تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

العطلة الصيفية انتهت... إنّها العودة إلى المدرسة!

فرح تميم

فرح تميم

انتهت العطلة الصيفية وحان يوم العودة إلى المدرسة. بعض التلامذة ينتظرون هذا اليوم بفارغ الصبر فيما الآخرون يشعرون بالقلق. والأهل في كلتا الحالتين يعدّون العدة لهذه العودة، ولكن شراء الكتب والقرطاسية لا يكفي، بل تحضير التلميذ النفسي هو الأساس.
«
لها» توجهّت إلى الإختصاصية في علم نفس الطفل فرح تميم التي تحدّثت عن كيفية تحضير التلميذ للعودة والإرشادات التي ينبغي على الأهل اتباعها.


تلفت فرح تميم إلى أن العطلة الصيفية والعودة إلى المدرسة تشكّلان حدثين متناقضين. فالعودة إلى المدرسة تعني الخروج من أجواء الاستجمام إلى أجواء تحمّل المسؤولية، مما يعني الانتقال من الحرية الفوضوية بعض الشيء إلى حياة الانضباط، أي العودة إلى السهر والدرس والامتحانات وإلحاح الأهل والأساتذة على ضرورة العمل بجد للنجاح وغير ذلك.
بمعنى آخر يجد التلميذ نفسه ملزماً بإعادة التأسيس لروتين يومي تخلى عنه لفترة ثلاثة أشهر تقريباً. وهذا لا يمكن القيام به بين ليلة وضحاها. 

  تنصح تميم الأهل باتباع الإرشادات الآتية لتسهيل عودة الأبناء إلى المدرسة

  • تعويد التلميذ على التوقيت الجديد: بعد أمسيات صيفية جميلة واستيقاظ صباحي متأخر، يحتاج الطفل إلى روتين يومي جديد. لذا يمكن الأم قبل أيام من عودته إلى المدرسة تقديم ساعة نومه وساعة استيقاظه.

 

  • تحضير التلميذ نفسيًا: على الأم أن تتحدث مع  طفلها عن المدرسة قبل موعد العودة بأيام. فتشرح له لمَ عليه الذهاب إلى المدرسة، وما الحسنات التي يحصل عليها، شرط أن تكون الحجج التي تقدمها ملائمة لسن طفلها وشخصيته.
    فمثلاً يمكنها أن تحدّثه عن متعة  لقاء زملائه الذين لم يرهم خلال العطلة وتبادل الأحاديث والأخبار، واكتشاف نشاطات جديدة في المدرسة وتعلم أمور تساعده في نمو الفكري وتطوره.

 

  • طمأنة التلميذ: يشعر الطفل بالقلق، ويبدو ذلك واضحًا عندما يبدأ بالبكاء حين تحدّثه والدته عن المدرسة، فتسمع عبارة:» لا أريد الذهاب إلى المدرسة»، وهذا طبيعي.
    لذا على الأم أن تقول له إنها تتفهم قلقه، لأنه قد يتعامل مع معلمة جديدة أو يذهب إلى صف مختلف لا يعرف فيه أحدًا... وأنها هي نفسها عندما كانت في سنّه كان ينتابها الخوف والقلق اللذان يشعر بهما، ولكن الجميل أنها حصلت على أصدقاء جدد. كما عليها أن تؤكد له أنها سوف تكون حاضرة لمساعدته في تخطي الصعاب التي يمكن أن يواجهها.

 

  • تحضيره ليكون مستقلاً: يمكن لتحمل المسؤولية أن يسبب توترًا عند التلميذ خصوصًا إذا كان صغير السن. ولتجنبه الأم هذا الشعور يمكنها أن تعلّمه كيف يرتدي ملابسه ويخلعها وحده لا سيّما المعطف أو السترة، ويمكنها أيضًا أن تضع لاصقًا على ثيابه تدوّن عليه اسمه مما يسهل عليه تمييزها، فبعض التلامذة خصوصًا الصغار جدًا لا يميزون بين ثيابهم وثياب أقرانهم التي في كثير من الأحيان تكون متشابهة إلى حد بعيد، فيأخذون ما ليس لهم من دون قصد.

