هند صبري: ليهددوني كما يشاؤون وسألجأ إلى القضاء
لا تقلق من تعرّضها لتهديدات من الجماعات الإرهابية بسبب قرارها المشاركة في فيلم «زهرة حلب»، الذي يكشف كواليس تجنيد الشباب في الجماعات التكفيرية. هند صبري تحدثت عن هذا الفيلم، ومشروعاتها الفنية الجديدة، ورأيها في منى زكي ومنة شلبي ونيللي كريم، ونوع علاقتها بالفنانات التونسيات، وحملة التشويه التي تعرّضت لها أخيراً بسبب مشاركتها في الحملة الدعائية لإحدى الجمعيات الخيرية، كما ترد على الانتقادات التي وجهت إليها بسبب الوشم على قدمها، وتكشف عن أوجه الشبه بينها وبين ابنتيها عاليا وليلى، ولماذا ترفض نشر صورهما.
- ما الذي جذبك للمشاركة في الفيلم التونسي «زهرة حلب»؟
عرض عليَّ الفيلم منذ أكثر من ثلاث سنوات، ورشحني له مخرجه رضا الباهي، وأكثر ما حمسني للعمل هو مناقشته إحدى المشاكل الاجتماعية الهامة التي تواجه الكثير من الأسر التونسية حالياً، وهي انضمام مجموعة من الشباب التونسي إلى الجماعات التكفيرية، مثل «داعش» و «جبهة النصرة». ورغم أن تونس بعيدة جغرافياً من الأحداث، إلا أن هذا لا يمنع الشباب التونسي من السفر إلى سورية والعراق وغيرهما من الدول العربية للانضمام إلى تلك الجماعات. والفيلم يطرح قضية اجتماعية هامة، ويلقي الضوء على أسباب اختيار هؤلاء الشباب للانضمام إلى جماعات تؤدي بهم إلى الهلاك والقتل، والفيلم لم يقدم حكماً على هؤلاء الشباب بقدر ما يحاول عرض القضية والنتائج المترتبة عليها.
- وما سبب تأجيل المشروع طوال تلك الفترة؟
لم يتم تأجيله، لكن الفيلم يحتاج إلى فترة تحضير طويلة حتى يخرج بالشكل المطلوب، ونحن الآن في المرحلة الأخيرة من التجهيزات واختيار جميع الممثلين المشاركين فيه، ومن المفترض البدء في تصوير مشاهده الذي سيتم ما بين تونس ولبنان، بالتزامن مع نهاية شهر أيلول/سبتمبر، وهناك العديد من المشاهد التي من المفترض أن تُصوّر في سورية، لكن سيتم تصويرها في لبنان نظراً إلى الظروف الأمنية، والعمل يضم مجموعة من الفنانين من مختلف الدول العربية، سواء تونس أو سورية أو مصر.
- ألم تقلقي من تعرّضك لتهديدات من تلك الجماعات بسبب هذا الفيلم؟
لا أقلق من ذلك على الإطلاق، فليهددوني كما يشاؤون، ولو كنت أنشغل بمثل تلك الأمور لما أقدمت على تلك الخطوة أو غيرها، لأن القلق أو الخوف يدمر الإنسان ويصيبه بالفشل، وما يشغلني هو تقديم أعمال فنية تلامس معاناة الجمهور، فنحن نعيش في عالم عربي متغير بصفة يومية، وبما أنني أنتمي إلى هذا الوطن ومهمومة بقضاياه، فلا بد من أن أطرح مشكلاته، وليست وظيفة الفنان أو المبدع أن يجد حلولاً لكل القضايا التي تتم مناقشتها، لكن عليه أن يلقي الضوء عليها ويشارك المجتمع في مشاكله، والكثير من الأسر الآن أصبحت خائفة على أولادها، فلربما يُستقطبون من تلك الجماعات باسم الدين، لتنفيذ مخططات وأغراض أخرى لا علاقة لها بالدين، وإنما تخدم مصالح أشخاص هم المستفيدون منها.
- هل هناك مشاريع سينمائية أخرى تحضّرين لها؟
هناك مشروع سينمائي في مصر من المفترض أن أبدأ تصويره بمجرد انتهائي من فيلم «زهرة حلب»، وهو من نوعية الأفلام التجارية الخفيفة التي تعتمد على الكوميديا والسخرية من الواقع الذي نعيشه. والفيلم معروض عليَّ منذ فترة وأعجبني كثيراً، لكنني كنت مشغولة بأعمال فنية أخرى، لذا فضلت أن أبدأ فيه قبل نهاية هذا العام.
