تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

الفنانة التونسية درة: والدي حارب السرطان حتى النفس الأخير

عاشت أصعب أيامها في الفترة الأخيرة، بعدما فقدت والدها الذي كان مصاباً بالسرطان، وحاول قهره بعزة نفس حتى اللحظات الأخيرة في حياته.
درّة بدأت تستمع إلى نصائح أصدقائها بالخروج إلى الحياة، رغم الأحزان الكبيرة التي تعيشها، ولهذا وافقت على تكريمها عن مسلسل «بعد البداية»، الذي تتكلم عليه، وتكشف أيضاً سبب عودتها إلى الدراما التونسية، ورفضها فيلماً عالمياً، وتتحدث عن هند صبري وشيرين ولطيفة، والنجم التونسي الموهوب الذي ترى أنه قلب الدنيا في مصر.


- في إطار الحملة السنوية للتوعية ضد مرض سرطان الثدي، هل شاركت في هذه الحملات قبل ذلك؟
لم أشارك في الحملات المتخصصة بالتوعية ضد هذا المرض بالتحديد، وأرجو أن يكون هذا اللقاء رسالة توعية إيجابية للنساء. لقد شاركت في حملات متخصصة في أنواع أخرى، مثل سرطان الأطفال، وجمعيات دور الأيتام، وأخرى عن دعم ذوي الاحتياجات الخاصة.

- في وجهة نظرك، كيف يمكن المجتمع المساهمة في دعم مرضى سرطان الثدي؟
كلمة «سرطان» في حد ذاتها تصيب أي شخص بالصدمة والهلع والخوف الشديد، حتى إذا كان المرض من النوع الذي يمكن علاجه. فالكلمة صعبة ووقعها أيضاً، ومرض السرطان بشكل عام لم أكن أكترث له، ولا أعرف عنه الكثير قبل رحيل والدي الذي توفي الشهر الماضي بسببه. فبعد إصابته عرفت كم هو صعب، وأدركت معاناة من يصاب به وأنه يجعلنا نفقد من نحبهم.
هذا المرض لا يجعل المريض وحده يتألم، وإنما كل من حوله، وأنا لست طبيبة، لكن بمناسبة الحديث عن سرطان الثدي بالتحديد، فما أعلمه أنه من أقل أنواع السرطان قسوة في حالة واحدة، فإذا تم اكتشافه مبكراً تستطيع المرأة القضاء عليه، وتحقيق الانتصار من خلال الإرادة القوية، والدعم المعنوي الذي يعد من أهم عناصر مكافحته. وأعتبر التوعية بهذا المرض أهم دور يمكن أن يقوم به المجتمع، لأن اكتشافه في المراحل الأولى يساهم في القضاء عليه، وهناك العديد من السيدات اللواتي أعرفهن معرفة شخصية وقد أصبن به في مراحله الأولى وانتصرن عليه واستمرت حياتهن بشكل طبيعي.

- وما دور الفنان في التوعية بهذا المرض؟
دعم الفنانين بالتأكيد مهم، فالمرأة إذا أصيبت بهذا المرض ستشعر بالوحدة، لكن إذا تحدث فنان عن هذا المرض فكأنه يتحدث إليها ويشعر بآلامها ويكسبها قوة وإرادة، لأننا نتطرق اإلى أمر يلمسها ومعاناة تعيشها، وأنا أحيي كل امرأة استطاعت الانتصار عليه، وأقول للجميع يجب توخي الحذر والكشف المبكر، وأردد هذا الكلام لنفسي أيضاً، فلديَّ أمنية بالقضاء على السرطان بشكل عام، لأنه يأخذ منا أشخاصاً مقربين، وحتى من هم على قيد الحياة يعذّبهم كثيراً.

