تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

عمليات تصحيح النظر... ما لها وما عليها

د. جوني خوري

د. جوني خوري

مع التطورات البارزة التي حصلت في مختلف أنواع عمليات تصحيح النظر، لم يعد أمام كل من يعاني هذه المشكلة ويضع نظارات من مجال للتردد حيال إجرائها.
لكن لا يعرف الكل أن العملية لا تجرى عشوائياً لمن يرغب فيها، بل لذلك شروط يحدّدها الطبيب على أساس خبرته والفحوص الدقيقة التي يجريها للعين والتي تحدد أيضاً نوع العملية التي يمكن إجراؤها للمريض.
الطبيب اللبناني الاختصاصي بأمراض العين جوني خوري تحدث عن مختلف أنواع عمليات تصحيح النظر والشروط اللازمة لإجراء أي منها وما قد يمنع إجراءها، مشيراً إلى انه بعكس الأفكار الشائعة عملية الليزر لم تصبح قديمة وليست آخر الحلول بين عمليات تصحيح النظر، بل بالعكس تطورت بشكل ملحوظ وهي آمنة أكثر ونتائجها مضمونة وتحافظ على العين تماماً بعد اللجوء إليها، وإن كانت تسبب بعض الألم بعدها.

ما أنواع العمليات التي تجرى حديثاً لمعالجة قصر النظر myopia وحرج النظر astigmatism ومد البصرhypermetropia؟
تعتبر عملية الليزر العملية الاساسية والآمنة أكثر من بين عمليات تصحيح النظر. وهي أولى العمليات التي وجدت لهذه الغاية لكن حصل تطور كبير فيها وفي طرق إجرائها. أما العمليتان الحديثتان فهما عمليتا الLASIK والIntra Lasik.

كيف تختلف كل من هذه العمليات عن الأخرى؟
فيما تعتبر عملية تصحيح النظر بالليزر آمنة أكثر تختلف عن العمليتين الأخريين في تقنية إجرائها وفي ما يحصل من بعدها. فعملية الليزر، لجهة التقنية المعتمدة لا يتم قص قشرة القرنية فيها، مما يجعلها آمنة أكثر بعكس ما يحصل في عملية Lasik التي تقص فيها قشرة القرنية ويستعمل الليزر أيضاً.
أما عملية Intra Lasik فلا تقص فيها قشرة القرنية بل هي أكثر دقة لكونها تعتمد على الليزر في التصحيح وذلك بشكل متساوٍ تماماً في العين. هي شديدة الدقة ويمكن معرفة النتيجة مسبقاً.

هل من أشخاص معينين وحالات تتطلب استخدام عملية دون أخرى؟
لا شك ان ثمة حالات تناسبها عملية أكثر من أخرى وذلك بحسب تضاريس العين وسن المريض والمشكلات الصحية التي قد يعانيها من ضمنها الحساسية في العين أو النشاف فيها.
وحده الطبيب وبحسب خبرته والفحوص الدقيقة التي تجرى للعين، يحدد العملية التي يمكن اللجوء إليها لتصحيح النظر. في الوقت نفسه، يكون للمريض في حالات كثيرة الاختيار عندما تسمح حالته الصحية بإجراء أي من العمليات الثلاث.

يتصور البعض أن عملية الليزر باتت قديمة أما عمليتي Lasik وIntra Lasik فهما حديثتان ومن الأفضل بالتالي اللجوء إليهما، ما مدى صحة ذلك؟
هذه من الأفكار الخاطئة الشائعة بين الناس، فليس صحيحاً أن عملية الليزر باتت قديمة وأنه من الأفضل اللجوء إلى العملية الأكثر حداثة.
فعملية الليزر نفسها تتطور بشكل بارز الآن وهي آمنة جداً كونه من الأفضل عدم قص قشرة القرنية. لذلك بعد عملية الليزر تعود العين كما كانت دون أي تغيير، نظراً إلى عدم اعتماد تقنية القص. كما أن نتائجها تعتبر رائعة.

هل من حالات يفرض فيها على المريض اللجوء إلى عملية الليزر لا غيرها؟
في حال وجود حساسية قوية في العين لدى المريض، وعلى الرغم من أنه قد يعاني بعض الألم على أثر العملية، من الأفضل أن يخضع إلى عملية الليزر.
هذا مع الإشارة إلى أن عملية الليزر تجرى في حالات قصر النظر وحرج النظر Myopia  وastigmatism ولا تجرى في حال وجود مشكلة مد النظر Hypermetropia، ففي هذه الحالة تجرى أياً من عمليتي Lasik وIntra Lasik.

