في حوار عن أزمته الصحية: عزت أبو عوف زواجي الأخير ليس سبب مرضي
يعترف بأن أزمته الصحية الأخيرة كشفت له حباً فاق توقعاته، وذلك رغم الغضب الشديد الذي شعر به بعد اتهام زوجته الأخيرة «أميرة» بأنها أحد أسباب إصابته بمشاكل في القلب... الفنان عزت أبو عوف يكشف تفاصيل رحلته مع المرض حتى أجرى عملية قلب مفتوح، ويتكلّم على حالته الصحية في الوقت الحالي، ويتحدث عن الفنانين الذين حرصوا على الاطمئنان إليه، وموقفه من أعماله الفنية الجديدة.
- طمئنّا إلى حالتك الصحية اليوم...
صحتي جيدة جداً اليوم، وأكد لي الأطباء نجاح العملية الجراحية بامتياز، والحمد لله شفائي كان سريعاً جداً، ولم أبقَ لفترة طويلة في المستشفى، واستعدت نشاطي بعد العملية بأيام، وأريد أن أبعث برسالة الى جمهوري من خلالكم أطمئنهم فيها إلى صحتي، وأؤكد لهم أنني بخير، وأشكرهم على وقوفهم الى جانبي في أزمتي الصحية، لأن حبّهم الذي فاق كل توقعاتي، واهتمامهم بي أعطياني دفعاً قوياً للتعافي، فهم أغلى مكافأة وهبها لي الله.
- ما هي طبيعة الأزمة الصحية التي مررت بها؟
ربما يتعجب البعض حين يعلم أنني لم أكن أشكو من أي مرض قبل دخولي المستشفى، ولم أشعر يوماً بأن قلبي ضعيف، وكنت حريصاً على ممارسة الرياضة باستمرار، لذا تعجبت بمجرد إجرائي الفحوصات الطبية، وظللت لفترة لا أصدق أنني مريض، حتى قصدت أكثر من طبيب وأكدوا لي ضرورة إجرائي عملية قلب مفتوح في أسرع وقت ممكن، لأن المماطلة تؤدي إلى تفاقم المشكلة، فقررت تنفيذ أوامر الأطباء بإجرائها، ولم أتعرض لأي مضاعفات رغم اكتشافي المرض في مراحله المتقدمة.
- إذاً، كيف علمت أنك مريض بالقلب؟
ما حدث لي لا يتكرر إلا بنسبة واحد في المئة، لأنني اكتشفت المرض من طريق الصدفة، عندما أبلغتني ابنتي مريم وشقيقتي مها أنهما ستسافران الى الخارج لإجراء فحص شامل للاطمئنان إلى حالتهما الصحية، واعتدت أن أخضع لفحوصات دورية كل فترة، فأبلغتهما أنني سأسافر معهما، وبعد إجراء بعض الفحوصات فوجئت بأنهم يطلبون مني عمل قسطرة لإنسداد شريان في القلب، وبعدها طلبوا مني إجراء عملية جراحية، لكنني رفضت وقررت العودة إلى القاهرة، وطوال تلك الفترة كنت أكذّب الفحوصات كافة، وفي الوقت نفسه أريد التأكد من أطباء آخرين، وبعد مقابلة أكثر من طبيب قررت إجراء العملية من دون تردد.
- لكنَّ الكثيرين شعروا بمرضك منذ ظهورك الأخير في أحد الإعلانات الخيرية، كان يبدو عليك التعب والإجهاد!
لم أكن مريضاً وقتها، ولم أشعر بتعب أو إجهاد، لكنني أعترف بأن ظهوري في هذا الإعلان كان سيئاً للغاية وغير راضٍ عنه نهائياً، وهذا مرده الى عوامل كثيرة لا علاقة لي بها، ومنها طريقة تصويره وإخراجه، فكان من المفترض إعادة تصويره من جانب المسؤولين عنه، خصوصاً بعد مشاهدتهم إياه وخروجه بشكل غير لائق، لكن هذا لم يحدث وتم عرضه بمجرد الانتهاء من تصويره في شهر رمضان الماضي.