- هناك فنانات قمن بدعم المريضات معنوياً من خلال قص الشعر، هل توافقين على هذا الأمر؟
أعتقد أن هذا النوع من الدعم يكون أحياناً مهماً، لأنه يلفت الأنظار إلى هذا المرض، ويجعل الناس يتحدثون عنه، وهذا في حد ذاته يلقي الضوء عليه ويجعل الجميع ينتبه إليه. لكن كدعم معنوي، لا أعلم إلى أي مدى يمكن أن يفيد المريض، فأرى أن الأهم هو التركيز على التوعية حتى يتوخوا الحذر، ويحاولوا تجنب الإصابة به، والتوعية أيضاً بالخطوات التي يجب أن تقوم بها المرأة لاكتشاف المرض في وقت مبكر وكيفية العلاج منه. وبخصوص تساقط الشعر، هناك أنواع من العلاج تؤدي إلى تساقطه وأخرى لا، وأعلم جيداً أن هناك ألماً كبيراً يصيب المرأة إذا حدث ذلك، فشعرها تاجها ويؤثر نفسياً فيها، لكن في إمكانها استخدام «باروكة»، فالفنانات كثيراً ما يستخدمن الشعر المستعار في أعمالهن، والأهم هو المقاومة ووقوف زوجها أو من تحبهم إلى جانبها، فأحياناً تضطر إلى استئصال ثديها، ووجود زوجها بقربها سيشعرها بالدعم ويعطيها طاقة إيجابية حتى تنتهي هذه الأزمة.

- هل أصبح واجباً على كل فنان أن يهتم بهذه التوعية ويقف إلى جانب هذه الحملات؟
من الضروري أن يكون الفنان واعياً بما يحدث حوله، ويقدم دعماً معنوياً في قضايا كثيرة، مثل الفقر والتعليم ومختلف الأمراض التي تحتاج إلى دعم وتوعية. فهناك من يؤمن بأن الفنان ينحصر دوره في تقديم أعماله الفنية فقط، لكنني أختلف مع هذا الرأي تماماً، لأن المشاهير بشكل عام - وليس في الفن فقط - يجب أن يكون لهم دور إنساني مؤثر في المجتمع، فالناس يحتاجون إلى أن يشعروا بأننا مثلهم، ونحن كذلك بالفعل، فأي شخص معرض لأن يصاب بمرض أو مكروه ويحتاج إلى من يقف بجانبه، والفنان على الأخص يجب ألا يعيش في برج منعزل.

- ما هي نصيحتك لمن لديها مخاوف من الإصابة بسرطان الثدي؟
أنصحها بعدم التفكير في هذا الأمر كثيراً، فلكي نعيش وتستمر الحياة، يجب ألا نركز على الأشياء التي تقلقنا، فالحياة فيها الكثير من المشاكل والصعاب التي تؤلمنا إلى جانب المرض، وصحتنا هي أهم شيء، ومن يصيبه المرض فهو ابتلاء من الله، ويجب أن يتحلى الإنسان بالقوة والصبر حتى يتخطى هذا الأمر.

- هاجمك البعض أنت ومنى زكي وهند صبري، إلى جانب المشاركين في بعض الحملات الخيرية بتقاضيكم أجراً، فما ردك؟
هذا تشويه لصورة الفنانين، فلم أتقاض أي أجر عن عمل خيري قمت به، ولا أحد من زملائي يتقاضى أجراً، فالجمعيات الخيرية التي نعلن عنها لا تمتلك الأموال حتى تدفع لنا، إذ تحتاج الى أموال كي تُنفق على نشاطها. شخصياً، لم ولن أتقاضى أي أجر نظير تقديم دعم معنوي لهذه الجمعيات، ولن أتحدث بلسان زميلاتي، لكنني أعلم جيداً أنهن جميعاً محترمات ولم يحصلن على أموال، سواء منى زكي أو هند صبري أو غيرهما، فهي حملات تشويه دائماً ما يتعرض لها الفنانون.

- وما هدف من يروجون لذلك؟
لا أعلم سبب قيامهم بذلك، والإعلانات التي نشارك فيها هي الأمر الظاهر الذي نقوم به، فهناك أشياء كثيرة نفعلها ولا نفصح عنها، فنحن لدينا قدر من الإنسانية، والمال ليس كل شيء كما يعتقد البعض.

- ما رأيك بقيام هند صبري برفع دعوى قضائية على من قام بالترويج لهذه الأقاويل؟
من حقها الدفاع عن نفسها وعن الفنانين عما قيل، وما تردد عيب ولا يصح أن يقال، وكل شخص يتخذ الطريق الأمثل للرد على ذلك.