- ما آخر فيلم شاهدته؟
سعيدة بمستوى الأفلام التي تُعرض أخيراً في دور العرض، وأعتقد أننا كنا نحتاج إلى عودة تلك النوعية من الأفلام ذات القيمة وفريق العمل المتكامل، ومنها فيلم «سكر مر» لمخرجه هاني خليفة، وأيضاً فيلم «ولاد رزق» للمخرج طارق العريان، الذي يعتمد على شكل مختلف لم نعتد عليه في الأفلام الأخيرة، وهو البطولة الجماعية لمجموعة من النجوم، وهم أحمد عز وعمرو يوسف وأحمد الفيشاوي وأحمد داوود وكريم قاسم... وللأسف لم أستطع مشاهدة فيلم «شد أجزاء» لمحمد رمضان، لكنني علمت من أصدقائي أنه عمل جيد، وكلها محاولات رائعة لتستعيد السينما مجدها وقوتها من جديد، بعد الأزمة التي تعرضت لها في الأعوام الماضية. وأتمنى أن تنجح تلك التجارب في إنعاش السينما وإعادة الجمهور إليها مرة أخرى.
- تردد وجود جزء ثالث من فيلم «الجزيرة»، فما حقيقة ذلك؟
كثير من الجمهور يسألني عن وجود جزء ثالث للفيلم من عدمه، والحقيقة لا أستطيع الرد على هذا السؤال، لأنني لا أعلم هل يمكن أن يُستكمل العمل أم لا. لم يُحدثني المخرج شريف عرفة عن ذلك حتى الآن، وأتمنى أن يفاجئنا بجزء ثالث مثلما فاجأنا جميعاً بالجزء الثاني، والذي حقق نجاحاً ضخماً أثناء عرضه، وكان صاحب الفضل في الظهور الأخير للراحل خالد صالح رحمه الله.
- تردد أنك تعاقدت على مسلسلك لرمضان 2016، فما تفاصيله؟
حتى الآن لم أبرم أي تعاقد على مسلسلي الجديد، وهناك عدد من المشاريع المعروضة عليَّ، لكنني لم أجد السيناريو المميز الذي أعود به إلى الدراما بعد غيابي عنها في رمضان الماضي، وبمجرد أن أحدد المسلسل الذي سأشارك به في السباق الرمضاني فسأعلن عن تفاصيله.
- رغم غيابك عن الدراما العام الماضي لكنك ظهرت ضيفة شرف في مسلسل «استيفا»، فهل هذا ناتج من حرصك على الوجود مع الجمهور كل عام؟
اشتراكي جاء نتيجة صداقتي للفنان عباس أبو الحسن، وقد تعاونت معه من قبل كمؤلف في فيلم «إبراهيم الأبيض» وكممثل في فيلم «عمارة يعقوبيان»، وعندما عرض عليَّ المشاركة في مسلسله الجديد لم أتردد للحظة، لأنه صديقي على المستوى الشخصي قبل أن يكون زميل عمل. ورغم أن ظهوري كان بسيطاً كضيفة شرف في إحدى الحلقات، إلا أنني سعدت كثيراً بالتجربة، لأنها نالت إعجاب الجمهور وجذبتهم لمتابعتها، خصوصاً أنها من نوعية الأعمال التي تعتمد على الإثارة والتشويق، وأعطت المشاهد فرصة التفكير من خلال الألغاز المعروضة في المسلسل، كما أتاح لي العمل فرصة أداء شخصية أُجسّدها للمرة الأولى في حياتي الفنية، فهي تجربة مختلفة ولم أندم عليها.
