تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

قصة مراهقة أميركية تطارد الحب في المغرب

ريبيكا آرثور

ريبيكا آرثور

"سيمو العدالة"

لم تكن المراهقة الاميركية ريبيكا آرثور تدرك أن مغادرة المغرب ستكون قبل الموعد الذي حددته لرحلتها الرومانسية الى صديقها المغربي الملقّب بـ «سيمو العدالة». إذ قررت ريبيكا أن تودّع أسرة صديقها بعد عطلة عيد الفطر، لكن القدر خيّب ظنها بعد انتشار خبر اختفائها وانطلاق حملة البحث عنها، لتظهر المراهقة أخيراً الى جانب صديقها المغربي في مدينة الدار البيضاء، بكامل صحتها وقمة سعادتها.


في حضرة الحب
نفت آرثور التي وصلت إلى المغرب لتلتقي صديقاً تعرفت إليه عبر «فيسبوك»، أن تكون قد غادرت الولايات المتحدة من دون علم والديها. كما اتصلت بعائلتها وطمأنتها الى وجودها بمعية صديقها في المغرب. ولتثبيت أقوالها، التقطت صورة تجمعها بـ «سيمو»، وأكدت انها ستواصل إقامتها في المغرب لأسبوعين قبل أن تقرر العودة الى بلادها.
وفيما أوضحت أسرة «السيمو» أنها على صلة بأسرة ريبيكا منذ مدة، وأن قدومها إلى المغرب جاء بعد تنسيق بين الطرفين، كما تواصلت القنصلية الأميركية في الدار البيضاء مع الجميع وطمأنتهم الى حال الفتاة... أكدت العائلة أن صديقة لريبيكا هي التي نشرت هذا الخبر الكاذب على «فيسبوك» كرد على رفضها مصاحبتها إلى المغرب، ولتتناقله الصحافة الأميركية بدورها.


رحلة البحث المضني
انتشر خبر اختفاء ريبيكا البالغة من العمر 17 سنة، إثر قدومها إلى المغرب للقاء صديق مغربي كانت تعرفت اليه عبر «فيسبوك»، وفقاً لما ذكرته السلطات الأميركية وساقته مصادر إعلاميّة عدة، حيث شوهدت للمرة الأخيرة في مطار جون كينيدي في نيويورك برفقة والدتها التي أوصلتها إلى هناك وفي اعتقادها أن ابنتها ستتوجه إلى ولاية كاليفورنيا لزيارة إحدى صديقاتها. وتبين وفق المصادر والمعطيات ذاتها، أن صديق ريبيكا الذي يحمل حسابه في «فيسبوك» اسم «سيمو العدالة»، هو من أشهر علاقته بالفتاة المراهقة من دون علم والديها.
في غضون ذلك، عمّمت الشرطة الأميركية أوصاف المختفية وأعلنت رقم هاتفها، ودعت في المقابل كل من يعرف شيئاً عن «سيمو» الى التبليغ عنه لعله يقودها إلى الكشف عن مصير الفتاة التي سافرت اليه لتعيش ما تظنّه تجربة رومانسية...
أقارب ريبيكا أن تكون قد وقعت ضحية العلاقات الكاذبة المحبوكة على الانترنت، مرجّحين أن يكون الحساب مزيفاً رغم وجود الصور الحقيقية لصاحبه، فتدخل الفتاة عندها في نفق مظلم.


وجع الفراق
انقلبت لحظات الحب التي قضتها ريبيكا الى جانب صديقها المغربي، في مدينتي الصويرة والدار البيضاء، إلى مأساة وانخرطت في بكاء حاد، بعدما أخبرتها القنصلية الأميركية في الدار البيضاء، أنها ملزمة بترك صديقها المغربي، والعودة الى بلادها لكونها لا تزال قاصراً، ولا يمكنها مغادرة بلدها من دون تصريح رسمي... للوهلة الأولى رفضت ريبيكا قرار القنصلية ترحيلها الى بلادها، لكن «سيمو» حاول طمأنتها بأن لقاء قريباً سيجمعهما من جديد، وكان يأمل مرافقتها الى المطار قبل المغادرة، لكن القنصل منعه من ذلك، طالباً منه الاطمئنان إليها عبر «فيسبوك»، لأنها كانت تخشى أن يتخلى عنها بعد الجدل الذي رافق مجيئها إلى المغرب.
تقبّل «سيمو» قرار ترحيل صديقته بصدر رحب، قبل أن يستدرك: «لن أتخلى عن ريبيكا، وسنلتقي بعد 5 أشهر، وهذا وعد قطعته على نفسي أمامها»، مستنكراً الأخبار التي روّجها البعض في شأن «اختطافه» ريبيكا، مشدداً على أن قدومها إلى المغرب كان بعلم أسرتها، ومؤكداً أنه تكلم مع والدة ريبيكا عبر «سكايب» فبدت مصدومة مما تم ترويجه من شائعات تناولت اختفاءها.
 

