سيناريو هوليوودي لأناقة مدهشة!
بأجواء تنبض بالحياة ومقاربات زخرفية آسرة، وقّع مهندس الديكور العالمي مارتن لورانس بولارد، تصميماً جديداً لمنزل مُغنيّ «الراب» الأميركي الشهير «كيد روك» في ماليبو والذي انضم أخيراً إلى لائحة زبائنه الطويلة، من نجوم الفن والسينما في هوليوود، ونخبة المجتمع المخمليّ.
هذا المُصمم، العاشق للفنون والأجواء التراثيّة القديمة، وجد في منزل «كيد روك» المتواري بين أشجار النخيل والنباتات المدارية، مساحة جميلة وفرصة مهمة للتعبير عن مناخات جديدة، تتخطّى في مشاهدها وتفاصيلها عتبة المألوف، برؤى زخرفية مبتكرة وغير مسبوقة.
تتلخّص هذه الخطّة بتخصيص الطابق الأرضي للمنزل كمساحة للسكن، بينما تم تحويل الطابق العلوي منه الى فضاء واسع مثالي للعمل، مُجهّز بكل الوسائل والخدمات الفنية العازلة للصوت، والتي يستطيع من خلالها هذا المغنّي الشهير تأليف الأغاني والقطع الموسيقية والتدرُّب على عزفها وتسجيلها براحة تامّة، حتى ساعات متقدمة من الليل.
وبالنسبة الى تصميم الديكور، فقد اكتنزت صياغتُه بجماليّات آسرة، وبأسلوب يستوفي كل شروط الأناقة التي دعمها التصميم بطابع عملي، بهدف تعزيز مقوّمات العيش المريح والرفاهية.
وقد عمد بولارد في خياراته للمواد وقطع الأثاث وأدوات الزينة، إلى الغَرْفِ من ذاكرة الماضي والتراث ومحطّات السفر، لإيجاد عناصر زخرفية ذات مهام متعدِّدة، الهدف منها تكثيف الإيحاء الزخرفي في المكان ورفده بمظاهر من الأشكال والألوان مُميّزة، تُعزِّزها لوحة من الألوان المتناغمة والمتناقضة التي تثري المشهد بحسية بالغة.
صالة الطعام تفيض بالأعمال الفنيّة والحِرفية الباهرة، تتصدّرها طاولة من الخشب الهافاني الداكن من ابتكار مايكل ايستمان... وتزيّن هذه الطاولة مجموعة من الأواني الخاصة بالفاكهة من البورسلين الصينيّ القديم، أضفت على الأجواء لمسة ناعمة.
يتناسق هذا الركن الخاص بالطعام، مع مدفأة صُنعت بنوع من حجر البناء الأندونيسي القديم. فيما يزيّن سطح المدفأة رفٌّ من الخشب المزخرف تعلوه لوحة فنيّة، تم الحصول عليها من متحف ديرول. كما زُيِّن هذا الركن بأنواع مختلفة من القيثارات من مجموعة «كيد روك» الثمينة.
أما المطبخ، فقد تم تنسيقه بخزائن من تصميم «بوليفورم» تندمج فيها الأجهزة الكهربائية الخاصّة بالطهو والتبريد وكل الأدوات اللازمة. وقد تصدَّر هذه الخزائن كونتوار أنيق مُحاط بعدد من الكراسي الصغيرة الحجم لتناول الوجبات السريعة.
وتتميز هذه الكراسي بطرازها الفرنسي القديم، وكانت تُستخدم سابقاً في محترفات صياغة المجوهرات. بينما تدلّت من السقف الخشبي فوق هذا الركن مجموعة من عناصر الإضاءة...
عمد المُصمّم لورانس بولاند إلى طلاء جدران المنزل باللون الأبيض، كما آثر تغطية سقوفه وأرضياته بالخشب الثمين الداكن، ليبتكر نوعاً من المواجهات الزخرفية الرشيقة في المكان، مما ساهم في تظهير جماليات عناصر الديكور كافة وإعطاء المكان طابعاً مميزاً ورونقاً ساحراً.