- وما السبب وراء غيابك عن دراما رمضان الماضي؟
بطبيعتي لم أشارك في دراما رمضان في عامين متتاليين، فابتعدت عن الدراما لمدة عامين بعد مسلسلي الأول «بعد الفراق»، ثم قدمت مسلسل «عايزة أتجوز» واختفيت لمدة عام، وقدمت من ثم «فيرتيغو» وعدت العام قبل الماضي بمسلسل «إمبراطورية مين»، ولا بد من أن آخذ قسطاً من الراحة بين كل مسلسل وآخر، لأن تصوير الأعمال الدرامية يصيبني بإرهاق شديد لطول المدة التي قد تصل أحياناً إلى ستة أشهر كاملة، والعمل المتواصل لفترات طويلة يأخذني بعض الشيء من أسرتي وأطفالي، ولذلك صعب جداً أن أقدم مسلسلاً كل عام، لكن ما يشعرني بالسعادة والفخر أن البعض ربط اسمي بموسم رمضان، رغم عدم مشاركتي كل عام، وهذا الأمر يحمّلني مسؤولية كبيرة، لأن شهر رمضان هو موسم الدراما الأول، لذا أمنح نفسي الفرصة لدراسة المشاريع الدرامية الجديدة واختيار الأفضل بينها لأقدم ما ينتظره مني جمهوري.
- ما هي المسلسلات التي نالت إعجابك في رمضان الماضي؟
بحكم عدم ارتباطي بتصوير أي أعمال فنية خلال تلك الفترة، استطعت مشاهدة معظم المسلسلات. ومن أول الأعمال التي نالت إعجابي مسلسل «تحت السيطرة»، وأبهرني أداء جميع الممثلين المشاركين فيه، بدءاً ببطلته نيللي كريم وظافر العابدين ومحمد فراج وأحمد وفيق وهاني عادل، وصولاً الى النجمة الصاعدة جميلة عوض، وأعجبت بطريقة تناول قضية الإدمان وطريقة السرد للمؤلفة مريم نعوم والإخراج الرائع لتامر محسن. كما استطاعت نيللي للمرة الثالثة على التوالي إثبات أنها ممثلة مميزة وقادرة على تقديم الأدوار كافة وبشكل أكثر من رائع. أيضاً أعجبت بمسلسل «حارة اليهود» وتابعته، لأنني على المستوى الشخصي أعشق مشاهدة منة شلبي أمام الكاميرا، كما استمتعت بطريقة أداء شيرين عبدالوهاب في مسلسل «طريقي»، وأتمنى أن تكرر التجربة مرة أخرى، لأنها أثبتت أنها ممثلة جيدة، بالإضافة إلى تميز السيناريست تامر حبيب في كتابة سيناريو العمل، والممثل باسل خياط، والوجه الصاعد ياسمين صبري التي أتنبأ لها بمستقبل باهر في التمثيل، كذلك مسلسل «العهد» الذي جذبني منذ الحلقة الأولى وقررت متابعته، لأن كل المشاركين فيه أصدقائي على المستوى الشخصي.
- وما رأيك في انتقاد البعض لأداء شيرين التمثيلي مقارنةً بمستواها في مجال الغناء؟
هي مطربة في الأساس، وأمر طبيعي أن تكون متفوقة في مجالها أكثر من التمثيل، وعن نفسي لم أر ذلك، لأن سقف توقعاتي بالنسبة إلى تجربتها في التمثيل لم يكن مرتفعاً بدرجة مبالغ فيها، وكنت أشاهدها وأنا على دراية بأنها تقدم شيئاً جديداً ومختلفاً عليها، وهذا ليس أمراً سهلاً على الإطلاق، وأعتقد أن المخرج محمد شاكر تعامل معها بذكاء شديد عندما حاول أن يظهرها بطبيعتها وتلقائيتها أكثر من إظهارها كممثلة، وهي استوعبت ذلك جيداً ونفذت المطلوب منها على أكمل وجه. ورغم أن العمل يضم مجموعة من الممثلين أصحاب الخبرة الطويلة في مجال التمثيل، مثل سوسن بدر وباسل خياط، إلا أنها لم تبتعد عنهم كثيراً واجتهدت في دورها بشكل ملحوظ.
- وما رأيك في أداء هيفاء وهبي وغادة عبدالرازق وأحمد السقا؟
لم أستطع متابعة مسلسل «ذهاب وعودة» لأحمد السقا بالكامل، لكن من خلال الحلقات التي تابعتها، وجدت السقا كعادته ممثلاً مميزاً، يمتلك أدواته المهنية ويسيطر على الشخصية، وأعجبت بأداء إنجي المقدم معه، وأرى أنها فنانة تمتلك موهبة تمثيلية كبيرة. أما غادة عبدالرازق في مسلسل «الكابوس» فقدّمت دوراً مختلفاً وجديداً عليها، وهذا ما أعشقه فيها، لأنها تبحث دائماً عن التنوع والتغيير وتفاجئ جمهورها بتقمصها الشخصيات. وتطورت هيفاء وهبي بشكل ملحوظ وواضح في طريقة تمثيلها من خلال مسلسل «مريم»، فعلى الرغم من أنها جسدت شخصيتي توأم، لكنها استطاعت إقناع المشاهد بأنهما شخصيتان منفصلتان، فهذا الموسم كان مليئاً بالأعمال الجيدة ويمتاز بالتكامل، لكنني اشتقت إلى يسرا ويحيى الفخراني، وأتمنى أن يتواجدا في رمضان المقبل.