- هل ستتواجدين أغلب الوقت في تونس مع عائلتك؟
أتنقل دائماً ما بين مصر وتونس، وأتواجد في تونس من وقت لآخر حتى أكون إلى جانبهم، لكنني أعود إلى مصر أيضاً لمباشرة التزاماتي وعملي.

- حدثينا عن تكريمك الأخير في نادي روتاري الإسكندرية عن مسلسل «بعد البداية» الذي قُمت بإهدائه إلى والدك؟
كل عام يتم تكريمي عن الأعمال التي أشارك فيها، كما أحضر أكثر من برنامج لمناقشة هذه الأعمال، لكن هذا العام لم أستطع حضور أي احتفالية بسبب حالتي النفسية التي نتجت من مرض والدي ثم وفاته، وهذا التكريم تحديداً وافقت عليه، بعدما أقنعني أصدقائي المقربون بالذهاب، حتى لا أنغلق على نفسي وضرورة العودة إلى الحياة. وبالفعل ذهبت الى التكريم، وأتمنى أن يكون والدي فخوراً بي، خصوصاً أنه علّمني ضرورة الالتزام بالعمل والاجتهاد، وكان خير مثال لذلك.

- هل تشعرين بالندم لأن الفن أخذك منه أوقاتاً كثيرة كما تقولين؟
ليس ندماً، لأنه كان يدفعني للعمل، وكان فخوراً بي وبنجاحي، وكان دائماً يتحدث معي وآخذ برأيه في أشياء كثيرة، لكن أحياناً أحدّث نفسي بأنه كان لا بد لي من البقاء إلى جانبه فترة أطول، لكنني بالتأكيد لم أكن أعلم أنه سيرحل وهي إرادة الله، والحمد لله أنني كنت بجانبه إلى آخر لحظة.


أبي وأقسى إحساس في حياتي
- قُلتِ إن والدك أصيب بمرض السرطان، فكيف عشت معه لحظاته الأخيرة؟

عشت مع والدي مراحل مرضه ووفاته، فقد ذهبت إلى تونس بعد عيد الفطر مباشرة، وكان المرض قد اشتد عليه، وكان يحاول قهره بعزة نفس لآخر لحظة، إلى أن تدهورت حالته، وكان أصعب وأقسى إحساس في حياتي أن أراه بهذه الحالة، إذ كان شخصاً استثنائياً بالنسبة إلي، وأغلى ما عندي، ولحظة وفاته كان في حضني ممسكاً بيدي وعائلتي حوله، فهذه لحظات لن أنساها أبداً، وأدعو له الآن بالرحمة، وقد تمر عليَّ أوقات لا أصدق أنني لن أراه مرة أخرى، وأنه ليس بجانبي حين أحتاج إليه.

- ما الذي تغير فيك بعد وفاته؟
نظرتي إلى العالم تغيرت كثيراً، ولا أستطيع رؤية الأشياء بالطريقة نفسها، فأحاول أن تستمر الحياة وأتقبل إرادة الله، وتهدئة نفسي بأنه في مكان أفضل بكثير، لكن الأمر ليس سهلاً، وأتمنى أن يكون راضياً عني.

- في اليوم نفسه رحل أيضاً الفنان نور الشريف، فكيف تلقيت هذا الخبر؟
بالفعل كان ذلك اليوم أكبر وأقسى مأساة عشتها ومثَّل صدمة كبيرة لي، فتلقيت خبر وفاة الفنان نور الشريف بحزن شديد وصدمة وبكيت عليه، فطوال تصوير فيلم «بتوقيت القاهرة»، وهو عمله الأخير، كان يذكرني بوالدي، لأنه كان أيضاً مريضاً في التوقيت نفسه، وعندما توفي انتابني شعور بوفاة والدي أيضاً وأنه سيلحق به، ولم أستبشر خيراً، وبالفعل بعد وفاته بساعات قليلة توفي والدي، وإحساس الفقدان والفراق لا يمكن وصفه، فالله يعطينا قوة وصبراً حتى نستطيع استكمال الحياة، ومهما حاولنا التناسي لا نستطيع، وكثيرون يؤكدون لي أنه الآن أفضل، لأن والدي كان قد سيطر عليه المرض، لكنني لن أستطيع نسيانه وأشعر دائماً بأنني في حاجة اليه.

