عبدالمنعم العامري: «الحفلات الخاصة» ملاذي الأثير
يلقّبه جمهوره بـ «الأسطورة»، ويسعى على الدوام إلى التنويع في اللون الغنائي الذي يقدّمه، مع احتفاظه بطابعه الخاص، ويمتلك شخصية موسيقية متفردة... هكذا هو الفنان الإماراتي الشاب عبدالمنعم العامري، الذي حمل له العام الجاري مفاجأة فنية مهمة، ألا وهي الغناء من أشعار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات – رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
العامري الذي قدم أخيراً 22 أغنية بصوته من أعمال رواد الأغنية الإماراتية، واقتصد في طرح الألبومات الفنية، عاد مجدداً إليها بعد تردد لم يستطع إخفاءه عبر أحدث ألبوماته «العامرية»، لكنه نشط أيضاً بشكل ملحوظ في تسجيل الأغاني المفردة «السنغل»، والمشاركة في غناء «تترات» المسلسلات والبرامج.
ورغم تأكيده أنه يفكر باللجوء الى العمل الإعلامي وخوض غمار تجربة التقديم، يصر على أن سهام «حرب الفضائيات» باتت موجهة إلى الطرب الأصيل بشكل واضح.
صاحب لقب «الأسطورة» الذي يرى أن مدخول الفنان، وخاصة المطرب، قد أصبح مقتصراً على الحفلات الغنائية، سواء العامة التي ينظّمها متعهدون أو تلك الخاصة، يطرح الكثير من علامات الاستفهام، معتبراً أن «الشلليّة» و «المصالح» هي المتحكم الأول في إقامتها. «لها» التقت عبدالمنعم العامري في هذا الحوار.
زهد في الألبومات
- ما الذي يشغل بال «الأسطورة» حالياً؟
أسعى الى تكثيف بعض الأعمال وأغاني «السنغل»، فهي الأنسب إلي في الوقت الحالي، بعدما ولّى زمن الألبومات... هي بمثابة مناسبة يجب ألا نبالغ فيها لتجميع بعض الأغاني في ألبوم واحد، لذلك لجأت معظم شركات الإنتاج إلى الزهد في طرح الألبومات، لا سيما تلك التي ترتبط بمواعيد معينة.
وقد سعدت كثيراً بالصدى الطيب الذي لاقته أغنية «رمضان»، حينما طُرحت في توقيت مناسب، كما أهتم كثيراً بالمشاركة في أعمال «التترات»، نظراً إلى أنها تكسر رتابة تقديم الصورة التقليدية للأغنية العاطفية.
- يرى بعض متابعيك أنك أجهدت نفسك كثيراً في إحياء الحفلات الخاصة، وخصوصاً الأعراس، على حساب أعمال فنية مهمة؟
الحفلات الخاصة هي ملاذي الأثير، ولا أرى في ذلك اتجاهاً سلبياً، بل مصدر فخر لي ويؤشر إلى جماهيرية حقيقية. فالفنان يدخل تجمعات الناس بناء على طلبهم، وبعد أن يُطربوا لصوته، وهنا يكون القرار نابعاً من الجمهور بشكل مباشر، بعيداً من «شللية» متعهدي الحفلات التجارية.
مشاركة دائمة
- ولكن قد تكون لدى متعهدي الحفلات أسباب أخرى تتعلق بالجماهيرية؟
لا أعتقد ذلك، فالمتابع للكثير من تلك الحفلات سيتأكد من أنها لم تُقم على أسس فنية أو حتى جماهيرية، والمسألة برمّتها مرتبطة بالمصالح والشللية، لكنني سعيد بما أحققه بعيداً من الأساليب الملتوية، بدليل أنني أشارك دائماً في الحفلات الرسمية التي تقيمها دولة الإمارات.
- وماذا عن أحدث ألبوماتك؟
أحدث ألبوماتي هو «العامرية» ويتضمن 13 أغنية، 5 منها باللون السعودي، بالإضافة إلى اللونين الإماراتي واليمني.
- وهل اسم الألبوم مستمد من لقبك؟
البعض توقع رابطاً ما بين اسمي وعنوان الألبوم، لكن الصحيح أنه يشير إلى «ليلى العامرية» التي خلّدت حضورها أشعار قيس بن الملوّح، كما أنه عنوان يتصل من دون شك بقبيلة «العوامر» التي أفخر بانتمائي إليها، ونلمس في الألبوم حضوراً كبيراً للون السعودي استجابة لإلحاح جماهير أكنّ لها كل التقدير والمحبة، وهي الجماهير السعودية.
- ولمَ هذا التأخر في صدور الألبوم الذي تحضّر له منذ فترة طويلة؟
هناك تراجع ملحوظ في سوق الألبومات الفنية بسبب أعمال القرصنة والنسخ غير القانوني، وإتاحة تحميل أغاني الألبومات على الانترنت بشكل يتعدى حقوق الملكية الفكرية والإبداع، مما أصاب شركات الإنتاج بخسائر فادحة، وأصبحت أكثر تأنياً في طرح ألبومات جديدة، وهو أمر يعزز أهمية الحفلات الغنائية بالنسبةإلى الفنان، بحيث أصبحت تشبع تواصله مع الجمهور.
