العميد علي جابر: نجوى ملكة التسامح وناصر القصبي وأحمد حلمي بحدّ ذاتهما برنامج!
رجل له بصمته وهيبته في المجتمع، يخوض مسيرته المهنيّة بحرفيّة وإتقان، ولا يعترف بتفوّقه بل ينظر إلى المستقبل كطريق لتحقيق النجاح.
نجح في أكثر من مجال وركّزت إطلالته الأخيرة في برنامج Arabs Got Talent صورته في ذهن المشاهد العربي، مع أنه يصّرح أنه «انضم إليه بالغلط»... أبحر في عالم التلفزيون، رفع سقف طموحاته كوجه تلفزيوني، واقترح فكرة برنامج جديد على مجموعة mbc. فهل سيكون العميد علي جابر نجماً لبرنامج تلفزيون الواقع Reality Show؟
- كيف كانت أجواء اختبارات الموسم الثالث؟
الاختبارات كانت ممتعة ولا تشبه أي موسم سابق، وبوجود أحمد حلمي، صوّرنا برنامجين في وقت واحد. فقد كان لقاء أهم ممثل كوميدي في مصر مع ناصر القصبي الممثل الكوميدي الأهم خليجياً، وجلوسهما جنباً إلى جنب على طاولة التحكيم، ورصد ردات فعل كل منهما، برنامجاً كاملاً بحدّ ذاته.
- استغليت وجودك في لندن وحضرت عرضاً مباشراً من حلقة Britain's Got Talent ، والتقيت Simon Cowell أحد أهم حكام البرنامج. كما خضعتم كفريق عمل البرنامج لورشة عمل. أخبرنا عنها، ماذا اكتسبتم من النسخة البريطانية؟ ما هي الأسس التي اتبعتموها في هذا الموسم؟ وماذا اكتسبت أنت شخصياً من البرنامج بشكل عام ومن عضو لجنة التحكيم سايمون بشكل خاص؟
نحرص على إقامة ورش عمل لكل برامجنا الكبيرة الأساسية في mbc مثل the Voice وIdol وGot Talent وذلك للإرتقاء بهذه البرامج وتحسين عمليّة البحث عن مواهب العالم العربي. وفي خطوة منا لصقل البرامج أكثر وأكثر، ولإيجاد حلول مشتركة في حال مواجهة المشكلات، فإنّ تبادل الخبرات أمر مهمّ جداً تفادياً لإرتكاب الأخطاء. قصدنا لندن لسببين، بدايةً لكي يتعرّف فريق الانتاج على الاستراتيجية المثلى التي تنتقى من خلالها المواهب، متّبعاً طرقاً أكثر فعالية كالبحث عبر مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب بدل اتباع الطريقة المعهودة والتي هي الإعلان التلفزيوني. وذلك لكي نجد تلك المواهب المهمة المخبأة والتي تشتغل على نفسها ولم يسمع بها أحد حتى اليوم. أما السبب الأساسي الثاني لزيارتنا، فكان رغبة الفريق في اكتساب الأسس التي ترتكز عليها النسخة البريطانية في التسويق للبرنامج عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال الإعلانات.
- كنت عضو اللجنة الوحيد الذي حضر هذا الـ Workshop!
كنت هناك بصفتي مدير القنوات في مجموعة mbc وليس كعضو في لجنة البرنامج التحكيمية. وكوني على علاقة مباشرة ببرنامج Arabs Got Talent، رغبت في الانضمام إلى فريق العمل. وبما أنه صادف وجود سايمون كاول هناك، التقيناه ودعانا إلى العشاء وأعطانا من وقته وتناقشنا معاً في الوضع التلفزيوني في العالم العربي. وقد عرفني فور دخوله إلى القاعة وأخبرني بأنه يشاهد النسخة العربية مبدياً إعجابه بها وبمواهبنا. سايمون انسان لذيذ جداً، كان سعيداً بلقائنا وحرص على التقاط الصوّر مع كل فريق عملنا وأبدى لنا حبّه الكبير لبيروت وعن رغبته الشديدة في زيارتها لحضور حلقات البرنامج المباشرة.