- من وقف بجانبك في هذه الأيام الصعبة؟
المساندة الحقيقية جاءت من أقاربي وأهلي وأصدقائي المقربين مني بالتأكيد، وأصدقاء الطفولة في تونس، وأصدقائي في مصر والعالم العربي... فجميعهم تحدثوا معي، وعدد كبير من الوسط الفني، لكن كانت هناك صعوبة في أن يحضروا إلى تونس، وهناك أصدقاء أعربوا لي عن رغبتهم في الحضور، لكنني أكدت لهم أن السفر سيكون صعباً، كما زارتني «منى» الماكييرة الخاصة بي، وهي صديقتي وبيننا عِشرة عمر طويلة.


فيلم «المُختارون»
عُرض عليَّ أثناء مرض والدي فيلم في رومانيا  عالمي يحمل عنوان «المُختارون» من إخراج علي مصطفى، وكنت سأشارك فيه مع عدد كبير من الممثلين في العالم العربي، وتحمست له بشدة، لكنني اعتذرت عنه حتى أبقى بقرب والدي، وحمدت الله لأنني اتخذت هذا القرار، وإلا لما كنت سامحت نفسي. تفهم المنتج والمخرج اعتذاري، وقاموا بتعزيتي في والدي.

- لماذا نفيت قيامك بإجراء أي لقاء صحافي عقب وفاة والدك مباشرة؟
بالفعل لم أُجر أي حوار صحافي عقب الوفاة مباشرة، وهذا هو أول حوار صحافي أجريه بعد رحيل والدي، وأردت التنويه بذلك، لأن هناك مجلة نشرت حواراً مفبركاً لي، وحتى إذا قاموا بإجرائه معي ومر وقت طويل عليه، كان يجب الرجوع إلي، خاصةً أنني أمرّ بظروف صعبة ولم يكن وقته مناسباً، ولم أتحدث معهم، لأنني كنت في حالة يرثى لها، وأجريت الحوار معكم للمشاركة في حملة التوعية بمرض سرطان الثدي، لإيماني الشديد بأن هذا المرض يمكننا محاربته من خلال التوعية به، وإلقاء الضوء عليه وتنبيه نساء عالمنا العربي بخطورته.

- بالحديث عن الفن، هل توقعت النجاح الذي حققه مسلسلك «بعد البداية»؟
أعتبر هذا المسلسل، بجرأة فكرته وعرضه وسط منافسة ساخنة، مغامرة فنية، وهناك من قالوا لي إن الموضوع صعب في ظل المنافسة الشديدة بين كبار النجوم. وهناك العديد من المسلسلات المهمة، وأن يلاقي المسلسل النجاح وسط كل ذلك، فهو أمر صعب، لكن كان في داخلنا إيمان كبير بما نقدمه للجمهور، وبما يبذله فريق العمل من جهد، ولذلك أصبح المسلسل أحد أهم الأعمال في رمضان الماضي.

- كيف لمست هذا النجاح على أرض الواقع؟
كنت خائفة وأشاهد اللقطات بعد تنفيذها، إلى أن تم عرض العمل ووجدت ردود الفعل التي فاجأتني من الحلقة الأولى، كما أصبحت أخاف مع كل عمل جديد وينتابني القلق، خاصةً أنني قدمت أعمالاً ناجحة في الفترة الأخيرة حمّلتني المسؤولية بشكل أكبر.

- وما الذي جذبك إلى شخصية «رضوى» في العمل؟
في هذا المسلسل فكرت في التغيير، لأن الدور مختلف، وأظهر بشكل وطريقة مختلفين وأبطال أتعامل معهم للمرة الأولى، و «رضوى» دور جديد ومؤثر، وكان محركاً رئيسياً في الأحداث، فكل ذلك كان دافعاً قوياً لموافقتي عليه.

