هاني شاكر: سعادتي بطلب شادية فاقت فوزي بجائزتي
رغم قلق زوجته عليه من ترشيح نفسه نقيباً للموسيقيين، لكنه كان يشعر بأنه أمام مهمة وطنية، ولهذا لم يتردد في الإقدام على تلك الخطوة، وبعدما تولى المسؤولية، كان لا بد من أن نواجهه بمجموعة من الأسئلة لنعرف كيف يفكر، وماذا ينوي أن يقدم للغناء في مصر في الفترة المقبلة؟ الفنان الكبير هاني شاكر يتحدث إلينا عن المعركة الانتخابية التي خاضها، والمنافسة مع مصطفى كامل ومنير الوسيمي، ورسالته إلى كل من دعمه، وأفكاره لأعضاء النقابة، والفن الذي ينوي إعلان الحرب عليه، كما يتكلم على أغنيته الوطنية التي تم اختيارها كواحدة من أفضل 20 أغنية وطنية، والشرف الذي منحته إياه الفنانة المعتزلة شادية.
- كيف جاءت مغامرتك بترشيح نفسك نقيباً للموسيقيين في الفترة السابقة؟
منذ أكثر من ثماني سنوات، ومنذ تولي الراحل الموسيقار حسن أبو السعود مسؤولية النقابة، وأعضاء كثيرون في النقابة يتحدثون إلي لأتولى أمور نقابة المهن الموسيقية في مصر. كنت أرفض ذلك تماماً، لأن هذا الأمر لم يكن ليخطر في بالي أبداً، وأدرك أنها مسألة صعبة يمكن أن تأخذني من حياتي الفنية والتزاماتي تجاه الجمهور.
وأخيراً عندما ألحّ علي عدد كبير من أصدقائي وأشعروني بأننا في مرحلة زمنية فارقة في مصر، ويجب أن تنصلح الأمور في نقابة الموسيقيين لمصلحة أعضائها، أحسست بأنها مهمة وطنية، وأتمنى أن يقدّرني الله، أنا ومجلس النقابة الجديد، فنبذل كل جهدنا لمصلحة الأعضاء.
- هل تشعر بأنها مسؤولية كبيرة عليك لهذه الدرجة؟
النقابة ليست أمراً سهلاً أبداً، ويجب أن يكون لها دور تجاه أي شخص يفكر في الخروج عن المألوف في الفن، أو تقديم شيء خارج إلى الجمهور أو مخالف لعاداتنا وتقالدينا، ولن تكون الأمور سهلة مثل السابق لمن يريد تصوير نفسه في كليب ويضعه على الإنترنت ليراه الناس، حتى لو كان مبتذلاً وفيه إسفاف فلن يحدث ذلك في الفترة المقبلة، وستتم محاسبة هذا الشخص.
- ترددت أخيراً جملة على ألسنة الكثيرين «الفن سيعود مرة أخرى على يدي هاني شاكر»، ما تعليقك؟
أتمنى ذلك بالفعل، رغم أن النقيب ليس في يده عصا سحرية أبداً، ولا يملك صلاحيات كبيرة مثلما يعتقد البعض، لكن سنقوم بما في وسعنا من خلال علاقاتنا واتصالاتنا بجهات الدولة المعنية، حتى نصل في النهاية إلى الحلول التي من شأنها المحافظة على شكل أو مستوى الفن المصري المحترم وقيمته أمام العالم، لأن الفن ليس تعبيراً عن لغة الجسد والجنس كما كنا نرى على الشاشات طيلة السنوات الماضية للأسف الشديد، وكان يتم فعل ذلك من الكثيرين من دون أن يُحاسبوا، وكأنه أمر عادي جداً أن نرى رجلاً يرقص بشكل مبتذل للغاية، أو نشاهد امرأة ترقص بملابس مخالفة للتقاليد، وسيتم وضع قواعد وأسس لكل ذلك، لأن ما من دولة في العالم تسير بهذا الشكل أبداً، أو نقابة يوجد فيها أشخاص يقدمون ما يريدونه للجمهور.
- صرّحت بأن زوجتك كانت قلقة للغاية من ترشيحك لمنصب النقيب، ما السبب؟
هي لا تزال حتى الآن قلقة جداً من المجهود الذي سأبذله، لكنني من الأشخاص الذين يحبون تقديم الخير للناس، وأعتبر مسؤوليتي للنقابة من أهم أعمال الخير التي أقوم بها في حياتي، بحيث أستطيع الوقوف الى جانب زملائي الفنانين وأساعد من يحتاج الى مجهود، وأوفر معاشات وعلاجاً صحياً لهم وتأميناً لحياتهم أيضاً، واتضح لي أنها كلها أفكار كانت موجودة، لكنها لم تنفذ سابقاً، وذلك ما كشفه لي بعض الأعضاء في مجالس النقابة السابقة، بالقول: «كان هناك أكثر من عرض من شركات تأمين عدة لأعضاء النقابة، حتى يستطيع أي عضو دخول أي مستشفى للعلاج بدفتر النقابة، ويسدد التأمين عنه من دون حد أقصى، وتكون ميزانية الأدوية له مفتوحة»، وهذه أقل الحقوق وأبسطها لعضو نقابة الموسيقيين، والتي يجب توفيرها له.