جمهور ذواق
- ولكن من الممكن أن يثير حضور اللونين السعودي واليمني انزعاج جمهورك الإماراتي؟
فرض اللون الغنائي الإماراتي نفسه على الساحة الغنائية خليجياً بالقوة نفسها التي تحققت للونين السعودي والكويتي. والجمهور الإماراتي ذواق ويقدّر قيمة اللحن والصوت والكلمات الجيدة، بغض النظر عن لون الأغنية، لأنه جمهور اعتاد الانفتاح على الآخر، كما يحمل الألبوم من دون شك العديد من الأعمال باللون المحلي.
- توقفت لفترة عن إصدار الألبومات الغنائية، هل كان ذلك مقصوداً في ضوء زهدك بالألبومات، أم هناك أسباب أخرى؟
كما أسلفت، لم تعد الألبومات الغنائية هي الوسيلة الوحيدة للوصول إلى الجمهور. وبالنسبة إليّ، لم أتوقف عن تقديم الجديد مطلقاً، لكنني كنت أفضل الأغاني المفردة «السنغل»، ومعظم الفنانين بدأوا يدركون بالفعل أنها أفضل وأسهل وسيلة للوصول إلى الجمهور.
غياب «فضائي»
- لكن الكثيرين اعتبروا أن تلك الأغاني تتم بإلحاح من القنوات الفضائية الغنائية؟
أين هي القنوات الفضائية الغنائية اليوم؟ معظمها توقف، ومن استمر منها أصبح يُمنى بخسائر كبيرة جعلته بالفعل خارج حسابات المشاهد، الذي ملّ موضة «الفيديو كليبات». كما أن غالبية هذه الفضائيات كان مستواها هابطاً، واستبعدت العديد من الأعمال الإماراتية المميزة التي انتصرت في النهاية على تلك القنوات.
- يبدو أنك سجّلت موقفاً من تلك القنوات!
ليس هناك مجال للأحكام العامة، ولا يمكن القول إن كل تلك القنوات انحرفت عن مسارها الطبيعي، لكن مما لا شك فيه أن ظاهرة سيطرة مجموعة من مالكي أو مديري تلك القنوات على ما يبث للجمهور وفق مزاجية وأهداف معينة، لم تصبّ في مصلحة الأغنية الإماراتية.
- لماذا؟
لأن الحسابات لدى إدارات تلك القنوات لم تكن فنية، بل ربحية وذات صيغ أخرى لا داعي لذكرها الآن، والنتيجة أنها أضحت موضة ولّى زمنها، وأصبحت للجمهور خياراته الأخرى.
«جفني جفا»
- غنيت أخيراً أغنية من أشعار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم... ما التفاصيل؟
هو عمل من الأعمال التي تخلّدها مكتبة الأغنية الإماراتية، بعنوان «جفني جفا» ومن ألحان الفنان ميحد حمد، وهي قصيدة تنتمي صراحة إلى اللون الغنائي الشعبي الإماراتي، وتوزيع موسيقي لرائد سامي، وتم تسجيلها وتنفيذها موسيقياً في استوديوات «بلاتينيوم» في دبي، مع المهندس صابر قسم الله.
- يتمسك الكثير من الفنانين الإماراتيين بالغناء بلون الفلكلور المحلي، هل ثمة مشروع فني للحفاظ على ملامح خصوصية هذا اللون؟
ثمة وعي حقيقي لدى الفنان الإماراتي بهذا الأمر، وحتى وإن لم يكن هناك مشروع واضح في هذا الصدد. فاللون الموسيقي الإماراتي فرض حضوره خليجياً، ودائماً ما أشعر بالسعادة عندما أقدم اللون الغنائي الشعبي الإماراتي، وكذلك الخليجي أو العربي. أعشق كثيراً هذه الألوان الموسيقية التي تعكس مدى حضارتنا وفنوننا التي نفخر بها أمام العالم أجمع.
- وماذا عن تكرار تجربتك مع الفنان القدير ميحد حمد؟
بصراحة شديدة، أعشق كثيراً صوت الفنان ميحد حمد وأغانيه، وأسعى دائماً إلى تقديمها في حفلاتي وأغنياتي بالشكل الصحيح لها، وأعتبر نفسي مهما تقدمت في مسيرتي الفنية، من جمهور هذا الفنان الذي نفخر به دائماً وبالأغنيات التي يقدمها.
«كاجوال»
- بخلاف الكثير من المطربين الإماراتيين، لفتنا تخليك عن الزي الوطني الإماراتي المعروف لمصلحة «الكاجوال»، وهو أمر يسجله البعض ضدك؟
لا يجوز أن يُحكم على انتماء الإنسان بناء على مظهره الخارجي، وهذا الانتقاد مرده سياسة تلك القنوات التي كانت ترفض إذاعة أغانٍ يرتدي فيها الفنان لباسه الخليجي.
لذلك، ومن أجل أهداف تسويقية، كان معظم الفنانين الخليجيين، بمن فيهم الإماراتيون، يسجلون الأغاني بملابس «الكاجوال»، لكن ربما تكون هذه الظاهرة قد عادت لتنسحب اليوم تدريجاً من الساحة مع تراجع تأثير تلك القنوات.
- سمعنا عن استعدادك لخوض تجربة التقديم التلفزيوني؟
بالفعل هناك برنامج جديد يفترض أن أتولى تقديمه على إحدى الشاشات التلفزيونية المحلية، سوف يتم الإعلان عنه قريباً. وكل ما أتمناه ان تكون آراء المشاهدين في طلتي التلفزيونية مقبولة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024