أبشع انتقام: رفضت معاكسة جارها فحرمها ابنها!
صدمات كثيرة تعرضت لها كانت كفيلة بأن تنهي حياتها، إلا أنها تحملت من أجل صغيرها الذي كان الأمل الوحيد لها في البقاء، من دون أن تدرك أنها ستكون سبباً في إنهاء حياته عندما رفضت مضايقات جارها المستمرة لها، فكان الثمن ابنها.
تجمعات من الأهالي تخرج للبحث عن طفل صغير لم يتجاوز عامه الثالث بعد، لتقضي الساعات تجوب الشوارع تسأل عنه، وتعود بخيبة الأمل من دون أن تعثر على أي معلومة تقود الى مكان هذا الصغير.
مشهد متكرر
ثلاثة أيام مضت والمشهد يتكرر يومياً، الجميع يتعاطف مع الأم المنهارة بعد اختفاء طفلها الوحيد، يقدّمون كل ما في وسعهم من أجل إيقاف أنهار دموعها التي سالت ولم تتوقف لعدم عودة الغائب.
آمالٌ بدأت تتحول إلى سراب، بعدما طرق الأهالي كل أبواب المنازل يسألون سكانها عن الصغير الغائب، لتأتي الإجابات متطابقة في عدم رؤيته من الأساس، فتزداد دموع الأم ولوعتها على الفراق.
جريمة خطف
لم تجد الأم مفراً من اللجوء إلى رجال الشرطة تسألهم مساعدتها في البحث عن صغيرها، بعدما بات مؤكداً لها وللجميع أن الصغير قد خطف، فلو كان قد ضل الطريق، لكان أحد الأهالي عثر عليه وأعاده إليها. أسئلة بدت ثقيلة على قلب الأم، أجابت عنها مستسلمة وهي تجلس في قسم الشرطة تحرر محضراً بغياب صغيرها الذي اختفى من أمام مسكنها، بعدما كان يلهو مع أقرانه كعادته وغاب فجأة عن الأنظار.
قدمت الأم أوصاف الصغير والملابس التي كان يرتديها مصحوبة بصورة حديثة له، ليتم عمل نشرة غياب في جميع أقسام الشرطة الواقعة في محافظة دمياط في دلتا مصر حيث تسكن، على أمل أن تكون سبباً في عودة صغيرها.
دوافع الجريمة
حاول رجال المباحث وضع تصور للأسباب التي دفعت إلى خطف الطفل، فاستبعدوا أن يكون الأمر راجعاً إلى ثراء أهله وطمع الجناة في طلب فدية كبيرة منهم، فالأم تعاني ضيق الحال بعد وفاة زوجها في حادث، من دون أن يترك لها أي مصدر للإنفاق على صغيرها الوحيد المختفي.
ظروف الأم أيضاً استبعدت أن يكون الأمر بدافع الانتقام منها. فظروفها وملابسات وفاة زوجها جعلتها تحظى بتعاطف الجميع، علاوة على أن المرأة نفسها تمتاز بحسن الخلق والابتعاد عن إثارة المشاكل مع أي شخص، لتحظى بالهدوء بصحبة صغيرها، فالمرأة لديها من المشاكل الحياتية ما يكفيها.
الجثة
رائحة كريهة تنبعث من منزل قيد الإنشاء كانت كفيلة لتقود إلى جريمة ارتُكبت، فيتحول مسار الأحداث ويصبح رجال الشرطة مطالبين بالبحث عن جانٍ بدلاً من البحث عن طفل أصبح جثة هامدة.
كان الأهالي قد أبلغوا رجال المباحث بالعثور على جثة مغطاة بمجموعة من الأخشاب داخل عقار قيد الإنشاء، وبالانتقال والفحص تبين أنها لطفل في عامه الثالث مقطوع الرأس.
فور رؤية الجثة ورغم اختفاء معالمها، بات من المؤكد أنها للطفل «يوسف»، لانطباق أوصاف الملابس التي يرتديها مع الأوصاف التي أدلت بها الأم في محضر الغياب الذي حررته.
انهيار الأم
كإجراء متبع، تم استدعاء الأم وعرض الجثة عليها، لمعرفة ما إذا كانت لصغيرها من عدمه، فأُصيبت الأم بحالة انهيار وصدمة نقلت على أثرها الى المستشفى في إعياء شديد بين الحياة والموت، بعدما شاهدت طفلها مذبوحاً.
كان من الصعب على رجال المباحث الوصول الى أي معلومة من الأم تساعدهم في معرفة الجاني، الذي بات لغزاً يصعب حلّه في ظل الظروف والملابسات التي أحاطت بالجريمة. فالطفل كعادته يخرج كل يوم ليلهو مع أقرانه أمام المنزل، والأم على علاقة جيدة بجيرانها كما يؤكد الجميع.
مفتاح اللغز
فريق بحث انتشر في المنطقة لجمع أي معلومات قد تكون خيطاً لحل هذا اللغز، لتأتي الكلمات على لسان إحدى السيدات من جيران الأم المسكينة، وهي تدافع عنها عندما سألها ضابط المباحث عما إذا كانت الأم تحظى بسمعة سيئة أو على علاقة بأحد الرجال قد تكون سبباً في وقوع الجريمة.
خرجت كلمات السيدة تدافع عن جارتها باستماتة، رافضة التفكير في هذا الاتجاه، فالمرأة تحظى بسمعة طيبة، بل إن جاراً لها من الذين يتعاطون المواد المخدرة حاول مضايقتها والتعرض لها بكلمات خادشة للحياء، فلقنته درساً في الأخلاق أمام الجميع.
كانت كلمات الجارة بمثابة الخيط الذي قاد رجال الشرطة الى كشف ملابسات الجريمة، بعدما وضعت أمامهم سبباً للانتقام من والدة الطفل بحرمانها منه الى الأبد.
المتهم
ساعات معدودة نجح خلالها رجال الشرطة في إلقاء القبض على الجار المتهم، ليبدأ التحقيق معه وسط محاولات مستميتة منه للإنكار رافضاً الاعتراف بجريمته.
أساليب عدة اتبعها رجال الشرطة، حتى خرجت اعترافات المتهم تفيد بقتل الصغير انتقاماً من والدته التي لقنته درساً في الأخلاق أمام الجميع، بعدما دأب على مضايقتها بكلماته. قال محمد عيد (17 سنة)، «نجار»، في اعترافاته، إنه ظن أن جارته ستكون لقمة سائغة، فأخذ يتعرض لها مخمّناً أنه سيلقى قبولاً منها بسبب ظروفها، لكنه فوجئ بها تتحول الى وحش كاسر إذ اتهمته بعدم الشرف هو وشقيقاته، لذا يظن أن الجميع مثلهن، وهددته بأنها ستضربه بالحذاء إذا تعرض لها مرة أخرى.
أضاف المتهم: «جن جنوني وأنا أسمع تلك الكلمات، وقررت أن أحرق قلبها على صغيرها، فاستغللت وجوده أمام المنزل يلعب في اليوم التالي، وقمت باستدراجه إلى عقار قيد الإنشاء وذبحته، وأخفيت جثته تحت كومة من الأخشاب حتى لا ينكشف أمري، إلا أن رائحة الجثة الكريهة كشفت المستور».
أعرب المتهم عن ندمه، خاصة أنه كان تحت تأثير المخدر وهو يرتكب جريمته، لكن ندمه لم يشفع له بعد جريمته الشنعاء، لتقرر النيابة حبسه تمهيداً لتقديمه الى المحاكمة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024