Pascal Mouawad باسكال معوض: امتلاك الرؤية والعزم لتنفيذها أساس النجاح
بعد تقاعد روبير معوض عام 2010، استلم الإخوة معوّض باسكال وألان وألفريد إدارة الدار. اهتمّ باسكال بقسم المجوهرات، ومع إخوته ووضع رؤية واستراتيجية مستقبلية متمسّكاً بهوية معوض. وانطلاقاً من الحفاظ على تراث الدار، كان التوجه إلى المستقبل بخطط كبيرة بكل حماسة.
- أخبرنا عن نفسك أولاً وعن إرث معوض باعتباركم من الجيل الرابع على رأس الدار؟
أنا من أفراد الجيل الرابع في عائلة معوض، وترعرعت في جنيف في سويسرا. تابعت دراستي في الولايات المتحدة وحصلت على شهادة الماجستير من كلية أندرسون للأعمال في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، وعلى شهادة في علم المجوهرات من معهد Gemological Institute of America، قبل انضمامي إلى عمل العائلة. أحمل أيضاً شهادة في إدارة الأعمال من جامعة هارفرد.
انطلاقاً من لوس أنجليس، طوّرت العديد من العلاقات مع المشاهير، ولم أكتف بتصميم مجوهرات معوض لهم، وإنما تعاونت معهم أيضاً لابتكار مجموعات مجوهرات. في العام 2010، وبعد تقاعد والدي، أصبحت مسؤولاً عن دار معوض بمشاركة أخويّ فريد وألان، ووضعنا معاً رؤية واستراتيجية لما نريد فعله في دار معوض، مع الحفاظ طبعاً على إرث الدار. فالإرث هو ركيزة الماركة، وبالتالي فإن الحفاظ عليه ضروري لمستقبلنا. لكن كل واحد منا يضيف خبرته الخاصة إلى الشركة ونحن متحمسون كثيراً لخططنا المستقبلية.
- ماذا يعني لك أن تختار نجمة مشهورة تصاميمك؟
أفرح دوماً عند رؤية امرأة مشهورة تضع تصاميم معوض، ويعني ذلك طبعاً أن عدداً كبيراً من الأشخاص سيرون مجوهراتنا في إطار يسمح لجمالها بالسطوع والتألق.
- ما هي موضة اليوم في عالم المجوهرات؟ أخبرنا عن ابتكاراتكم الجديدة؟
أرى ميلاً إلى البساطة، وإنما يتم تنفيذ القطع بطريقة تجعل المجوهرات مميزة فعلاً. أحدث مجموعة لنا، Source de Vie، والتي تم إطلاقها العام الماضي، مستوحاة من جمال الطبيعة، فيما القلادات والأقراط، والخواتم والأساور تكشف عن برعم Trillium ، مع ترصيع رائع للماس والياقوت الأحمر والأزرق. المجموعة مصنوعة من الذهب الوردي والأبيض بعيار 18 قيراطاً، وكل قطعة تتميز بمحاكاتها الدقيقة لبتلات الزهرة وأوراقها. هكذا، جاءت النتيجة على شكل مجوهرات راقية جداً، عصرية وجذابة من دون أن تكون صارخة أو ثقيلة. إنها مجموعة متفائلة ومرحة جداً.
- وما الذي يجعل مجموعات معوض فريدة في عالم المجوهرات؟
نعتبر أسلوبنا كلاسيكياً مع لمسة عصرية، وهو بمثابة تجسيد للتكلف السرمدي. إنه أحد الأمور التي نفتخر بها لكوننا شركة متكاملة، مما يعني أن كل قطعة مجوهرات وكل تحفة فنية يتم إنتاجها من البداية إلى النهاية، من التصميم إلى التنفيذ اليدوي، داخل محترفات معوض.
- من هنّ النجمات اللواتي تألقن بمجوهرات معوض على السجادة الحمراء هذا العام؟
هذا العام، اختارت آيمي أدامز مجوهرات معوض لإطلالتها في حفل توزيع جوائز الأوسكار، فيما اختارت أوما ثورمان والممثلة الصينية وعارضة الأزياء المشهورة زانغ زيي مجوهراتنا خلال مهرجان «كان» للأفلام السينمائية. وقد اختارت هاتان النجمتان أطقماً ماسية راقية، علماً أن طقم أوما ثورمان اشتمل على 50 قيراطاً من الماس وبلغت قيمته الإجمالية 2.3 مليون دولار.
- كيف تصمّمون مجموعة جديدة وإلى أي مدى تشاركون في التفاصيل وما هي مصادر الإلهام؟
نعمل مع فريق التصميم الموهوب جداً في دار معوض على تطوير الأفكار. وفي بعض الأحيان، تولد الأفكار من الحجارة نفسها، ولا سيما في قطع المجوهرات الراقية والتحف النادرة في الدار. وفي أحيان أخرى، تأتي الأفكار من أي مكان تقريباً، مثل جمال الطبيعة أو الأساطير التاريخية أو العواطف العالمية كالحب.
