشغل تفكيري إلا لبضع ساعات، أيقنت بعدها أن مجرد التفكير في ذلك لا يعني سوى العبث، لأن من المهنية أن أعطي الفرصة لكل من يستحقها، بصرف النظر عن كونها زوجتي من عدمه. وليس من العدل أن أرفض فكرة مميزة لمجرد أنها خرجت من زوجتي، أو لأنني خائف من كلام البعض. ولو جاءتني فرصة أن أشارك مرة ثانية في عمل من تأليف زوجتي إنجي علاء فسأفعل ذلك من دون التوقف عند الأقاويل، طالما أن العمل جيد وأتوقع له تحقيق النجاح.

- هل زوجتك هي التي تطلب منك مشاركتك أعمالك الفنية؟
لم تطلب مني إنجي أن تشاركني في أعمالي الفنية، والبداية كانت من خلال مساعدتها لي في اختيار الملابس الخاصة بالشخصيات التي أجسدها، بحكم دراستها في مجال الموضة. وعندما وجدت لديها الخبرة العالية في هذا المجال بدأت أدعمها، حتى أصبحت «الاستايلست» لجميع الممثلين المشاركين في مسلسلاتي.
أما بالنسبة إلى دخولها مجال التأليف فجاء من طريق الصدفة. ففي العام الماضي وجدتها مشغولة بكتابة شيء لا أعرفه، وعندما سألتها قالت إنها تكتب قصة ترغب في نشرها كرواية، وطلبت منها أن تحكي لي تفاصيلها، وعندما استمعت اليها شعرت بأنها تصلح لأن تكون عملاً درامياً، وطلبت منها أن تؤجل نشرها حتى أنتهي من مسلسلي وقتها، وهو «الصياد»، وبعدها أبلغتها أنني أرغب في تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني، وقد ترددتْ في البداية، لكنني أقنعتها لأن القصة أعجبتني، وهذا دليل على أنني طلبت منها مشاركتي وليس العكس.

- انشغال زوجتك بالعمل معك، ألا يؤثر بالسلب في اهتمامها بابنيكما التوأم؟
لا أرى ذلك أبداً، لأن زوجتي منظمة جداً وتحاول التوفيق بين الأشياء، فلم أجد منها تقصيراً في الاهتمام بالولدين على حساب العمل أو العكس. وحتى في أوقات انشغالنا بالتصوير نتركهما مع والدتها، لأنها تخاف أن تتركهما مع المربية. ورغم أننا نعود من العمل في غاية التعب والإرهاق، تحرص على الجلوس معهما والاطمئنان اليهما. أما بالنسبة إليّ فأعوض فترة غيابي عنهما بعد انتهاء التصوير بتجهيز رحلة لنا جميعاً إلى أي مكان في العالم، وإغلاق هواتفي المحمولة لكي أكون متفرغاً لهما تماماً، فلا يشغلني شيء عنهما.

- كثر يرون أنه لا بد من أن تبتعد لفترة عن أعمال الإثارة والتشويق، ألا ترى أنه حان الوقت كي تقدم نوعية أخرى من المسلسلات؟
أظن أنني بمسلسلي الأخير «لعبة إبليس» غيّرت بعض الشيء في الشكل الذي أظهر به كل عام، لكن الابتعاد عن تلك المنطقة نهائياً والانتقال إلى نوعية أخرى يحتاجان أن أجد العمل المناسب لي حتى أستطيع فعل ذلك، فلا أدعي أنني قادر على فعل كل شيء أو تجسيد الشخصيات كافة بالمستوى نفسه، بل أعلم جيداً أن لديَّ إمكانيات لا بد من أن أستغلها في المكان الصحيح، حتى أحافظ على ما وصلت له من ثقة الجمهور ومحبته، وأتمنى أن أقدم عملاً رومانسياً أو كوميدياً، لكنني لن أتسرع في تلك الخطوة، بل سأنتظر حتى أجد العمل الذي يجذبني اليه.

- كيف تقيّم تجربتك في مسلسل «لعبة إبليس»؟
العمل كان مختلفاً تماماً عما اعتادني عليه الجمهور في أعمالي السابقة، فهو لا يعتمد على الغموض والإثارة بقدر ما يركز على تقديم الأحداث، لكن ليس بشكل متتابع، مما يولّد العديد من المفاجآت للمشاهد، وكانت مغامرة مني أن أغير من جلدي، لكن كان مطلوباً أن أفعل ذلك حتى لا أضع نفسي في قالب معين، وقد أعجب الجمهور بالمسلسل وتفاعل معه، وسعدت كثيراً بردود الأفعال الإيجابية عليه، والتي استقبلتها بنفسي، سواء بشكل مباشر أو من طريق مواقع التواصل الاجتماعي.