إذا كانت نتائج عملية الليزر هي الفضلى والتقنية المعتمدة فيها متطورة ولا تحدث تغييراً في العين، ما سلبيتها؟
بالدرجة الاولى، قد يفضل البعض عدم اللجوء إلى عملية الليزر لعدم تحملهم الألم الذي قد ينتج عنها خلال أيام قليلة بعدها.
عندها يتم اختيار أي من العمليتين الأخريين. كما أنه بشكل عام عندما تكون درجات ضعف النظر كثيرة وفي حال وجود مشكلة بعد النظر، لا ينصح بعملية الليزر بل بال Lasikأو الIntra Lasik.

بعد كم من الوقت يمكن أن يعود المريض إلى حياته الطبيعية؟
يعود المريض إلى حياته الطبيعية بعد خضوعه إلى عملية الليزر خلال أربعة أيام تقريباً. عندها يعود نظره تماماً إلى طبيعته. أما في عملية الLasik فيستعيد المريض نظره التام في اليوم الثاني.

هل من حالات لا يمكن فيها إجراء أي من العمليات الثلاث؟
في الحالات التي يكون فيها تقوّس في القرنية لا يمكن إجراء عملية تصحيح النظر بأنواعها الثلاثة. لكن ثمة تقنيات مختلفة حديثة تقضي إحداها بزرع نوع من الحلقات في القرنية بواسطة الليزر لهؤلاء الاشخاص.

هل هناك أمراض معينة أو حالات صحية تمنع إجراء عمليات تصحيح النظر؟
في حال الإصابة بمرض مزمن مستعصٍ، من الأفضل عدم اللجوء إلى عملية تصحيح النظر. كذلك من يعاني حساسية قوية في العين او أي مرض حاد في العين يحتاج إلى علاج مستمر. كذلك من لديه حالة قوية من الماء الأسود في العين.

ابتداءاً من أي سن يمكن اللجوء إلى عملية تصحيح النظر؟
ابتداءً من سن 21 سنة وما فوق، لا مشكلة في اللجوء إلى عملية تصحيح النظر للحالات التي يتبين أنه يمكن إجراء العملية لها.

ما الحالات التي تنجح فيها العملية أكثر؟
تنجح العملية في كل الحالات إذا كان إجراؤها ممكناً، لكن النتيجة تكون أفضل مع الاشخاص الذين لديهم 5 درجات من الانحراف كحد أقصى و5 درجات من بعد النظر و9 درجات من قصر النظر على الأكثر.
أما إذا تخطى عدد الدرجات هذه المعدلات، فيمكن زرع عدسة في العين. كذلك، يمكن الجوء إلى هذه الطريقة إذا كان ضعف النظر 7 درجات مثلاُ مع قرنية رفيعة.

ما الفحوص التي تجرى للعين قبل العملية؟
قبل إجراء العملية من الضروري إجراء فحص كامل للعين مع فحص لسماكة القرنية والتضاريس بواسطة آلات دقيقة خاصة لهذه الغاية.

هل ينصح من يعاني ضعفاً في النظر الخضوع للعملية؟
إذا كانت درجات ضعف النظر قليلة، ينصح بالعملية لمن يضع نظارات لان النتيجة تكون جيدة جداً، شرط أن تكون العين سليمة ولا مشاكل فيها.

هل من إجراءات يطلب من المريض اتخاذها قبل العملية؟
لا حاجة إلى إجراءات معينة، لكن يطلب فقط من المريض الذي يضع عدسات لاصقة ازالتها والامتناع عن وضعها قبل 3 أسابيع من الفحص ليكون أكثر دقة.

وما الإجراءات الوقائية المطلوبة بعد العملية؟
بعد العملية يجب تجنب وصول الماء إلى العين لمدة أسبوع. كذلك توضع النظارات الشمسية في الخارج لحماية العينين من الشمس. كما تمنع السباحة لمدة أسبوعين ووضع الماكياج لمدة أسبوع أو 10 أيام.

هل من عوامل يمكن أن تؤثر سلباً على نتيجة العملية بعد إجرائها؟
قد يؤثر النشاف في العين سلباً على نتيجة العملية لذلك من المهم حمايتها من أشعة الشمس والغبار والتلوث التي تساهم كلّها في حصول النشاف.
ولهذا السبب تستعمل أيضاً قطرات خاصة لمجرى الدمع. كذلك، يجب تجنب فرك العينين بقوة بعد العملية لتجنب أي مشكلة.

هل تعتبر نتيجة العملية دائمة أم يمكن أن يعود ضعف النظر بعد فترة؟
تعتبر نتيجة العملية دائمة شرط ألا يحصل تغييرات في العين فتظهر درجات جديدة بسيطة في ضعف النظر. أما الدرجات التي أزيلت فلا تظهر مجدداً.

هل تلغي العملية درجات ضعف النظر فيعود النظر بشكل تام؟
يعود النظر طبيعياً بنسبة 100 في المئة.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079