 

  • إخضاعه للفحوص الطبية: لا يمكن التهاون في إخضاع الطفل  لفحوص السمع والنظر والأسنان وإعطائه اللقاحات. فتراجع أداء التلميذ المدرسي المفاجئ من المشكلات المتكررة وغالبًا ما يكون سببه مشكلة في نظره أو سمعه.
    إذ كيف يمكن التلميذ أن يتعلم بشكل جيد إذا لم يكن يرى المعلمة ويسمعها بشكل جيد؟

 

  • السماح للتلميذ بالتعرّف إلى المدرسة قبل أيام من العودة: انتقال التلميذ إلى مدرسة جديدة يسبب له قلقًا شديدًا، فهو لا يعرف المكان الجديد وأصحابه أي التلامذة والأساتذة مما يشعره بأنه تائه لأنه فقد المكان الذي اعتاد عليه لفترة.
    ولتعويد الأم طفلها على المكان الجديد يمكنها مرافقته إلى المدرسة الجديدة لأيام عدة قبل بدء العام الدراسي، فتدلّه على الملعب والصف و المطعم...، بذلك يتآلف مع المكان الجديد بشكل أسرع.

 

  • شراء قصص تتناول موضوع المدرسة: من المعلوم أن الطفل يتماهي مع بطل القصة التي يقرأها. والقصة التي يتناول موضوعها المدرسة، تتحدث بطريقة غير مباشرة عن مشاعر القلق والتوتر والمخاوف التي تنتاب بطلها، مما يطمئن الطفل الذي يواجه الصعاب نفسها ويدرك أن هذه الأمور ستنتهي نهاية سعيدة.

 

  • تحضير حقيبة تتضمن أشياءه الخاصة: يمكن وضع أشياء في الحقيبة يكون الطفل متعلّقًا بها عاطفيًا، مثل دميته المفضلة إذا كان صغيرًا جدًا، فهذه الطريقة تجعله مطمئنًا عندما يأخذ معه إلى المدرسة أشياء من محيطه الاجتماعي الذي اعتاد عليه.

 

  • يوم المدرسة: على الأم الاستيقاظ باكرًا لتجنب التحضير السريع جدًا. فمن الضروري أن يأخذ الطفل وقته في الاستيقاظ وتناول فطور  صحي، أما إذا لم تكن لديه شهية بسبب القلق فعلى الأم ألا تصرّ على تناول وجبته، ولكن في الوقت نفسه عليها أن تحضّر له سندويشًا من الجبن ولوحًا من الشوكولا وقطعة فاكهة تضعها في حقيبته.

 

  • اصطحابه إلى المدرسة: يمكن الأم اصطحاب طفلها إلى المدرسة حتى باب الصف إذا كان يرغب في ذلك. وإذا لم يكن في استطاعتها القيام بذلك عليها ألا تشعر بالذنب ولكن أن تشرح له الأمر، وتحاول أن تخصص له الوقت مساء كي يتحدث إليها عما حصل في اليوم المدرسي.

 

وتشدّد الإختصاصية على ضرورة أن تكون هناك مرحلة انتقالية بين فترتي العطلة الصيفية والمدرسة. فعلى المدرسة في الفصل الأوّل اتباع منهج مبسّط أي ألا تعطي كمًا كبيراً من الواجبات المدرسية دفعة واحدة، بل يجب أن يكون فصلاً تمهيدياً للفصول اللاحقة.
كما على الأم ألا تبالغ في حث ابنها على الدرس، فهناك بعض الأمهات ينتهزن فرصة أن المدرسة لا تعطي واجبات كثيرة لأبنائهن، فيعملن على تدريس أبنائهن الدروس اللاحقة ظناً منهن أنهن يسبقن المنهج المدرسي، وهذا خطأ لأن التلميذ سيشعر بالضغط خصوصاً أنه يعرف أنه ليس مطلوباً منه القيام بها، وبالتالي سينفر من الدرس والمدرسة.
لذا من الضروري أن تتقيد الأم بمنهج المدرسة وألا تخشى من الواجبات القليلة لأن التكيف مع الفصل الدراسي يتطلب وقتاً تمهيدياً.