- هل يمكن أن تكرر تجربة تجسيد شخصيتين في عمل واحد مثلما فعلت هذا العام؟
كل شيء متوقف على السيناريو المعروض عليَّ، فإذا كان هناك عمل مميز ويتطلب مني أن أظهر بشخصيتين فسأقدمه على الفور. وبالمناسبة، في مسلسل «لعبة إبليس» لم يكن مرتباً من البداية أن أجسد شخصية «أدهم» و «سليم» خلال الأحداث، بل كان من المفترض أن يجسد ممثل آخر شخصية «سليم»، لكن بعد ذلك تراجع فريق العمل عن اختيار ممثل آخر للدور وقرر أن أجسد الشخصيتين، ولا أنكر أن حماستي لتجسيد الدورين كان يشوبها الطمع، لكنني أردت أن أضع نفسي في تحدٍ وهو تقديم كل شخصية بشكل وطريقة أداء مختلفة عن الأخرى.

- لكن معظم النقاد العالميين ينصحون بعدم تجسيد شخصيتين في عمل فني واحد إلا في الأعمال الكوميدية فقط، فما تعليقك؟
قرأت هذا الكلام ووجدت أن تبريراتهم منطقية، مما جعلني أبذل مجهوداً مضاعفاً لخروج الشخصيتين بشكل مميز، وأعترف بأن الأمر في غاية الصعوبة وقد أشعرني بإرهاق شديد، لكن في الوقت نفسه كان هناك بعض الأمور التي ساعدتني، ومنها أن شخصية «سليم» رجل الأعمال تتمتع ببعض التفاصيل القريبة من شخصيتي الحقيقية، ولذلك لم أبذل فيها مجهوداً كبيراً، ووفرت طاقتي التمثيلية لشخصية الساحر «أدهم» لأنها كانت غريبة بالنسبة إلي.

- ما ردك على اتهام البعض لك بأن معظم الألعاب السحرية في المسلسل كانت مصنوعة بالمونتاج وحركات الكاميرا؟
هذا غير صحيح على الإطلاق، لأنني أصررت على أن أتعلم كل الألعاب السحرية قبل بدء التصوير، لاقتناعي بأن ذلك سيساعدني كثيراً في تقمص الشخصية، بالإضافة إلى أن استخدام المونتاج في هذه المشاهد كان سيستغرق وقتاً طويلاً ولن تظهر بالشكل المطلوب في النهاية، واستعنت بخمسة سحرة ليساعدوني في تعلم تلك الألعاب السحرية وتنفيذها بنفسي، كما قرأت كثيراً عن ألعاب السحر، وشاهدت عروضاً عالمية لها، وأخذت بعض التفاصيل الشكلية للشخصية من الساحر العالمي كريس إينجل، مثل الشعر الطويل وارتداء «الحظاظات»، كما أن تعرفي على هذا العالم أفادني كثيراً، ليس في المسلسل فقط وإنما في حياتي الخاصة أيضاً.

- إلى أي مدى أثر هذا الدور في حياتك الشخصية؟
أحاول دائماً ألا أتأثر بالشخصيات التي أجسدها، لكن تلك الشخصية بالتحديد اقتحمت حياتي الخاصة، فأصبحت أمارس الألعاب السحرية مع أولادي، وعلمتهم إياها لدرجة أنهم باتوا يجيدونها ويمارسونها أمام أصدقائهم، وهي من الأشياء الإيجابية التي استفدت منها على المستوى الشخصي، لأن أي شخص ينبهر أمام الساحر ويتمنى معرفة الطريقة المستخدمة في تلك الخدع، لكن من الصعب أن يتعرف عليها في الظروف العادية... لقد أصبحت على دراية كاملة بكل الخدع ولا أنبهر عند مشاهدتها في الوقت الحالي.

- هل يمكن أن تكشف عن الخدع المستخدمة في الألعاب السحرية؟
هناك بعض الأشياء البسيطة التي تم كشفها خلال حلقات المسلسل، لكن باقي الخدع لا يمكن أن أعلن عنها أبداً، لأنها أسرار لأصحاب تلك المهنة، وإنما لا بد من أن يعرف الجمهور أن كل هذه الخدع آمنة تماماً ولا توجد فيها نسبة مخاطرة ولو بسيطة، فهي مجرد خدع بصرية يحاول الساحر من خلالها إظهار ما يريده، لكن الحقيقة تكون مختلفة تماماً عما تشاهده أمام عينيك.