- هل ساهمت في انضمام أحمد حلمي إلى اللجنة؟ هل كنت من اختاره؟
لم أكن من اختاره بحيث أني لم أكن أعرفه جيداً، تعرّفت إليه أكثر وقدّرت فنّه وإبداعاته لدى مشاهدتي فيديوهاته على يوتيوب. اقترحت اسمه انسانة أثق في خياراتها إلى حدّ كبير وهي مديرة الانتاج في المجموعة سمر عقروق. فقد أدركت سمر منذ البداية بأن أحمد قيمة مضافة كبيرة للبرنامج، وكنا بحاجة إلى إيجاد اتجاه مصري في البرنامج، إلى جانب اللبناني والخليجي، بعد دخولنا السوق المصري عن طريق mbcمصر، فكان تمثيل مصر في البرنامج عبر فنان جمعتنا به «الكيمياء» من الدقيقة الأولى، خطوة ذهبية.
- اعتبرت لجنة تحكيم برنامج the Voice مهنية، بماذا تصف لجنة Arabs Got Talent؟
يسود التفاهم بيننا كأعضاء لجنة، وكل منّا فخور بمشاركته في هذه التجربة إلى جانب زملائه، وما يميّز لجنتنا هو أن المحبة تجمعنا والروح المرحة لا تفارقنا، وهي صفات تفتقدها اللجان الأخرى. ترين أن العلاقة بين مدربي برنامج the Voice حرفية، بينما في Arab Idol هناك الكثير من التضارب بالأراء فيما يتعلق بأداء المشتركين. وأحب أن أوضح نقطة بالمناسبة، أعضاء لجان التحكيم في برامج المواهب لا يتنافسون، بل أن قرارهم بالأكثرية أو الإجماع يحدد مصير المشترك في المراحل الأولى من برنامجي Arabs Got Talent وArab Idol، والمنافسة الوحيدة بين مدربي the Voice وهذا سبب تسميتهم بالمدربين وليس لجنة التحكيم.
وبغضّ النظر عن الشائعات التي أطلقت عني وعن نجوى، أدرك تماماً أنها تحبني، لا تصطنع هذه المحبة، وإن أرادت أن تعارضني في حلقة ما، تنهي اعتراضها بابتسامة. أما ناصر فهو صديق مقرّب لي ولأفراد عائلتي، علاقتنا قديمة، لذا لم نسمح بدخول أي فرد لا يكمّلنا وينسجم معنا كلجنة، «ما كان بدنا نجيب حدا ينزعلنا ياها». فجاء أحمد حلمي «حفر وتنزيل»...
- ما أبرز ما أضافه أحمد حلمي إلى اللجنة؟
كأننا على معرفة به منذ 20 سنة، دخل في الجو فوراً، هو رجل طيب جداً ومحبّ ومرح إلى أبعد الحدود، أوجد جواً «غير طبيعي» في البرنامج، يصعد إلى المسرح يقفز ويرقص، وبين المزح والجد، نال صفعة على وجهه من أحد المشاركين في إحدى الحلقات.
- كيف كان حكمه؟ هل أظهر جانباً جدياً من شخصيته؟
يمكن للجدية الزائدة أن تظهر تافهة في بعض الأحيان، الأمر نفسه بالنسبة إلى التهريج، فالمبالغة ليست مقبولة في كلتا الحالتين. لكن أساتذة الكوميديا في العالم العربي أذكياء، ومن أبرزهم ناصر وأحمد، فهما يمزحان ويدخلان الجدّ باللعب، وفي النهاية، يقولان الكلام الذي لا بد أن يقال. لقد أحدثا عرضاً استثنائياً بمفردهما، واستمتعنا أنا ونجوى كثيراً بمشاهدتهما وأمضينا الوقت نضحك على ما صادفنا من مواقف من بطولة ناصر القصبي وأحمد حلمي.
- لماذا قررتم إشراك عضو رابع ما دام ناصر لم يمتنع عن المشاركة؟ هل هدّدكم بالانسحاب، لذلك تفاوضتم مع حلمي كي لا تواجهوا حائطاً مسدوداً لو اعتذر ناصر في اللحظة الأخيرة؟ خصوصاً أنه سبق أن صرّح لدى انتهاء الموسم الثاني بعدم رغبته في المشاركة في الموسم الثالث.