- ما سبب إخفائك الخبر عن وسائل الإعلام في بداية الأمر؟
لم أتعمد إخفاء الخبر، وبطبيعتي أحب مشاركة جمهوري أفراحي وأوجاعي، لكن المسألة مرت بسرعة، لدرجة أن هناك العديد من أقاربي وأصدقائي المقربين لم يعلموا بالأمر إلا بعد إجرائي العملية من طريق وسائل الإعلام.
- لكن ذلك أدى إلى انتشار العديد من الشائعات!
غضبت كثيراً من كل الشائعات التي انطلقت بمجرد انتشار الخبر، فلم يحاول أحد الاتصال بأسرتي للتأكد قبل أن ينشر خبر وفاتي مثلاً... شيء سخيف جداً أن تنتشر عنك أكاذيب وأنت في محنة، فالبعض يظن أن حياة الفنان مشاع ومن حق أي شخص أن يتدخل فيها، وهذا أمر خاطئ، لكن الخطأ الأكبر أن تخرج الأكاذيب من دون محاسبة، وأتمنى أن يتحرى كل شخص الدقة في كل ما ينشره، لأنه يتحدث عن حياة إنسان آخر.
- وما تعليقك على بعض الأقاويل التي تؤكد أن زواجك الأخير هو سبب مرضك بالقلب؟
استمعت إلى هذه الشائعة، وغضبت من زج اسم زوجتي أميرة في تلك السخافات، فهي لا علاقة لها بمرضي، وهذا ابتلاء من الله، وحزنت كثيراً للحديث في تلك المسألة، لأن هناك أموراً من المعيب التطرق اليها، والخوض فيها يعتبر تدخلاً في خصوصياتي، وهذا ما أرفضه تماماً، ليس من الإعلام فقط، لكن من أي شخص، فحتى ابنتي مريم أو شقيقتي مها أو أي شخص من المقربين مني لم يتدخلوا في حياتي الشخصية، لكن رغم غضبي مما حدث فقد تعرفت على أشياء كثيرة مفرحة خلال محنتي.
- ماذا تقصد؟
محنتي عرّفتني بمدى حب الجمهور لي، وهذا أكثر ما أسعدني وجعلني أتجاوز كل المحن، فأخبرتني شقيقتي مها أنها استقبلت آلاف المكالمات الهاتفية من المعجبين يطلبون منها الحضور إلى المستشفى للاطمئنان إليَّ، ليس من داخل مصر فقط وإنما من كل أنحاء العالم، ولمست بنفسي حب الجمهور من خلال عدد من الزوار الذين أصروا على الحضور إلى المستشفى، فطوال وجودي في غرفتي كنت أفاجأ بالزوار، وشعرت بسعادة كبيرة عندما اكتشفت أن جمهوري من مختلف الفئات العمرية، فحتى الأطفال كانوا حريصين على الاطمئنان الى صحتي، حب الجمهور أغلى شيء بالنسبة الى الفنان، خصوصاً لو لمسه في وقت الأزمات.
- من هم الفنانون الذين اطمأنوا إليك؟
معظم زملائي وأصدقائي حرصوا على الاتصال بي والاطمئنان إليَّ، حتى من كان منهم خارج مصر، وأبرزهم عمرو دياب وشيريهان وميريام فارس وميرفت أمين ودلال عبدالعزيز وبوسي وخالد النبوي، وحسين فهمي اتصل بي أثناء وجوده في الولايات المتحدة الأميركية، ويسرا من إسبانيا، ومحمود قابيل وسميرة أحمد ونبيلة عبيد. كما حرص على زيارتي في المستشفى بمجرد خروجي من غرفة العمليات، الموسيقار عمر خيرت والأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكي للسينما، وأحمد حلمي ومنى زكي... علاقتي جيدة بجميع زملائي، وأكنُّ لهم كل الحب والتقدير والاحترام، وأشكرهم أيضاً على وقوفهم الى جانبي في محنتي.
