تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

Chanel تبني المستقبل هويّة من كوكو إلى كارل

انطلق عرض شانيل للأزياء الراقية لخريف وشتاء 2015-2016 بدخول سرب من الشهيرات إلى القاعة في الغران باليه في باريس في مشهد شبه تمثيلي يجمع نجمة هوليوود جوليان مور ونجمة السينما الفرنسية إيزابيل أوبير والممثلة والمغنية فانيسا بارادي والمغنية ريتا أورا، شهيرات من أجيال مختلفة، إلى جانب جميلات شابات ومراهقات اقتحمن أخيراً الأضواء مثل ليلي روز ديب ابنة فانيسا بارادي وجوني ديب التي أصبحت أخيراً وجهاً من وجوه دار شانيل، وفيوليت ماري أورسو ابنة العارضة إينيس دولا فريسانج، والعارضة أليس دلال، وغبريال، ابن الممثل الأميركي دانييل داي لويس والممثلة الفرنسية إيزابيل أدجاني. اجتمع في مكان واحد عشرون وجهاً من وجوه الشهرة العالمية تحت عنوان الصداقة الوفية لدار شانيل. وتزيّنت أزياء النجمات اللواتي شاركن في العرض بجواهر من البلاتينوم والماس أعيد ابتكارها من Bijoux de Diamants، مجموعة المجوهرات الشهيرة والوحيدة التي ابتكرتها غبريال شانيل عام 1932. ما الذي يمكن أن ننتظره بعد؟ الأزياء طبعاً، خصوصاً أن كلاماً سرى عن استباق للمستقبل في طريقة خياطة هذه المجموعة تحديداً، وأن عبارة «ثلاثي الأبعاد» 3D رافقت الدعوة إلى العرض. التلبيد باللايزر Laser Sintering طريقة جديدة اعتُمدت لتنفيذ تصاميم شانيل هذه، أي أن الخياطة تمت من دون درزات، فغابت الزوايا الحادة بل ظهرت الحواف عريضة مثل أكتاف السترات العريضة.

هكذا جمع كارل لاغيرفيلد الخبرة التقليدية في صناعة الأزياء الراقية مع أحدث التكنولوجيات، وابتكر مجموعة من البذلات الثلاثية الأبعاد استُخدمت لتنفيذها تقنية «الدمج الانتقائي باللايزر»، فجاءت مرسومة ومطرزة بالخرز ومبطنة بالساتين ومزينة بالتطريزات ومضفورة بالجلد.  بدت الخطوط واضحة والألوان هادئة راقية: الأسود الذي أحبته كوكو شانيل، والكحلي والأبيض والأحمر والوردي والذهبي والبنفسجي والأخضر. وبرزت الأقمشة مطرّزة، ملوّنة، مخطّطة بالساتين أو مجدولة بالجلد. كما أُعيد ابتكار سترة شانيل الأيقونية، فقُدّمت في صورة مختلفة تماماً، عنها قال كارل لاغرفيلد: «تتمحور فكرتنا حول نقل السترة الأيقونية من القرن العشرين إلى القرن الواحد والعشرين في نسخة جديدة تستفيد من التقنيات المتاحة الآن». استباق المستقبل لم يفرض أسلوباً بعيداً عن أسلوب شانيل، عن أبرز ما يميّز ويطبع التصاميم الممهورة بتوقيع الاسم الشهير. ظهرت السترات التي تخطت شهرتها الحدود الجغرافية والزمنية، متلألئة بالبرق الفضي. ولم تفاجئ التنانير التي تصل حتى الركبة جمهور الدار الذي اعتاد الرقي «الشانيلي»، فظهرت بقصاتها الأنيقة الضيقة لكن من دون أن تقيّد حركة من ترتديها، وقد لاءمتها أيضاً المعاطف القصيرة الواسعة بأحجام منتفخة أحياناً تزينها جيوب عريضة. أما التويد الأيقوني الذي أعادت اكتشافه كوكو شانيل قماشاً يلائم أزياء المرأة، فظهر في العرض ليثري الفساتين والبذلات المميّزة بدرزات شانيل الجديدة. وأكملت مظهر التنورة المستقيمة التي تبرز أنوثة من ترتديها، تفاصيل مستوحاة من أزياء الرجال: الياقات المفتوحة وأزرار السترات والأكمام المطوية.

