ميريهان حسين: أرفض الإغراء الصريح
تعترف بأنها شعرت بالإحباط في بداياتها، لأنها لم تتوقّع الصعوبات التي واجهتها، لكنها سرعان ما تجاوزت هذا الإحساس وبدأت تثبّت أقدامها من دور الى آخر.
الفنانة الشابة ميريهان حسين تؤكد أنها بدأت تتمرّد على أدوار الفتاة الشريرة، وتعلن سر خوفها من الدور الذي لعبته أمام محمد رمضان، كما تكشف أسرار الوجوه الثلاثة التي ظهرت بها في رمضان، وعودتها إلى السينما، وأول قصة حب عاشتها، والرجل الذي تنتظر ظهوره في حياتها.
- ما الذي شجعك على المشاركة في مسلسل «المطلقات»؟
«نادية» في مسلسل «المطلقات» دور جديد عليَّ وشخصية مختلفة عني، لأنها بنت شقية تبحث دائماً عن مصلحتها وتحب التدخل في كل شيء تستفيد منه، ولا تؤمن بالحب والعلاقات الفاشلة في الحياة، وبعد ذلك تتطور الشخصية وتقع في مشاكل وأزمات، والدور أعجبني وشعرت بأنه فرصة لإظهار قدراتي كممثلة.
- وماذا عن رد الفعل على المسلسل، خصوصاً أنه كان خارج المنافسة الرمضانية؟
سعيدة برد فعل الجمهور وتعليقاتهم الطيبة التي أسمعها، سواء عندما أقابلهم في الشارع أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
ورغم أن المسلسل كان خارج المنافسة الرمضانية لكن هذا شيء جيد، لأننا كنا نشاهد منذ فترة قريبة المسلسلات في رمضان فقط، لكن الآن نشاهد طوال السنة أعمالاً درامية كما كان يحدث في الماضي، عندما كانت هناك مسلسلات تعرض على مدار العام.
- ماذا عن الأعمال التي تشاركين بها أخيراً؟
شاركت في ثلاثة مسلسلات هي: «الصعلوك» و «قصة حب» و «حواري بوخارست»، واخترت الشخصيات التي أقدمها بحيث تكون مختلفة تماماً عن بعضها، ولا يوجد دور يشبه الآخر تماماً.
- وما أوجه الاختلاف بين هذه الشخصيات؟
قدّمت في مسلسل «الصعلوك»، شخصية كنت أحلم بتقديمها دائماً، وهي بنت شعبية اسمها «عواطف» من طبقة فقيرة جداً، تعمل لكي تنفق على أسرتها، وتحاول في الوقت نفسه أن تخفي أنوثتها لتستطيع العيش في مجتمعها بعيداً من مضايقات الآخرين لها... هي بنت «جدعة» والمسلسل بطولة الفنان خالد الصاوي، فيدرا، نجلاء بدر، فراس السعيد، تأليف «محمد الحناوي» وإخراج «أحمد صالح».
أما في مسلسل «حواري بوخارست» فقدمت شخصية «بوسي»، وهي بنت قوية محددة أهدافها ومصالحها، تعرضت لصدمات في حياتها جعلت منها شخصية قوية ترى الحياة بطريقة معينة.
الشخصية مركبة، جديدة عليَّ، والعمل من بطولة أمير كرارة، الفنانة الاستعراضية دينا، أحمد سلامة، ودنيا. أما مسلسل «قصة حب» فهو إنتاج لبناني ويشارك فيه كثير من فناني مصر وسورية والأردن، وهو من بطولة الفنان ماجد المصري وباسل الخياط ونادين الراسي، إنتاج زياد شويري، تأليف نادين جابر، وإخراج فيليب أسمر الذي سبق لي أن تعاونت معه في مسلسل «جذور»، وهو يدور في إطار رومانسي اجتماعي وأُجسد فيه شخصية «لارا»، فتاة مصرية تعمل في مجال المونتاج في لبنان وتعيش قصة حب مع باسل الخياط، هي جزء من أحداث متشابكة وعلاقات حب مركبة.
