عبير صبري: فضّلت الابتعاد عن غادة عبد الرازق
رغم أنها كانت مرشحة للعمل مع غادة عبد الرازق في مسلسل «حكاية حياة»، بعد نجاحها معها في مسلسل «مع سبق الإصرار»، فضلت عبير صبري الابتعاد لأسباب تريد الاحتفاظ بها لنفسها وترفض الكلام عنها. وخاضت سباق رمضان بثلاثة مسلسلات أخرى تتحدث عنها وعن علاقتها بنجومها، وتكشف حقيقة خلافها مع علا غانم ودرة ومي سليم، ورأيها في مصطفى شعبان، وسبب ولائها لنور الشريف. كما تتكلم عن التجربة الصعبة التي مرت بها، وحقيقة مقاطعتها للزواج.
- بعد مشاركتك في ثلاثة مسلسلات في رمضان هذا العام، ما الجديد الذي تحضرين له حالياً؟
هناك عدد من السيناريوهات المعروضة عليَّ، لكن حتى الآن لم أحسم أمرها، خصوصاً أنني أرغب في إعطاء نفسي إجازة طويلة بعد الإرهاق الشديد الذي تعرضت له خلال فترة تصوير أعمالي الدرامية، لذلك قررت بعد تلك التجربة ألا أكررها مرة أخرى، وأكتفي بالعمل في مسلسل واحد أو اثنين على الأكثر.
- تردد أنك زدت أجرك بشكل ملحوظ، فما حقيقة ذلك؟
لم يحدث ذلك على الإطلاق، بل كان من المفترض أن أرفع أجري هذا العام، لكنني رفضت ذلك نظراً إلى الظروف السيئة التي تمر بها معظم شركات الإنتاج نتيجة تدهور الحالة الاقتصادية للبلاد خلال العامين الماضيين، بل قررت أن أخفض من أجري المتعارف عليه، للمساهمة في حل الأزمة، فأنا لا أنشغل بالأمور المادية أبداً بل إنها آخر أولوياتي، لأن الفن يمثل بالنسبة إلي هواية، أعمل من أجل الاستمتاع بها وليس بغرض حصد الأموال الطائلة.
- ما تعليقك على حدوث بعض الخلافات بينك وبين بطلات مسلسل «مزاج الخير» علا غانم ودرة ومي سليم على ترتيب الأسماء في مقدمة العمل؟
لم تحدث خلافات على ترتيب الأسماء، لأن المخرج مجدي الهواري استطاع أن يضعها بشكل يرضي جميع الأطراف، فظهرت أسماء البطلات حسب نسبهن للعائلات داخل أحداث المسلسل.
كما إنني لم أشترط وضع اسمي في مكان معين، ولم أتحدث في ذلك الشأن، لأنني كنت آخر فنانة تقريباً تنضم إلى فريق العمل، وكان قد تم الاتفاق على التفاصيل الخاصة بذلك الأمر، ولم أجد مشكلة فيها على الإطلاق.
- لكن معروف عنك أنك تشترطين وضع اسمك في المقدّمة.
أحياناً كثيرة أفعل ذلك لضمان حقي الأدبي وللحفاظ على نجوميتي، ويمكن أن يصل الأمر إلى أن أضعه في بنود التعاقد المبرم بيني وبين شركة الإنتاج، لأنني تعرضت للظلم في بعض الأعمال الفنية التي قدمتها عندما تركت الأمر لتقدير أطراف أخرى، مثل المخرج أو الجهة المنتجة، وكنت أشعر بأذى نفسي شديد من ذلك، فقررت أن أهتم بتلك المسألة حتى أتفادى حدوثها مرة أخرى. وأعتقد أن ذلك لا يؤثر على علاقتي مع أحد من زملائي، لأن من حق الجميع أن يأخذ قدره ومكانته.
- ما شكل العلاقة بينك وبين علا غانم ودرة ومي سليم بعد انتهاء تصوير المسلسل؟
لا توجد علاقة صداقة بيني وبينهن، فنحن مجرد زميلات في العمل، ولا نتقابل سوى في أوقات التصوير إذا جمعنا عمل فني واحد، لكنني أكنُّ لهن جميعاً كل الاحترام والتقدير، ولا يوجد أي خلافات بيننا، ولا أسمح بحدوث ذلك، لأنني أحرص دائماً على العلاقات الجيدة بيني وبين الفنانات كافة.
