نيللي كريم: عادل إمام يظل الزعيم وكوميديا يسرا أعجبتني
تعترف بأنها لم تتوقع هذا النجاح الضخم الذي حققه مسلسلها «ذات»، ورغم أن البعض يرجع النجاح إلى وجود قصة لكاتب كبير مثل صنع الله إبراهيم وإخراج للمتميزة كاملة أبو ذكري، فإن نيللي كريم ترى أن سر النجاح هو العمل الجماعي، وتكشف لنا كواليس هذا المسلسل، ورأيها في عادل إمام ويسرا ومنة شلبي وصابرين، وتجربة هنيدي في الفوازير، وموقفها من مقاطعة الدراما التركية، ورأيها في ما يحدث في مصر وما هو آتٍ.
- دعينا نتحدث عن «ذات» منذ أن كان فكرة وكيف كان الاستعداد لهذا العمل؟
«ذات» استغرق العمل فيه ما يقرب من ثلاث سنوات، ففي البداية اتفقنا على العمل، لكن قيام ثورة «25 يناير» أدى إلى تأجيله للعام التالي، وبالفعل بدأنا تصويره، لكن نظراً إلى طول فترة التصوير وتعدد مراحل الشخصيات في المسلسل، حاولنا اللحاق بالعرض بكل الطرق من خلال عمل وحدة إخراجية ثانية مع المخرج خيري بشارة، لكننا لم نلحق أيضاً، خاصةً أنه كان هناك الكثير من الحلقات لم ننته منها بعد، وبعد ذلك مونتاج ما تم تصويره تطلب وقتاً كبيراً، إلى أن جاء موعد عرضه خلال شهر رمضان من العام الحالي، والحمد لله على ما حققه المسلسل من نجاح جماهيري ونقدي.
- هل كنت تتوقعين نجاح المسلسل بهذا الشكل الكبير؟
لا، لكني كنت على يقين أننا عملاً مختلفاً عن أي عمل آخر ويحمل رسالة، كما أننا تعبنا كثيراً في تصويره وصادفنا سوء حظ كبير، وارتبطنا بالعمل لمدة ثلاث سنوات لإيماننا بأنّ ما نقدمه من عمل محترم يقدر عقلية المشاهد، فكنا جميعاً على مستوى المسؤولية، وحبنا لبعض ظهر على الشاشة، لأننا كنا نريد النجاح.
- عرض المسلسل حصرياً لم يؤثر كثيراً على نجاح المسلسل؟
العمل الجيد يستطيع أن يفرض نفسه في أي ظروف، لأن المسلسل الذي يقدر عقلية الجمهور يجعل المشاهد يبحث عنه ويشاهده ويتابعه بشغف، سواء عن طريق القناة التي يعرض عليها بشكل حصري أو حتى من خلال الإنترنت. والعرض الحصري يكون من شأن المنتج وحده، لأنه الوحيد الذي يكون على دراية كاملة بالتفاصيل التي تجني له الربح، سواء في العرض الأول أو الثاني.
- كيف تقمصت شخصية «ذات»؟
في البداية بعد أن جمعتني جلسات عمل مع المنتج غابي خوري والمخرجة كاملة أبو ذكري والمؤلفة مريم نعوم، قررت أن أقرأ رواية الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم، ومن شدة إعجابي بها قرأتها مرة أخرى، ثم انتظرت إلى أن جاءني السيناريو من مريم نعوم والمعالجة الدرامية التي كتبتها بغاية الروعة. وبعد ذلك عقدنا جلسات للوقوف على تفاصيل العمل، خاصةً في ظل المراحل الكثيرة التي يمر بها المسلسل، وتحديد الملابس المطلوبة والمراحل العمرية وأماكن التصوير، وغيرها من الأشياء التحضيرية لأي عمل درامي.
- البعض أشار إلى أن نجاح المسلسل يعود إلى وجود مخرجة مثل كاملة أبو ذكري، فهل يضايقك هذا؟
بالتأكيد وجود كاملة ساعد في إظهار صورة جيدة للمسلسل وتحقيقه النجاح. وللعلم كاملة من أقرب صديقاتي في الوسط الفني، وعملنا معاً في فيلم «واحد صفر». والكواليس بيننا في «ذات» كانت أكثر من رائعة، وهو ما ظهر للجمهور، وتولّدت كيمياء خاصة بين جميع من عملوا في المسلسل. لكن نحن في النهاية أمام عمل جماعي، فالنجاح يكون للجميع، لأننا بذلنا فيه جهداً كبيراً، سواء من كان يقف أمام الكاميرات أو خلفها، وهذه هي الميزة في عملنا، ولا يستطيع أحد أن ينسب النجاح إلى نفسه منفرداً.
- رغم أن العمل بطولتك تأخر ظهورك إلى الحلقة الثالثة!
كنا نسير وفقاً للخط الدرامي للعمل، وطبيعة مراحل الشخصية تظهر منذ أن كانت طفلة مروراً بالمراهقة والجامعة.