- هل صحيح أنك كنت خائفة من قبول دورك في مسلسل «ابن حلال» مع محمد رمضان؟
بالفعل كنت خائفة جداً من الدور، وظللت لفترة متردّدة في توقيع العقد، لخوفي من أن يتم فهم دوري بشكل خاطئ بسبب جرأته. صحيح أنني كنت أعتقد بأن الناس على وعي كافٍ لإدراك الفرق بين الدور وشخصيتي الحقيقية، لكن هذا لم يمنع خوفي منه.
- لكن هذا الدور حقق نجاحاً!
بالفعل حقق لي نجاحاً، لكنني كنت خائفة من فهم الجمهور الخاطئ لشخصيتي الحقيقية، وعدم الفصل بين التمثيل والحقيقة، هذا الخوف رافقني دائماً، لكنني أدركت أخيراً أن المشاهد يعي جيداً الفرق.
- وماذا عن ردود الفعل التي جاءتك على مسلسل «إكسلانس» مع أحمد عز؟
في هذا المسلسل، أدّيت شخصية مختلفة، وإن كان فيها شيء من الشر، وطبعاً كنت سعيدة بدوري في المسلسل، لأنني عملت من خلاله مع أحمد عز، والمنتج وائل عبدالله، والذي كثيراً ما كان يرسل إلي في الفترة السابقة سيناريوات، لكنها كانت في الحقيقة محاولات لم يتح لها أن تكتمل، ودوري في المسلسل الذي جسدت فيه شخصية نسائية انتهازية، حقق نجاحاً جيداً.
- لكن البعض رأى أن «إكسلانس» لم يحقق النجاح المتوقع، فما رأيك؟
نعم كنا جميعاً نتوقع له نجاحاً كبيراً، لأنه مسلسل قوي وقصته مهمة، وأيضاً إنتاجه مكلف، لكن عندما عرض بعد رمضان لاقى نجاحاً مدوياً.
- قدّمت أكثر من دور في إطار «الشر»، هل أصبحت تكرهين هذه النوعية من الأدوار؟
لا، فأنا مقتنعة بأن الأدوار التي تتضمن «شراً» تكون مكتوبة بحرفية، وبالتالي أصعب لأن الشخصية في هذه الحالة تكون مركبة، لذا تشدّني أكثر من الشخصيات الطيبة لتمثيلها، ولكن!
- ولكن ماذا؟
(تبتسم)، منذ وجدت الناس يتأثرون بأدائي أدوار الشر، ويظنون أن نجاحي فيها يعود إلى طبيعة شخصيتي، بدأت آخذ حذري منها، طالما أن الغالبية لا يزالون غير قادرين على التفريق بين شخصية الممثل الحقيقية وشخصيته أمام الكاميرا، فبدأت أحسب حساباً لهذه الأدوار.
- وهل كان هذا العائق لقلة الأدوار التي تقدّمينها؟
نعم، لقد تأخرت بعض الوقت لعدم رغبتي في الظهور في نوعية معينة من الأدوار التي تتطلب إبراز الأنوثة المترافقة مع الشر في تركيبة واحدة، وهذا كان أغلب ما يُعرض عليَّ من أدوار.
- ماذا حققت لك مشاركتك في مسلسل «آدم وجميلة»؟
هذا المسلسل كان أول عمل فني شعرت بأنه حقق نجاحاً باهراً لي وبجد، فهناك أعمال تنجح لأن فئة معينة من الجمهور تحبها وتشاهدها، لكن هذه كانت المرة الأولى التي أشعر فيها بأنني قدمت مسلسلاً حقق نجاحاً مدوياً، وعلى كل مستويات الجمهور، مع أنني صورته ضمن مسلسلات أخرى في ذلك الوقت.
- ماذا عن السينما ودورك في فيلم «الخلبوص»؟
أقدّم دور بنت تُدعى «ليلى»، إحدى البنات التي يقابلها الفنان محمد رجب خلال رحلته في الفيلم للبحث عن الفتاة المثالية، وهو دور كوميدي، ورغم صغر مساحته، لكنني أحببته كثيراً، وأستطيع القول إنه دور جديد عليِّ تماماً، وهو من بطولة محمد رجب، إيناس كامل، رانيا الملاح، إخراج إسماعيل فاروق، وتأليف محمد سمير مبروك.