- كيف تقوّمين التعاون الأول بينك وبين مصطفى شعبان؟
لم نتقابل كثيراً بحكم أنه لا يوجد مشاهد كثيرة تجمعنا، لكنني أستطيع تقييم مصطفى شعبان على المستوى الشخصي، نظراً إلى الصداقة التي تربطنا منذ سنوات طويلة، وكنت أتمنى خلالها أن أتعاون معه في أي عمل فني، حتى حققت حلمي هذا العام.
فمصطفى من أقرب الشخصيات إلى قلبي، ودائماً ما أصفه بلقب نجمي المفضل، لأنني أستمتع كثيراً بمشاهدتي له في أداء الأدوار المختلفة، وأصر على متابعة كل أعماله الفنية، لعشقي الشديد له ولاحترافه في تقمص الشخصيات، وهذا ما جعلني أتابع حلقات مسلسل «مزاج الخير» طوال شهر رمضان، رغم انشغالي باستكمال التصوير، وكنت سعيدة للغاية بالعمل معه.
- لكن معظم أعمال مصطفى شعبان الدرامية تتعرض لهجوم شديد من جانب النقاد، ألم يقلقك ذلك؟
لم أقلق من ذلك، ولا أفكر فيه، لأن تعرّض فنان لانتقادات معناه أنه يحقق صدى كبيراً ويؤثر في شريحة ضخمة من الجمهور، وليس شيئاً يقلل منه كما يظن البعض.
والدليل على ذلك أن مصطفى شعبان يصنف في مصاف أهم النجوم الشباب، ولديه رصيد فني يؤهله لذلك، كما أن الانتقادات التي توجه إليه لا تكون دقيقة، بل أحياناً يأتي الهجوم بشكل غير مبرر، وكل فنان يتعرض لذلك في حياته الفنية، والأهم أنه يتعلم من النقد البناء ويحاول تصحيح أخطائه في أعماله الفنية المقبلة.
- كيف استقبلت ردود الفعل على دورك في مسلسل «خلف الله» الذي شاركت نور الشريف بطولته؟
هذا العمل يعتبر وسام شرف على صدري، لأنني يكفيني مشاركة فنان كبير بحجم نور الشريف في مسلسل تلفزيوني أضاف لي الكثير من الخبرات التي اكتسبتها عن طريقه، وتعرفت عليه عن قرب، واكتشفت أنه فنان بسيط وهادئ، لأنه يتميز بالحكمة ومتواضع إلى أقصى الحدود، ولا يبخل بإعطاء خبرته لكل من حوله، ويهتم بإظهار الجميع بأفضل شكل ممكن، وهذا ما ساعدني على إخراج كل طاقاتي الفنية بالعمل، كما أن الفنان نور الشريف صاحب الفضل في اكتشافي كممثلة بعد أن قدمني من قبل كفنانة شابة في فيلم «اختفاء جعفر المصري»، ولذلك أدين له بالولاء وأطمح إلى مشاركته أعماله الفنية المقبلة. أما بالنسبة إلى التعليقات التي وصلتني عن المسلسل فكانت جميعها إيجابية.
- ما تفسيرك لعدم حصول مسلسل «الوالدة باشا» الذي شاركت فيه أيضاً على نسب مشاهدة عالية؟
لست مع هذا الرأي، لأنني أرى أن العمل حظي بنسبة مشاهدة جيدة، ولم أشعر بالندم لمشاركتي فيه، بل أراهن على هذا العمل من خلال الدور الذي جسدته، لأنها شخصية جديدة عليَّ ومختلفة تماماً عن الشخصيات التي قدمتها طيلة حياتي الفنية.
كما أنني كنت أشعر بجو من الألفة والمحبة مع فريق العمل، خاصةً سوسن بدر وباسم سمرة والمخرجة شيرين عادل، وأتمنى أن يتوافر السيناريو الجديد الذي يستطيع أن يجمعنا مرة ثانية العام المقبل.
وعادة لا أقيس نجاح الأعمال الدرامية من خلال نسب المشاهدة في رمضان، لأن الجمهور لا يستطيع متابعة كل الأعمال المعروضة من برامج ومسلسلات، ولهذا أنتظر العرض الثاني للمسلسل كي يأخذ حقه كاملاً.