- هل تلوم أحداً لعدم الاطمئنان إليك؟
ليس لوماً، فهناك البعض ممن كنت أتوقع منهم أن يكونوا في مقدم الناس الذين سيحرصون على الاتصال بي أو زيارتي، ومنهم تامر حسني ومي عز الدين، خصوصاً أننا حققنا نجاحات عدة معاً بتعاوننا في أجزاء فيلم «عمر وسلمى»، وعلاقتي بهما أكثر من رائعة، لكنهما ربما لا يعلمان أو هناك شيء ما منعهما من السؤال عني.
- هل هناك أعمال فنية جديدة ستشارك فيها قريباً؟
هناك فيلم «باباراتزي» من بطولة رامي عياش وإيمان العاصي، تأليف أحمد عبدالفتاح وإخراج سعد هنداوي، وصورت منه جزءاً كبيراً قبل إجرائي العملية الجراحية، لكن يتبقى لي مشهدان من المفترض أن أصورهما بمجرد خروجي من المستشفى، ومن المفترض أن يطرح في دور السينما في عيد الأضحى المبارك. أيضاً هناك مسلسل «الدخول في الممنوع»، ويشاركني بطولته أحمد فلوكس وبشرى وإيمان العاصي وسوسن بدر والفنانة القديرة سميحة أيوب، إخراج محمد النقلي، لكنني أجّلته حتى تتحسن حالتي الصحية، وحتى الآن لم يتم تحديد موعد لعرضه، سواء قبل الموسم الرمضاني أو في رمضان المقبل. وهناك سيناريوات درامية معروضة عليَّ، ومنها مسلسل مع كريم عبدالعزيز، وفيلمان أحدهما من بطولة النجمة الكبيرة سميرة أحمد، ويمثل عودة قوية لها بعد غياب فني طويل.
- وما سبب غيابك عن تقديم أي أعمال درامية في موسم رمضان الماضي؟
لم أتعمد الغياب، بل كنت مشغولاً بمسلسل «أسرار» الذي كان من المفترض عرضه في رمضان، لكن تم عرضه قبل الموسم الرمضاني، كما أنني سعيد جداً بردود الأفعال على العمل، وراضٍ تماماً عن توقيت عرضه، لأنه حقق نجاحاً كبيراً واستطعنا من خلاله فتح موسم جديد لعرض الأعمال الدرامية.
- ما هي المسلسلات التي نالت إعجابك في رمضان الماضي؟
شاهدت معظم المسلسلات التي عرضت، ووجدت أن هناك العديد من الأعمال الجيدة التي تستحق المشاهدة، فضلاً عن العديد من الأعمال التي قدمت مجموعة رائعة من الشباب الذين يمتلكون الموهبة، سواء في التمثيل أو الإخراج أو التأليف. ومن أبرز المسلسلات التي نالت إعجابي، «طريقي» لشيرين عبدالوهاب و «حارة اليهود» لمنة شلبي وإياد نصار وريهام عبدالغفور وهالة صدقي، تأليف مدحت العدل، واستمتعت بأداء نيللي كريم في مسلسل «تحت السيطرة»، كما أعجبت بأحمد مكي في «الكبير أوي»- الجزء الخامس، ودائماً أهتم بمشاهدة أعماله لأنني أحب طريقة أدائه.
- ما نوع علاقتك بابنتك المخرجة مريم أبو عوف؟
أغلى الأشخاص إلى قلبي، وأقربهم إلي، فهي وشقيقتي مها حبهما في قلبي لا يوصف، وأتمنى أن نظل دائماً أقوياء ببعضنا بعضاً، ومن دونهما لا معنى حقيقياً للحياة، فهما من أوائل الذين رافقوني في رحلة علاجي من هذا المرض حتى إجرائي العملية، لم تفارقاني للحظة واحدة، وأدعو الله أن نظل معاً ولا نفترق عن بعضنا أبداً.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024