التوأمان والعودة إلى المدرسة

تقلق الأم عند إقتراب موعد الدخول إلى المدرسة فتنهمك بتحضير القرطاسية والكتب وبإنجاز الإجراءات الإدارية، وتصعب هذه الأمورجداً عند وجود توأمين. غير أنه يمكن الأم تسهيل هذه الصعوبات إذا اتبعت الإرشادات الآتية:

تسوُّق القرطاسية: يصرف الأهل الكثير من النقود لشراء قرطاسية المدرسة، لأنهم يلبون إحتياجات كل أولادهم خصوصاً إذا كان لديهم توأمان، إلا أنه يمكن التوفير في المصروف من خلال التنزيلات التي تقوم بها بعض المتاجر في نهاية الصيف والتي تقدم عروضاً مغرية كشراء قطعة واحدة والحصول على أخرى مجاناً مثلاً. 
لذا على الأم أن تعرف القرطاسية التي يشترك التوأمان في إستعمالها موفرة بذلك جزءاً من المال  قد تحتاجه في أمور أخرى.

تنظيم الوقت: لبدء بتنظيم وقت النوم قبل أسبوعين من العودة إلى المدرسة. وإذا كان التوأمان ينامان في الغرفة نفسها، فإن هذا يعني أنهما سيلهيان كثيراً قبل النوم.
لذا من الأفضل أن يكونا في غرفتين منفصلتين إلى أن يناما، ثم إعادتهما إلى سريريهما لاحقاً.
كما على الأم تحضير ما يحتاجاه لليوم التالي من ثياب ووجبة فطور وغير ذلك، وتنظيم حقيبتيهما وكتبهما والأدوات التي سيحتاجانها ليكون كل شيء حاضراً عند الصباح متفادية بذلك الفوضى الصباحية.

نشاط ترفيهي: وضع برنامج ترفيهي قبل موعد العودة إلى المدرسة يتضمن إصطحابهما  للتسوق وتناول وجبة طعام في أحد المطاعم المفضلة عندهما يتخلل ذلك الحديث عن متعة العودة إلى المدرسة لتعرف الأمور التي تقلقهما، بذلك تجعل من هذه الأوقات الحميمة تقليداً أسبوعياً مما يوطد علاقات الأم  بتوأميها.
كما يمكن إلتقاط صورٍ لهما في اليوم الأول للعودة إلى المدرسة وتخصيص ألبومٍ يضم صور. كما يمكن تحضير فطورٍ شهيٍ مميزٍ بمناسبة العودة إلى المدرسة والقيام بالأمر نفسه في المساء.

في الصف: إذا كان التوأمان في الصف نفسه، على الأم أن تطلب من المعلمة بأن تجلسهما في مكانين منفصلين وإن لم يكونا متشابهين.
كما يمكن أن تضع لكل منهما بطاقة مكتوبة عليها إسمهما كي لا يختلط الأمر على أترابهما في الصف. كما عليها التأكيد عليهما عدم المشاغبة وعدم المشاجرة في الصف فهذا سيزعج رفاقهما  الذين سينفرون منهما بسبب ذلك.أما إذا كانا في صفين منفصلين عليها التأكد من وجود أشقاء توائم في الصفوف الأخرى ما يشعرهما بالراحة.
فالتوأمان يشعران بالقلق عند انفصالهما ما يسبب لهما شعوراً بالخجل أو عدم الأمان يؤثر سلباً على أدائهما المدرسي.
وأخيراً التأكد من أن كلاهما يعرفان أرقام هاتف المنزل والعمل وعناوينهما ، وأنهما يعرفان الشخص الذي ينبغي طلب مساعدته في غياب الأم. 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079