هذه هي بداية نهاية السرطان!
للمرة الأولى، يعطي العلاج المناعي للأورام السرطانية أملاً بحياة أطول للمرضى الذين كانت فرص بقائهم على قيد الحياة ضئيلة جداً.
هذا ما تم الإفصاح عنه في مؤتمر صحافي عن علم المناعة لمحاربة السرطان ضمن مؤتمر "أفضل أبحاث السرطان" لعام 2015 الذي تنظمه سنوياً الجمعية اللبنانية لأطباء التورم الخبيث بالتعاون مع الجمعية الاميركية لعلاج السرطان.
فعلاجات الأورام السرطانية من خلال جهاز المناعة لم تُكتشف إلا أخيراً، وأتت لتشكل ثورة في هذا المجال بحيث تؤمّن منافع دائمة مضادة للسرطان للمرضى الذين لم تتوافر لهم سوى اختيارات قليلة للعلاج.
والأهم أنه يمكن التحكم بالآثار الجانبية لهذه العلاجات وتبدو أخف مقارنةً بالعديد من علاجات السرطان الأخرى.
لذا، أصبح لها تأثير كبير في حياة المرضى من حيث عودتهم إلى العمل وعيش حياة صحية. واللافت أنه حتى بعد أن تخف حدة المرض، يمكن هذه العلاجات أن تدرب الجهاز المناعي على محاربة الخلايا السرطانية.
فجهاز المناعة هو الذي يساعد الجسم في الدفاع عن نفسه فيحميه من الالتهابات والسرطانات وغيرها من الأمراض. وعندما يدخل جسم غريب، يتعرّف إليه جهاز المناعة ويدمّره ليمنعه من تسبب الاذى.
ولأن الخلايا السرطانية تختلف عن الخلايا الطبيعية في الجسم، يهاجمها جهاز المناعة حين يتعرف عليها.
لكن في كثير من الأحيان قد "تتنكر" هذه الخلايا بشكل خلايا طبيعية وتتحايل على جهاز المناعة حتى لا يتعرّف عليها فتتكاثر. حتى أنها قادرة على التحوّل إلى فيروسات لتتهرب من جهاز المناعة. أما العلاج المناعي فيساعد جهاز المناعة على التعرّف على الخلايا السرطانية وتدميرها.
ووفق الأطباء الاختصاصيين في الأورام السرطانية المشاركين في المؤتمر، مرت معالجة السرطان بمراحل عدة، فالثورة الأولى كانت مع العلاج الكيميائي، ومن ثم الأدوية المهدّفة، والثالثة هي العلاج المناعي.
علماً أنه عندما ينتشر المرض يكون جهاز المناعة قد روّض، من هنا أهمية العلاج المناعي الذي يحتاج إلى المزيد من التطوير والدراسات، فيما تبرز أهميته حالياً بشكل أساسي في سرطان الجلد وسرطان الرئة لتحسين فرص العيش.
في المقابل، قد ترتفع المناعة احياناً بنسبة زائدة إلى حد أنها تضرب الخلايا الطبيعية، فيشكل العلاج بالكورتيزون أحد الحلول المعتمدة في ذلك للحد من الاشتراكات.
لكن هذه الاشتراكات تختلف في العلاج المناعي عنها في العلاج الكيميائي، مع الإشارة إلى أن العلاج المناعي لا يمكن اعتماده كأحد سبل الوقاية، لأن لكل ورم أسباباً عدة منها ضعف المناعة، هذا فضلاً عن عوامل أخرى تلعب دورها.
وفي كل الحالات، يعتبر العلاج من خلال جهاز المناعة تطوراً مهماً في معالجة السرطان وسيلعب دوراً اساسياً في السنوات المقبلة إلى جانب الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج بالاشعة، فيما تبرز الحاجة إلى المزيد من التطور في هذا المجال، خصوصاً بوجود مرضى لا يستجيبون له.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024