- هل ترين أن العمل كان مناسباً لكل أفراد الأسرة؟
طبعاً، لأننا قدمنا عملاً درامياً حقيقياً من قلب المجتمع المصري، إضافة إلى أن المسلسل فيه خط درامي يجمع ما بين الرومانسية والحياة الاجتماعية، ويتطرق في أحداثه إلى واقع لم يعاصره الجيل الحالي، سواء من الشباب أو حتى الأطفال، لذلك لاقى قبولاً كبيراً لدى جميع أفراد العائلة، حتى أن هناك الكثير من الأطفال حين يشاهدونني الآن ينادونني «ذات»، وهو ما يسعدني كثيراً.
- مشهد البداية وختان الطفلة كان صادماً، هل توافقين على هذا الرأي؟
بالفعل هو أحد المشاهد الصعبة للغاية، لكننا أردنا إلقاء الضوء على تلك العادة عند الكثير من المصريين خلال تلك الفترة. وهذا هو الفن الذي يقدم دائماً رسالة قد يراها البعض تصادمية وصادمة، إلا أن الرسالة في النهاية تعتبر حقيقة للكثير ممن هم في مجتمعنا الآن ويعيشون معنا.
- ما أصعب المراحل العمرية التي عشتها بالمسلسل؟
بكيت كثيراً حينما وصل عمر الشخصية إلى 40 سنة، لأنني تعايشت معها واندمجت في كل تفاصيلها والمراحل الصعبة التي مرت بها ومراحل قوتها، ثم أصبحت في حالة إحباط كبيرة عندما وصلت الى سن 60 عاماً، وهي المراحل النهائية في عمر الشخصية.
- كيف كان التعامل مع انتصار وباسم سمرة؟
كواليس التصوير كانت من أفضل أيامي، وصوّرنا المسلسل في جو من المحبة والسعادة، ولم نبخل على بعضنا بأي نصيحة على الإطلاق. ولا يوجد مكان للغيرة، لأننا كنا نبحث عن تقديم عمل جيد يحقق النجاح.
- هل أردتم من «ذات» تلخيص تاريخ مصر؟
نعم، فالمسلسل يلقي نظرة على تاريخ مصر في 60 عاماً، وتحديداً منذ عام 1952 إلى عام 2011، وتلخيص فترة الرؤساء الثلاثة جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات وحسني مبارك، وما حدث لعائلة «ذات» من تفكك أسري. لكن أريد أن أؤكد أن تناولنا لثلاثة رؤساء ليس من باب أن نظهر أحداً على حساب الآخر، بل كنا على حياد تام في تناولنا للأحداث بين الثلاثة، وحاولنا من خلال «ذات» أن نقدم الحقيقة فقط.
- بعد أن نجحت في البطولة المطلقة هل ستعودين إلى البطولات الجماعية؟
لا أحب هذا التصنيف، لأنني لو كنت من هواة البحث عن البطولة المطلقة منذ فترة طويلة لكنت قمت بها، وكان لديَّ الكثير من العروض، لكنني أبحث دائماً عن الدور الجيد حتى ولو كان عدد مشاهده قليلاً، لأن شطارة الممثل ليست بمساحة دوره وإنما بأهميته وتأثيره وإتقانه للشخصية التي يجسدها.
- كيف تابعت المنافسة الدرامية في رمضان؟
سعيدة جداً بالأعمال الكثيرة التي عرضت خلال الشهر الكريم، خاصةً أن هناك الكثير من الأعمال ذات جودة عالية، وهناك تطور كبير في الدراما المصرية، لذلك نجحت الكثير من المسلسلات خلال شهر رمضان.
- أي من النجوم لفت انتباهك؟
كثيرون، على رأسهم الزعيم عادل إمام، الذي يثبت عملاً بعد الآخر أنه الزعيم، وسيظل كذلك ووجوده على الشاشة لا غنى عنه. وأعجبت بالفنانة يسرا والكوميديا الاجتماعية التي تقدمها، وليلى علوي والكم الكبير من الوجوه الجديدة الذين قدمتهم في مسلسلها. كما أعجبتني منة شلبي التي ظهر عليها الكثير من النضج الفني، بينما كانت المفاجأة صابرين التي قدمت دوراً جديداً ومختلفاً تماماً عليها في مسلسل «الشك».
- ما رأيك في مقاطعة القنوات الفضائية والمنتجين لعرض المسلسلات التركية في مصر؟
شيء رائع وأؤيدهم تماماً، وأعتبر ما قاموا به موقفاً وطنياً مشرفاً، وذلك ليكون رداً قاسياً على أردوغان الذي يحاول التدخل بشكل دائم في الشؤون المصرية. فالشأن المصري ذو سيادة تامة لا يستطيع أن يتدخل فيه أو يتحكم فيه من أجل مصالحه الشخصية. وحملة المقاطعة ستؤثر على انتشار الأعمال التركية في مصر وعدد من الدول العربية التي قررت أن تساند مصر في أزمتها، ومن المفترض أن يستغل معارضو أردوغان ذلك.