عمل بولارد على إشباع مناخات الديكور بمعادلات مرئيّة بارعة وقويّة التأثير مُستدعياً في تصميمه مبتكرات مدهشة ومشغولات تغوص في عمق الزمن وتحمل منه مؤثرات فنيّة وإلهامات تراثيّة مشبعة بأجواء الجزر وبلدان آسيا وإفريقيا وأوروبا الشرقية، والتي برزت فيها مُطرّزات ونقوش أضفت بسحرها على المكان رونقاً فريداً وقيماً جماليّة.
الصالون أشبه بمعرض فنيّ، فهو يضم أرائك من تصميم بولارد، مُلبَّسة بقماش فاخر من اللون الأبيض، تُزينها وسائد ملوَّنة، ويقابلها من الجهة الأخرى مقعدان قديمان من طراز «الفوتاي كلوب» بغطاء من الجلد.
كما تتوسّط الجلسة طاولة منخفضة للقهوة منفَّذة من الخشب المُزخرف بنقوش باللون الأحمر تحمل طابع أجواء «الهند الصينية»... بينما زُيِّن الجدار في هذا الركن بمجموعة من الصور وآلات العزف الهندية القديمة «السيتار» التي أضفت على المكان رونقاً رائعاً وجاذبية.
وبرزت في ركن جانبي من الصالون الذي تغطيه سجادة مزخرفة على شكل طحالب البحر، طاولة صغيرة من الطابع الهندي القديم تم شراؤها في أحد مزادات دار «سوثبيز» في نيويورك... إضافةً إلى بيانو أسود يحمل وشم «كيد روك»، وهو هديّة من السير «التون جون» له تكريماً لموهبته.
وفي ما يخصّ المدخل الخارجي للمنزل، فقد زُيِّنت باحته بمنحوتة إندونيسية قديمة ورأس ثور يُذكِّر بشعار ولاية تكساس الأميركية. فيما لُبِّست أرضيته بنوع من الرخام البندقي المصقول والمُصاغ باللونين الأبيض والأسود.
بينما نُسق في الممر المؤدّي إلى جناح غرفة النوم الرئيسية، ركنٌ جميل بمقعد من الطراز البريطاني القديم، المَطليّ باللون الداكن... يُغطيه قماشٌ مشغول بألوان حارّة، ووسائد مزخرفة بنقوش تحمل الطابع الحِرفي الأفغاني. وتعلو المقعد صورة لـ «كيد روك» بإطار مميز من ابتكار لورانس بولارد.
أما الطابق السفليّ والمخصص للضيوف فقد تم تنسيق مساحته بأربع غرف للنوم، مع حمّاماتها، إضافةً إلى صالة لعرض الأفلام السينمائية، صالة للرياضة واللياقة البدنيّة، مع صالة أخرى للاسترخاء والتأمُّل.
أما غرفة النوم الرئيسية، فقد توسّطها سرير من الطراز البلدقاني، بعواميد عالية حتى السقف، تنساب من فوق هيكلها ستائر من الموسلين الأبيض... يُزيِّن السرير غطاء ومجموعة من الوسائد الفاخرة المُصمَّمة من قماش فرنسي بطراز قديم، وقد اكتست أرضيّة الغرفة المُلبَّسة بالخشب، ببِساط «كليم» قديم مُزخرَف بأسلوب يحمل الطابع الأوزبكستاني.
وبالنسبة الى حمّام غرفة النوم الرئيسية، فقد تمّ تصميمه بأسلوب باهر، وغُطِّيت أرضيّته وجدرانه بالرخام المُشبَع بزينة من الأخشاب ذات الطابع الأندونيسي الجميل. واحتلَّ جانباً من هذا الحمّام ركنٌ تندمج فيه خزائن من الخشب الهندي المزخرف مع مقعد مُرصَّع بالصَدَف يحمل الطابع الحِرَفيّ السوري.
قدّم لورانس بولارد خطّة بارعة للتصميم، لإعادة توزيع المساحة في هذا المنزل المُؤلَّف من ثلاثة طوابق بمساحة 770 متراً مربّعاً، وتنسيق حدائقه الواسعة المطلّة على أروع المناظر الطبيعية في ولاية كاليفورنيا بجلسات ممتعة مريحة وبحوض للسباحة...
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024