- وماذا عن العمل مع طارق لطفي؟
وطارق لطفي ممثل جيد وموهبته ظهرت بوضوح خلال السنوات الأخيرة ويستحق النجاح الذي حققه في هذا العمل، بالإضافة إلى أن مستوى التمثيل في المسلسل كان راقياً جداً، ولذلك استحق أن يكون في المراكز الأولى بين المسلسلات، مما خالف أي توقع بعدم نجاحنا. وفي النهاية، نجاح أي عمل أو فشله بيد الله وحده.

- قدمت أيضاً مسلسل «ظرف أسود» مع عمرو يوسف، هل ظلمه العرض الحصري؟
للأسف العرض الحصري يظلم المسلسلات، والقناة التي عرض عليها جديدة ومعروفة أكثر على نطاق مصر فقط، لكن كل من شاهد المسلسل أشاد به وبالممثلين وبالإخراج، فقد بذلنا فيه مجهوداً كبيراً جداً، وأعتقد أن الجمهور تابعه بشكل أفضل في عرضه الثاني.

- «رضوى» في «بعد البداية»، و«سعاد» في «ظرف أسود»، من الشخصية الأقرب إليك؟
الشخصيتان مختلفتان تماماً عني، لكن شخصية «رضوى» تعتبر الأقرب إلي. أما «سعاد» في «ظرف أسود» وبخلاف ابتعادها عني فقد احتاجت إلى مجهود كبير. إنها فتاة تبدأ حياتها من القاع فقيرة وبسيطة، ثم تتطور وهي من الشخصيات الثرية درامياً.

- تردد وجود خلافات بينك وبين إنجي المقدم، فما صحة ذلك؟
كل ما تردد عن ذلك أخبار تافهة وليس لها أي صلة بالواقع. وما أدهشني أنها بعيدة تماماً عنا، فلم يحدث حتى خلاف واحد ليقال هذا الكلام، فأحياناً يتردد كلام ويكون فيه جزء من الحقيقة، لكن في هذا المسلسل لم يحدث أي خلاف على الإطلاق، وجمعتني بأبطاله علاقة صداقة وتفاهم أثناء التصوير.

- لكن دائماً ما يتردد ذلك في أعمال تجتمع فيها أكثر من فنانة؟
غير صحيح، ففي مسلسل «سجن النسا» كان معظم فريق العمل من الفنانات، ولم يحدث خلاف واحد، لذلك لا أعرف من ردد هذه الأكاذيب.

- نجح «بعد البداية» على مستوى الجمهور، و«ظرف أسود» على المستوى النقدي، فما النجاح الأقرب بالنسبة إليك؟
النجاحان، فكل عمل له رونقه الخاص ومذاقه المختلف، والناقد يقيّم العمل فنياً وله كل الاحترام في وجهة نظره. أما الجمهور فأصبح ناقداً ويكتبون آراءهم على مواقع التواصل، وإذا أردنا لمس النجاح الحقيقي، يكون من خلالهم.

- هل جاء تأجيل عرض مسلسل «قسمتي ونصيبك» مع هاني سلامة في مصلحتك لمشاركتك في أكثر من عمل؟
عرضوا عليَّ في البداية أن أكون بطلة لكل الحلقات، لكن وقتي كان ضيقاً ولم يسمح لي ببطولة كل الحلقات لالتزامي بأكثر من عمل، وفضلت الظهور ضيفة شرف، واخترت أن أكون بطلة لحلقة بعنوان «كان فيه وخلص»، لكن تم تأجيل عرض المسلسل، وبالتالي جاء التأجيل في مصلحة العمل وليس في مصلحتي، حتى يعرض في موسم آخر.

- لماذا اخترت العودة إلى الجمهور التونسي بمسلسل «ليلة شك» في هذا التوقيت؟
فكرت كثيراً وقُلت لمَ لا أشارك في عمل، خاصةً أنني بعيدة عن الدراما التونسية منذ فترة طويلة، وبعد تصويره سعدت لأنني وافقت عليه، لأنه منحني فرصة البقاء المستمر إلى جانب والدي في هذه الفترة، وهذه من أفضل الأشياء التي حدثت معي، وقد حاز العمل العديد من الجوائز في تونس، ونال إعجاب الجمهور هناك.

