هيّا بنا نسافر... في إجازة عائلية ممتعة خارج البلاد
خطّطت لإجازة صيفية خارج البلاد مع أطفالك. من المؤكد أنك أجريت بحثًا مطولاً حول البلد المناسب لك ولأطفالك، وأخذت في الاعتبار النشاطات الترفيهية المتوافرة في المدينة التي تزورينها وعائلتك.
كل أهل يشعرون ببعض القلق أثناء سفرهم مع أطفالهم في إجازة، هل ستمضي بسلام؟ هل سيسعد أطفالهم في المدينة التي اختاروها؟ هل ستكون النشاطات المتوافرة لأطفالهم كما ذُكر في كتيّب الشركة المنظّمة للرحلة ممتعة؟
أما بالنسبة إلى الأطفال، فإن البداية الحقيقية للإجازة هي لحظة وصولهم إلى المطار، والحماسة تكون في أوجّها لحظة هبوط الطائرة في مدرج مطار المدينة التي يمضون فيها إجازة، خصوصًا إذا كانت الرحلة إلى مدينة بعيدة، واستغرق التحليق أكثر من خمس ساعات. ولكن هل فكر الأهل في الإجراءات الوقائية التي يجدر بهم اتخاذها قبل السفر وخلاله؟
في المطار قبل إقلاع الطائرة
قد يكون الانتظار في قاعة المطار قبل إقلاع الطائرة مدته طويلة بالنسبة إلى الأطفال. لذا يمكن الأم أن تضع في الحقيبة التي يُسمح لها بحملها على متن الطائرة، كل ما يحتاج اليه طفلها.
فإذا كان صغيرًا جدًا، يمكنها وضع الحفاضات والغيارات وقصة ولعبته المفضلة. أما إذا كانت مدة التحليق طويلة، فمن الممكن، وهذا وفق شركة الطيران التي تسافر العائلة على متنها، إحضار كرسي الطفل الخاص بالسيارة إذا لم يكن طوله يتعدى الـ 70 سنتيمترًا، والذي يوضع بجانب مقعد الأم... على الأم الاستعلام من شركة الطيران التي تسافر على متنها. عند الإقلاع وكذلك عند الهبوط، يجب حضن الطفل الذي تقل سنّه عن السنتين.
في الطائرة أثناء التحليق
إذا كان التحليق يستغرق ساعات طويلة، يصعب على الأم جعل طفلها جالسًا طوال الوقت محصورًا في مقعده. لذا، ولتجنب نوبات البكاء التي تحرج الأم، وتزعج ركّاب الطائرة، يمكن الأم ترك طفلها يتجول في أروقة الطائرة خارج وقت خدمة تقديم الوجبات، كي لا يزعج المضيفين والمضيفات أثناء تقديمهم وجبات الطعام للمسافرين، كما عليها أن تبقى بالقرب من طفلها كي لا يعكّر هدوء بقية الركاب.
كما يمكن جلب كتب وألعاب صغيرة ودبدوبه المفضل. لا بد من الإشارة هنا الى أن الأطفال يقدّرون كثيرًا الهدية التي يشتريها لهم والداهم من سوق المطار الحرّة قبل الإقلاع، فتجعلهم ينشغلون بها طيلة التحليق.
النظافة الغذائية في الطائرة وفي الفندق
حتى الشهر السادس، يجب إحضار طعام الطفل اثناء التحليق. وما فوق هذه السن، توفر معظم شركات الطيران الحليب والبسكويت. ولكن الطفل الذي تعدى السنتين يشعر بالمتعة، عندما تقدّم له المضيفة وجبته المناسبة في صينية.
وخلال التحليق يجب جعل الطفل يشرب بشكل دوري، فمكيّف الطائرة يسبّب له جفافًا في الحلق، مما يُحدث له ألمًا في الأذنين، لذا فترطيب الحلق يساهم في منع انسداد الأذنين. كما على الأم تجنب المياه الباردة أو تناول البوظة، بل الاكتفاء بالمياه المعدنية.
عند الوصول
في المطار، على الأهل التأكد من أن جميع أطفالهم بقربهم، ومن الأفضل جعلهم يحملون حقائب الظهر الخاصة بهم، ذلك أنهم يشعرون بأنهم يشاركون أهلهم المسؤولية. كما يمكن الوالدين توزيع مسؤولية مراقبة الأبناء أثناء العبور نحو نقطة ختم الجوازات، بأن يكون الوالد يسير في الأمام والأم خلف أبنائها أو العكس، أو أحدهما الى يمين الأطفال والآخر إلى يسارهم.
وعند نقطة ختم الجوازات، غالبًا ما يسرع الموظفون في معاملات العائلة. وعند التوجه لأخذ الحقائب، الطلب من الأبناء الوقوف مع أهلهم لمراقبة وصول الحقائب. وإذا كان هناك أطفال، على أحد الوالدين مراقبة وصول الحقائب والآخر مراقبة الأطفال، ذلك أن الأطفال بعد تحليق طويل حوصروا فيه إما في المقعد أو في أروقة الطائرة، يتوقون للركض وبعض الحرية.