- وما تعليقك على الاتهامات الموجهة إليك بأنك تقتبس معظم مسلسلاتك من أعمال أجنبية؟
مع كل مسلسل جديد أُتهم بذلك ولا أعلم السبب وراء ذلك، فلم أقتبس أي عمل من أعمالي سواء في السينما أو التلفزيون من أعمال أجنبية، لكنني أحاول أن أصل إلى مستوى الأعمال الأجنبية من خلال تقديم أعمال جذابة في طريقة السرد، بمعنى أنني أميل إلى الدراما غير المتتابعة الأحداث أو غير المرتبة، وهو نوع نادراً ما يستخدم في الأعمال الفنية العربية، ومنتشر في الوقت نفسه في الأعمال الأجنبية، وربما يكون ذلك هو السبب وراء اتهامي بهذا الأمر، ولم أغضب على الإطلاق من ذلك وسأظل أقدم تلك النوعية من الأعمال لأنها تستهويني وتجذبني شخصياً قبل أن تشد المشاهد.

- أيضاً هناك من يتهمك بأنك تتدخل في كل تفاصيل العمل بدءاً بتحديد أسماء باقي الممثلين المشاركين معك، فما ردك على ذلك؟
لا يمكن أن أفعل ذلك أبداً، لأنني مؤمن تماماً بالتخصص، فهذه مسؤولية المخرج وجهّة الإنتاج، ورأيي يكون استشارياً ولا أجبرهم على أي شيء. وفي كل أعمالي الفنية السابقة لا أذكر أنه حدث خلاف بيني وبين المخرج أو جهة الإنتاج على أي زميل أو زميلة تم ترشيحها لمشاركتي العمل، وغالباً ما أدعم ترشيحاتهم، كما لا أتعامل باعتباري بطل العمل وصاحب القرار الوحيد فيه، لأنني على دراية تامة بأن هذا يؤدي إلى الفشل، فلكل عنصر من عناصر العمل أهميته، ويعتبر شريكاً في النجاح، وأرى نفسي واحداً من فريق العمل الذي يختاره المؤلف أو المخرج أو المنتج.

- وما حقيقة الخلاف بينك وبين السيناريست عمرو سمير عاطف؟
لا يوجد أي خلاف بيننا، والدليل على ذلك أن هناك مشروعين، أحدهما فيلم سينمائي والآخر عمل درامي، عرضهما عليَّ عمرو في الفترة الأخيرة، لكنني لا أريد الخوض في تفاصيلهما، خصوصاً أنني ما زلت في مرحلة القراءة، وتلك الأقاويل انتشرت بسبب التعليق الذي كتبه عمرو على حسابه الشخصي عبر «فيسبوك»، بأن مسلسل «لعبة إبليس» آخر تعاون بيننا، لكنه كان يقصد أننا لا بد من أن نغير ويتعاون كل منا مع آخرين كنوع من أنواع التجديد، وهذا لم يغضبني على الإطلاق، إذ أكنُّ له كل الاحترام والتقدير، ولا أنكر أننا حققنا معاً نجاحات عدة، ومنها مسلسلا «رقم مجهول» و «الصياد»، وأتمنى أن يستمر التعاون بيننا طالما نقدم أعمالاً تنال إعجاب الجمهور.

- ما هي المسلسلات التي حرصت على مشاهدتها في رمضان الماضي؟
لم أستطع متابعة كل الأعمال بحكم انشغالي، لكن هناك بعض المسلسلات التي نالت إعجابي إلى حد كبير، ومنها مسلسل «لهفة» بطولة دنيا سمير غانم، فهي تفوقت في تقديم الكوميديا بشكل أكثر من رائع، أيضاً شاهدت مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» للزعيم عادل إمام الذي أهتم بمتابعة مسلسله كل عام لأتعلم منه، لأنه بمثابة مدرسة لكل الفنانين الشباب، ومسلسل «الكبير أوي» لأحمد مكي نال إعجابي واستمتعت به كثيراً، وكذلك مسلسل «يوميات زوجة مفروسة» بطولة داليا البحيري... عموماً، أميل خلال شهر رمضان إلى متابعة الأعمال الكوميدية الخفيفة أكثر من تلك الاجتماعية أو الأكشن.

- كيف تصف ابنيك التوأم عبدالله وعبدالرحمن؟
كل شيء في حياتي تغيّر حين ولدا، إذ شعرت بأنها قد أصبح لها هدف أرغب في تحقيقه من أجلهما، فهما مستقبلي الذي أتمنى أن أعيشه، وأحلم بأن أراهما في أفضل حال دائماً، وأنتظر أن أطمئن إليهما وأن يصلا إلى مرحلة الشباب ويكوّنا أسرة مثلي، كما أصبحت أهتم أكثر باختياراتي الفنية، لأنني أرغب في أن أكون قدوة لهما ومثالاً يفتخران به أمام الجميع، ودائماً ما أقول إنهما هدية من الله حتى أسعد بها في الدنيا.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079