- ما هي أولوياتك بالنسبة إلى نقابة الموسيقيين؟
حتى الآن أقوم بدراسة بعض المشاريع بعد تسلّمي مهام عمل النقابة بشكل رسمي. أريد أن أقدم الأفضل للأعضاء، وأن يشعر الجميع بأنه حدثت إنجازات وطفرة جديدة وأفكار جديدة، ومن خلال عمل شبكة كمبيوتر نستطيع متابعة هذه الأفكار، حتى لو لم نكن موجودين في مكتب النقابة، وسوف أهتم بمعاشات الأعضاء وتأمين علاجهم كما قلت سابقاً، ذلك أمر مهم للغاية، إلى جانب أفكار أخرى ستتم مناقشتها مع مجلس النقابة في مقبل الأيام، وستكون هناك أولويات معينة في المرحلة الأولى من عملي في نقابة الموسيقيين.
- علمت أنه تم استقبالك أثناء دخولك النقابة للمرة الأولى بزفة كبيرة من أشخاص كثيرين، ما تعليقك؟
أشعر بسعادة بسبب الحفاوة الكبيرة التي استقبلوني بها، وعندما سألتهم قيل لي إنها للمرة الأولى التي تحدث فيها زفة في الشارع، وهذا استقبال جميل منهم، وإن دل على شيء فعلى مدى حبهم وتقديرهم لي، وأتمنى أن أكون عند حسن ظنهم.
- كيف وجدت خوضك معركة انتخابية للمرة الأولى؟
لم أضع في اعتباري أبداً حينها أنني يجب أن أفوز، ويكفيني شرف المحاولة، ومن حقي أن أرشح نفسي مثل أي شخص آخر، وإن لم أفز فذلك لن يكون نهاية العالم أبداً، لأنني كنت أدرك وأنا أرشح نفسي لمنصب نقيب الموسيقيين في مصر، أنني سأُراكم على نفسي أعباء أخرى في حياتي الفنية، لكونها ستأخذ من وقتي ومجهودي الكثير، لكنني فعلت ذلك من أجل الله ثم بلدي الحبيب مصر، ووجدت أن الارتقاء والاعتناء بالموسيقى من صميم عمل نقيب الموسيقيين، ونريد أن تكون النقابة مختلفة تماماً عن السابق.
- ألم تشعر في لحظة معينة بأنك لن تفوز بمنصب النقيب أمام المرشحَين الآخرَين الفنان مصطفى كامل ومنير الوسيمي؟
أبداً فلو كانت الجمعية العمومية تريدني فخير وبركة... لقد مددت لهم يدي، وفزت بالمنصب في النهاية، وأتمنى التوفيق مستقبلاً.
- مصطفى كامل احتضنك يوم إجراء الانتخابات، كيف كانت العلاقة بينكما؟
مصطفى كامل أخي وتوجد «عشرة عمر» بيننا، والوسيمي أيضاً، وصافحنا بعضنا قبل بدء الانتخابات، لأنه في النهاية عمل تطوعي، ومن ستختاره الجمعية العمومية فأهلاً وسهلاً به، وهذا هو إحساسنا جميعاً أثناء الانتخابات.
- هل سيحدث تعاون بينك وبينهما كما صرحا أخيراً؟
لم أطلب منهما شيئاً حتى الآن، ولا أعتقد أبداً أنهما سيمانعان في ذلك.
- قلت لي إن الفن المصري أصبح هابطاً في الغناء وشكل الكليبات المقدمة للجمهور، ما الذي ستغيره في هذا الخصوص؟
أؤكد أن النقيب لا يستطيع تغيير كل تلك الأمور بسهولة، وذلك ما يجب أن يفهمه الناس جيداً، لكن بالتنسيق والتعاون مع الدولة سنطرح عليهم الأفكار، وهذا ما أكده الرئيس السيسي في أكثر من محفل ومناسبة، من أن الفنانين المصريين يجب أن يراعوا الله في ما يقدمونه للناس، وذلك ما سنسعى إليه في الأيام المقبلة، بأن نظهر بلادنا في أبهى صورة، والفن يعكس صورة المجتمعات وثقافتها، لذلك لا يصح أن يكون الفن دائماً عبارة عن راقصات وبيوت دعارة وفرح شعبي ومخدرات، فمصر أكبر بكثير مما يقدمونه ويبثونه في عقول الجمهور ووجدانه.
