تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

أمهات الأسرى الفلسطينيين المحررين... انتظار حتى الموت

الاسير المحرر محمد صوالحة مع والدته في السجن قبل ان يفرج عنه

الاسير المحرر محمد صوالحة مع والدته في السجن قبل ان يفرج عنه

الاسير المحرر مقداد صلاح

الاسير المحرر مقداد صلاح

ام الاسير المحرر محمد صوالحة

ام الاسير المحرر محمد صوالحة

زوجة اب الاسير المحرر حسني صوالحة

زوجة اب الاسير المحرر حسني صوالحة

شقيقة الاسير المحرر سمير النعنيش

شقيقة الاسير المحرر سمير النعنيش

شقيقة الاسير حسني صوالحة

شقيقة الاسير حسني صوالحة

صورة ام الاسير المحرر محمد صوالحة

صورة ام الاسير المحرر محمد صوالحة

الحاجة نوفه موسى صلاح والدة الأسير المحرر مقداد صلاح

الحاجة نوفه موسى صلاح والدة الأسير المحرر مقداد صلاح

الاسير المحرر سمير النعنيش

الاسير المحرر سمير النعنيش

عم الفرح البيوت الفلسطينية عند الإعلان عن أسماء الأسرى المحررين في الصفقة الأخيرة، وزغردت بعض الأمهات الفلسطينيات في تعبير عن فرحتهن. أما الأمهات الأخريات فلم يزغردن لأنهن رحلن وهن ينتظرن حرية أبنائهن الذي يمضون أحكاماً مؤبدة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.


التقينا الحاجة نوفه موسى صلاح (82 عاماً) من قرية برقة في قضاء نابلس، وهي والدة الأسير المحرر مقداد صلاح (49 عاماً) الذي كان محكوما بالسجن 33 عاماً وأمضى في الأسر 21 عاماً، وحدثتنا عن اعتقال ابنها مقداد فقالت: «كان الجيش الإسرائيلي يتردد على بيتنا كثيراً كي يعتقل ابني مقداد، وفي ليلة من الليالي حضروا إلى منزلنا ثماني مرات، وحاولوا ضربي، وفي نهاية الأمر اعتقلوا ابني مقداد». وعن إصابتها أثناء زيارتها لابنها في السجن قالت: «كنت ازور ابني كل 15 يوماً وفي إحدى الزيارات كنت اصعد إلى الباص وفجأة تم إغلاق الباب على رجلي، ولم يعالجوني في حينها. وعندما عدت من الزيارة بدأ الألم ينتشر في رجلي، وطلب مني ان ادفع مبلغاً مالياً كبيراً لإجراء جراحة لي، ولكنني لم املك المال ولا البيت حتى أبيعه. وفي نهاية المطاف أجريت العملية لي بعدما أحالتني السلطة الوطنية الفلسطينية على أحد المستشفيات في الضفة الغربية. وبعد العملية ذهبت لزيارة ابني رغم انني لم أكن قد شفيت تماماً». وعن حزنها على فراق ابنها مقداد قالت: «في كل عيد كنت أكتم أمام أقاربي حزني وأحبس دموعي، وعندما يغادرون كنت أبكي بحرارة وأتذكر كيف كان يعتني بي وبصحتي ويحضّر لي الطعام. وفي الزيارة الأخيرة في سجن الاحتلال رفعت يدي إلى الأعلى وقلت يا رب يخرج ابني وما أزوره بعد اليوم، وكان باب السماء كان مفتوحاً حينها».  وعن ردة فعلها على خبر الإفراج عن ابنها قالت: «عندما قيل لي ان ابني سيخرج من السجن لم اصدق لأنهم في الصفقات السابقة قالوا إنه سيخرج ولم يتحقق ذلك. هذه المرة، أكدت لي إحدى بنات العائلة أن أحدهم اتصل بأبيها وقال إن مقداد سيخرج... وبعد أيام نادتني فتاة من أقاربي كانت تزورني وقالت لي اسم ولدك مقداد صلاح على الشريط أسفل شاشة التلفزيون». وأضافت: «في ليلة الإفراج عنه بقيت عند النافذة حتى جاء مع شباب القرية وبدأت أصرخ من الفرح وأبكي وحضنته، فأنا منذ زمن لم ألمس ابني».