- ألا تفكرين في تكرار تجربة المذيعة مرة أخرى؟
خضت التجربة منذ فترة ببرنامج «الشقة»، وحقق نجاحاً كبيراً وقتها، وهي من الخطوات الممتعة بالنسبة إلي والقريبة إلى قلبي، لكنني لم أكرر التجربة نظراً إلى انشغالي بعدها بالتمثيل، ويمكن أن أُقدم على تلك الخطوة إذا وجدت الفكرة المميزة التي تحمسني للجلوس من جديد على كرسي المذيع.
- واجهت هجوماً شرساً من البعض بعد اتهامك بتقاضي مبالغ مالية ضخمة مقابل حملة إعلانية للتبرعات لإحدى الجمعيات الخيرية، فما تعليقك؟
إلى جانب البيان الذي أصدرته الجمعية بتكذيب كل الشائعات، وتأكيد أن كل الفنانين المشاركين في الحملة الإعلانية لم يتقاضوا أي أموال مقابل ذلك، قررت اللجوء إلى القضاء واتخاذ الإجراءات القانونية ضد الصحيفة التي روَّجت لتلك الشائعة، لأن هذا الأمر لم يشوه سمعتنا كفنانين فحسب، بل يحرض الجمهور على عدم التبرع لتلك الجمعيات الهادفة إلى الخير، وكل من يفعل ذلك هو مجرم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولا أعرف ما الهدف من وراء انتشار تلك الأكاذيب ومن المستفيد منها.
- أخذت على عاتقك الدفاع عن جميع الفنانين المشاركين في الحملات الإعلانية للتبرعات للجمعيات الخيرية، فما هي دوافعك؟
تعمدت أن أخرج للدفاع عن جميع الفنانين في تلك المرة، بل وأصررت على أن يكون الرد بقوة وحزم، لأن من يروج لهذه الشائعات يظن أننا لن نهتم بالمسألة، ولن يحاول أحد منا نفي الشائعات وتوضيح الأمر، مما يجعلهم يتمادون في نشرها، فهناك أشياء لا تستحق الرد عليها وتجاهلها أفضل من التركيز عليها، لكن الأشياء الخاصة بأعمال الخير، من الظلم أن يتم التشكيك فيها، وأعتقد أن ما حدث هو حملة تشويه للفنانين مقصودة ومتعمدة، ولذلك رددت بالنيابة عن زملائي المعنيين بالمسألة، حتى من دون أن أخبرهم، لأنني متأكدة من أنهم تعرضوا للظلم مثلي.
- بعد ما حدث، هل من الممكن أن تتراجعي عن فكرة تقديم الإعلانات الخيرية؟
من المستحيل أن أمتنع عن فعل أي شيء يتعلق بأعمال الخير مهما حدث، بل استمررت في نشر الأعمال الخيرية عبر صفحاتي الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي: فيسبوك وتويتر وإنستغرام... حتى بعد الشائعات الأخيرة، كما أن تلك التجربة أكدت لي أن الجمهور يعلم تماماً أن الفنانين يفعلون ذلك من أجل المساهمة والمساعدة، ولا أغراض شخصية لهم من وراء ذلك، مما جعلني أشعر بالراحة النفسية والطمأنينة إلى أنه لا يصح إلا الصحيح، مهما حاول البعض تشويه سمعتنا.
- وما ردك على الانتقادات التي وجهت اليكِ بسبب نشرك صورة لوشم على قدمك عبر «إنستغرام»؟
لم تكن المرة الأولى التي أرسم فيها وشماً على جسمي، بل نشرت صورة منذ عامين لوشم ولم تقابل بأي هجوم، والوشم من الأشياء القليلة التي أرتبط بها وأشعر بسعادة من طريقها، ونشرت هذه الصورة لأنني أحبها كثيراً، واندهشت من انتقاد البعض لي في هذا الأمر، خصوصاً أنه أمر عادي ولم أتوقع أنه سيقابل برد فعل عكسي، وربما يأخذ البعض عني فكرة أنني جادة في كل أمور حياتي الخاصة، لكن الحقيقة أنني أحياناً أكون سطحية، وهذا الجزء في شخصيتي أحبه جداً وأحترمه كثيراً، لأن الحياة ليست كلها جادة أو سطحية، بل هي مزيج من الاثنين.