- هل تعتبرين نفسك محظوظة هذا العام لمشاركتك في مسلسلين أحدهما بطله من جيل الكبار هو نور الشريف والآخر من جيل الشباب هو مصطفى شعبان؟
سعيدة جداً بهذه الصدفة، وهذا يؤكد عدم وجود تنافس بين الجيلين، لأن لكل منهما جمهوره وإطلالته الخاصة، ولا يمكن الاستغناء عن أي منهما.
وأرفض تماماً الفصل بين الجيلين، لأن النجوم الكبار أمثال الزعيم عادل إمام ونور الشريف ويحيى الفخراني هم من يعلّموننا التمثيل، بأدائهم وخبرتهم الكبيرة، وأتمنى إنتاج أعمال فنية عديدة تضم الجيلين معاً، مثلما حدث في فيلم «مسجون ترانزيت» لأحمد عز ونور الشريف.
كما أتمنى أن يسمح لي الحظ بالعمل مع النجوم الكبار والشباب، لأن هذا يضيف إلى نجومية من نوع خاص، ويسمح لي بالاستفادة من خبرات الآخرين.
- ما حقيقة ما تردد عن وجود خلافات حادة بينك وبين غادة عبد الرازق؟
لا خلافات بيني وبين غادة، وعلاقتنا جيدة دائماً، فنحن صديقتان منذ سنوات طويلة ولدينا ذكريات عديدة معاً، وهناك نجاح فني جمعنا في مسلسل «مع سبق الإصرار»، لكننا لم نتقابل أو نتحدث منذ فترة تتجاوز العام تقريباً، لانشغال كل منا بتصوير أعماله الدرامية، وهذا قد يكون مبرراً قوياً لخروج بعض الشائعات.
- إذاً ما سبب عدم مشاركتك في مسلسلها «حكاية حياة» رغم حضورك لجلسات تحضير العمل واتفاقك على تقديم أحد الأدوار فيه؟
بعد النجاح الذي حققه مسلسل «مع سبق الإصرار»، قررنا تقديم مسلسل آخر مع فريق العمل نفسه.
وبالفعل بدأنا جلسات تحضير للمسلسل الجديد حتى قبل الاتفاق على اسمه، لكن حدثت بعض الأمور التي لا أرغب في الأفصاح عنها، جعلتني أنسحب من العمل وأخوض السباق الرمضاني بأعمال درامية أخرى.
وأرى أنه كان من الأفضل أن يعمل كل منا هذا العام في مسلسل بعيد عن الآخر، خصوصاً أن النصيب اختار لنا ذلك وهذا لا يعني أننا على خلاف معاً، لكن المسألة أبسط من هذا بكثير، وقد نجتمع في أعمال فنية جديدة إذا أراد الله سبحانه وتعالى أن يحدث ذلك.
- هل تندمين على عدم المشاركة في مسلسل غادة عبد الرازق هذا العام؟
أنا إنسانة لا تعرف الندم، وهذا ليس غروراً مني، بل هي الحقيقة التي اعتدت أن أرسخها بحياتي، لأن الندم يعيدنا إلى الخلف ويجعلنا نفكر في الماضي ونعطي له أكثر مما يستحق، رغم أننا لو فكرنا في المستقبل سنحقق أكثر بكثير مما كنا نندم عليه، وأرى أن عدم مشاركتي لغادة بهذا العام لم يكن مقصوداً، بل إن الظروف هي التي جعلتني أشارك في أعمال أخرى.
- ما سبب ابتعادك عن السينما منذ آخر أفلامك «حفلة منتصف الليل»؟
لم أبتعد عن السينما بإرادتي بل أشتاق إليها كثيراً، وأتمنى أن أقدم أكثر من فيلم في عام واحد. لكن المشكلة أن هناك أزمة واضحة لا حلول جذرية لها حتى الآن، فالأزمة الاقتصادية قللت من حجم إنتاج الأفلام، وهذا جعل عدداً كبير من الممثلين يبتعدون عن السينما، فقد عرض عليَّ عدد من السيناريوهات خلال الفترة الماضية، لكنني اعتذرت عنها جميعاً، لأنها لا تناسبني ولا تتماشى مع ما قدمته خلال مشواري الفني, مشاركتي في فيلم سينمائي متوقفة على العمل الجيد والدور المختلف والإنتاج الذي يستطيع توفير التكاليف التي تسمح بخروج العمل بأفضل شكل ممكن.