ربع قرن في الأَسر

في منطقة فطاير في قضاء نابلس التقينا رائدة النعنيش (50 عاماً) وهي شقيقة الأسير المحرر سمير النعنيش (49 عاماً) الذي حكم بالسجن مدى الحياة وأمضى في الأسر ربع قرن توفي والداه خلاله. وقد مات الأب بعد عام واحد من اعتقال ابنه سمير لأنه لم يحتمل هدم الإسرائيليين بيته واعتقال ابنه. أما الأم فقد توفيت بحادث سير أثناء توجهها للمشاركة في اعتصام خاص بالأسرى في مدنية نابلس. وعلم سمير النعنيش بوفاة والديه من خلال الصحف التي كانت تدخل إلى السجن.

وحدثتنا أخت الأسير المحرر سمير النعنيش، فقالت: «عندما خرج أخي من السجن قال لي إنه كان يشعر بأن أمي في الزيارة الأخيرة كانت تودعه وكانت توصي الأسرى الموجودين حوله وتقول لهم خليكم معه دائماً. وكانت أمي فرحة جداً ومتفائلة على غير عادتها بعد عودتها من زيارة أخي سمير... أمي لم تفقد الأمل في الإفراج عن أخي لكنها ماتت قبل أن تراه خارج السجن».
وأضافت: «عندما خرج أخي من السجن زار قبر والدتنا وتحدث معها في قبرها وقال لها أين أنت يا أمي خرجت ولم تنتظريني».


حرقة الأم

وفي قرية عزموط في قضاء نابلس التقينا سميرة صوالحة (49 عاماً) شقيقة الأسير المحرر حسني صوالحة (39 عاماً) الذي كان محكوما بالسجن مدى الحياة وبقي في السجن 23 سنة.  وقالت: «كانت أمي تتمنى ان يخرج شقيقي حسني وان تراه ولكنها ماتت بعد 8 سنوات من اعتقال أخي».
وللأسير المحرر حسني زوجة أب وهي نفيسة صوالحة التي أكدت على أنها كانت تزور ابن زوجها في السجن وكانت تبكي على فراقه دائماً، وعندما سمعت بخبر الإفراج عنه طارت من الفرحة. وعن معاناتها أثناء زيارتها له قالت: «كنت أنام عند الحاجز كي أزوره. وفي إحدى الزيارات كنت مريضة جدا وكان يقول لي لا تأتي لزيارتي لأنك مريضة. ولكنني لم أكن أسمع كلامه. ومرةً زرته في شهر رمضان وبدأ يبكي أمامي من خلف القضبان وأنا أبكي معه».

وفي بيت الأسير المحرر محمد صوالحة (40عاماً) من قرية عزموط والذي أمضى في الأسر 24 سنة، التقينا والدة الأسير عزية حامد صوالحة التي حدثتنا عن اعتقال ابنها فقالت: «بعدما اعتقلت قوات الاحتلال ابني محمد جاءت قوة عسكرية إلى بيتي وقال لي مسؤولها انه قطع رأس ابني، وفي ما بعد تبين من خلال أخبار التلفزيون ان ابني معتقل وليس شهيداً والحمد لله». وعن سماعها خبر الإفراج عن ابنها محمد قالت: «علمت عن خبر الإفراج من خلال الشريط الإخباري على تلفزيون فلسطين. وعلى الفور خرجت إلى الحارة وبدأت أزغرد وأغني بصوت عالٍ، وخرجت الجارات لتهنئتي... وعندما رأيت ابني خارج السجن فقدت صوابي».

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077