- لكن رغم الانتقادات هناك العديد من المعجبات اللواتي رسمن الوشم نفسه لتقليدك، ما هو إحساسك؟
سعيدة بأن هناك بعض الفتيات ممن أعجبن به، وفي النهاية هو أمر شخصي قد يقبله البعض ويرفضه الآخرون، وأعتبر أن مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة للتقرب من جمهوري ومتابعته لكل شيء يخصني، والشيء الوحيد الذي أمتنع عنه هو نشر صور لابنتيَّ أو لزوجي، لأن لديهم خصوصياتهم ومن حقهم عليَّ أن أحافظ عليها.
- وإلى متى ستظلين ترفضين إظهار ابنتيك للجمهور؟
لست أنا من أحدّد ذلك، وأترك لهما حرية الاختيار عندما تكبران، وتقرران بنفسيهما مسألة نشر صورهما وظهورهما تحت الأضواء من عدمه، خصوصاً أنها مسألة شخصية تخصهما وحدهما فقط، فلا أريد أن أفرض عليهما شيئاً قد يرفضانه في المستقبل.
- من أقرب أصدقائك في الوسط الفني؟
لدي صداقات عديدة داخل الوسط الفني، وهذا الشيء أعتز به كثيراً، وأحاول دائماً الحفاظ عليه وتنميته، ومن أبرزهم يسرا ومنة شلبي وأحمد السقا وكندة علوش ومنى زكي ونيللي كريم وحنان ترك وبسمة وبشرى والفنان الشاب عمر السعيد، وهؤلاء علاقتي بهم قوية جداً ودائمو التواصل مع بعضنا بعضاً، وهناك صداقات أخرى ربما لم ترتق إلى المستوى نفسه لكنها جيدة جداً، وأفتخر بأن ليست لي عداوات مع أحد، حتى من ليسوا أصدقائي فهم زملائي في المهنة وأكنُّ لهم كل الاحترام والتقدير، وأتمنى لهم النجاح والتفوق في عملهم.
- وما نوع علاقتك بالفنانات التونسيات أمثال درة وفريال يوسف وفاطمة الناصر وسناء يوسف؟
لم تتح لي فرصة أن تجمعني علاقة صداقة على المستوى الشخصي بدرّة، لكنني أحرص على الاتصال بها والاطمئنان إليها في المناسبات، والأمر نفسه مع باقي الفنانات التونسيات، لكنني أشعر بأن البعض يحاول أن يفتعل أو يروِّج لوجود مشاكل بيننا، وهو أمر عار تماماً من الصحة، وسعيدة بنجاحهن جميعاً في مصر، ولا يوجد أي مبرر لحدوث أي خلافات بيننا، فنحن أبناء وطن واحد ونحاول جميعاً أن نقدم أعمالاً جيدة لنشرّف بلدنا ونكتسب ثقة الجمهور العربي ومحبته. وحتى على مستوى الغيرة الفنية فلا أشعر بها أبداً، خصوصاً أنه لا يوجد أي نوع من أنواع المنافسة أو الصراع الفني بيننا، لأنني أول فنانة تونسية جاءت إلى مصر، وقدمت أعمالاً فنية سواء في السينما أو التلفزيون وحققت نجاحات ضخمة، وأعتز بأنني فتحت الباب أمام فنانات تونسيات أخريات لدخول الأعمال الفنية المصرية، وعموماً لا أضع في تفكيري مسألة المنافسة، والدليل على ذلك أن غالبية صديقاتي هن نجمات جيلي، ولديَّ صداقات مع فنانين تونسيين حتى قبل أن يأتوا للتمثيل في مصر، وأبرزهم ظافر العابدين الذي تعاون معي في مسلسل «فيرتيغو»، وكانت التجربة الأولى له في مصر.