ناصر كوميدي ولا نأخذ كلامه على محمل الجدّ دائماً، وفي الأساس لن نسمح له بترك اللجنة... أنا على تواصل دائم معه، نعيش في دبي ونلتقي أسبوعياً، لكن ما حصل هو أنه شعر بالقلق تجاه الوضع الأمني في لبنان، خصوصاً بعدما دعت الدول العربية رعاياها لعدم زيارة لبنان. خاف أن يتغيّب عن مواعيد التصوير، وحاول التراجع عن المشاركة، لكنه في النهاية بيننا وبحمايتنا، وأدرك لدى قدومه إلى لبنان أنه من أكثر البلدان العربية أماناً.
لم يكن أحمد حلمي بديلاً لناصر، فلو أن ناصر انسحب لدعونا فناناً خليجياً للانضمام إلى اللجنة. قرار إشراك عضو رابع في اللجنة كان محسوماً، والمشاركة المصرية في البرنامج كانت محتّمة بحيث أن لمجموعة mbc اهتماماً تجارياً في مصر يترجَم بأن يكون هناك محتوى أساسي مصري داخل البرنامج، ولم نجد أي محتوى يليق بنا وببرنامجنا وبطبيعته سوى حلمي، وذلك لأن توجّهه شبابي وجمهوره واسع وعريض وهو في بالنا منذ رأس السنة الماضية، فقد كان من أبرز متابعي البرنامج وكان يرسل لي مع أصدقاء مشتركين تقديره للبرنامج.
- ما هو الجديد إخراجياً هذا الموسم وإلى أي منحى يتجه؟
يتميّز إخراج الموسم الحالي بالجمال والسحر والإبهار والفخامة و«الحَلى»، متجه أكثر نحو الكوميديا والضحك والتسلية الخفيفة Light Entertainment، وباعتقادي مستوى المواهب هذه السنة أهم من الموسمين الماضيين، والأهم هو اكتشافنا فنون جديدة لم نرَ مثلها من قبل، لقد شاهدنا مواهب «فظيعة» بالفعل.
- كم استعراض أبهرك؟
بعد مشاهدتي لكل المواهب، رتّبت في ذهني من سيحلّ في المرتبة الأولى ومن سيكون الثاني والثالث... مقياس نجاح الموهبة هو اهتمام الناس بها ودفعهم المال لمشاهدة عرضها. وباعتقادي لدينا نحو 15 موهبة في هذا الموسم تستحقّ المتابعة.
- مقياس الفشل هو عدم اهتمام الناس بموهبة معينة، هل تخشى ألاّ تقدر الناس موهبة ترى أنت أنها مهمة؟
الانسان الموهوب يجب أن «ياخدلك عقلك» بما يقدّمه. يجب أن يكون عرضه مبتكراً ومبدعاً وعلى درجة عالية من الإتقان، ويجب أن تصل إليك موهبته دون أن تلاحظي الجهد الذي يقوم به. وقد صادفنا مجموعة كبيرة من المواهب التي تتمتّع بهذه الصفات، وأنا مطمئن عليها جميعاً.
- متى تكون قاسي القلب ومتى تخرج العاطفة من داخلك؟
أنا انسان مثل غيري، أتأثّر بالذي يتأثّر به الناس، ولا أتأثّر بما لا يؤثّر...
- هل تخلّيت عن عقلانيتك وقال قلبك الكلمة الفاصلة في موهبة معينة؟
الحُكم لقلبي دائماً... هذه البرامج لها علاقة مباشرة بالمشاعر والعاطفة، تحرّكنا من الداخل وتدفعنا إلى تحكيم قلبنا أكثر من عقلنا. فأن نصادف طفلة تمتلك صوتاً عظيماً، تغنّي أغنية «بتاخد العقل»، تنال تأييدنا بسهولة وأمنحها الـ Yes بقوة. أما أن يدخل شخص فارغ من أي موهبة، يحاول ويحاول ويخفق بين اللحظة والأخرى، فلا يسعني سوى صفعه على رأسه ونصحه بإيجاد مهنة أخرى تفيده، كي لا يضيّع وقته ووقت الناس.