-تشتهر دار معوض بالأرقام القياسية العالمية. ماذا تخبرنا عن ذلك وما هي الحدود التي تنوون تخطيها في المستقبل؟
سجلت دار معوض أربعة أرقام قياسية في «غينيس»، ونحن دار المجوهرات الوحيدة التي حققت ذلك. كان الرقم الأول عام 1990، مع التحفة Mouawad Splendor التي يبلغ وزنها 101.84 قيراط وقيمتها 12.76 مليون دولار. تم تصنيف تلك التحفة على أنها أغلى ماسة إجاصية الشكل في العالم.
تلى ذلك رقم قياسي جديد في «غينيس» لأغلى وأفخم قطعة لانجري في العالم، وهي صديرية Very Sexy Fantasy Bra التي تم صنعها لشركة Victoria’s Secret وتبلغ قيمتها 12.5 مليون دولار.
بعد ذلك، جاءت حقيبة Mouawad 1001 Nights Diamond Purse التي تم تصنيفها عام 2010 كأغلى حقيبة يد في العالم، إذ اشتملت على 381.92 قيراط وتبلغ قيمتها 3.8 مليون دولار.
هناك أخيراً العقد Mouawad L’Incomparable Diamond Necklace الذي جرى تصنيفه عام 2013 بمثابة العقد الأغلى في العالم بقيمة 55 مليون دولار.
ما عليك إلا الانتظار لمعرفة ما إذا كانت هناك أرقام قياسية جديدة في المستقبل!
- في الأعوام الأخيرة، لاحظنا مجموعات أكثر بساطة وأقل كلفة موجهة إلى فئة مختلفة من الزبائن. أين أنتم من هذا الاتجاه؟
لا شك في أن جزءاً من استراتيجيتنا يتمثل في جعل تجربة معوض أكثر نفاذاً وموجهة إلى مجموعة أوسع من الزبائن، مع الحفاظ طبعاً على قيم الماركة. نركز في المجموعات المعروضة في البوتيكات على الموديلات الكلاسيكية ذات اللمسة العصرية، مع ضمان الالتزام بالمعايير العالية الجودة والانتباه الدقيق إلى التفاصيل.
- من هي الشخصية (في الماضي أو الحاضر) التي تتمنى أن تتزين بابتكاراتكم؟
أعتقد أننا نملك لائحة كبيرة بأسماء نساء من عائلات مالكة ومشاهير وبعض أجمل نساء العالم اللواتي اخترن ابتكاراتنا، بحيث يصعب فعلاً التفكير في الاسم الممكن إضافته إلى اللائحة.
- كيف تصف ذوق المرأة العربية؟
تملك المرأة العربية ذوقاً رفيعاً جداً وميلاً فطرياً إلى الأناقة. تعرف هذه المرأة ما الذي تريده بالضبط وما الذي يلائمها. كما تقدّر قيمة العمل اليدوي.
- هل تعتقد أن المجوهرات تنطق بلغة عالمية أم أن هناك خاصية لكل بلد؟
أعتقد أن الجواب يمكن أن يكون الأمرين معاً. فبعض الحجارة الكريمة تملك أهمية ورمزية عالميتين، والجمال الكامن في قطعة مجوهرات مصنوعة ببراعة يتخطى من دون شك كل الحدود والثقافات. لكن لا شك في أن كل سوق تملك أذواقها الخاصة. فبعض الأسواق تفضل القطع المزخرفة، فيما تفضل أسواق أخرى التصاميم الأكثر بساطة وكلاسيكية.
- ما هو أهم درس تعلمته في مهنتك؟
امتلاك الرؤية والعزم لتنفيذها. إنهما أمران ضروريان للنجاح.
- ما تعريفك للفخامة؟
أعتقد أنه حدث تطور في مفهوم الفخامة في العالم المعاصر لناحية التجارب الفريدة أو القطع ذات القيمة الدائمة. بالنسبة إليّ، يمكن أن تكون الفخامة استمتاعاً ببعض الراحة النادرة، أو يمكن أن تكون الرضى التام الذي أكتسبه من دوري في دار معوض.
- ما هي قطعتك المفضلة من مجوهرات Mouawad؟
تم ابتكار الكثير من التصاميم الرائعة على مرّ الأعوام، ويستحيل بالتالي اختيار تصميم واحد. لكنني أستطيع القول إنني أشعر دوماً بحماسة كبيرة لما سيتم ابتكاره.
-ما هي القاعدة الذهبية للمرأة للاهتمام بمجوهراتها؟
عاملي مجوهراتك باحترام. لا تعرّضيها لمستحضرات التنظيف أو لدرجات الحرارة المتطرفة جداً. احفظيها دوماً في علبة مبطنة بالقماش، واهتمي بها لتتمكني من توريثها إلى أجيال لاحقة.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024