وثائق مزورة
بعد وصولها إلى موطنها، كشفت الشرطة أن ريبيكا استخدمت وثائق مزورة لتتمكن من السفر إلى المغرب للقاء «سيمو». ويبدو أن مسلسل «ريبيكا والسيمو» قد ميّز حلقاته عنصر التشويق بحيث أكدت الشرطة أن الفتاة عادت إلى كنف أسرتها، ولن تواجه أي تهمة، أو تُتابع قانونياً، «لأنها لم تخرق قانون الولاية، بل تجاوزت بعض قواعد السفر المعمول بها في الولايات المتحدة الأميركية»، وأوضحت كيف أخبرت ريبيكا والدتها بأنها ستسافر إلى كاليفورنيا، وطلبت منها ترخيصاً بذلك، لأن القانون الأميركي يمنع القاصرين من السفر وحدهم عبر الطائرة من دون موافقة الوالدين... لذا قامت ريبيكا بمسح اسم ولاية كاليفورنيا، ووضعت اسم المغرب بدلاً منه، لتتمكن من السفر إلى الدار البيضاء ولقاء «سيمو». ووصفت الشرطة تصرف ريبيكا بـ «المخاطرة»، فهي لم يسبق لها أن التقت الشاب المغربي، وكل ما يجمعهما علاقة في نطاق العالم الافتراضي، كما أنها تركت بلدها من دون علم والديها، مما قد يعرّض حياتها للخطر، «لأن هناك الكثير من الأماكن في العالم يعتبر فيها الأميركي شخصاً غير محبوب».
وأثنت الشرطة على «سيمو» وأفراد أسرته، معتبرةً أن ريبيكا «محظوظة بلقائها أسرة مغربية طيبة، عاملتها بالحُسنى، وأن سيمو كان شاباً لبقاً وتعامل مع ريبيكا بغاية الاحترام والتقدير»، مشيرةً الى تقصير مصالح الأمن في مطار «جون كنيدي» من حيث عدم التدقيق في تراخيص السفر، ومضيفة: «ليس من عادات المجتمع الأميركي أن يكذب الأبناء على آبائهم حول وجهة سفرهم، خصوصا لو تعلق الأمر بالسفر إلى بلد آخر».


متابعة إعلامية دولية
مغاربة كثر تفاعلوا مع هذا الحدث الرومانسي على مواقع التواصل الاجتماعي، فأكد بعضهم اقتراب موعد رحيل سيمو الذي لا يزال في مقتبل العمر الى «بلاد العم سام»، وأشاد آخرون بقدرته على جذب فتاة شابة وقعت في حبِّه فغامرت لرؤيته في بلده، كما أثار هذا الحدث نقاشاً حول «منسوب الثقة» ضمن العلاقات في العالم الافتراضي.
ورغم أن قصة «سيمو وريبيكا» استأثرت باهتمام العديد من المغاربة، فإن الأمر لم يختلف كثيراً في الولايات المتحدة الأميركية، بحيث تدخّل مكتب التحقيقات الفيدرالي للوقوف على ملابسات القضية، وتخوفت الشرطة من أن يكون سفر ريبيكا إلى المغرب لأغراض «مشبوهة»، قبل أن يتبين للأجهزة الأمنية أن القضية لا تعدو كونها «علاقة حب» بين فتاة أميركية وشاب مغربي جمعهما العالم الافتراضي قبل أن يلتقيا على أرض الواقع، فشغلت صورهما حيزاً في الصحف الأميركية، وكذلك الاجنبية التي استغربت قدرة الشاب المغربي على إقناع صديقته بالسفر من بلدها إلى المغرب من دون إخبار أسرتها، خصوصا أن عمر علاقتهما لا يتجاوز الـ 7 أشهر.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077