- هل قررت الامتناع عن تناول الأطعمة الجاهزة بسبب تعرضك لحالة تسمم شديدة؟
لم أمتنع عنها بشكل كامل، لكنني بدأت التقليل منها إلى حد كبير وتناول الطعام داخل المنزل في أغلب الأوقات، فقد أصبت بحالة تسمم أثناء تناول وجبة العشاء مع أصدقائي في أحد الفنادق الشهيرة في القاهرة، ونقلت على إثرها إلى المستشفى ومكثت لمدة أسبوع داخل غرفة العناية المركزة، وكان من المواقف الصعبة التي مررت بها، لكنني تعرفت من خلاله على العديد من الأشخاص الذين كانوا يشغلون حياتي ولم أجدهم في محنتي، وفي المقابل وجدت آخرين يهتمون بالاطمئنان إلى حالتي الصحية، ولم أكن أتوقع منهم كل هذا الاهتمام.
- من هم هؤلاء؟
عدد كبير من الفنانين حرصوا على المجيء إلى المستشفى والاتصال بي بشكل متواصل، ومنهم نور الشريف ومصطفى شعبان وسوسن بدر وباسم سمرة والمخرجة شيرين عادل والمخرج حسني صالح والمخرج مجدي الهواري.
كما أنني فوجئت باتصالات هاتفية من عدد كبير من الناس من مختلف الدول العربية يحاولون الاطمئنان إليَّ، ومنهم من أرسل الورود إلى المستشفى، وهذا جعلني أشعر بحب الجمهور لي وساعدني على الخروج من المحنة بسرعة فائقة.
- هل يمكن أن تفكري في الزواج مرة ثانية؟
ليست لديَّ مشكلة في الزواج مرة أخرى وأحلم بذلك، وأتمنى أن أجد الرجل المناسب الذي يستطيع أن يحتويني كامرأة ويملأ حياتي بالحب والسعادة، فالحياة تدور على أساس المشاركة بين الطرفين، ولا يوجد إنسان يستطيع أن يعيش بمفرده، كما أنني أحلم بإنجاب أطفال من البنات والأولاد وأكوِّن أسرة صغيرة، لكنني لا أعيش قصة حب حالياً، وإذا حدث ذلك سأعلن على الفور.
- هل انشغالك بالفن أثر على حياتك الخاصة؟
لم يشغلني الفن ولو للحظة عن حياتي الخاصة، لأنني أستطيع جيداً الفصل بين كوني فنانة لها عملها وجمهورها وبين حياتي الشخصية التي تخصني بمفردي، وليس من حق أي شخص التدخل فيها، فلا يمكن أن أظلم الفن وأتهمه بمثل تلك الأمور، أو أعلن في يوم من الأيام أنه أثر سلباً على حياتي لأنه أعطاني أشياء كثيرة جيدة مثل محبة الجمهور. كما أنني أرى أن كل شخص يأخذ نصيبه، وعليه أن يرضى به ويحاول التأقلم معه، وأنا مقتنعة تماماً بما وصلت إليه في حياتي، سواء المهنية أو الشخصية.
- ما هي مواصفات فتى أحلامك؟
ليس لديَّ مواصفات شكلية لأن الرجل لا يمتاز بجماله، لكنني أحرص على عدد من المواصفات الشخصية، وهي أن يكون صادقاً وطموحاً ومحباً للنجاح في كل خطوة بحياته، وأن يكون لديه قسط من التديّن والأخلاق والثقافة، والأهم أن يحترم مهنتي كفنانة ويقدرها ويساعدني في تحقيق نجاحات فيها، ويكون مقتنعاً بأن المرأة هي نصف الحياة، فلا بد أن تشاركه في قراراته مثلما تشاركه حياته.
- ما هو موقفك إذا طلب منك فارس الأحلام اعتزال الفن؟
سأرفض الارتباط به من الأساس، لأن مهنتي هي جزء مني، وعليه أن يتقبلني دون استئصال جزء مهم من حياتي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024