دينا عازار: أنا في أكثر مراحلي العمرية جمالاً
صفاء وجهها يشي برجاحة فكرها واتزانها وانسجامها مع نفسها، وجمال ملامحها يعكس نقاء قلبها. مشرقة دوماً، وتزداد نضارة مع مرور السنين. هي التي تنطبق عليها كلمات الأغنية الشهيرة «كلّ ما تكبر تحلا». دينا عازار، ملكة جمال لبنان السابقة، ترى نفسها في أكثر مراحلها العمرية جمالاً. وتتوج ثقافتها وخبرتها في الحياة وعالم الجمال في موقعها الالكتروني «دنيا دينا» اليوم. وتتحدث بشفافية عن حياتها ونظرتها إلى المرأة في هذا الحوار.
-تقولين إنك اليوم في أجمل مرحلة عمرية، وعادة المرأة تخاف سنّ الأربعين؟ ما السبب الذي يجعلك تقولين ذلك؟
للحالة النفسية دور كبير في هذا الموضوع. فالمرأة في سنّ الأربعين تبلغ درجة متقدّمة من النضج الفكري، بحيث تستثمر خبراتها التي اكتسبتها من الحياة وبالتالي تزيد ثقتها بنفسها. وهذا كلّه يعكس انسجاماً مع الذات ويجعلها تجمع جمال الخارج والداخل معاً. وهكذا يجد المرء نفسه أكثر جمالاً.
-انتُخبت ملكة للجمال في لبنان من سنين طويلة، هل تعتبرين أن المعايير الجمالية للانتخاب اختلفت عما كانت عليه؟
ليس بالضرورة، لكننا نعيش في بلد صغير جغرافياً، ومن الصعب توافر كلّ المواصفات المطلوبة في المتباريات، مقارنة مع فرنسا التي تعد 60 مليون نسمة، وحيث تفوق أعداد المتباريات ما هو في لبنان بأضعاف. ومع ذلك الموقع تطبّق في لبنان المعايير العالمية لانتخاب الملكة، بحيث لا يتمّ اختيار من خضعن مثلاً للعمليات الجراحية التجميلية الواضحة.
-هل وظفت جمالك ولقبك كملكة جمال؟ وكيف استفدت من ذلك؟ هل دينا سعيدة اليوم بما وصلت إليه؟
لو لم أُنتخب ملكة جمال ولو أخذت مساراً آخر، لما كنت حظيت بالنجاح الذي وصلت إليه اليوم. فمسيرتي في عالم التلفزيون، وكوني حظيت بلقب ملكة جمال، أكسباني خبرة لأصبح مرجعاً في شؤون الجمال، وهذا الأمر وظّفته في مشروعي اليوم Dounia Dina الموقع الإلكتروني الخاص بي. وأظن أنّه حتى لو لم أُنتخب لكنت عملت في مجال التلفزيون. فقد عملت سابقاً في مجال تصميم المجوهرات، لأنّ التصميم جزء من شغفي، لكنني لم أجد نفسي فيه لأنني لم أجد الشقّين الثقافي والفكري اللذين أبحث عنهما حينها. واليوم وجدت نفسي في الموقع حيث نتناول كلّ المواضيع من صحة وثقافة وجمال وفنّ وطبخ. وأعتبر أنني محظوظة بما وصلت إليه.
-هل من سرّ أو طقوس تجميلية تتّبعينها للمحافظة على جمالك؟
أهتمّ كثيراً ببشرتي، لا أعرّضها للشمس إطلاقاً، وأنظفها جيّداً. وأؤمن بمفعول الأشياء الطبيعية. كما أنّ الرياضة مهمة جداً، ليس فقط للجسم إنما للوجه أيضاً. وزيادة نسبة العضل في الجسم تجعله أكثر شباباً ونضارةً، وتصبح البشرة أكثر نقاءً، وبالتالي الرياضة لا تراكم السموم في الجسم.
-ما نوع الرياضة التي تمارسينها؟
الركض وتمارين مع الأوزان فهي تحافظ على العضلات.
-ماذا عن حياة دينا العاطفية، هل تعيشين قصة غرام؟
أتحفظ عن الجواب. صحيح أنني اخترت أن أكون وجهاً عاماً ولكن أحب أن أترك لنفسي هامشاً من الخصوصية.
-هل عدم زواجك ووجود رجل إلى جانبك يزعجك؟
حياتي اليومية مليئة ولا أشعر بالنقص أبداً. فمع الوقت الإنسان يعتمد على نفسه أكثر والحاجة إلى إنسان يسانده تصبح أقل. ويصبح هناك أشخاص آخرون يلعبون دور السند، كأمي وأصدقائي. مع العلم أنّه لأمر جميل أن يكون للمرأة رفيق، ولكن لكلّ حالة حسناتها وسيئاتها. وفي مجتمعاتنا الشرقية يصعب وجود رجل إلى جانب المرأة، لذا نسبة الطلاق لدى المشاهير كبيرة. ومن هنا أعتقد أن المتطلبات لدى من يتزوج بنجمة تكون أكثر بكثير منها لدى أي رجل آخر.