- هل أنت نادمة على مشاركتك في الفيلم التركي «هروب مومياء»؟
نعم نادمة على المشاركة، ليس لأنه تركي والمقاطعة التي تحدث الآن، لكن لأنني قدمته في بداياتي الفنية ولم يضف إليّ شيئاً وكان ضعيفاً والسيناريو مهلهلاً. لكن لم أكن وقتها أملك القدرة على الاختيار أو الرفض لأنني كما قلت كنت في بداياتي. وهذا الفيلم كان إنتاجاً تركياً مصرياً، وشارك فيه أكثر من فنان مصري، مثل ماجد المصري وفتحي عبد الوهاب.
- هل تحلمين بالوصول إلى العالمية يوماً ما خاصةً أن والدتك روسية؟
لا، العالمية لا تشغل بالي ولم أفكر فيها على الإطلاق. أعتبر أني ما زلت في مرحلة تثبيت قدميّ، والفن عموماً ليس بالملامح إنما يقاس بالموهبة.
- الفوازير كانت أحد أسباب شهرتك عام 2000 فهل تنوين تكرار التجربة؟
الفوازير كانت وجه السعد عليَّ لأنني عملت بعد ذلك مع الفنانة الكبيرة فاتن حمامة في مسلسل «وجه القمر»، وذلك بناء على ترشيحها الشخصي. أنا لا أفكر في تكرار التجربة، لأن عمل الفوازير ليس بالسهولة التي يتخيلها البعض، فلا بد أن تتماشى مع العصر الحالي، خاصةً التطورات التي حدثت في المجتمع المصري والمجتمعات العربية. كما أن الفوازير توقفت تقريباً عند العملاقتين نيللي وشيريهان لدى الناس، ولا يتقبلونها من أحد أياً يكن.
- وما رأيك في الفوازير التي قدمها محمد هنيدي هذه السنة؟
أعجبتني، وأعادت إلى الأذهان فوازير «أبيض وأسود» الناجحة التي سبق أن قدمها. وهذه الفوازير تختلف عن فوازير نيللي وشيريهان لذلك حظيت مشاهدتها بكم كبير من الجمهور.
- أعلنت في حوارك السابق معنا أنك متفائلة بالحراك السياسي الذي يحدث، فهل ما زلت عند رأيك؟
طبعاً وكلي أمل في حياة أفضل، خاصة بعد أن نهضت مصر من الحكم الإخواني الذي أعاد البلاد إلى الخلف كثيراً خلال فترة حكم لم تتعد العام، فالمصريون يستحقون معيشة أفضل، وبمشيئة الله سيتحقق ذلك، خاصة في ظل حالة التكاتف الحالي.
- هل كنت تتوقعين نجاح ثورة 30 يونيو؟
كنت على ثقة أن الله سينصرنا وسينصر الإسلام ممن يتاجرون به، وحين نزلت للمشاركة في ذلك اليوم الذي أصفه بأنه أعظم أيام حياتي، وجدت الملايين من المصريين في الشوارع يعبرون عن آرائهم بشكل سلمي ومتحضر، فالأعداد المشاركة في المسيرات كانت كبيرة وغير مسبوقة ولم يتوقعها أحد، والكل كان يشعر بأن مصر ستعود إلينا، والحمد لله عادت الآن، ويجب علينا أن نظل متّحدين وتاركين للأحزاب والانتماءات السياسية، حتى ننهض بالبلاد في هذه الفترة الصعبة.
- فن «الباليه» عانى أزمة طاحنة أيام النظام السابق فكيف تابعتها؟
كنت حزينة للغاية، والحزن هنا يأتي لوصف هذا الفن بأنه عارٍ، فكانت هذه الكلمات شديدة القسوة عليَّ حينما سمعتها، إضافة إلى تفرغ مجلس الشورى لمناقشة تلك الأزمة، تاركاً كل المشكلات التي تمر بها البلاد، فالباليه ليس من أولويات البلد، لكنهم كانوا يعانون من غباء سياسي ويفضلون الدخول في صراعات كبيرة مع أي قطاع، ولم يدركوا أنه سيكون لهم يوم.
- هل سيستعيد الفن المصري مكانته بعد عام من التضييق عليه؟
بمشيئة الله سيعود، خاصةً أن ما فعله الإخوان لم يؤثر على الفن المصري إلا قليلاً، فالفن المصري تاريخ كبير لا يستطيع أحد أن يهدره بسهولة. هم كانوا ضد الفن، لكنهم تظاهروا بعكس ذلك، إلا أن كل أفعالهم كانت تدل على كره للفن والفنانين. والحمد لله أننا نجحنا في أن ننتصر على الظلم الذي وقع على البلاد ككل خلال فترة حكمهم.
- كيف ترين عودة إيناس عبد الدايم إلى رئاسة دار الأوبرا؟
هذا انتصار لثورة «30 يونيو» بعد المعاناة التي عانيناها مع وزير الثقافة السابق الذي لا يدرك معنى كلمة ثقافة. والدكتورة إيناس تعد رمزاً في الثقافة المصرية، نظراً إلى خبرتها الكبيرة. وقد اتصلت بها من أجل تهنئتها، ووضعت نفسي تحت تصرفها، وإذا أرادت مني أي شيء سألبي نداءها فوراً.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024