أفلام في غرفة الإعدام!
تواجه بعض السيناريوهات ما يشبه حكم الإعدام بسبب رفض الرقابة على المصنفات الفنية لها، إما لاقترابها بشكل خطير من قضية الفتنة الطائفية، أو لاحتوائها على مشاهد جريئة، أو لأسباب سياسية وسيادية.
من أبرز هذه الأفلام «خايف موت» بطولة الفنان الكوميدي أحمد عيد، الذي دائماً ما يخلط السياسة بالكوميديا، كما فعل في «رامي الاعتصامي» و»حظ سعيد»، لكن الحظ لم يحالفه في الحصول على موافقة الرقابة على فيلم «خايف موت» للنور، بحجة أنه يسيء إلى الشرطة، وأن هناك أكثر من جهة سيادية مصرية منعته.
ورغم من أن «خايف موت» جاهز للتنفيذ منذ ما قبل ثورة «25 يناير»، إلا أنه لم يخرج للنور حتى الآن، لأنه يناقش تعذيب المصريين داخل أقسام الشرطة بشكل كوميدي ومثير للضحك، ورُفض قبل قيام الثورة كحال الكثير من الأعمال المرفوضة. وبعد قيام الثورة لم يفكر أحمد عيد في العودة إلى العمل لأنه يعلم جيداً أن الفيلم لا يصلح الآن للتنفيذ، لأن العلاقة بين الشعب والشرطة أصبحت جيدة. لكنه عاد قيل شهور قليلة ليفكر مجدداً في العمل، على أن يناقش وضعاً ماضياً وليس حالياً وبطريقة كوميدية أيضاً، لكنه تراجع عن قراره لانشغاله وارتباطه بأكثر من مشروع فني، ولعدم الخوض في مناوشات جديدة يعرف نهايتها مسبقاً.
خارج الحسابات
«ابن الرئيس» من الأفلام التي اختلفت عليها الآراء ودارت حولها الشبهات، لمجرد أنه كان مطروحاً في عصر الرئيس حسني مبارك، وكان يناقش فكرة ابن الرئيس ومنجزاته وخوضه للانتخابات الرئاسية، فقد اعتبره البعض يشير إلى جمال مبارك والبعض الآخر اعتبره نوعاً من الدعاية له لخوض الانتخابات الرئاسية والتوريث.
وبقيام ثورة يناير أصبح الفيلم الذي كتبه يوسف معاطي، تلقائياً ودون أي رفض من الرقابة حبيس الأدراج مدى الحياة. وقد كان مرشحاً لبطولته محمد إمام نجل الزعيم عادل إمام، وهو يرفض تماماً العودة إلى الفيلم لأنه خارج حساباته ولا يصلح الآن.
عمل شائك
«مؤذن الكيت كات» من الأعمال المؤجلة لاعتراض الرقابة على بعض تفاصيله، وكان مرشحاً لبطولته المطرب سامي يوسف مع حسين فهمي وعمر الشريف. وهو من الأعمال الشائكة سياسياً ودينياً، من خلال مناقشته لقصة شيخ وداعية إسلامي ومؤذن طيب الخلق ووسيم الشكل، يبدأ بأن يكون مؤذناً في منطقة شعبية بمصر وهي «الكيت كات»، ويذيع صيته ويصبح أشهر مؤذن في العالم، ويقوم بتحريك مشاعر المسلمين بإقامة مسيرة تبدأ من مصر لتحرير القدس. وتبعث أميركا وبريطانيا مندوبي سفارتيهما في مصر لمراقبة خطوات المؤذن ليجدا خطأً في حياته لكنهما لا ينجحان، إلى أن يتهماه بالشذوذ، وتتفرق الأمة الإسلامية بين معارض ومؤيد، وتتوقف مسيرة تحرير القدس حتى يقتل المؤذن، ويكتشف الناس حين تكفينه أنه رجل معتدل.
مثير للجدل
«الرحيل» يعتبر من الأفلام المثيرة للجدل أيضاً، ويناقش قصة أسرة مسيحية مصرية مكونة من أب وأم وفتاة كبرى وأخرى صغرى، ويعرض تحول الفتاة الكبرى وانحرافها لتصبح فتاة ليل، وتحاول توريط شقيقتها في علاقة محرمة بموافقة أبيها مدمن القمار الذي يضحي بأي شيء من أجل الحصول على الأموال التي ينفقها على القمار.
الفيلم أيضاً قوبل بالرفض التام، بحجة أنه مسيء إلى الأسرة المسيحية المصرية، مع أن مؤلفه ومخرجه هشام عيسوي بذل مجهوداً في كتابته ورسم تصوراته وتطبيقها على أرض الواقع، وهو أول الأعمال التي أعدّها بعد عودته من الولايات المتحدة الأميركية التي عاش فيها سنوات طويلة.
تغيير الاسم
«تحت النقاب» من الأفلام التي تناقش قضية حساسة، من خلال قصة سيدة ترتدي النقاب كغطاء لها في إدارة شبكة منافية للآداب في مصر. ولأن الفيلم من إخراج علي رجب الذي قدم مشاهد جريئة في أعماله السابقة وكان آخرها «ركلام» لغادة عبدالرازق، كانت الرقابة متحفظة عن السيناريو، وبعد اعتراض الكثير من السيدات المنقبات في مصر على الفيلم لإساءته إليهن، توقف الفيلم حوالي أكثر من عام ولم يعد الحديث عنه إلا بعد تغيير اسمه ليصبح «خلف الستار. ورفضته الرقابة مجدداً بعد رفض الأزهر الشريف خروجه إلى النور.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024