- كيف تسير علاقتك بنجوم بلدك مثل هند صبري وفريال يوسف وظافر العابدين ولطيفة؟
هند صبري من الشخصيات التي قدّمت لي العزاء في والدي، وكذلك لطيفة التي أحبها للغاية، فهي إنسانة جميلة وأعتز بها وهي مثقفة وتعرف الأصول، وكذلك ظافر العابدين الذي زارني في منزلي خصيصاً وأقدر له ذلك كثيراً، فقد تشاركنا معاً في تونس في أكثر من عمل وبيننا عشرة عمر وصداقة تمتد لسنوات طويلة قبل العمل في مصر، ولديَّ أصدقاء أيضاً من الفنانين التونسيين، لكنهم ليسوا معروفين في مصر بشكل كبير، مثل شاكرا ونجيب بالقاضي الذي قدمت معه مسلسل «الشك»، وأقول إن ليس بالضرورة أن نتواجد معاً في مصر طوال الوقت، فليس كل المصريين على سبيل المثال أصدقاءك، وبالتالي ليس كل الممثلين التوانسة في مصر أصدقائي.

- ما رأيك بالنجاح الذي حقّقه ظافر العابدين في مصر أخيراً؟
قلب الدنيا رأساً على عقب في مصر، فهو شخص مجتهد بالإضافة إلى وسامته، ومؤمن بعمله وملتزم، ولم يأخذ وقتاً طويلاً في مصر حتى يترك بصمته، وقد حقق نجاحاً كبيراً بعد مسلسل «تحت السيطرة» وقمت بتهنئته بعد هذا العمل.

- ما الأعمال التي أعجبتك في رمضان الماضي؟
شيرين عبدالوهاب في «طريقي»، لم أشاهد حلقات المسلسل كافة، لكنْ لدى «شيرين» قبول كبير وإحساس وصوت رائع، ومن حولها عناصر قوية في العمل، والمسلسل كان مختلفاً وسط المسلسلات المعروضة، والممثلون بذلوا مجهوداً واضحاً، ونجح المخرج محمد شاكر في تقديم عمل متنوع ومختلف، وكذلك مسلسل «تحت السيطرة» عمل رائع وناقش قضايا هامة وأعجبتني الحلقات التي شاهدتها.

- هل افتقدت المخرجة كاملة أبو ذكري هذا العام؟
هي من المخرجين الكبار، وكذلك المخرج محمد ياسين، فلهما بصمة خاصة في أعمالهما، فافتقدتها في رمضان هذا العام وافتقدت العمل معها، وهي صديقة لي وأقول لها مبروك على زواجها، فلم أستطع حضور زفافها، لكنها تحدثت معي وقدّمت العزاء بوالدي.

- ما الدور الذي تتمنين القيام به؟
أتمنى تقديم عمل كوميدي، فقد قدمت العديد من الأدوار الصعبة والمركبة والمليئة بالحزن، وأحتاج في الفترة المقبلة الى تقديم عمل كوميدي مختلف.

- من الفنان الذي تتمنين العمل معه؟
عادل إمام، فلم تأت فرصة بعد لمشاركته في أي عمل فني، لكنني أود ذلك، وكذلك يحيى الفخراني، فهما صاحبا خبرة كبيرة، وبالتأكيد سأستفيد منهما. ومن الجيل الحالي، أتمنى العمل مع أحمد حلمي وكريم عبدالعزيز والثلاثي أحمد فهمي وشيكو وهشام ماجد، فأعمالهم مختلفة والكوميديا التي يقدمونها تتناسب مع جيلنا الحالي، فكل جيل يتعامل مع الكوميديا تحديداً وفقاً للعصر الذي يتواجد فيه، وأرى أن ما يقدمونه يتناسب مع الفترة الحالية.

- من هو مطربك المفضل؟
هناك مطربون أساسيون بالنسبة إلي، وهم فيروز وماجدة الرومي وعبدالحليم حافظ وعمرو دياب ومحمد منير. وثمة مطربون أستمع الى أغنياتهم التي تعجبني، مثل محمد حماقي ووائل جسار وإليسا وأنغام وأصالة، فلديهم أغانٍ رائعة أحرص على الاستماع إليها.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079