- مع من تحبين العمل في الفترة المقبلة؟
هناك فنانون وفنانات كثيرون أحب العمل معهم، سواء من النجوم الكبار أو أبناء جيلي أو الشباب، وأبرزهم الدكتور يحيى الفخراني، فهو من الفنانين الذين أحلم بالوقوف أمامهم، لأنني أعشق أداءه التمثيلي واختياره لأدواره الفنية، وهو من الفنانين الذين يصعب تكرارهم، وأتمنى العمل أيضاً مع خالد الصاوي، رغم أننا تشاركنا من قبل في فيلم «عمارة يعقوبيان»، لكن للأسف لم تجمعني أي مشاهد معه، والحال نفسه مع يسرا، كذلك أتمنى العمل مع نيللي كريم ومنى زكي، ومن النجوم الشباب أتمنى العمل مع أحمد الفيشاوي ومحمد فراج، لأنهما يمتلكان طاقات فنية ضخمة.
- ومن الفنانة التي تحرصين على متابعة أعمالها الفنية؟
ليست فنانة واحدة، لأنني أعجب بعدد من الفنانات وأهتم بمشاهدة كل جديد لهن، وهن غادة عبدالرازق وأصبح لها بريق خاص جداً في الدراما، ونيللي كريم التي حققت نجومية ضخمة في الأعوام الأخيرة وأصبحت واحدة من أهم النجمات في الدراما المصرية، ومنى زكي «بتوحشني» كثيراً وأحب متابعة أعمالها كافة... فجيلي غني بالنجمات المميزات، والمكانة التي وصلن إليها جميعاً في وقت قياسي أمر لا بد من الاعتزاز به.
- هل تشعرين بأنكِ وصلت إلى النجومية التي تحلمين بها؟
وصلت إلى أكثر مما كنت أحلم به، لكن لا تزال لديَّ أحلام ترتبط بتقديمي شخصيات وأدواراً مختلفة عما قدمتها من قبل، وأتمنى أن أظل دائماً نجمة، شرط أن تبقى قدماي على الأرض، بمعنى ألا أصاب بمساوئ النجومية ومنها الغرور والكبرياء.
- ومن هم مطربوك المفضلون؟
أعشق صوت شيرين عبدالوهاب وأعتبرها المطربة الأولى بالنسبة إليّ، ومن المطربين أحب سماع حسين الجسمي وهو من أقرب الأصوات الى قلبي.
أربعة كتب
القراءة من أكثر الهوايات التي أحرص عليها منذ طفولتي وحتى اليوم، وأقرأ حالياً أربعة كتب، كتاب بعنوان «شانتارام» للمؤلف الاسترالي غريغوري ديفيد روبرتس، والكتاب الثاني بعنوان «جواري العشق» للمؤلفة رشا سمير، والثالث بعنوان «يوتوبيا» للمؤلف أحمد خالد توفيق وأقرأه للمرة الثانية، وآخر بعنوان Civilizations ويتحدث عن تاريخ الحضارات، والقراءة من أكثر الأشياء التي ساعدتني في حياتي، سواء على المستوى المهني أو الشخصي، كما تجعلني أنسى الواقع وأُبحر بخيالي في أمكنة وأزمنة أخرى. أيضاً من هواياتي ممارسة الرياضة واليوغا، ومنذ حوالى العام تقريباً بدأت أتعلم النقر على الطبلة، وأستمتع بذلك كثيراً.
أنا وأسرتي
لم أشعر بخلل في التوازن بين الاثنين، لأنني لم أنشغل بعملي أكثر من اللازم، فأحاول أن آخذ إجازة مناسبة بين كل عمل فني وآخر، ولا أضغط نفسي بشكل يجعلني أصور عملين في وقت واحد، أو أنتهي من عمل وأبدأ بالآخر بعده مباشرة، وأولوياتي هي أسرتي وابنتاي، وفي الوقت نفسه أحب عملي جداً ولا أستطيع الاستغناء عنه، لكنّ ابنتيّ عاليا وليلى في المقام الأول دائماً، ولكل منهما شخصيتها المستقلة، لكنهما تشبهانني في بعض الأشياء، فمثلاً عاليا تأخذ مني الشخصية الحالمة، وفي طفولتي كنت أكثر خيالاً من الوقت الحالي، وكنت رومانسية وفيلسوفة، أما ليلى فتأخذ مني صفة العناد والاستقلالية، لكن شخصيتهما تتغيران وتتبدلان كلما تكبران في العمر، فحتى الآن لم أجد لديهما هواية ثابتة يمكن أن ترافقهما طوال العمر.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024