عند الوصول إلى الفندق
يجدر بالأم، عند الوصول إلى الفندق، الطلب من الأبناء ألا يندفعوا لالتهام صحن الفواكه الذي غالبًا ما يوضع في الغرفة للترحيب بالنزلاء، بل التأكيد أن عليهم غسل الفواكه رغم أن معظم الفنادق تقدمها نظيفة.
كما يجب الأخذ في الاعتبار أن هذا الطبق قد يكون وضع في الغرفة منذ فترة طويلة أو ربما وقعت بعض الفواكه أثناء ترتيبها في الطبق.
التأكد من أن غرفة الفندق مجهّزة بوسائل الأمان، وأن أقفال الأبواب متينة بحيث لا يستطيع أحد الدخول إلى الغرفة أثناء غياب الوالدين.
الجولة في المدينة
- توزيع المسؤولية بين الوالدين إذا كان عندهما أكثر من ولدين، بحيث يتمكن كل واحد منهما من الاهتمام بقسم منهم. ولا يجوز الاستعانة بأحد الأبناء إذا كان مراهقًا، فهذا يشعره بالإحباط لأنه يريد الاستمتاع بالسفر مثل إخوته.
- الذهاب إلى موقع ترفيهي حيث يمكن الوالدين مراقبة أبنائهم خلال وجودهم، والتأكد من أنه مجهز بكل وسائل الأمان. كما يمكنهما تبادل أرقام الهواتف مع المسؤولين عن النشاطات الترفيهية حتى يبقيا على اتصال في حال حصول طارئ.
- تعليم الأبناء كيفية الاتصال بمركز الطوارئ وطريقة التحدث إلى المسؤولين فيه. والتأكد من أنهم يعرفون جيدًا الأسماء والعناوين وأرقام الهواتف، للاستعانة بها في حال حدوث مشكلة.
- الاحتفاظ بالمعلومات الحديثة المتعلّقة بالأبناء، كالاحتفاظ بصور جديدة لهم، خصوصًا إذا كانوا في سن صغيرة جدًا، وبصمات الأصابع والقدمين، ومعلومات طبية، وشهادة الولادة أو صورة لعلامة خلقية. كما يمكن التقاط صور خلال الرحلة لأنه سوف يحتاج إليها الوالدان في حال ضياع أحد الأبناء.
- أن يترك الوالدان دومًا معلومات عن كل تحركاتهما في مكتب استقبال الفندق، متى سيذهبان وإلى أين، وفي أي ساعة سيعودان.
- التأكد من أن المربية التي ترافق العائلة تعرف كل إرشادات الأمان التي تتبعها، وكيفية طلب المساعدة، وأرقام الهواتف للاتصال بالوالدين في حال حدوث طارئ.
- التأكد من أن حقيبة الإسعافات الأوّلية تتضمن أدوات جديدة وجيّدة.
أثناء الجولة
- وضع قبعة موحدة اللون لجميع الأبناء، خصوصًا أثناء التجوال في شوارع مزدحمة، أو زيارة متحف أو أي معلم تاريخي يحتمل وجود عدد سياح كبير فيه. فهكذا يميز الوالدان أبناءهم من بين الحشود.
- جعل الأبناء يحملون كاميراتهم الخاصة والسماح لهم بالتصوير، شرط أن يكونوا على مقربة من أهلهم، ولا سيما المراهقين لأنهم يظنون أنهم ناضجون كفاية لتحمل المسؤولية. لذا على الأهل التأكد من أن بطارية هواتفهم مشحونة كي يعلمهم في حال تاه أحدهم يستطيع أن يرسل «واتسب – أب» إلى أهله يعلمهم بالمكان الموجود فيه.
في المطعم
عدم السماح للطفل الصغير بالذهاب وحده إلى الحمام، بل يجب دائمًا مرافقته، وإن كان عدد رواد المطعم محدودًا.
في بركة السباحة
تعليم الأبناء إرشادات الأمان، خصوصًا في السباحة. فمن المعلوم أن الرحلات السياحية تتضمن نشاطات ترفيهية كالسباحة، وغيرها من الرياضات المائية التي تسبب حوادث خطيرة قد تؤدي إلى الموت. ومن الضروري أيضًا التأكد من وجود راشد يراقب الأبناء أثناء قيامهم بهذه النشاطات الترفيهية.
لسعات الحشرات والشمس
إذا اختار الأهل بلدًا استوائيًا، عليهم أن يستعلموا عن اللقاحات الضرورية لأطفالهم. فالسفر إلى بلد استوائي يجب الاستعداد له قبل شهور على المستوى الصحي.
ففي المناطق الاستوائية لكل فرد في العائلة ناموسية تحميه من لسعات البرغش أو الذباب. لذا على الأطفال ارتداء سراويل طويلة، وقمصان قطنية بأكمام طويلة تحميهم من لسعات الحشرات وتقيهم من حرارة الشمس، والثياب يجب أن تكون فضفاضة وقطنية خفيفة وبألوان فاتحة.
ساعات النوم
على الأهل توقع أن أبناءهم مثلهم يخضعون لفارق التوقيت في الأيام الأولى للإجازة. لذا عليهم غض النظر عن عدم رغبة أطفالهم في النوم. وفي كل الأحوال إنها إجازة خارج البلاد، فلندعهم يستمتعون برحلتهم لتكون ذكرى جميلة لن تمحى من ذاكرة الأبناء.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024