-هل يمكن المرأة أن تعيش باستقلالية تامة وتبرع في حياتها من دون دعم الرجل؟
بالطبع يمكنها أن تبرع، وربما أكثر بكثير مما هو الأمر مع وجود رجل في حياتها. فالعائلة والأولاد يعوقون تفرغّ المرأة لمهنتها. وعندما تكون مستقلة لا مسؤوليات بيتية وعائلية عليها، فتعطي معظم وقتها لعملها. وهذا يُحدث فرقاً في العمل. وإذا أرادت المرأة أن تبرع في مهنتها فمن الأفضل لها أن تكون مستقلة، علما أنني أحترم كثيراً المرأة العاملة التي تكون ربّة منزل في آن واحد. وأتفهم كثيراً مزاوجة متطلبات العائلة والعمل، والدعم النفسي الذي تحتاج إليه لتكون سيدة أعمال وأمّاً وزوجة وربة منزل. ولا شكّ في أن عمل المرأة، ولو متزوجة، يغنيها كثيراً على كل الصعد. وفي هذا السياق، مثال أمي حاضر في ذهني، فهي إمرأة عاملة، ولا تزال حتى اليوم تتمتع بنشاط وحيوية وتحافظ على جمالها وإشراقها.
-«دنيا دينا» موقع خاص بك على الانترنت، تقدمين من خلاله فقرات عدة تعنى بالمرأة، هل نجح في تحقيق الغاية التي من أجلها أُطلق؟
أعداد متتبعيه تثبت أنه ناجح. والهدف منه أن تثبت المرأة العربية أن لديها الكثير لتقدمه من فكرها ومظهرها ومضمونها. وأعتقد أنّ الموقع يمثل أي امرأة عربية، لأنني أراها أنجح من المرأة الغربية، فهي قادرة على التوفيق بين عملها وعائلتها ومظهرها معاً. المرأة العربية مضمون داخلي وخارجي، والموقع مُبرمج ليتحدث عن شخصية المرأة العربية من كلّ جوانبها.
-تقدمين من خلاله نصائح للمرأة، ما هي النصيحة الأبرز التي تقدمينها الى النساء اللبنانيات والعربيات؟
أن تكون المرأة على وفاق مع نفسها، وهذا سرّ السعادة، جزء منها مرتبط بالسلام الداخلي الذي يعطي القدرة على التعامل مع كل الأمور. أظن أن الجميع يسعى إلى القناعة والسلام الداخلي من دون أن يعلم ذلك. والإيمان أيضاً مهم لتهذيب روح الإنسان، أياَ يكن دينه.
-في إطلالاتك الإعلامية تهتمين بماكياجك، كيف اكتسبت هذه المهارة؟
من الاطلاع على كل التقنيات العالمية، وبالتالي هذه خبرة مكتسبة. كما أنني تعلّمتُ من خبراء التجميل الذين تعاملت معهم. أنا أكثر من يعرف وجهي وما يليق بي. وتستغربين كم من الفنانات العربيات يضعن الماكياج بأنفسهن. فالمهنة تفرض علينا ذلك. وفي موقع Dounia Dina نعطي ارشادات لكي تتعلم المرأة قواعد الماكياج وما يليق بها.
-ملابسك بسيطة التصميم، كيف تنتقينها؟ ومن أي دور أزياء؟ ومن هو المصمم المفضل لديك؟
ولائي ليس لماركة محدّدة أو مصمّم أزياء معيّن، بل لما يليق بي. أتبع الموضة عادة، ولكن تلك التي تعكس شخصيتي. فأسلوب كلّ انسان أهمّ من الموضة. كما أنّ للأكسسوار دوراً أساسياً لإكمال مظهر المرأة. وبالنسبة إلى المصممين، يختلف الأمر باختلاف المجموعات المصمّمة في كلّ موسم. يمكن أن يعجبني عمل مصمّم، ولكن في موسم معيّن ربما لا يكون موفقاً، أو أن التصاميم قد لا تعجبني.
أرتدي من تصاميم كثيرين، مثل زهير مراد وربيع كيروز وإيلي صعب. وأحب أزياء بالمان وفالنتينو.
-بعد التمثيل والتقديم و«دنيا دينا»، هل من عمل آخر تطمحين إليه؟
مزيد من التمثيل والتقديم وDounia Dina. طاقتي كبيرة وأشعر كأنني أبدأ الآن. العروض دائمة، ولكن حتى الآن لم أجد نفسي في أي منها. ولكن أشعر بأن لدي ميلاً إلى التمثيل، وخصوصاً مع تقدّم هذا المجال في لبنان والسيناريوات والحوارات الجميلة التي تُكتب.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024