مستقبل سيارات "غوغل" ذاتية القيادة الواعد يخيف مصانع السيارات الكبرى
تنظر شركات السيارات بخوف شديد من التطوير الذي تقوم به شركة "غوغل" في مجال صناعة السيارات، اذ تخطط الشركة إلى البدء بمرحلة انتاج السيارات للاستعمال الشخصي خلال السنوات الثلاث المقبلة.
ونظراً إلى تطور هذه السيارات، فإن الشركات ستجد نفسها أمام منافسة هائلة الحجم، وخصوصاً أن السيارات التي ستنتجها الشركة هي ذاتية القيادة أي لا يضطر السائق إلى التركيز طوال الوقت على القيادة.
وعلى رغم أنها في حالة تجربة، الا أن هذه التجربة كللت بالنجاح حتى الساعة، اذ طوال فترة تجربة هذه السيارات في الشوارع الأميركية لم يسجل أكثر من 14 حادث سير. واللافت أن التقارير الرسمية أشارت إلى أن معظم هذه الحوادث حدثت نتيجة قيادة السائق للسيارة، ما يعني أن نسبة الحوادث التي سببتها السيارة تكاد تكون معدومة.
ونشر موقع "بيزنيس انسايدر" تقريراً يفيد بأن السيارات ذاتية القيادة تنتظر مستقبلاً مبهراً، اذ أشار التقرير الذي استطاعت "لها" الوصول إليه إلى أن سوق السيارات ذاتية القيادة سيشهد ارتفاعاً في الطلب عليها بحلول العام 2020. وتوقع التقرير ارتفاع الطلب على السيارات ذاتية القيادة لتصل إلى 10 مليون سيارة في الأسواق العالمية، مرتفعة من آلاف السيارات الموجودة حالياً في الأسواق.
وتأكيداً لهذه الفرضيات، استعانت شركة "غوغل" بخبرات جون كرافيك ليصبح الرئيس التنفيذي لمشاريع الشركة في مجال السيارات ذاتية القيادة، نظراً لخبرته في عالم السيارات بعد أن كان الرئيس التنفيذي لشركة "هيونداي موتورز" العالمية.
وعلى رغم أن شكل هذه السيارات لا يزال بدائياً مقارنة بالتطور في تصميم السيارات العادية في هذه الأيام، الا أن احداً لا يستطيع أن ينكر أن تأثير هذه السيارات لن يكون "سحابة صيف عابرة".
وانطلاقاً من هنا، عمدت معظم الشركات العالمية لصناعة السيارات إلى محاولة مجاراة هذه التقنية، اذ بدأت شركتي "مارسيديس" و"بي أم دابليو" الألمانيتين بصناعة سيارات ذاتية القيادة أو قريبة من هذا المفهوم.
ويلاحظ في الموديلات الحديثة لهذه الشركات أنها تحتوي على بعض المميزات التي تخول السيارة التحكم بنفسها، اذ تستطيع سيارة "مارسيديس" ركن نفسها بنفسها من دون الحاجة إلى السائق. والأمر مشابه بالنسبة إلى الشركة الألمانية الرائدة "بي أم دبليو".
وأفادت وكالة "رويترز" بأن الشركات الالمانية الكبرى الرائدة في مجال صناعة السيارات، على غرار "مارسيديس" و"بي أم" و"اودي" بدأت بتوظيف مهندسين تقنيين في مجال المعلوماتية وعلوم الحاسوب لمواجهة التهديد الذي بدأته "غوغل" في مجال السيارات.
وقالت هذه الشركات في آب الماضي، إنها ستوظف ما يزيد عن 2.8 بليون دولار أميركي لشراء خرائط الطرقات من شركة "نوكيا"، في مؤشر واضح على عزمها الدخول في مجال القيادة الذاتية.
ولم تقتصر المنافسة على شركات السيارات، اذ قررت شركة "آبل" الغريم التقليدي لـ "غوغل" الدخول إلى هذا العالم، اذ نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريراً سريّاً يفيد بأن الشركة بدأت بالفعل باجراء التجارب على سيارات ذاتية القيادة بعيداً عن الأضواء الاعلامية.
وأفادت الصحيفة بأنه حتى الساعة لا يوجد أي دليل على المرحلة التي وصلت اليها الشركة، ولكن المؤكد أنه بدأت منذ أشهر بالتفكير والتخطيط لتنفيذ هذا المشروع.
وأتى اللقاء بين نائب رئيس مصلحة السير في الولايات المتحدة بيرنارد سيريانو والمستشار القانوني للمصلحة برايان سوبلت بالاضافة الى رئيسة قسم التخطيط واداء المشاريع ستيفاني دوغرتي، مع المستشار القانوني لشركة "آبل" مايك ماليتيك تأكيداً لهذه التسريبات. ويفرض القانون الأميركي موافقة ادارة مصلحة السير للبدء بتجربة السيارات ذاتية القيادة في شوارع البلد.
ووفق الصحيفة، فان "آبل" أطلقت على المشروع اسم "تيتان" حيث تعمل حالياً على سيارة كهربائية ذاتية القيادة.
ومن المؤكد أن مستقبل السيارات لن يكون على الصورة نفسها التي نعرفها، اذ سيتغير جذرياً بعد دخول التقنية والتطور التكنولوجي اليه، ولكن الخاسر الأكبر في هذا المضمار سيكون من لا يلتفت إلى هيمنة التكنولوجيا على هذا القطاع مما سيجعله خارج المنافسة في السوق.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024