- كنت مرتاح الضمير ومنصفًا بحق كل هذه المواهب؟
دائماً ضميري مرتاح، وأهم شيء بالنسبة إليّ تحكيم الضمير. من واجبنا أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع المواهب وذلك لأن الـ 5 دقائق التي نلتقي فيها صاحب الموهبة، هي مجرّد دقائق بالنسبة إلينا، أما بالنسبة إليه، فهي مسيرة طويلة من الجهد والأمل. علماً أن القسوة تفيد في بعض الأحيان لأن هناك أشخاصاً لا يفهمون من المرة الأولى.
- هل عاد أحد مشاركي المواسم الماضية وشارك هذه السنة؟
شارك عدد كبير منهم، نجحت في التعرّف إلى ثلاثة، والآخرون ذكّروني بأنفسهم. لكنّ أحداً منهم لم يتأهل للمرحلة الثانية.
- هل ما زال ناصر القصبي الأكثر تسامحاً مع المتسابقين؟
حاول ناصر أن يكون قاسياً هذه السنة لكن قسوته كانت طريفة، لم تلق به أبداً، (يضحك).
- من منكم منح أكبر عدد من الـ Yes؟
نجوى طبعاً. فهي ملكة التسامح والمحبة والجمال.
- هل سنشهد تغييراً في أدائك التحكيمي؟ أم أن شخصية المشاكس ستلازمك؟
هذه شخصيتي، لا يمكن للإنسان أن يمثّل طوال الوقت. أعتقد أن Arabs Got Talent كان البرنامج الذي أحدث أكبر نقلة نوعية في الشاشة العربية، بنيله قبول الناس، كونهم يحبون الاكتشاف، وهنا تكمن أهمية البرنامج، بحيث أنه الوحيد الذي تجتمع فيه الطفلة وجدتها وتضحكان على المواقف نفسها، وهذه قمّة الترفيه العائلي. بالإضافة إلى أن مشاهد Got Talent، يجلس أمام الشاشة ويجهل ماذا سيرى، بينما يدرك في البرامج الباقية، والتي هي غنائية بطبيعتها، أن الفتاة المشاركة ستغني إما لأم كلثوم أو لوردة وأن الشاب سيختار أغنية لعبد الحليم أو عبد الوهاب أو وديع الصافي، وتتكرّر الأغنيات من برنامج إلى آخر... فيما يصادف في Arabs Got Talent من يأكل النار ومن يمشي على الحبل والشاعر والمغنّي والراقص وغيرها من المواهب التي سيكتشفها المشاهد معنا هذا الموسم.
- كيف هي علاقتك بمقدمَي البرنامج ريّا وقصي؟
أنا من أشد المعجبين بقصيّ وفنّه، وأعتقد أن ريّا هي «امرأة جبّارة»، فهي من أكثر الناس الذين يفعلون أموراً عدة في حياتهم في آنٍ واحد، وكل أمر يكون على درجة عالية من الإتقان.
نجم Reality Show
- بعد مرور 3 مواسم على المشاركة في Arabs Got Talent، ماذا الذي أضافه هذا البرنامج إلى مسيرتك المهنية؟ وبعدما وصفت مشاركتك فيه بأنها الفرصة للإبحار أكثر في عالم التلفزيون. هل رفع البرنامج سقف طموحاتك كوجه تلفزيوني؟
«عَ بالي أطبخ على الشاشة»، طرحت الفكرة على القائمين على القناة لكنهم رفضوا. فأنا أهم طباخ في العالم، أحضّر أطيب «همبرغر»، وثاني-ثالث أطيب بيتزا في العالم، كما أتقن طهو الكبّة بالصينية، وطبق الفول المدمّس الذي أحضّره «غريب عجيب».
- ليكن برنامج تلفزيون الواقع Reality Show!
لا لا لم تعجبني الفكرة، فأنا رجل «خصوصي» لا يناسبني أن تلاحقني الكاميرا طوال الوقت..
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات