الفنان التشكيلي عصمت داوستاشي: في دراستي الأخيرة تصديت لمافيا تزييف اللوحات
هو واحد من أبرز الفنانين التشكيليين المصريين والعرب، ليس فقط لمساهمته على مدى عقود طويلة في حركة الفن التشكيلي، بل لأنه واحد من الذين حفظوا مسيرة تاريخ الفن، بكتاباته الموسوعية وإصداره أكثر من 47 كتاباً، توزع صدورها ما بين دور النشر الحكومية والخاصة، بالإضافة الى سلسلته التي يصدرها على نفقته الخاصة بعنوان «كتالوغ 77»، ومن خلالها نشر دراسات نقدية هامة، منها دراسته عن بينالي الإسكندرية لدول البحر المتوسط، وأخيراً صدر كتابه الأخير بعنوان «الدليل الموجز في تزييف وتزوير اللوحات الفنية»، ويكشف فيه عن مافيا تزوير اللوحات وبيعها... عن هذا الكتاب ومشواره الفني دار هذا الحوار.
-بداية، ما دافعك لنشر هذا الكتاب؟
دافعي هو تحذير محبي اقتناء اللوحات الفنية من أن يصبحوا فريسة سهلة لتجار الأعمال الفنية ومزيفيها، وذلك من خلال التعريف بأساليبهم وألاعيبهم المُتبعة في الترويج لبضاعتهم المزورة التي استشرت في سوق بيع الأعمال الفنية خلال الأعوام العشرين الماضية في مصر، وتسببت في إرباك هذا السوق، حتى أن اللوحات المزيفة لفنانين مصريين وعرب طاولت أيضاً مزادات الفن المشهورة عالمياً.
-هل تتبعت كيف يمكن أن تكتسب اللوحات المزيفة صدقية للترويج لها؟
نعم، فأهم ما يسعى إليه مزيفو اللوحات وتجارها هو إكساب اللوحات المزورة صدقية مما يمكّنهم من الترويج لها واصطياد الزبون المناسب. ومن أهم وسائلهم لهذا الهدف، عرض اللوحات المزيفة في معرض جماعي للرواد مثلاً، أو الفنانين الراحلين، والمهم أن تُطبع صورة اللوحة المزيفة في كتالوغ هذا المعرض، فإن مر الأمر بسلام، يصبح هذا الكتالوغ وثيقة بسلامة اللوحة، وهناك طريقة أسهل لنشر اللوحات المزيفة من طريق تسريبها الى باحث في الفنون لينشرها في بحثه من دون أن يعلم أنها لوحة مزيفة أو تسريبها الى الصحافة، ليتم نشرها مع موضوع فني.
-هل هناك طرق لكشف اللوحات المزيفة؟
هناك طريقتان للكشف، الأولى هي الفحص البصري، وهي طريقة تقليدية تعتمد على خبرة الفاحص في فن التصوير الزيتي والرسم وتقنياته وخاماته وتاريخ الفنون، وتستند الى معرفة واسعة بسيرة حياة صاحب اللوحة وأعماله التي يتم فحصها بالنظر إليها ولمس أجزاء منها لتحسس طبقة الألوان وحركة الفرشاة. أما الطريقة الثانية فهي الطريقة العلمية، وقد تطور العلم في السنوات الأخيرة في ما يخص فحص اللوحات الفنية، كالتحليل الكيميائي للألوان المستخدمة في اللوحة واستعمال الأشعة السينية تحت الحمراء.
-ما الذي دفعك لنشر هذا الكتاب في هذا الوقت؟
بسبب انتشار ظاهرة تزوير اللوحات وتزييفها، وبالفعل أصبح هناك ما يشبه السوق لبيع هذه الأعمال التي تضر بحركة الفن. فدافعي من هذا الكتاب هو كشف مزيفي اللوحات، وأن تتم تنقية المناخ الفني ليعود الفن المصري الحديث إلى سوق الفن العالمي من جديد، بتوثيق فني وعلمي بأحدث الأجهزة وبإدارة من وزارة الثقافة ونقابة الفنانين التشكيليين وكليات الفنون الجميلة.
-ما جديدك للفترة المقبلة؟
أستعد لمعرض عن الأحداث التي نشهدها الآن، كما أجهّز لطبع مجلد «الأخوان وانلي»، ومجلد «سعد الخادم»، و «تصاوير النيل»، و «تصاوير البحر»، و «الفنون التشكيلية في الإسكندرية في مائة عام».
والجدير ذكره أن الفنان عصمت داوستاشي من مواليد الإسكندرية عام 1943، شارك منذ عام 1964 في العديد من المعارض الجماعية، وله أعمال مقتناة داخل مصر وخارجها، وهو ناقد تشكيلي ومتخصص في دراسات وأبحاث الحركة الفنية في الإسكندرية منذ جيل الرواد، وأخرج عدداً من الأفلام التوثيقية القصيرة عن مجموعة من الفنانين المصريين، منها فيلم «الريشة والقلم» الذي عرض في افتتاح مكتبة الإسكندرية عام 2001، وأعدّ السيناريو والحوار والمادة العلمية لفيلمين عن محمود سعيد وسيف وانلي، وهو صاحب مسيرة طويلة في الاهتمام بالإخراج الفني للمطبوعات، وصمم العشرات من أغلفة الكتب، كما حوّل منزله في العجمي في الإسكندرية إلى متحف خاص لأعماله يضم أكثر من خمسمئة عمل، بالإضافة الى متحف صغير للفن المصري الحديث يضم أكثر من 150 عملاً.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024