- وما رأيك في حال السينما الآن؟
السينما، وبغض النظر عن مواضيعها، بدأت تزدهر، وتقدم من جديد أعمالاً قوية وجيدة، وإنتاجاً أكثر من الفتره السابقة، وأتمنى للسينما المصرية مزيداً من الازدهار في الفترة المقبلة حتى تعوض ما فاتها.
- كيف ترين نفسك بين نجمات جيلك على الخريطة الفنية حالياً؟
لا أعرف كيف يمكن حساب ذلك بدقة، وإن كنت ألاحظ أنني أصبحت في مكان جيد الآن، وأحب توضيح أنني لو كنت أسير بخطوات بطيئة في الفن أثناء البدايات، لكنني اكتسبت الكثير من الخبرة، فضلاً عن أنني كنت أشعر في البداية بإحباط لعدم معرفتي بأن النجاح في الفن صعب، لكنني سرعان ما تخلّصت منه وبدأت أثبّت خطواتي.
- ماذا عن الإغراء في السينما وقد وصلته بعض المشاهد الدرامية أيضاً؟
عن نفسي أرفض الإغراء الصريح، لكن من الممكن أداء مشهد فيه إحساس من نظرة أو كلمة من دون أن تخدش حياء المشاهد بمشهد مبالغ فيه.
- ما هي طموحاتك في الفن؟
ليست لي طموحات سوى تأكيد ذاتي، وإثبات المزيد من قدراتي في التمثيل، وأقول للمخرجين والمنتجين، في داخلي مساحات أخرى، شاهدوها واحكموا!
- نترك حديثنا عن الفن لنقترب قليلاً من حياتك الخاصة وأحلامك وطموحاتك، فماذا عن حياتك الشخصية بعيداً من الفن؟
أنا شخصية بيتوتية جداً، ولذا أكون دائماً وسط أهلي، ولا أخرج كثيراً، وأحب الحياة الهادئة، وأعشق القراءة ومشاهدة التلفزيون.
- ما هي الحالة العاطفية لميريهان؟
خالية تماماً، فأنا قلبي «خالٍ»، ولم يشأ القدر أن يكون مشغولاً حتى الآن.
- إذاً متى كانت أول تجربة في حياتك العاطفية؟
المرة الأولى التي شعرت فيها بالحب كنت أُعتبر خلالها كبيرة بالنسبة إلى الأخريات، إذ كنت تقريباً في عمر 17 أو 18 سنة، بينما أعلم أن كثيرات من صديقاتي وقريباتي أحببن في سن أصغر من ذلك، يعني مثلاً في عمر 13 أو 14 سنة، فكنت بالنسبة إليهن كبيرة إلى حد ما.
- وهل يمكن أن يتحول الحب إلى شعور مدمّر؟
ممكن، ولكن هذا لا يحدث إلا مع الشخص الذي يكون لديه أصلاً نقص في الشخصية، فينتهز فرصة وجود من يحبه ليحب هو نفسه، بدلاً من أن يعطي الحب والحنان لمن يبادله الحب.
- ما هي طموحاتك على المستوى الشخصي؟
أتمنى الزواج عن حب، فالحب شيء مهم جداً، وأن أقابل الشخص الذي يحبني لشخصي أنا، لنكوّن معاً أسرة وبيتاً، فأنا أحب الأطفال جداً.
- ما هي أسعد أوقات حياتك؟
تلك التي أكون فيها مع عائلتي.
- من أقرب شخصية إليك؟
والدي حفظه الله لي، فنحن صديقان جداً.
- ما هي علاقتك بمواقع التواصل الاجتماعي؟
أتابعها دائماً وألمس من خلالها أيضاً رأي الجمهور، وأشاركهم بصوري خلال التصوير أو في حياتي الشخصية.
نضوج فني
- إلى أي مدى تشعرين حالياً بالنضوج الفني؟
من المؤكد أنني أشعر بدرجة أكبر من النضوج الفني عما كنت عليه من قبل، خاصةً أنني كنت في كل عمل جديد أقدمه أحاول التعامل مع الكاميرا بطريقة مختلفة في أدائي الدور، فضلاً عن أنني أحاول في كل مرة اختيار شخصية لم يسبق لي تقديمها من قبل، لأكتسب المزيد من الخبرة، وإن كان هذا لا يعني أنني وصلت إلى أقصى درجات النضوج، فما زال طريق الفن أمامي طويلاً.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024