في معرض ضم مئة عمل: استعادة الأفلام القديمة بـ «أفيشات» جديدة
بمرور السنوات، تحول «الأفيش» من غرضه الأساسي في الترويج للأفلام، ليصبح فناً قائماً بذاته... هذا ما ينطبق على «أفيش السينما» أو ما يسمى أيضاً «إعلان الفيلم»، فقد تعدّى على مر الزمن دوره من مجرد الإخبار عن هذا الفيلم أو ذاك، وأصبحت أفيشات السينما المصرية تعبر عن تاريخ هذا الفن القائم بذاته... انطلاقاً من هذه الرؤية، جذبت هذه الأفيشات عدداً من الفنانين الذين سارعوا إلى تقديم رؤيتهم للأفيشات القديمة، بحيث عبرت باقة من الفنانين، في معرض جمعهم في مركز «درب 1718» بعنوان «سينمائياً» عن مجموعة من تصوراتهم تجاه مئة فيلم سينمائي.
في هذا المعرض يتم عرض أكثر من مئة أفيش، تعبّر عن الأفلام المصرية الأكثر شهرة، وقد وضع منظمو المعرض بياناً الى جانب اللوحات يشير الى وجهة نظر الفنانين المشاركين في فلسفة هذا المعرض: «عدنا إلى العقود الذهبية من تاريخ السينما المصرية، من خمسينيات القرن العشرين إلى سبعينياته، واستعرضنا أفيشات الأفلام على اختلاف أنواعها وألوانها والأساليب الغرافيكية والرؤى الفنية المتعددة، التي اتُّبعت في تنفيذها ليقدم هذا المعرض نسخاً أصلية لأفيشات أفلام، سواء مرسومة يدوياً أو اتّبع في إعادة تنفيذها الأسلوب الرقمي».
الفنانون الذين شاركوا في المعرض، بعضهم قدم صياغة جديدة لأفيش الأفلام، مثل الفنان هيثم شريف الذي اختزل فيلم «شيء من الخوف» في البطل الرئيسي، وهو الدور الذي مثله الفنان القدير محمود مرسي، فقدم مجموعة من المنحوتات للفنان، يلعب فيها الوجه دور البطولة في التعبير عن ظلم الشخصية التي ثار ضدها أهل القرية، بينما قدم الفنان محمد مسعد أفيش فيلم «الزوجة الثانية»، ملتزماً في الأفيش بأسماء الفنانين الذين مثلوا في هذا الفيلم، بينما صورة الأبطال من خياله وليس ممن مثلوا بالفعل، ومزج في لوحته بين فن التصوير وفنون الديجيتال، بينما اختزلت الفنانة مريم عبدالرحمن فيلم «لا أنام» في شخصية فاتن حمامة، وجاءت لوحتها عبارة عن اسم الفيلم فقط، مدعوماً بصورة رئيسية لفاتن حمامة وخلفها مجموعة أخرى للممثلة نفسها بأحجام مختلفة وسط أرضية من اللون الأزرق».
المعرض أكد أنه رغم أن الغرض الأساسي من «الأفيش» هو الدعاية والترويج للفيلم، وجذب المشاهد للإقبال على الفيلم المعروض، فقد أصبح لهذا الفن طابع فني وجمالي خالص، ميزه عن الفنون الأخرى، فهو يضم أنواعاً مختلفة من الفنون في بوتقة واحدة، مثل التصوير والغرافيك والخط، وتجتمع هذه الفنون ليس للإعلان عن الفيلم فقط، بل لتعبر عن الجو العام الذي يظهر فيه هذا المنتج، فمما لا شك فيه أن تصميم أفيش الأفلام خلال العصر الذهبي للسينما المصرية عكس واقع المجتمع، الذي ضم لفيفاً من الجنسيات المختلفة وأظهر التلاحم والتعاون بين الفنانين المصريين واليونانيين والإيطاليين والأرمن، مما أثرى هذا الفن الذي تحاول الآن مجموعة من الفنانين استعادته من خلال هذا المعرض.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024