ولأزياء الحفلات، ظهرت فساتين غير متماثلة الطول ضيقة عند الخصر لتنسدل متسعة في الجزء السفلي أو تنتفخ في هذا الجزء المذكور أو تتدرّج من طبقة إلى أخرى. فساتين من دانتيل أو حرير أو رافيا أو تول أو أورغنزة أو تفتا أو شيفون، وقد زينتها الريش المتلألئة، أو الزهور المصنوعة من القماش، أو أضاءها البرق اللمّاع، كل ما يليق بأنوثة تبرز برقيّ من دون ابتذال أو استعراض. هذا ما أكدت عليه تسريحات العارضات الحادة والبعيدة عن الأنوثة الطاغية، بل الصبيانية القصيرة، والماكياج القوي الواضح الذي يبرز القسمات ولا يخفي تفاصيلها. أما الأحذية فبدت كأنها مغلّفات مفتوحة، أنيقة وراقية. وانتعلت كلّ من العارضات جزمة قصيرة برباط خلف الكاحل وكعب هندسي الشكل. أما «بذلة» العروس، التي عرضتها كينديل جينير، فهي توكسيدو مصنوع من الساتين الأبيض، تتدلّى منه طرحة من التول تزينها كاميليا مادوموازيل شانيل.

قصة فستان من مجموعة شانيل Chanel للأزياء الراقية لخريف وشتاء

2015/2016 هو فستان عاجي بكمين طويلين وياقة كبيرة، مصنوع من القماش المخرم وتول الحرير المغطى بأزهار من الدانتيل، والشيفون، والسيليكون، وحجارة الراين. وبطانته التحتية مغطاة بأزهار من الدانتيل والشيفون والسيليكون. هو فساتين في فستان. هو ثراء الإبداع والأقمشة والخبرة الحرفية، هو الاستمتاع بالجمال، وأناقة الأزهار المجنّحة. أنامل ناعمة تحرّك الإبرة لصناعة الجمال. تصبح للفستان قصّة حياة، قصّة البساطة الغنية بالتعقيدات الجميلة.

1- في البداية، يكون التصميم فكرة في مخيّلة المصمم. ثم يتحوّل إلى رسم أولي يعدّه كارل لاغرفيلد ليجري من ثم تسليمه إلى المسؤولة عن قسم الخياطة.

2- محترفات شانيل

يتم تحويل الرسم أولاً إلى تصميم من قماش كتان، لتعاد خياطة التصميم بالأقمشة التي اختارها الاستوديو، وهي في هذه الحالة القماش المخرم وتول الحرير. يجري بعدها إرسال القماش المخرم وتول الحرير إلى محترفات Lemarié.

3- محترفات Lemarié

باستعمال عيّنة صادق عليها الاستوديو، يتم أولاً ابتكار التصميم على ورق استشفاف وفق النمط الذي وفرته محترفات شانيل. الأزهار المصنوعة من الدانتيل مع بتلات الشيفون والسيليكون تخاط على الدانتيل وتول الحرير. يستعمل حجر راين لزخرفة وسط كل زهرة. ويستلزم تطبيق أبليكيه الأزهار على الفستان والبطانة التحتية 840 ساعة من العمل في محترفات Lemarié.

4- محترفات شانيل

يتم إرسال القطع التي أنجزتها محترفات Lemarié إلى محترفات شانيل كي تبدأ الخياطات بجمع الفستان والبطانة التحتية.

تتم بعدها تجربة الفستان والبطانة التحتية على عارضة من خشب للتحقق من احترام النسب والطلة التي تخيلها كارل لاغرفيلد

5- استوديو شانيل

ترفق الأكسسوارات بالفستان والتي هي عبارة عن جزمة قصيرة ذات رباط خلف الكاحل، من الكريب دو شين والساتين الأسود، على أن يوافق عليها كارل لاغرفيلد خلال التجربة الأخيرة في الاستوديو قبل يوم واحد من العرض.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079