- هل يسمح قانون النقابات بمحاسبة هؤلاء الأشخاص بالفعل؟
بالفعل، من خلال الشؤون القانونية سنحقّق مع العضو الذي يخرج عن الآداب العامة، ونقوم بإنذاره ثم نتخذ إجراء ضده، بعدها يجب أن يتم تفعيل قانون النقابات.
- وماذا ستفعل أمام شكوى المطربين الشباب من عدم وجود فرص لهم في الحفلات التي أصبحت مقصورة على عدد قليل من المطربين؟
سنقوم بتوصيل صوتنا إلى المسؤولين المعنيين، بهدف زيادة الحفلات والمهرجانات في الفترة المقبلة، وتقديم الأصوات المصرية الشابة الجميلة التي ظهرت في الفترة الماضية، فسوق الحفلات أصبح ضعيفاً في مصر، ويعتمد معظم الأفراح على الـ «دي جي» فقط، هناك أزمات عدة في مجال الموسيقى في مصر، وسنطرح أفضل الحلول لإنهاء هذه الأمور.
- البعض قلق من منعك فئات معينة من الغناء مثل من يقدمون أغاني المهرجانات، ما ردك؟
أقول لهؤلاء الأشخاص إن الدولة نفسها لم تستطع منع هذه الأغنيات، فكيف لهاني شاكر أن يمنعها! لكن من واجبنا كنقابة أن نقول لهذه الفئة التي تقدم أغاني المهرجانات - لو كانوا منتمين إلى النقابة في الأساس - إنهم يجب أن يقدموا صورة مميزة للفن المصري ويلتزموا بالآداب العامة ويحترموا النقابة وقوانينها، ومن يخرج عن ذلك فستتم محاسبته.
- هل ستأخذك نقابة الموسيقيين من فنك الذي يعشقه الجمهور؟
لن يحدث ذلك أبداً، لكنني مشغول حالياً بتسلّم أمور النقابة بشكل رسمي، ومعرفة أزماتها ومعالجتها قدر المستطاع، وسأستكمل تسجيل أغنيات ألبومي الجديد في الأيام المقبلة.
- قدمت أخيراً أغنية وطنية جديدة بمناسبة افتتاح قناة السويس الجديدة «إحنا رجالك»، ما إحساسك بهذه الخطوة؟
الأغنية كلمات الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي وألحان محمد رحيم، في أول تعاون فني معه، وكان لا بد من أن يكون لي دور، خاصة أن قناة السويس الجديدة خطوة هامة في تاريخ مصر وبداية مشاريع عملاقة ستحققها مصر مستقبلاً، والشعب المصري يثبت يوماً بعد يوم أنه شعب عظيم قادر على تحدي الصعاب تحت راية الرئيس السيسي.
أنا متفائل بأن يكون هناك مشروع عملاق كل عام في بلادنا نتحدى به أنفسنا والعالم أجمع، ويدر ربحاً كبيراً على مصر والمصريين، ويؤمّن فرص عمل كثيرة للشباب، ويزيد من دخل القناة، إلى جانب مشاريع أخرى تكمّل مشروع القناة.
- تم تكريمك في مهرجان «أم الدنيا» في احتفالية وطنية كبرى عن أغنيتك الوطنية «صوت الشهيد» كواحدة من أفضل 20 أغنية وطنية قدّمت خلال السنوات الماضية. ما إحساسك بهذا التكريم؟
شيء عظيم أن يكون هناك مهرجان كبير مثل «أم الدنيا»، ويتم تكريم عمالقة الفن المصري عن أغنياتهم الوطنية منذ فترة طويلة، لأن الأغنية الوطنية تعتبر من نسيج الموسيقى في مصر، فالغناء لا يقتصر على الأغنيات العاطفية فقط، وكان شرفاً لي أن تطلب العظيمة شادية أن أتسلم جائزتها بنفسي، وسعادتي بذلك فاقت فوزي بجائزتي وتكريمي، وأعتبرها جائزة أخرى حصلت عليها في مشواري الفني من فنانة عظيمة مثل شادية.
- لفتتني أيضاً عبارات التهاني التي كتبها معظم زملائك المطربين الكبار على صفحاتهم الرسمية على الإنترنت بعد فوزك بمنصب نقيب الموسيقيين، مثل أصالة وأنغام وإيهاب توفيق وآمال ماهر، ما تعليقك؟
أشكرهم كثيراً على مشاعرهم الجميلة تجاهي وتهنئتهم لي، وهم أصدقائي وفنانون كبار ولهم جمهورهم في الوطن العربي ومصر، ودعمهم لي يسعدني كثيراً ويكسبني قوة كبيرة لتحقيق إنجازات في النقابة في الفترة المقبلة، وأقول لهم: «إيديكم معي حتى نكبّر نقابتنا، وتظهر في أفضل صورة قدر استطاعتنا».
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024